بوابة صوت بلادى بأمريكا

وراء كل رجل عظيم امرأة.. صفية زغلول السند والضهر لزعيم الأمة.. حملت لواء الثورة بعد نفسه وحولت منزله لبيت الأمة.. حفيد سعد زغلول: تنازلت عن عزبة بالغربية لجدى ليقيم فيها.. ومؤخرون: كرست ثروة أبيها لمساندة زوجها

  • حفيد سعد زغلول: حولت بيت جدى لمقر اجتماعات قيادات الثورة بعد نفيه لسيشل

  • الدكتور أحمد زكريا الشلق: قاسم أمين كان سبب زواجهما.. وإسماعيل صدقى وجه لها إنذا للتوقف عن العمل الوطنى

  • عبد المنعم العجمى: الأميرة نازلى فاضل كان سبب التعارف بينهما..وصفية دعمت زوجها حتى يصل لمنصب وزير المعارف

كانت سببا فى تغير حياة زوجها رأسا على عقب، تزوجته وكان محاميا، ودعمته بكل ما تملك لاستكمال مشواره النضالى، اختلفت الرؤى حول من كان سببا فى زواجهما، البعض يرى أن صديقه قاسم أمين كان السبب لقربه من مصطفى فهمى باشا، والبعض الأخر يرى أن الأسرة الملكية فى ذلك الوقت هى كانت السبب فى الزواج، ولكن تبقى قصة عشق وحب كبيرة جمعت الطرفين، جمعهما حبهما للوطن وقيادة العمل الوطنى.

 

من عائلة عريقة ذات أصول تركية، ولكن هذا لا ينفى عنهم وطنيتهم الشديدة، حملت لواء الدفاع عهن الوطن، وقادت الحركات النسائية المطالبة باستقلال مصر، دورها امتد إلى تمويل الأنشطة الخاصة بدعوات استقلال الوطن، وخصصت الأموال الباهظة التى ورثتها عن ابيها فى دعم الحركات الثورية، وكانت أكبر معين لزوجها فى رحلة نضاله دفاعنا عن الوطن.

 

هى أحد أبرز النساء المصريات اللاتى كان لها دورا وطنيا عظيما فى بدايات القرن العشرين، دورها الوطنى لم يقتصر على أنها كانت زوجة الزعيم المناضل سعد زغلول، زعيم حزب الوفد، بل دورها استمر حتى بعد وفاته لسنوات عديدة قادت فيها الحركة الوطنية النسائية، رغم انها ابنة أكبر البشوات وأحد أوائل رؤساء وزراء مصر "مصطفى فهمى باشا"، فهذا لم يمنعها من أن تؤدى دورها فى خدمة وطنها وتكون أكبر سند وداعم لزوجها، واستحقت اللقب الذى أطلقه عليها المصريين وهو "أم المصريين"، وسنجد مستشفى "أم الصمريين" التى أطلقت على اسمها – بحسب ما أكده مؤرخين و- إنها المناضلة صفية زغلول.

 

من هى صفية زغلول؟

هى صفية مصطفى فهمى، ابنة مصطفى فهمى باشا أحد أوائل رؤساء وزراء مصر، ولدت فى عام 1878، وعاشت حياة رغدة، كانت صديقة، ولكن هذه الحياة الرغدة لم تمنعها من الانشغال بقضايا وطنها، وإن لم تكن فى البداية من ممارسى العمل السياسى رغم أن والدها كان رئيسا للوزراء لسنوات طويلة، هى تنتمى لعائلة تركية الأقل.

 

 

 

 

كيف تزوجت سعد زغلول؟

هي حرم الزعيم المناضل سعد زغلول قائد ثورة 1919 بمصر، وحينما تزوجته لم يكن سوى قاضيا فى هذه الفترة، ولم يكن قد دخل العمل السياسى، بل كانت صفية سببا كبيرا فى تولى سعد زغلول ناظر المعارف – أى وزيرا للمعارف – في حكومة مصطفى فهمى باشا - والد صفية زغلول، وبعض المؤرخين يتحدثون عن أن زواج صفية مصطفى فهمى بسعد زغلول كان بترشيح من إحدى صديقاتها له.

 

دور صفية زغلول فى دعم زوجها سعد باشا زغلول

تمثل الدعم الكبير من جانب صفية مصطفى فهمى لسعد زغلول إبان بداية اشتغال زعيم حزب الوفد بالعمل السياسى، ثم قرار بريطانيا بنفيه واثنين من أصدقائه، فعندما شارك زوجها بالعمل السياسي كانت أكبر داعم له، وحينها أطلق المصريين عليها "صفية زغلول" نسبة إلى زوجها سعد زغلول، وكذلك لقب "أم المصريين"، لأنها كانت من أكبر المدافعين حينها عن القضية المصرية والاستقلال عن الاحتلال البريطانى فى ذلك الوقت، بجانب مشاركتها لثورة 1919، وقيادتها للحركة النسائية فى تلك الثورة، حيث لم يمنعها نفى زوجها إلى جزيرة سيشل من أن تحمل لواء الدفاع عن مصر، وحينها قادت المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال خلال ثورة 1919، وحملت لواء الثورة وهنا تم تخليد الدور النسائى فى تلك الثروة وكانت بداية المشاركة النسائية فى العمل السياسى بمصر.

 

 

مساعدتها لزوجها خلال منفاه

كانت صفية مصطفى فهمى أكبر داعم لزوجها، فقد كانت تزور سعد زغلول خلال منفاه خارج مصر، وتشد من عضته وتشجعه على الاستمرار فى قضية الدفاع عن الوطن، فكانت أكبر داعم له فى محنته، بعد قرار نفى زوجها من قبل الاحتلال البريطانى، قادت زوجته صوف النساء المتظاهرات ضد الاحتلال البريطانى والمنادى باستقلال مصر، بل وطلبت من المندوب السامى البريطانى بالانضمام إلى زوجها فى منفاه فى جزيرة سيشل" ولكن رفض المندوب السامى البريطاني حال دون ذلك، لتصعد صفية زغلول وتواصل قيادة الحركة النسائية، ليغير الاحتلال البريطانى من موقفه ويوافق على إرسالها فى منفى زوجها بجزيرة سيشل، ولكنها ظلت تترأس الحراك الوطنى فى ثورة 1919 وتقود الحركة النسائية، التى كانت فى أوجها، فكان لها أثرا كبيرا فى ظهور الشعارات فى تلك الثورة، ونتيجة لقيادتها لهذا الحراك، كان أول الشهداء ثورة 1919 من النساء.

 

قيادتها للحركة النسائية واجتماع الكاتدرائية المرقسية

بعد نفى زوجها سعد زغلول، وبالتحديد فى 13 ديسمبر 1919م ترأست صفية زغلول اجتماع عدد كبير من نساء مصر، والذى سمى بـ"اجتماع الكاتدرائية المرقسية"، وقدمن احتجاجا على ما تشهده مصر من قبل الاحتلال البريطانى، ثم قادت مظاهرة لتأييد قيادات حزب الوفد وقياداته، والدعوة لاستقلال مصر من الاحتلال البريطانى، كما ترأست اجتماع للسيدات فى منزل زوجها لدعم الحركة الوطنية.

 

 

سبب تسميتها بـ"أم المصريين"

لقب "أم المصريين" لها قصة خاصة به، أيضا ظهرت خلال عملها الوطنى ودفاعها الدائم عن الأمة العربية، فخلال إحدى المظاهرات الخاصة بثورة 1919، عندما ألقت السكريترة الخاصة بها بيان على المتظاهرين، قالت فيه "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية فى هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية"، وبعد إلقاء البيان هتف أحد المتظاهرين بمصطلح "أم المصريين"، ومنذ ذلك الحين تم تعميم هذا اللقب عليها ليصبح ملاصقا لها طوال التاريخ.

 

 

دورها فى خلع النقاب عن بنات مصر

دور صفية مصطفى فهمى تعدى أيضا قيادة الحركات النسائية، ففي عام 1921 خلعت حجابها لحظة وصولها إلى الإسكندرية مع زوجها سعد زغلول لتكون أول زوجة لزعيم سياسى عربى تظهر مع فى المحافل العامة والصور دون نقاب، وذلك بعدما أعطها سعد زغلول الحرية الكاملة لثقته التامة بها.

 

كيف حولت صفية زغلول منزل زوجها لبيت للأمة؟

منزل سعد زغلول والذى أصبح فيما بعد بيتا للأمة والذى كمان على الطراز الفرنسى، حيث بدأ سعد زغلول فى بنائه فى عام 1901 واستكمله فى عام 1902، وأنفق عليه 4296 جنيها و460 مليما، وكان هذا المبلغ يزيد عن سعر 20 فدانا زراعيا في ذلك الوقت، ليحتضن هذا المنزل الوطنيين والمنادين باستقلال مصر، حيث كان المنزل مفتوحا لجميع المواطنين لذلك أطلق عليه اسم بيت الأمة، بعد أن تم إرسال زوجها إلى المنفى خارج البلاد تجمع الكثير من الناس حول منزلها، وأصدرت صفية بيانا على الفور تمت قراءتها على المتظاهرين الغاضبين التى وعدت فيها بأنها ستتبع خطى زوجها وأنها تعتبر نفسها أما لكل المصريين الذين خرجوا لمواجهة الرصاص من أجل الحرية.


 

 

نضالها عبد وفاة سعد زغلول

بعد رحيل زوجها سعد زغلول فى 23 أغسطس عام 1927، عاشت صفية زغلول سنوات نضال للدفاع عن استقلال الوطن، حتى وفاتها عام 1946، وظلت تقود الحركة النسائية الوطنية، حتى أن رئيس الوزراء حينها إسماعيل صدقى وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسي إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطنى ولم تهتم بتهديدات إسماعيل صدقى.

 

 

الدكتور أحمد زكريا الشلق: كانت سيدة مثقفة للغاية وتتحدث بلغات أجنبية عديدة ورافقت سعد زغلول في منفاه الثانى

كانت هذه هى أبرز المعلومات عن صفية مصطفى فهمى "صفية زغلول"، ولكنا أردنا أن نغوص أكثر فى بحر حياة هذه المناضلة المصرية، فتواصلنا مع المؤرخ الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، لنحاوره حول الكثير من كواليس حياة زوجة زعيم الأمة.

 

 

كيف جاء زواج سعد زغلول بصفية مصطفى فهمى؟

زواج سعد زغلول بابنة مصطفى فهمى باشا تم فى أوائل القرن العشرين، بعد أن أصبح سعد زغلول محاميا مشهورا، وحينها لم يكن قد أصبح شخصية وطنية، وزواجهما كان من خلال صديق سعد زغلول، المحامى قاسم أمين، والذى كان يتدرب فى مكتب مصطفى فهمى باشا قبل أن يصبح الأخير رئيسا للوزراء، وقاسم أمين كان صديق سعد زغلول وعلاقته جيدة للغاية بمصطفى فهمى، فهو من مهد لزواج سعد زغلول بصفية مصطفى فهمى.

 

وهل تحدث سعد زغلول على دور صديقه في الزواج من صفية مصطفى فهمى؟

بالطبع.. سعد زغلول فى مذكراته قال إنه مدين لقاسم أمين على هذا النسب المهم من عائلة مصطفى فهمى باشا، خاصة أن قاسم أمين هو من عرض طلب سعد زغلول بالزواج من صفية على والدها مصطفى فهمى.

 

رغم أن أصول صفية زغلول من الأتراك ولكن هى كانت مصرية أصيلة مدافعة عن قضايا وطنها.. بما تفسر ذلك؟

البعض يقول إن مصطفى فهمى لم يكن مصريا ولكن كثير من الأتراك القدامى عاشوا فى مصر وأصبحوا مصريين ومصطفى فهمى كان وطنيا مصريا فهو مصرى صميم، حيث عاش فى مصر وتمصر، وسعد زغلول تزوج ابنة رجل سياسي كبير وكان تقليد جميل له، يناسب هذه العائلة، فصفية زغلول كانت من أصول تركية ولكانت مصرية 100%، وعاشت ودفت فى مصر.

 

كيف دعمت صفية زغلول زوجها؟

صفية زغلول رافقت زوجها فى منفاه فى جبل الطارق وهو المنفى الثانى له وكان كبير السن حينها، وعندما تم اعتقاله في المرة الأولى ونفيه إلى جزيرة سيشل حولت بيته ليكون مأوى لكل المصريين المدافعين عن استقلال الوطن.

 

لماذا أطلق على منزل سعد زغلول بيت الأمة؟

خلال فترة نفى سعد زغلول لجزيرة سيشل، كان المصريين يأتون لمنزل سعد زغلول وتستقبلهم زوجته صفية، وفى أحد الأيام كانت الأصوات مرتفعة للغاية فتحدثت صفية زغلول عن أن أصوات الأطفال مرتفعة فرد أحد المواطنين أن هذا بيت الأمة، ومنذ ذلك الحين، أصبح بيت سعد زغلول بيت الأمة يحتشد فيه الزعماء السياسيين ويطلقون منه بيانات وطنية.


ما هى أبرز سمات صفية زغلول؟

كانت سيدة مثقفة للغاية وتتحدث بلغات أجنبية عديدة، خاصة أنها تنتمى لعائلة عريقة، وكانت مثابرة وصابرة، خاصة عندما ذهبت مع زوجها سعد زغلول للمنفى الثانى وهو جبل طارق، فهناك فهيمة ثابت التى قامت بعمل مذكرات الزعيم الخالد وأم المصريين فى جبل طارق، حيث سافرت معهما ودونت كل شيء حدث بين سعد زغلول وزوجته صفية بشكل يومى، وسجلت حياتهما وكيف كانت تساعده خاصة أنه كان كبيرا فى السن وقد تخطى الـ60 عاما حينها، وعاشت معه فى المنفى، كما أن صفية زغلول كانت سيدة ترحب بجميع الضيوف واحتضنت جميع السيدات اللاتى ترددن على منزلها وكانا يكتبن المنشورات فى بيتها التى تطالب بالاستقلال عن الاحتلال الإنجليزى، كما أن أول مظاهرة نسائية فى مصر انطلقت من منزل سعد زغلول ومن أشرفت عليها صفية زغلول.

 

ما هى تفاصيل مساعدة صفية زغلول لزوجها ماديا خلال أزماته؟

بالفعل.. صفية مصطفى فهمى كانت غنية ولديها مراث كبير من والدها وكانت تدعم سعد زغلول بأموالها خلال قيامه بدوره الوطنى وسفرياته فى الخارج، فسعد زغلول لم يكن غنيا وكانت زوجته تدعمه ماليا، فسعد زغلول ورث أرض من والده فى كفر الشيخ وكان مسرف فى الانفاق فقضى على ممتلكاته وبالتالى كان يحصل على الدعم من زوجته، ودعمته بمالها وحبها له وسفرها معه فى المنفى وحولت منزله لبيت الأمة واحتضن الشخصيات الوطنية، فهى لم تتركه يوما خلال مشوار النضال، ولم تتخل عنه، خاصة أن سعد زغلول لم ينجب ورغم ذلك عاشت معه، ومكرم عبيد كان يقول دائما أنه ابن سعد زغلول وكان مكرم عبيد يلقى الدعم من صفية زغلول، بل جميع زعماء الوفد كانوا يلقون الدعم من صفية.

 

ما حقيقة أن صفية زغلول تعرضت لإنذار من إسماعيل صدقى بضرورة التوقف عن العمل الوطنى بعد وفاة زوجها سعد زغلول؟

بالفعل الواقعة صحيحة.. فهى توفيت سنة 1946 أى بعد سنوات عديدة من وفاة زوجها، وظلت بعد وفاة زوجها بعشرين عاما تناضل من أجل وطنها وإسماعيل صدقى طلب منها التوقف عن العمل الوطنى لأنها تعمل وتدافع عن الوفد.

 

الدكتور عبدالمنعم الجميعى: صفية زغلول كانت تدعم زوجها ماليا

زاوية جديدة يتحدث فيها المؤرخ الكبير الدكتور عبدالمنعم الجميعى أستاذ التاريخ الحديث بآداب الفيوم، عن صفية زغلول وكواليس حياتها مع زعيم الوفد سعد زغلول، لذلك كان لنا حديث معه كشف فيه قصة جديدة عن زواج سعد زغلول بصفية مصطفى فهمى، وهذا نص الحوار..

 

 

 

 

فى البداية دكتور عبدالمنعم.. من خلال قصص زوجات الشخصيات التاريخية المصرية والعربية ما أبرز ما يميز المرأة المصرية والعربية عن المرأة الغربية؟

المرأة المصرية تتمتع بأصالة كبيرة لا تجدها عند الآوروبيين، فدائما ما تجد المرأة المصرية شريك نجاح لزوجها وتساعده بكل طاقتها، وتتحمل بصبر شديد، وتربى الأبناء وقد تتحمل أعباء عن الرجل فى المنزل كى تتيح له الفرصة لاستكمال مشوار نجاحه وهى سمات لا تتمتع بها المرأة الأوروبية مثلما تتسم بها المرأة المصرية، فالمرأة المصرية بطبيعتها أنيسة لزوجها وتضحى من أجل الحياة والمنزل.

 

 

هل كانت صفية زغلول هى السبب فى وصول زوجها سعد زغلول لمنصب وزير؟

بالفعل.. صفية زغلول كانت تدعم زوجها بشكل كبير للغاية، بل كانت تدعمه ماليا أيضا، وتمكنت من خلال علاقاتها خاصة أنها ابنة مصطفى فهمى باشا رئيس وزراء مصر وقتها، أن تصعد سعد زغلول لمنصب وزير المعارف، وكانت هناك حالة عشق وحب متبادل بين سعد زغلول وزوجته.

 

هل بالفعل كان للأسرة الملكية دورا فى زواج صفية مصطفى بهمى بسعد زغلول؟

سعد زغلول كان فى البداية سكرتير لأحد بنات الأسرة الملكية، وهى من الأميرة نازلى فاضل، وجعلته يسافر إلى فرنسا، وبالفعل سعد زغلول كان يريد الزواج منها ولكن الملك حينها رفض، وتعرف سعد زغلول على صفية مصطفى فهمى من خلال الأميرة نازلى فاضل فهى من اختارتها له وشجعتها على الزواج منه، فوالد صفية "مصطفى فهمى" كان أكثر رؤساء وزراء مصر مدة فى المنصب، وبالفعل عندما شجعت الأميرة نازلى فاضل، صفية مصطفى فهمى على الزواج من سعد زغلول وكانت سببا فى التعارف استجاب مصطفى فهمى لطلبها وتزوج سعد زغلول بصفية.

 

ما هى أبرز الطرق التى دعمت من خلالها صفية زغلول زوجها فى مسيرة الكفاح؟

صفية زغلول سارت فى نفس الطريق الذى سار فيه زوجها، قادت المسيرات الخاصة بمطالب الاستقلال عندما تم اعتقال زوجها، وذهبت معه المنفى فى المرة الثانية عندما تم نفسه لجبل طارق، كما أن مذكرات سعد زغلول تؤكد أن زوجته ساعدته كثيرا سواء ماديا أو معنويا وظلت وافية له، واستمرت فى العمل الوطنى حتى بعد وفاته، وكانت معها هدى شعراوى فهما من قادنا الحركة النسائية، وهذا ليس بغريب على المرأة المصرية، فعندما نبحث فى تاريخ محمد فريد سنجد أن زوجته كانت أيضا وفية له، عندما تم نفيه تحملت بصبر شديد أعباء المنزل وربته أبنائه.

 

حفيد سعد زغلول: تنازلت عن عزبة وصيف بالغربية لزوجها ليقيم فيها 

 

علاء حمدي الشوالي، حفيد سعد زغلول

 

كى نتعمق أكثر في تفاصيل تلك الشخصية الهامة والتي قادت العمل الوطنى النسائى في أهم مراحل تاريخ مصر الحديث، كان لنا حوارا مع علاء حمدي الشوالي، حفيد سعد زغلول، ليحدثنا عن تفاصيل شخصية صفية مصطفى فهمى زوجة جده سعد زغلول وإلى نص الحوار..

 

كيف كانت تدعم صفية زغلول زوجها سعد؟

صفية زغلول مثلها مثل أي سيدة مصرية، كانت تدعم زوجها كى ينجح ويواصل مسيرة العمل الوطنى في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ الوطن، فتصرفها كان كزوجة مصرية ليست ابنة رئيس وزراء مصر حينها، حيث شدت من أزره، ولم يكن فارق السن بينهما كبيرا، فقد كانت بنت بلد، وقادت الحركة الوطنية مع زوجها، لذلك وضعها زعماء العمل الوطنى حينها في مكانة كبيرة.

 

هل كانت صفية زغلول السبب في إطلاق اسم "منزل الأمة" على بيت سعد زغلول؟

في الحقيقة بيت الأمة أطلق عليه هذا الاسم قبل نفى سعد زغلول، والقصة حدث بها بعض التزييف، حيث بعد لقاء سعد زغلول ورفاقه بالمعتمد البريطاني، وحديث الأخير بأن سعد وأصدقائه لا يمصلون مصر، بدأ سعد زغلول يجمع التوقيعات، وحاول أن يضم حينها عدد من قيادات الحزب الوطنى التابع لمصطفى كامل ، وبالفعل جلسوا معه في بيته واحتد النقاس بينهما بسبب نص الوثيقة، حيث أعترض بعض قيادات الحزب الوطنى حينها على بعض النصوص في صيغة الوثيقة، وطلبوا من سعد زغلول تغييرها، وكان من بينهم محمد زكى الذى رفع صوته، ليرد سعد زغلول بالاعتراض على أن يرفع محمد زكى صوته في منزله – أي سعد زغلول – فرد محمد زكى بأن هذا ليس بيت سعد زغلول بل بيت الأمة وأعجب سعد بهذا الاسم واستجاب لطلب محمد زكى ومنذ ذلك الحين أطلق عليه بيت الأمة.

 

وكيف حولت صفية زغلول منزل زوجها إلى مقر لاجتماعات قيادات الثورة؟

بعدما تم نفى سعد زغلول إلى جزيرة سيشل المرة الأولى، كانت صفية زغلول تستقبل قيادات ثورة 1919 في منزل سعد زغلول بيت الأمة، وكانت تدعمهم وتستقبلهم في المنزل وتساندهم وتشارك معهم، ومنذ ذلك الحين أصبحت اجتماعات حزب الوفد في بيت الأمة حتى وفاة سعد زغلول.

 

وهل توقفت الاجتماعات في منزل سعد زغلول بعد وفاته؟

بالفعل بعد وفاة سعد زغلول حدثت بعد الخلافات، وكان هناك من يريد فصل مكرم عبيد من حزب الوفد، فرفضت صفية زغلول، وقالت حينها إن بيت سعد زغلول لن يشهد فصل أبناء سعد من حزب الوفد وطلبت من مصطفى النحاس ألا يحدث ذلك، وحينها نقل مصطفى النحاس اجتماعات حزب الوفد لأحد مقرات الحزب.

 

هل بالفعل كانت صفية زغلول تدعم زوجها ماليا؟

نعم بالفعل.. صفية مصطفى فهمى دعمت سعد زغلول ماليا من الورث الذى ورثته من أبيها مصطفى فهمى، بل إن عزبة ومسجد وصيف في العربية الذى ورثته صفية من أبيها تنازلت عنه لسعد زغلول كى يقيم فيه لأنه في ذلك الوقت لم يكن لديه مال، وبالفعل أقام فيه سعد زغلول.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع