بوابة صوت بلادى بأمريكا

100 عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي.. زاهى حواس لـ"اليوم السابع": "توت عنخ آمون" عانى من الـ"فلات فوت" و"الملاريا".. "كارتر" متعجرف سرق آثار الفرعون المصري.. وهذه علاقة "الحمار" باكتشاف المقبرة.. فيديو وصور

الصبى المصرى "حسين عبدالرسول" هو المكتشف الأول لمقبرة "توت عنخ آمون" وهذه علاقة "الحمار" بالكشف الأثرى

"توت عنخ آمون" عانى من الـ"فلات فوت" و"الملاريا" ومشاكل صحية أخرى وزوجته رفضت الزواج من بعده

أثبتنا من خلال الأشعة والتحاليل أن توت عنخ آمون "لم يُقتل" ونعمل على إثبات تعرضه لـ"التسمم" من عدمه

كارتر "متعجرف" عامل المصريين معاملة "سيئة" وسرق آثارا من مقتنيات الملك توت عنخ آمون

مقتنيات الملك وعددها 5398 قطعة ستعرض لأول مرة كاملة داخل المتحف المصرى الكبير

توت عنخ آمون مات وعمره 19 سنة وشهرته جاءت نتيجة مقتنياته واكتشاف مقبرته كاملة

قبل 100 عام، وبالتحديد يوم 4 نوفمبر عام 1922 كان العالم بأسره على موعد مع أعظم كشف أثري في تاريخ الحضارة المصرية، وهو اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون الذي لُقب بـ"الفرعون" الذهبي" تلك المقبرة التي تم العثور عليها كاملة وتحوي كافة مقتنيات الملك وقطعه الأثرية والتي وصلت لـ 5398 قطعة، أبرزها القناع الذهبي للملك، علامات استفهام كثيرة أثيرت حول الملك الشاب الذي توفي وعمره 19 عاما، واكتشاف مقبرته على يد الإنجليزي هوارد كارتر ومقتنياته الذهبية الضخمة والتي سيتم عرضها كاملة بالمتحف المصري الكبير لأول مرة، طرحناها على العالم الأثري الكبير وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس..

 

في البداية، من هو الفرعون الذهبي توت عنخ آمون؟

أثبتنا من خلال الدراسات التي أجريناها وتحليل الحمض النووي أن الملك توت عنخ آمون هو بن الملك اخناتون ولُد في تل العمارنة، وحينما توفى إخناتون أعتقد أن زوجته الملكة نفرتيتي حكمت 3 سنوات ثم تولى بعد توت عنخ آمون الحكم وعمره 9 سنوات، فطبعًا طفل عمره 9 سنوات وأول ما تولى الحكم عمل "لوحة الترميم" أعلن فيها ترميمه للتدمير الذي حدث في عهد والده في ديانة آتون وبالتالي يرمم معابد آمون مرة أخرى.

حكم توت عنخ آمون لمدة 10 سنوات، أثبتنا من خلال الأشعة المقطعية أنه مات وعمره 19 سنة، والملك توت عنخ آمون لم يكن ملكًا شهيرًا ولكنه اكتسب شهرته نتيجة اكتشاف مقبرته كاملة في 4 نوفمبر 1922، وهذا الحدث هو الذي جعل من توت عنخ آمون يكتسب شهرته ليصبح الفرعون الذهبي الصغير أشهر ملوك مصر بعدما عُثر داخل مقبرته على 5398 قطعة أغلبها من الذهب. وذلك على يد عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر.

أُثيرت العديد من علامات الاستفهام حول الفرعون الذهبي توت عنخ آمون متعلقة بالأسباب الحقيقة وراء وفاته في سن صغيرة وغير ذلك، ما آخر من تم التوصل إليه؟

تمكنا من خلال الأشعة المقطعية التأكد من أنه لم يقتل، والفتحة التي وجدت في جمجمته اعتقد البعض أنها نتيجة ضربة بآلة حادة تسببت في وفاته، ولكن تأكدنا من أن تلك الفتحة كانت لأسباب التحنيط، ففي عصر الأسرة الـ18 كانت تستخدم مواد وسوائل التحنيط ويتم سكبها عبر فتحة من جمجمة الرأس، ووجدنا في قدمة اليسرى فتحة أخرى وكانت كسر نتيجة حادث تعرض لها قبل وفاته بيومين.

نعمل في الوقت الحالي من خلال المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية نحاول أن نبحث هل تعرض توت عنخ آمون للتسمم أم لا، ولو تأكدنا من ذلك سنلعن للعالم كله التفاصيل الكاملة لوفاة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون.

إذن حتى الآن لا يوجد ما يؤكد مقتله؟

كل ما تردد بشأن اغتياله ليس له أساس من الصحة إطلاقًا حتى الآن، والفتحة كما سبق وذكرت لك ليست بسبب تعرضه للضرب، لكن الملك رغم صغر سنه كان يعاني من مشاكل صحية كثيرة، وكان لديه "فلات فوت" في قدمه والدم لا يصل إليها، كما أنه كان مريضًا بالمالاريا، ولهذا عُثر بداخل مقبرته على 130 عصاية كان يتكأ عليها، واحدة منهم كتب عليها "صنعتها بنفسي"، كما أنه حينما كان يصطاد الحيوانات المفترسة في الغابات أو الصحراء كان يصطادها وهو جالس عكس كل الملوك وذلك نتيجة للمشاكل الصحية التي كان يعاني منها.

متى سيتم الإعلان عن تفاصيل وفاته، وحسم الجدل فيما يتعلق بذلك؟

العمل يجرى الآن في معامل متحف الحضارة، وحينما نصل للنتائج النهائية سيتم إعلانها فورًا.

هل كان لديه أبناء؟

كان لديه بنتين فقط، مات إحداهن وعمرها 7 أشهر والثانية أيضًا ماتت وعمرها 9 أشهر. وتبين لنا أن زوجته كانت تحبه جدا لدرجة أنها بعد وفاته رفضت الزواج.

مع مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، هل سيتم الإعلان عن تفاصيل جديدة أخرى تتعلق بالفرعون الذهبي؟

كتبت 16 كتاب عن توت عنخ آمون بعضها بالإنجليزية، وكشفنا كل ما يخص الفرعون، وأبحث حاليًا عن مومياء الملكة نفرتيتي وزوجته عنخ إسن آمون، وأن نصل إذا ما كان تعرض للتسمم أم لا حتى يتم تحديد سبب الوفاة بشكل قاطع، وهناك دراسات تتم على القطع الأثرية ومقتنياته، فمازال آثار توت عنخ آمون هي البطل بالنسبة للآثار المصرية وخاصة القناع الذهبي، الذي يعد من أجمل القطع الفنية، ولقد كشفت عن المدينة الذهبية في البر الغربي بالأقصر، والتي أعتقد أن بداخلها تم تصنيع معظم آثار توت عنخ آمون بأيادي الفنانين الذي عاشوا في هذه المدينة، وهو الكشف الذي تم اختياره عن طريق مؤسسة عالمية في إيطاليا كأهم كشف أثري بعد مقبرة توت عنخ آمون في البر الغربي بالأقصر.

 

فيما يتعلق بلحظة اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي في 4 نوفمبر 1922، هل كان يوجد محاولات قبل ذلك للعثور عليها؟

كارتر ظل 4 سنوات يبحث عن المقبرة، وكان لديه يقين أن المقبرة تقع في هذا المكان، ومن حظ كارتر أن فيضان تسبب في غلق مدخل المقبرة، فكانت مستعصية على اللصوص، وكان صبي مصري يسمى حسين عبدالرسول، كان ينقل المياه على ظهر حمار عن طريق "زير" للعمال، وارتطم بشىء ما على الأرض، فتم إبلاغ كارتر وكانت هذه بداية لاكتشاف المقبرة، وعند استخراج مقتنيات الملك توت عنخ آمون تم وضع عقد من المقبرة على صدر الصبي المصري حسين عبدالرسول لدوره الكبير في الكشف الأثري.

وكيف تم التأكد من هذه الرواية؟

سألت بنفسي الشيخ علي عبدالرسول "بن عم حسين" وكان صديقًا لي عمره حينها 73 سنة، وكان عمري 20 سنة، فأكد لي صحة هذه الرواية.

فيما يتعلق بعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون، هل سيتم تجميعها وعرضها في مكان واحد؟

لأول مرة سيتم عرض كل مقتنيات الفرعون الذهبي "المجموعة الكاملة" تحت سقف واحد وهو داخل المتحف المصري الكبير بطريقة عرض شيقة ورائعة تبهر الناس في كل مكان، لأننا بنينا أكبر وأعظم متحف في العالم وهو المتحف المصري الكبير.

 

ما لو حدث أن تم كشف مقبرة توت عنخ آمون قبل 4 نوفمبر 1922؟

"ربنا بيحب مصر" فهذه المقبرة لو كشفت في يناير 1922 كان كله مقتنيات الملك خرجت لبريطانيا لأننا حصلنا على الاستقلال في 28 فبراير 1922 فمن حظنا أن تكتشف بعد جلاء الانجليز عن مصر، هذا أولًا.

وثانيًا لابد في هذا اليوم أن نشكر مدير مصلحة الآثار المصرية حينها بيتر لاكو لأن وضع قانون في غاية الأهمية نص على أن أي مقبرة تكتشف كاملة لا يتم قسمتها 50% كما كان متبع لجنسية المكتشف، بل تظل باقية كاملة في مصر، كما نشكر مرقص باشا حنا وزير الأشغال الأسبق والمحامي الكبير، وكان معروفا بعداءة للإنجليزي، والذي أنقذ مقتنيات توت عنخ آمون من هوارد كارتر.

كان هوارد كارتر رجل "متصلف" يعامل المصريين معاملة سيئة جدا، ووجده مرقص باشا حنا يحاول أن يدخل أجانب إلى المقبرة بعد اكتشافها فمنعه وطرده من مصر، وقامت المظاهرات في مصر، لمرقص باشا حنا تهتف وتقول "يحي وزير توت عنخ آمون" لأن هذا الراجل حافظ على كرامة المصريين وأقسم على ألا يعود كارتر إلا بعد أن يعلن اعتذاره ويكتب بأن ليس له حق في المقبرة، وأعطاهم 36 ألف جنيه إسترليني دفعوها على الكشف الأثري، وتم التعامل مع كارتر كأنه يعمل لدى الحكومة المصرية.

 

وما حقيقة ما قيل حول سرقة كارتر لبعض مقتنيات الملك توت عنخ آمون؟

اللورد الإنجليزي كارنافون سرق آثار من مقبرة توت عنخ آمون بلا شك، ولدينا 3 حوادث تثبت سرقة كارتر لبعض المقتنيات، الأول أنه سرق 19 قطعة وأهداهم لمتحف المتروبوليتان وتمكنت من استعادتهم لمصر، والحادث الثاني تمثال نفرتون في شكل توت عنخ آمون كان معد ومعبأ لتسفيره خارج مصر، ولكن تم التحفظ عليها قبل أن يتم إخراجه من مصر، والحادث الثالث أن كان يهدي من المقبرة قطع أثرية فريدة من ضمن الإهداءات كانت لعالم آثار انجليزي كان يعمل على ترجمة اللغة الهيروغليفية لكنه أعاد تلك الإهداءات ورفضها، واعتراض أن كارتر يعطي هدايا لأشياء لا تخصه ولا يملكها.

ولكن، هل يستحق كارتر التجميد بسبب كشفه الأثري أم أنه سارق لقطع أثرية مصرية؟

العالم يمجد كارتر على الكشف الأثري، ولكنه كان شخص "متعجرف" وكان يمنع المصريين من الدخول، وكان يتم منع الصحفيين من نشر ما يخص الاكتشاف والمقبرة إلا لصحفي لندن تايمز فقط.

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع