اللواء حمدي بخيت عضو لجنة الامن القومي بالبرلمان والخبير العسكري لـ " صوت بلادي" :
الحكومة في عدم وفاق دائم مع البرلمان وتتعمد إحراج أعضاءه
قطر ضحية الابتزاز والاستنجاد بقوي خارجية
الاعلام اصبح وسيله للتكسب ومهمته الآن طمس الحقائق وشحن الجمهور ضد الرئيس والحكومه
حوار : رشا لاشين
اللواء حمدي بخيت من القلائل الذين ينادون بضرورة وجود خبراء في فن ادارة الازمات اسوة بدول العالم الاول حيث ان مصر لا تقل خبرة وثروة عقليه تستخدم لتكوين هذه الادارة .. وباعتباره عضوا في لجنة الامن القومي بالبرلمان وايضا مديرا سابقا لادارة الازمات بالقوات المسلحة المصريه منذ عام 2003 حتي عام– 2006 ومحللا عسكريا واستراتيجيا بجميع القنوات الفضائيه الرسميه والخاصه العالمية كان له بعض التحليلات والرؤي لكثير من مجريات الاحداث التي تدور علي الساحه وتهم كل مصري داخل الوطن وخارجة كان لـ«صوت بلادي» معه هذا اللقاء :
س : ما رأيك في المخطط الاستراتيجي لمصر 2030 وهل الحكومة الحالية قادرة علي تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والحالية المطلوبة في المخطط ؟
ج :الاستراتيجية 2030 تعتبر متوائمة مع الواقع المصري من حيث القدرات والامكانيات وحجم الموازنه والموارد والحالة الاقتصادية المتعبه التي نمر بها جميعا ومصادر الانتاج ومصادرالثروة ومتماشيه مع كل الامور وعدد السكان ونسبه الاستهلاك .. فكل هذه العوامل متضمنه في تقييم الاستراتيجيه وفي النهايه تتوائم معها .. اما بالنسبه للرؤيه في تنفيذ هذه الاستراتيجيه بالنسبه للحكومه فمن الواضح انها ستواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ هذه الاستراتيجيه ولكن ما السر الذي سيجعل تحقيق هذا التخطيط صعب ؟..
مصر بلد معرضه لأزمات كثيرة وبلد يتم محاربتها علي كافة المستويات وفي كافة المجالات وخاصه في الحرب الاقتصادية وبما اننا يتم محاربة مصر في السياحه فالهدف الاول والاخير هو ضرب الاقتصاد المصري ووضع شروط لتصدير المنتج المصري الي الاسواق الخارجيه ,, ايضا هو احد العوامل .. ونحن كشعب نتحارب في الامن والامان ايضا وفي الاستثمارات كل هذا نتحارب من اجل هدمة وكان هناك من فترة قريبه موضوع تحويلات المصريين بالخارج كانت تجتذب ويتم الاستيلاء عليها من المنبع وكانت ايضا قناة السويس تعاني من الركود في فترة ما كل هذا نحن معرضين له بالاضافه الي الازمات المتتاليه من رفع الدعم ومايليه من توابع كرفع الرواتب لذلك فنحن نعيش سلسله من الازمات .. لذلك كانت نصيحتي لرئيس الوزراء ان ينشيء مركز أزمات قومي ومكتب ادارة ازمات وكوارث قومي حتي يسير هذا المخطط في طريق صحيح وعند حدوث كوارث او ازمات يتم التعامل معها علي نحو منفصل وخاصة اننا لدينا خبراء في ادارة الازمات يشهد لهم بالكفاءة وقادرين علي حل هذه التعقيدات والمشاكل التي تمر بها مصر الان وحتي يسير التخطيط في طريقه الصحيح فكلما قابلته مشكله او ازمه كلما تعطل وتشوة .. كما اننا نريد حلولا ليست وقتيه بل هي حلول بعيدة المدي .. فكل مدي له منظومة وشكل معين .. فهناك حلولا علي مستوي المدي القريب وحلولا علي المدي المتوسط وحلولا علي المدي البعيد وتسمي مديات في التخطيط الاستراتيجي وهذا مهم للنظر في تخطيط 2030 وندعمه ليس بمفردنا ولكن بمساعدة الحكومه .. الحكومة ايضا تحتاج الي محترفين في ادارة الشئون وليس افراد ليس لديهم فكر فانا لا أستوعب ان يكون احد الوزراء لم يمر بمراحل الادارة المختلفه التي تؤهله لان يكون وزيرا ناجح في هذا المجال .. فالوزراء يأتون من خارج المجال وليس لديهم خبرة في التدرج الخاص بالمناصب كذلك هناك وزراء يعتمدون علي نظام القوالب .. اي الاعتماد علي القديم ممن سبقوهم فهم يحتاجون الي التجديد والابتكار في عملهم وهذا ما يساعدنا في ان يكون هذا التخطيط ناجحا.
س: هل هناك تناغم بين الرئاسة والحكومة والبرلمان .. أم تختلف التنسيقات بينهم ولصالح من تعطيل وتأجيل بعض القوانين الهامه مثل الحكم المحلي والعمل وكلها مهمه لدفع الاستثمار ؟
ج : يوجد تناغم بين الحكومة والرئاسه ولكن لا يوجد تناغم بين الحكومة والبرلمان وذلك لان الحكومة دائما تحرج البرلمان من خلال اصدار حزم قوانين او قرارات مفاجئة لايتم عمل تمهيد لها .. ايضا عدم وجود ملائمة ما بين اصدار هذه القوانين وتوقيت ظهورها فهي ليست في وقتها مما يسبب غضب كبير في الشارع ومثال علي ذلك قوانين الادارة المحلية والتي هي أساس الفساد في الدولة ومنبعه وتدمر الروح المعنويه والارادة والولاء لدي المواطنين من خلال الجرائم التي يرتكبوها والفساد المنتشر لذلك الحكومه لابد عليها ان تصدر قانون محليات قوي .. ولا اعرف لماذا يتم حتي هذه اللحظة تعطيل العمل بقانون المحليات ولن تبدا دورة البرلمان الجديدة في اكتوبر الا وقد انتهت الحكومه من اصدار قانون محليات قوي ومناسب وخاصه انه تم عرضه علي كثير من خبراء المحليات ولم يتم اصدارة حتي الان فدائما الحكومة تحرج المجلس امام الشعب والرئيس وهذا ليس وقته في هذه المرحله الصعبه وهذا التوقيت الصعب ولابد للمجلس ان يتصدي لهذا الكلام ومن يتهم مجلس النواب بانه باهت الاداء فقد اخطأ في هذا لان المجلس ضحية حكومه فيها نوع من " وجع القلب " ومليئة بالمشاكل ونظرا لقلة الموارد وقلة الخبرة في تمهيد الشارع للقرارات وهذا شيء مهم جدا يجب ان يعالج في العلاقه بين مجلس النواب وشعبه ويجب علي الوزراء الا يأخذوا بالقوالب القديمه فالظروف اختلفت والامور تعقدت ويجب ان يجدد هذا القالب حتي يناسب المرحلة الجديدة شديدة الحساسية وهناك شخصيات مهمه ترفض تولي منصب وزير لانه ليس لديهم القدرة علي مواجهه التعقيدات والصعوبات وقلة شجاعتهم كما انه ربما يكون لديه مصدر تكسب اكثر ويرفض أن يكون عرضه للنقد من قبل الاعلام والسوشيال ميديا .. فالاعلام في مصرهو احد المشاكل والمصائب الكبري التي تتسبب في تعقيدات كثيرة سواء كان علي مستوي الدولة وعلي مستوي الوزراء وعلي مستوي الناس فهذا الاعلام هو اعلام متكسب يفتقد الي الحرفيه والمهنيه ويستخدم الفقاعات الاعلاميه بغض النظر عن تأثيرها الجانبي المهم ان يبيع وليس المهم ان يكون منطقي وموضوعي يفتقد الي الثقافه والوعي والفكر ولا خبرة لدي الاعلاميين ونشر احاديث دون ان يمتلك حيثيات النشر كما ان الاعلامي في مصر لا يستطيع ان يحسن صياغته للاسئله حتي يخرج الاجابه المناسبه الي الشارع من خلال محاورته للمصدر باسلوب راقي ومهني واحترافي وبالتالي الاعلام تسبب في مشكله ايضا في هذه العلاقه بين الحكومه والشعب وبين الشعب والوزراء .. كذلك يوجد وزراء خبرتهم ليست بكبيرة وهناك شخصيات هامه اكثر منهم خبرة تمتنع ان تتولي منصب وزير لانهم مستقرين عائليا وهذا المنصب سياخذهم من اسرهم ومن وقتهم معهم .. كما ان راتب الوزير في الحكومه قليل جدا وستقل اولويات اسرته وبالتالي سيأتي بالسلب علي مصلحته الخاصه من الناحيه الماليه علي ان يكفي احتياجاته واحتياجات اسرته.
س :ما هو رأيك في تعامل الدولة مع ملفات الخليج العربي وايران والقرن الافريقي وليبيا وسد النهضه .. وما مصير الأزمة العربيه القطرية ؟
ج : هذه ليست مسئوليه الحكومه انها سياسة دولة ..فكل هذه الملفات لها فكره عامة ومحوريه تدور حولها وهوسيادة القرار المصري او استقلالية القرار السيادي المصري المبدأ الثاني يجب ان نتاكد ولايغيب عن وجداننا ابدا ان مصر دولة ذات ريادة وتقود المنطقه ولا يحدث اي تحرك استراتيجي في المنطقه الا من خلال مصرولو وقعت مصر ستقع المنطقه بأكملها .. المبدأ الثالث ان مصر في موقعها لها دور في ملفات عدة مثل شرق المتوسط وحوض المتوسط ومنطقة الخليج وحوض البحر الاحمر والقرن الافريقي ووادي النيل والملف الافريقي ككل والملف الاسلامي .. الملف العربي ككل وفي جوهره القضيه الفلسطينيه والقضايا الاخري مثل الملف السوري والملف اليمني والملف العراقي والملف الليبي والملف السوداني فكلها ملفات مفتوحه وهذه كلها اعتبارات فدولة مثل مصر تعمل بهذه المحددات يجب ان يكون هناك صعوبة وتعقيدات كبيرة في ادارة سياساتها الخارجيه فبالنسبه لملف سد النهضه فهو عبارة عن مواءمه بين العلاقات المصريه الافريقيه ككل ومع وادي النيل بصفه خاصه واننا نحقق مصالح مصر المائيه .. والتي لامساس بها وذلك لان المياه مصلحة بقاء فالمصالح تنقسم الي مصالح بقاء ومصالح حيويه ومصالح هامه
البقاء هي ان تعيش او تموت الدولة فيجب التعامل مع هذا الملف بمنتهي الحرص ومنتهي الشفافيه وبمنتهي الدقه ومنتهي الحزم وبمنتهي المواءمة السياسية والموازنه بين مصالحنا كدولة ومصالح الاخرين .. فيجب علي اثيوبيا ان تراعي مصالح مصر من خلال مجتمع افريقي ومجتمع دولي حتي اذا اخطأت بحق مصر استطيع ان ادينها امام المجتمع الدولي فهناك اتفاقيه لسد النهضه .. هناك شركه للتحكيم وهناك اجراءات تتخذ ثم اذا لم ترتدع اثيوبيا الي هذا يتم نقل الملف للتحكيم الدولي واذا لم ترتدع يكون من حق مصر استخدام كل الخيارات ولكن انا لا احبذ الخيارات الا اذا كانت حياة المصريين في تهديد .. واذا لم يكن سوي الخيار العسكري فلن نستطيع ان نقف موقف المتفرجين لذلك لما قام الجيش المصري بتطوير ادواته فهي رساله لكل دول الجوار بأنه لامساس بسيادة الدولة والأمن القومي المصري وعلي اثيوبيا ان تعرف ان الاستقواء باي قوة خارجية ضد مصر لن يفلح لانها مسالة بقاء لاننا اتخذنا كل الوسائل الدبلوماسيه للتفاوض سواء كان ثنائي او علي مستوي المجتمع الافريقي وبعدها المجتمع الدولي ثم قد اعذر من انذر.. بالنسبه لملف الخليج فهو ملف حساس جدا لان منطقة الخليج تقع في مناطق اهتمام الامن القومي المصري والتأثير علي منطقة الخليج تأثير مباشر علي الامن القومي المصري فهي منطقة تمركز لقوات اجنبية كثيرة وبالتالي علينا ان نضع منطقة الخليج في اهتمام الامن القومي المصري فمصر لها ميزانيه كبيرة في دول الخليج كما اننا لدينا عماله كبيرة هناك فمصر قامت ببناء دول الخليج بخطواتها وقامت بتعليم ابناءها ومنذ زمن وعلاقتنا وطيدة بدول الخليج حتي اننا نتلقي تهديدات مشتركه وتقريبا نفس المصالح بالاضافه الي وجود قوي ضاغطه فكل هذا يضع مصر امام مسئوليه كبيرة تجاه هذه الدول وبالتالي ملف الخليج يجب ان يعالج بما يؤمن قيم الأمن القومي المصري وبما يجعل دول الخليج تتعاون مع مصربأريحيه من دون وجود اي ضغوط فكل دولة هي سيدة قرارها وهم لديهم قناعه باهميه مصر ودورها بالنسبه لهم ويرددون ذلك
طول الوقت واثبتت الفتره الاخيره ان مصر هي رمانة الميزان والداعم الاكبر لدول الخليج وتقف في وجه اي تهديد او قوي معادية تمس الامن القومي العربي عامة والمصري علي وجه الخصوص فمثلا نجد ايران تهدد السعوديه والامارات .. لما نجد دولة مثل تركيا تهدد الكثير من الدول العربيه حيث ان وجود مصر يخلق نوع من الاتزان الاستراتيجي للمنطقه بالاضافه الي ملفات اخري تؤثر ولها تداعيات مثل الملف السوري والليبي حيث ان مصر متمسكه بضوابط محدده للحفاظ علي خريطة سوريا وليبيا كاملتين ولا أحد يجرؤ علي ان يخضعهما للتقسيم .. علي الجانب الاخر ان الشعب السوري والشعب الليبي هما الوحيدين القادرين علي تقرير مصيرهما لا يخضعوا لجماعات او نظام او اي شيء اخر فالشعب هو صاحب الارادة العليا .. هناك ايضا نقطه اخري وهي ان مصر لا توافق علي اي تدخل اجنبي في هذه الدول كما ان مصر لاتسمح لنفسها بالتدخل في شئون هذه الدول ولا تسمح للغيروبالتالي اذا كان هناك تدخل فيتم حماية هذه الدولة وامنها القومي فمنذ وقت قريب تم ضبط 15 سيارة دفع رباعي في ليبيا تنقل ذخائر واسلحه ومعدات ومتفجرات عبر الحدود الليبيه .. كذلك هناك الملف العراقي تعاملت مصر معه بحكمه شديدة وقامت ببناء علاقات جيدة واستخدام الخبرات المصريه في اعاده اعمار العراق .. اذن مصر تلعب دور كبير جدا وسطي سياسي معتدل وبدات تحافظ فيها علي استقلاليه الغير وتراعي قيم الامن القومي للدول العربيه الاخري كما انها تحتفظ بسيادة قرارها وتؤكد قيمتها وقدرتها في المنطقه فمصر اصبحت الان مقصد لكل الدول الاوروبيه والغربيه والقوي الشرقيه لبناء علاقات دبلوماسيه جيدة وان هذه الدول مقتنعه تماما بان كل شيء من مصالحها يمر من خلال مصر .
اما بالنسبه لمصير الازمة العربيه القطريه .. فبالنسبه لقطر منذ بدايه ازمتها تمر بثلاث سيناريوهات .. السيناريو الاول هو الاستقواء بقوة خارجيه .. السيناريو الثاني هو ان تعدل من اوضاع الحكم والشخصيات لكي يكون غطاء لانتهاك سياسة جديدة تحفظ فيه ماء وجهها وهو تغير ظاهري له جوهر الا وهو ان ترتدع لقيم الامن القومي العربي وأمن الخليج في اطار تغيير المقاعد اما السيناريو الثالث هو ان يحدث حراك خارجي للقطريين المقيمين بالخارج مع الشعب في الداخل والقيادات المنفيه ومطروده خارج قطر من منطلق الاستفزازات التي تقوم بها الادارة الحاكمه في قطر علي اساس انه يتم تغيير هذا النظام .. واكبر سيناريو تم اتخاذه هو سيناريو الاستقواء بقوة خارجيه مثل تركيا التي استجلبت منها خمسه الاف جندي وصف ضابط وضابط واحضرت جنرال تركي يقود الجيش ككل ومازال هناك بناء لقواعد تركيه علي الاراضي وهذا معناه استجلاب قوات اخري " الفوج الرابع " .. كما أن قطر استقوت بايران وموجود هناك الحرس الثوري الايراني لحماية نظام الحكم ونظرا لهشاشه الدولة فهي تم ابتزازها .. فالولايات المتحده اخذت من قطر صفقه ب 12 مليار دولار لتزويدها بالطائرة " إف 35 " وهي اساسا ليس لديها طيار يستطيع التعامل معها او السيطرة عليها وخلاصه هذا الكلام يقودنا الي ان قطر في مهب الريح سواء كان علي مستوي التوجه الذي وضعت نفسها فيه او غيره كما ان السيناريو الاول يقود الي السيناريو الثالث وهو انفاق اموال الشعب علي جيوش اجنبيه وانظمه اجنبيه وستنستنزف موارد الشعب وستضع قطر في تهديد مستمر فينشط السيناريو الثالث تلقائيا وهذا الكلام صرحت به قبل بداية الازمة القطريه والفيصل هنا هو استجابة قطر لمطالب الدول الاربعه وهي مصر والسعوديه والامارات والبحرين .. فاذا استجابت قطر سيكون في مصلحتها واذا لم تستجب سيعطي فرصه لتصعيد المشكله الي المجتمع الدولي والمجتمع الاقليمي بما يشمل جامعه الدول العربيه ومجلس التعاون الخليجي وسيأخذون موقف ضد قطر ثم الي المجتمع الدولي من الامم المتحده ومنظمات حقوق الانسان التي تري انه بالدليل الدامغ اذا لم يكن المجتمع الدولي تحرك ضد قطر ولم يصدر اي تصريحات من فرنسا او المانيا او انجلترا او امريكا الا اذا قامت هذه الدول الاربعه بتقديم ادلة دامغه وهم لا يستجيبون بسهوله الا اذا قدموا ادلتهم ضد قطر في هذا الاطار والشيء الاكثر اهميه في ملف قطر انها لم تصمد كثيرا لا لامكانياتها ولا لحال شعبها ولا لتوجه المجتمع الدولي نحو محاربة الارهاب وبالتالي سيحدث مشكله كبيرة يجب فيها علي كل الدول مثل الولايات المتحده والمانيا وانجلترا وفرنسا ان تبتز قطر باعتبارها ذات ثروات وجره ذهب مليئه بالكنوز واستثمارات كثيرة وعلي الجانب الاخر تتحدث عن مصالحها ضد الارهاب ولذلك فالملف القطري اصبح من الملفات الحساسه جدا الذي تدعمه مصر بقوة واستطاعت ان تضع قطر امام مسئوليتها سواء علي المستوي الاقليمي او علي المستوي الدولي
س : الي أين تري سيادتك العلاقات المصرية السودانيه خاصة ان المؤشرات تشير الي أن البشير يلعب ضد المصالح المصرية وهناك تناقض بين تصريحات وزراؤه وهو يناور كلما شعر بالغضب المصري منه .. الي أين تستمر سياسته ؟
ج : الوضع في السودان وضع مقلق فهي دولة منقسمه شمال وجنوب وفي نفس الوقت توجد اقاليم اخري مثل دارفور وشرق السودان لكن في كل الاحوال مصر لها مباديء ثابته ولها الاعتراض علي خريطة كل دولة في مبدأ التقسيم .. لأن التقسيم ضعف وتقسيم السودان شمال وجنوب أدي الي ضعف في الدولة وشك في قيادتها وتصريحات رئيسها أدت الي مشاكل لاستقواء بدول اخري وهذا مبدأ مرفوض لا يصح ان يفعله احد فهذا الاستقواء يفتت الدولة ويتم استخدامها كأداة مثل قطر .. ونظرا لهذا فقد طلبت قطر افادة عن تصريح رئيس وزراء السودان من جامعه الدول العربيه والذي قال فيه " ان مصر دولة اصيله وتحارب الارهاب ولابد ان تكف قطر عن كذا وكذا " وهو تصريح اخذ عليه .. لان قطر دعمت رئيس وزراء السودان بزيارة لتميم وموزة ودعموة ماديا وهو دائما مقامر يسعي بمصير السودان يمينا ويسارا وأدي الي مشاكل كثيرة وقام باستضافة عناصر ارهابيه علي ارضه مثل وجدي غنيم واستضاف تنظيمات علي ارضه في منطقة الحدود المصريه الليبيه واصدر تصريحات تضر بالعلاقات والتي انكرها بمجرد اجتماعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو احيانا يستخدم هذا الاسلوب للتقرب من دول تدعمه ماديا .. وهذا الاسلوب به مقامره ومغامرة وابتزاز ولا يصح ان يمارسة رئيس دولة اليوم نجد ان السودان وقعت تحت تهديد تجديد العقوبات من الولايات المتحدة وهي لم ترتدع ولم تتعلم ولم تحسب لمستقبلها كما ينبغي وبالتالي بات عمر البشير قصيرا لان الشعب السوداني لن يسكت علي هذا .
ومصر والسودان كانتا دولة واحده وتربطهم علاقه حميميه وتاريخيه ودولة جوار وشريك رئيسي في حوض النيل فنحن نحتاج الي وجود علاقات طيبه مع السودان نظرا لوجود قرابات وجاليات كبيرة مصريه في السودان والعكس صحيح هنا ولقد تلقيت تعليمي بالكليه الحربيه في منطقة جبل الاولياء بالسودان اثناء حرب الاستنزاف عندما كان يوجد فرع للكليه الحربيه بالسودان وكانت الكليه البحرية في ليبيا .. فمصر تدعم السودان بشماله وجنوبه وتقدم لهم العون في كثير من المشروعات في شتي المجالات في مجال المياه والري والتعليم وبالتالي يجب علي السودان ان تراعي هذا جيدا فليس من مصلحتها معاداة مصر..
س : الاعلام المصري الي اين ومتي سنري خطوات جاده فعلية لاعادة مصر علي خريطة الاعلام القائد في المنطقة علما أن مصر تمتلك الكوادر البشريه المناسبة لذلك ؟
ج : الاعلام المصري منذ عام 2010 -2011 أخذ نهج التكسب قبل نهج الوطنيه والولاء والانتماء وقيم الامن القومي المصري .. والتكسب صفه كبيرة جدا اصبحت مميزة في الاعلام وبدات القنوات الفضائيه الخاصه تسطو علي وضعيه ومكانة القنوات الرسميه وبدأت الكوادر تهرب من القنوات الرسميه ومن الاعلام الرسمي الي هذه المصادر الاعلاميه والقنوات الفضائيه للتكسب والربح لان الرواتب كانت ضعيفه وبعدها ضعفت منظومة الاعلام الوطني ونمت منظومة الاعلام الخاص والتي انتهجت نهج المصالح حتي انها مدت يدها للخارج لتبث سموم في الداخل من خلال بعض الجرائد الصفراء والقنوات الصفراء لذلك فمصر كدولة ديموقراطيه لا تستطيع فعل اي شيء او اتخاذ اي اجراء مع هذا الاعلام وهذ الاعلام في العالم كله اعلام مسيطر عليه لصالح الدولة ولن يعمل ابدا ضد الدولة .. لكن هنا في مصر عكس ماهو متعارف عليه .. لماذا تترك الدولة ان يصل الاعلام الي هذا الشكل ؟؟.. فلابد للدولة ان تتخذ اجراءاتها ضد من يعمل عكس مصالحها وبضر بأمنها القومي وعلي الدولة ان تتعامل معه بمنتهي القوة .. الشيء الاخر الذي اصاب الاعلام انه بات غير حرفي .. ليس لدية المقدرة علي التعامل مع الاحداث الكبيرة ونقلها بحرفيه وبفكر وبالتالي شوه الحقائق وشوه التحليلات ووصل الي استنتاجات عشوائيه ليس لها اي اساس من الصحه ونقل مفهوم مسطح الي القاريء والي المتلقي .. فاصبح مشتتا لا يستطيع تمييز الزيف من الحقيقة لكن كل هذا يجب ان يراعي وان يؤخذ في الاعتبار ان الاعلام المصري يحتاج الي تطوير وأن يكون البعد الوطني هو الاساس فيه فبالتالي نحتاج الي اعلام واعي وطني له ولاء وانتماء ويراعي قيم الامن القومي يمتلك حرفيه عاليه ويتواكب مع الاحداث بسرعه مزودا باحدث وسائل التكنولوجيا العاليه ولدية خريطه اعلاميه صادقه وواقعيه ..كذلك اعلام الاخوان المسلمين الذي يسيطر علي اليوتيوب .. اين رقابة الدولة عليه ؟؟ .. حيث انه يبث اخبار كاذبه ويقوم بشحن الناس ضد الدولة والناس معروف انها عدوة ما تجهل وبالتالي فهم اعداء لكل خير .. فنحن أمام شيء مفزع اسمه الاعلام الخاص ولابد ان يكون هناك دورا واضحا للهيئة الوطنيه للاعلام ويؤدي شيئا ملموسا لان هذا سينعكس علي اداء الاعلام وسيساعد في مشروعات التنميه التي تتبناها الدولة .. فقضيه تيران وصنافير لم يتم التمهيد لها اعلاميا بطريقه جيدة .. واعتبره تمهيدا سلبيا لشحن الناس ولم تنقل الحقائق بوعي .. لذلك نريد ان نعود الي اعلام المشروع الوطني لثورة 1952.. الاعلام الذي ساند مصر في حروبها ل1956 و1967 ونصر اكتوبر 1973 .. حتي في الانتكاسات كان الاعلام داعم للدولة والشعب والجيش .
ورغم وجود بعض الكوادر الموهوبه فعلا الا انهم لم يتم استغلال قدراتهم نظرا لتغير قيم الاعلام الحقيقي المحايد واصبحت هناك قيم اخلاقيه " مضروبه " يصطدمون بها فيصيبهم الاحباط.