تعددت مميزات محافظة كفر الشيخ بأنها تمتلك الذهب الأبيض والذهب الأسمر، فهى تنتج 170 ألف فدان من القطن كأول محافظة لزراعة القطن فى مصر، كما تمتلك الذهب الأسمر من خلال الرمال السوداء التى تضم 41 عنصرًا مشعًا، وتتزين المحافظ للزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وقيمة الرمال السوداء تماثل المعادن الثمينة، والبرلس تمتلك 11 موقعا آخر للاستكشاف والتنقيب عن تلك الرمال التى تحتوى على 6 معادن اقتصادية تدخل فى العديد من الصناعات الإستراتيجية.
الذهب الأسود كان عرضة للسلب والنهب عبر مئات السنوات
ويتركز الذهب الأسود، فى بلطيم والبرلس على شاطئ البحر المتوسط، فكان عرضة للسرقة والنهب خلال سنوات ما قبل ثورة 30 يونيو، باستخدامه فى البناء، وكانت هناك مافيا لنقل تلك الرمال وبيعها للأهالى، حتى جاء توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، باستغلال تلك الرمال لاستخلاص العناصر المشعة منها، وتحقق الحلم الذى طال انتظاره بتأسيس "الشركة المصرية للرمال السوداء" المسئولة عن كل شىء يخص تلك الرمال، فصدر قرار رئيس مجلس الوزراء فى سبتمبر 2014م بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية، بهدف استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محليًا وعالميًا، وليس ذلك فقط بل وتعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلاَ من تسويقها كمواد خام مما يساهم فى دفع عجلة الاقتصاد المصري.
تأسيس الشركة المصرية الرمال السوداء ومهامها المقصورة
تأسست الشركة المصرية للرمال السوداء كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بتاريخ 15 فبراير 2016 برأس مال مُصدر قدره (500) مليون جنيه وتم زيادته ليصبح 4 مليارات جنيه بنسب مشاركة 61% لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، 15% لهيئة المواد النووية، و12% لبنك الاستثمار القومى، و10% لمحافظة كفر الشيخ، و2% للشركة المصرية للثروة التعدينية.
ويهدف إنشاء الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء، لسرعة تغطية معظم مناطق الرمال وخاصة منطقة غليون بما يسمح بالحصول على أعلى عائد اقتصادى، بجانب المشروعات التى تنشئها من قبل الدولة فى كافة القطاعات، للحصول على تكنولوجيا منافسة للتكنولوجيا الأسترالية المعروف بكونها الأعلى فى العالم، وقد ساهم جهاز مشروعات الخدمة الوطنية مع الشركة المصرية للرمال السوداء فى تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء بتاريخ 2018/7/18 برأس مال مصدر(24) مليون دولار، بنسب مشاركة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 83.5%، والشركة المصرية للرمال السوداء 12.5%، والشركة الصينية المصرية للتعدين وتصنيع المعادن 4%..
صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى على قرار اتفاقية الالتزام والذى تنص المادة الثالثة منه على منح الشركة المصرية للرمال السوداء التزامًا مقصورًا عليها بالبحث عن استكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية من ركاز الرمال السوداء واستغلالها فى جميع ربوع جمهورية مصر العربية.
ميناء البرلس ونقل معدات الرمال السوداء
وكان ميناء البرلس بمحافظة كفر الشيخ، خلية نحل عبر سنوات عدة لنقل المعدات، وقد استقبل قبل عامين،وصول الكراكة الهولندية "تحيا مصر" لنقلها لمصنع الرمال السوداء بالشركة المصرية للرمال السوداء لاستخدامها فى التكريك، والكراكة الهولندية "تحيا مصر" أول كراكة فى العالم تعمل بالطاقة الكهربائية، تزن 550 طنا، صُممت خصيصا لشركة الرمال السوداء، بطاقة إنتاجية 2500 طن رمال سوداء فى الساعة، وهى جزء مهم لعملية تكريك الرمال السوداء، وتم شحنها على سفينة من ميناء روتردام الهولندى وصولا لميناء الإسكندرية، ثم قطرها لمنطقة بوغاز البرلس، وتم سحبها إلى منطقة التفكيك على الأرض.
مصنعان للرمال السوداء بكفر الشيخ واستعداد الدولة للأرض المنهوبة
ويوجد فى محافظة كفر الشيخ مصنعين للرمال السوداء، وموقع تنجيم بجوار بركة غليون ومصنع الفصل" الركائز" بجوار محطة كهرباء البرلس، وهما تابعان للشركة المصرية الصينية للرمال السوداء.
يقع المصنع، الأول شرق البرلس بملاحة منيسى التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانًا، وكان أرض دولة منهوبة عبر عشرات السنوات، وتمكنت الدولة من استعادتها، والمصنع الثانى بشمال الطريق الدولى غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فدانًا والمصنعين الأول بخبرة مصرية استرالية بشرق البرلس، والثانى بخبرة صينية بشمال البرلس والاستثمارات لمصنع الرمال شمال البرلس قدرها 24 مليون دولار.
مصنع الركائز يعد أهم مواقع الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ
وهناك بمصنع الركائز يضم ماكينات المصانع الـ 6 وأسطول سيارات وعمال المشروع والمهندسين جعلت من المكان خلية نحل تتزاحم فيه أصوات البشر وأزيز الماكينات تخرج لنا هذا الكنز فى شكله النهائى وتقتحم به مصر سوق الصناعات التعدينية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من تلك المعادن محليًا وتصدير الفائض منها إلى جانب البحوث العلمية والدراسات فى هذا المجال.
والرمال السوداء، رمال شاطئية ثقيلة سوداء اللون- تترسب عند مصبات الأنهار وتحتوى على نسبة من المعادن الاقتصادية (إلمنيت– زيركون – جارنت – روتايل – ماجنتيت) بالإضافة إلى المونازيت الذى يحتوى على المواد المشعة وبالتالى فهى غير صديقة للبيئة، وتكونت من الترسيبات والتآكلات الصخرية، كما تعد الأمواج هى أهم العوامل المسببة للترسيبات المعدنية، وسببها الرئيسى هو تآكل الصخور الشاطئية؛ حيث تتحرك الترسيبات من فم النهر لتكون معادن رملية وصخرية على الشواطئ، فإذا كانت التأثيرات الموجية شديدة تحركت الترسيبات بطول الشاطئ بدلا من الانحسار فى الدلتا فقط.
العناصر التى تضمها الرمال السوداء
العنصر الأول هو "الإلمنيت" ويستخدم فى إنتاج التيتانيوم الإسفنجى وفلز التيتانيوم وسبائكه إضافة إلى معدات ثقيلة، وثانى أكسيد التيتانيوم (البويات، البلاستيك، الورق، الجلود)، والثانى هو معدن "الزيركون" الذى يستخدم فى صناعة السيراميك، الأدوات الصحية والزجاج، تبطين الأفران، قلوب المفاعلات النووية، صناعة الحراريات. والثالث هو "الجارنت" ويستخدم فى صناعة أحجار التجليخ، تلميع الأسطح المعدنية، أوراق الصنفرة، فلاتر المياه. فيما كان العنصر الرابع هو "الماجنيتيت" ويدخل فى صناعة الحديد الإسفنجى، تغليف أنابيب البترول، الخرسانات الثقيلة. أما العنصر الخامس المستخرج من الرمال السوداء فهو "الروتايل" ويدخل فى صناعة فلز التيتانيوم، الأصباغ، البويات، الورق والمواد الغذائية، أسياخ اللحام. والسادس هو "المونازنت" ويدخل فى إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوى للحصول على المعادن المشعة"الثوريوم واليورانيوم"
انتهاء الأعمال بإنشاء مصنعين الفصل والتركيز
تم الانتهاء من انشاء مصنعين الفصل والتركيز، بالانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية وتنسيق الموقع بنسبة 100% وكذلك تم توريد وتركيب كافة معدات مجمع مصانع الفصل والتركيز بنسبة 100%. وتبدأ رحلة العمل من الكراكة "تحيا مصر" وهى أول كراكة فى العالم صديقة للبيئة تعمل بالكهرباء بدلًا من الديزل بطاقة إنتاج 2500 م مكعب فى الساعة وصنعت لمصر خصيصًا فى هولندا، ثم مصنع التركيز، ويليها المرحلة الثالثة فى مصانع فصل المعادن من الرمال السوداء، ويتكون المجمع من 6 مصانع الأول مصنع الألمنيت الرطب والجاف بطاقة 298000 طن/ عام، والثانى مصنع الروتيل بطاقة 11000 طن/ عام، والثالث مصنع الجارنت بطاقة 23000 طن/ عام، والرابع مصنع المونازيت بطاقة 145 طن/ عام، والخامس مصنع الإعداد والتغذية وإنتاج الماجنتيت بطاقة قدرها 12000 طن/ عام، والسادس مصنع الزيركون الرطب والجاف بطاقة 25000 طن/ عام،كل ذلك إلى جانب مبان لوجيستية كـ مبنى التعبئة والتخزين محطة تحلية المياه لصالح العملية الصناعية بطاقة 4200 م3/يوم.
والمصنع من أحدث المصانع وتم الاستعانة بأحدث تكنولوجيا التعدين فى العالم، ويتم التشغيل باستخدام الغاز الطبيعى ويتم تدبير المياه اللازمة للعملية الصناعية من خلال 4 أبار سحب لتوفير المياه اللازمة ويتم تحليتها بواسطة محطة تحلية بقدرة 2100 متر مكعب مياه يومى، ويتم تخزينها فى بركة مياه، ويتم الاستفادة من تلك المياه عدة مرات، لحين ارتفاع نسبة الأملاح بها يتم التخلص منها فى 3 آبار طرد.
أهمية الرمال السوداء على المستوى العالمي
وتتمثل أهمية مصنعى الرمال السوداء بكفر الشيخ، فى استخدامها فى الوقود النووى والطاقة المشعة، والصناعات الحديثة والمتطورة مثل صناعات الزجاج وصناعة الحديد والبورسلين وعشرات الصناعات الأخرى منها قوالب الطائرات، والمواد الحرارية، والمطاطات، ومواد الصنفرة، وصناعة هياكل السيارات، وهياكل الطائرات، والعربات المصفحة، والعربات الحربية.
كما تدخل فى صناعة الإلكترونيات، وقضبان السكك الحديدية، بالإضافة إلى الكثير من الصناعات الثقيلة وصناعة صناعة الزجاج والكريستال، ومن أهم استخداماتها فى المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة، بسبب احتوائها على أكسيد الثوريم، ومن ابرز مزاياها انها تساعد فى التقليل من مشاكل ومخاطر البيئة، والتقليل من الإشعاع النووى، وتحتوى الرمال السوداء على ثروة كبيرة تساهم فى إنتاج الكثير من الصناعات بأقل التكلفة.
الركاز المستخلصة
المصنع بالبرلس
المصنع من الداخل
جانب من الرمال السوداء
جانب من العمل بالمصنع
جانب من العمل بمصنع البرلس
جانب من المصنه
جانب من جمال المصنع ورعته
جانب من مجمع المصانع بالشركة
جانب من مصنع فصل المعادن عن الرمال السوداء
جمال وروعة مايضمه مصنع الشركة المصرية للرمال السوداء
صورة لجانب من مصنع الشركة المصرية للرمال السوداء بالبرلس
عدد من العاملين بمصنه الشركة المصرية الصينية بالبرلس
مجمع الشركة المصرية الصينية
مجمع المصانه بالبرلس
هذا الخبر منقول من اليوم السابع