فاتوا الميرى.. شباب الوادى الجديد لم ينتظروا الوظيفة الحكومية واستغلوا مخلفات النخيل فى إنشاء صوب زراعية لإنتاج الخضروات.. صوب الخير نموذج لمشروعات القرى المنتجة لتحقق الاكتفاء الذاتى بدعم المحافظ .. فيديو وصور

حالة من السعادة والرضا يعيشها عدد من شباب الخريجين وحملة المؤهلات العليا والمتوسطة بعد نجاح مشروعاتهم الصغيرة والمتمثلة فى صوبة زراعية بيئية لكل شاب، بعد أن فقدوا وظائفهم أثناء جائحة كورونا وعادوا لقريتهم التى تقع فى أقصى الصحراء الغربية وهى قرية المعصرة فى الواحات الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، وهى فكرة تبناها اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم ودعمتها جمعية تنمية المجتمع بالقرية، والتى تضمنت إنشاء مجمع صوب بيئية مكونة من مخلفات وجذوع النخيل فى المقام الأول وتعتمد على الأسمدة الحيوية لإنتاج الخضروات الخالية من المبيدات الحشرية والملوثات، حيث تختلف تلك الصوب البيئيه عن الصوب المعدنية التقليدية فهى مرتفعة نسبيا عن الصوب ولها قدرة على التحمل ومواجهة الظروف المناخية وسرعة الرياح، كونها مصنوعة من جذوع النخيل ويمكنها تحمل الظروف القاسية وتقلبات الطقس بجانب اتساع مساحتها ورخص تكلفتها وهو ما شجع الجمعية على تنفيذ الفكرة وانتهاء المرحلة الأولى والبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية لتوفير عدد أكبر من فرص العمل لشباب القرية.

وبدأ المشروع منذ الجائحة وحتى اليوم بعد أن حقق نجاحاً كبيراً ساهم فى سد العجز فى احتياجات أهالى القرية من الخضروات بصورة كبيرة ووفر دخلا ثابتاً لشباب الخريجين المنتفعين من تلك الصوب البيئيه، والتى نفذتها الجمعية وفق دراسة جدوى مستفيضة جرى فيها حساب أنشطة المشروع ونسبة نجاحه ، والفرص التى سيتم توفيرها للشباب والمراحل التى يستغرقها التنفيذ الكامل والتى استغرقت 3 شهور تحت إشراف مهندسين مختصين،  بهدف توفير مصدر دخل ثابت للمتضررين من جائحة كورونا ممن فقدوا عائلهم أو تضررت أعمالهم بسبب الفيروس، وجرى تسليم الصوب الزراعية للشباب المستحقين طبقا للشروط المعلنة ليكون المشروع بالمجان للمنتفعين دون أن يتحملوا أية نفقات مطلقا باستثناء ثمن الشتلات والمتابعة والمجهود الشخصى لكل منتفع من الصوب.

وتابعت كاميرا "اليوم السابع" جانبا من أعمال مشروع الصوب البيئيه، حيث يقوم الشباب بزراعة الخضروات المتنوعة ومنها الفلفل والشطة والبامية والكوسة والباذنجان والخيار وغيرها من الخضروات، وكذلك بعض أنواعه الفواكه منها الأناناس والفراولة وغيرها من الزراعات الغير تقليدية، وكان سبب نجاح المشروع هو دعم المحافظ لتلك الافكار وتوجيهاته بتقديم كافة التسهيلات لشباب الخريجيين والجمعيات التنموية الراغبة فى التوسع فى فكرة البيوت المحمية لتنفيذ مشروعات الانتاج الزراعى المتكامل، وكذلك فتح منافذ بيع لتلك المشروعات ليتسنى لأصحاب تلك المشروعات أن يسوقوا منتجاتهم بسهولة، وخاصة أن تلك المنتجات لها قدرة كبيرة على المنافسة لجودتها وانخفاض سعرها مقارنة بأسعار مثيلاتها فى الأسواق من الخضروات والفاكهة.

وقال أيمن أحمد حنفى رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للتنمية بقرية المعصرة، لـ "اليوم السابع" أن فكرة المشروع اعتمدت على الابتعاد عن النمطية والاستفادة من مقومات البيئة وتوفير مصدر دخل متزايد بجانب محاولة التخلص من مخلفات النخيل وتوفير منتج طازج وخالى من الملوثات يحقق سد العجز فى سوق الخضروات والفاكهة، وهو ما تم تحقيقه بدعم القيادات التنفيذية بدءاً من محافظ الوادى الجديد وتمويل المؤسسات الخيرية ، ومنها مؤسسة آفاق جديدة للتنمية والتى وفرت كافة المستلزمات لتنفيذ المشروع الذى حقق نجاحاً كبيراً وساهم فى توفير فرص إنتاجية لعدد من الشباب والفتيات من أهالى القرية، مؤكدا على أن تكلفة المشروع بالكامل لم تتجاوز 200 ألف جنيه تضمنت إنشاء 16 صوبة ومصادر الرى الحديث لها وهى صوب بيئية مصنوعة من جذوع النخيل ومغطاة بالسيرم العازل لدرجات الحرارة وموصل بها خطوط التسميد الحيوى دون أية مبيدات نهائيا.

وأضاف محمد عادل أحد المنتفعين بصوبة بيئية بالمشروع أنه حاصل على ليسانس دراسات اسلامية ولم ينتظر الوظيفة الحكومى، وقرر المشاركة فى تلك التجربة التى حققت نجاحاً كبيراً وساهمت فى توفير مصدر دخل إضافى له بعد الظروف التى مرت بها دول العالم خلال جائحة كورونا ، حيث أصبح هذا المشروع بديلاً لمصدر الدخل الذى انقطع بسبب كورونا ليكون الأفضل من حيث موقع العمل بنطاق القرية ويدعم توفير منتجات الخضروات لأهالى القرية ، بالإضافة إلى أنه لا يحتاج لجهد كبير أو خبرة باستثناء أعمال الزراعة والجنى المتواصل مع الالتزام بتعليمات المهندسين المختصين ممن يشرفون على المشروع، مؤكداً على أنه وباقى منتفعى المشروع يحرصون على إستمرار نجاح الفكرة والعمل على تطويرها بدعم مجلس إدارة الجمعية الخيرية للتنمية بالقرية متمنياً انتشار تلك المشروعات وتعميمها على مستوى قرى مركز الداخلة.