يمر اليوم 123 عامًا على ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 31 ديسمبر عام 1898 بحسب العديد من المصادر لتكون كوكبًا يضيء سماء الغناء شرقًا وغربًا ومعجزة غنائية تمتلك حنجرة لا مثيل لها ويصبح اسمها أشهر اسم فى عالم الطرب والغناء فى العالم أجمع.
ولدت فى 31 ديسمبر 1898 بقرية "طماى الزهايرة" التابعة لمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية وبدأت الغناء وهي طفلة مع والدها في الموالد والأفراح.
كانت نقطة انطلاق أم كلثوم عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامي ثم الملحن محمد القصبجي، وعام 1928 أصدرت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية" والذي حقق لها شهرة كبيرة، لتشارك بصوتها في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932، ثم التحقت بالإذاعة المصرية عند إنشائها عام 1934، وشاركت في عدة أفلام ثم تفرغت بعدها للغناء فقط.
ورغم الجماهيرية والشعبية والمحبة الجارفة التى تحيط كوكب الشرق فى العالم أجمع أثيرت حولها العديد من الشائعات التى تداولها البعض دون معرفة مدى صحتها، ومن هذه الشائعات ما تم تداولها فى حياتها أو بعد وفاتها.
ومن بين ما أثير عن أم كلثوم التى ظلت حتى بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها محتفظة بشبابها وقدراتها الغنائية الفريدة وقوتها على المسرح فى زمن لم تكن تنتشر فيه عمليات بوتكس والتجميل، أنها كانت تستخدم اللبن بدلا من الماء لتحافظ على جسمها ومظهرها وشبابها.
وفى ذكرياته ومذكراته عنها تناول فكرى صالح رئيس جمعية أم كلثوم التى تأسست بكلية الهندسة جامعة لقاهرة فى الستينات هذا الموضوع، مشيرًا إلى أنه كان يسمع هذه الشائعة منذ صغره، حيث كان الكثيرون يرددون أنها كانت تملأ البانيو باللبن لتحافظ على شبابها وجمالها.
وأوضح صالح الذى كان طالبًا بالكلية وقتها أنه أجرى حوارًا مع كوكب الشرق عام 1966 لمجلة كلية الهندسة وسألها عن هذه الشائعة ومدى صحتها، فضحكت أم كلثوم قليلاً ثم قالت: " كل الشائعات بتوصلني، لكن معنديش وقت أرد على تفاهات زي دي، يا ابني الناس اللى بتطلع بأفكار زي كده دول ناس فاضيين وخيالهم واسع ومخهم مهلبية، طبعاً الكلام ده غير صحيح واعتقد إنه حرام، اللبن نعمة من نعم الله، ناس كتير مش لاقيه اللبن علشان يطعموا أولادهم".
كما كان من بين الشائعات التى يتداولها الكثيرون أن أم كلثوم كانت بخيلة، خاصة أنها كانت تكره فكرة إعطاء بقشيش للخدم، ولكن المقربين من أم كلثوم أكدوا أنها كريمة إلى أبعد حدود مع ضيوفها، وكانت تخصص مرتبات ثابتة شهريًا لعائلات الفنانين الذين ساعدوها فى بداية حياتها الفنية، وتحرص على أن تخفى هذه المساعدات، ولكن كان أبغض شىء تكرهه أم كلثوم هو دفع بقشيش للخدم، حيث لها رأى فى البقشيش وترى أنه عادة جلبها الاستعمار معه، لكى يسهل عليه إذلالنا.
وخلال كتابة سيرة كوكب الشرق التى تحولت إلى مسلسل حرص الكاتب والمؤلف محفوظ عبد الرحمن على تحرى الدقة فى كل المراحل والنقاط الخاصة بحياة كوكب الشرق، وهو ما أكدته زوجته الفنانة الكبيرة سميرة عبد العزيز، فى حوار لـ"اليوم السابع"، وكشفت خلالها كيف تعامل المؤلف الكبير مع عدد من الشائعات التى تناولت حياة أم كلثوم، ومنها قصة اتهامها بالبخل، ودللوا على ذلك بأنها كانت تخصص نوع "بن" للفرقة الموسيقية، ونوع آخر لنفسها، فبحث عبد الرحمن عن حقيقة ذلك، مؤكدة أنه كان يهتم بالتحقق من كل تفصيلة صغيرة، وأنه سأل السيدة "إحسان" مساعدة أم كلثوم، والتى عاشت معها 40 عامًا، فقالت له: "يا بيه إحنا البن بيجيلنا شوالات، لكن الست كانت مش بتحبه محوج، فكانت مخصصة بن لها وبن للفرقة".
وكان من ضمن الشائعات المتداولة عن كوكب الشرق أنها تزوجت الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى السر ولكن كشفت الفنانة سميرة عبد العزيز كيف تعامل الكاتب محفوظ عبد الرحمن مع هذه الشائعة قائلة: "وصلنا إلى الست عبدية المناديلى أقرب صديقات أم كلثوم وتحدث معها محفوظ فقالت له: على مسئوليتى، أم كلثوم تزوجت الكاتب الصحفى مصطفى أمين، وأنا رأيته فى بيتها بالبيجامة".
وأكدت سميرة عبد العزيز أن الكثيرين تحدثوا عن زواج أم كلثوم ومصطفى أمين، قائلة: "محفوظ قلب الدنيا فى مصلحة الأحوال المدنية وكلف عددًا من المحامين والموظفين للبحث عن أى أوراق تثبت زواج أم كلثوم، فلم يصل إلى أى وثيقة تثبت زواجها من مصطفى أمين، وقال «أنا مش بتاع شائعات ولم يستند إلى كلام صديقة أم كلثوم المقربة».
وأضافت: "لم يصل محفوظ إلا لوثيقتين تثبتان زواج أم كلثوم، الأولى من أحد أعضاء نقابة الموسيقين وهو زواج على الورق استمر لمدة 24 ساعة، وكان هدفه تسهيل سفرها للعراق، حيث لم يكن مسموحا وقتها بالسفر دون زواج، والثانية من الدكتور الحفناوى أستاذ الجلدية".
ومن بين المعلومات التى قد لا يعرفها الكثيرون عن كوكب الشرق أنها كانت تمتلك قدرات خاصة وخارقة أحياناً حيث وصفت بأنها كانت تسمع دبة النملة.
فأم كلثوم كانت تستطيع أن تسمع من غرفتها فى الطابق العلوى فى فيلتها وقع أقدام أى شخص يصعد سلم حديقتها مهما كان هذا الصوت خافتاً، والأغرب من هذا أنها كانت تستطيع أن تميز وقع هذه الأقدام وتعرف من صاحبها سواء كان أحد أفراد عائلتها أو أصدقائها أو أحد الخدم.
وكانت كوكب الشرق تستطيع أن تسمع تعليقات الجمهور فى الصفوف الخلفية بحفلاتها، على الرغم من اندماجها فى اللحن الذى تغنيه وارتفاع صوت الآلات الموسيقية وصيحات الإعجاب من الجمهور التى كانت تملأ المسرح.
ومن شدة ذكاء أم كلثوم أنها كانت أحياناً تتصنع الصمم أمام محدثها، وذلك حين كانت تريد أن تكسب بعض الوقت للتفكير فى الإجابة.
وكانت كوكب الشرق أم كلثوم لا تخاف شيئا بقدر خوفها من تناول الفاكهة قبل أن تغسلها بنفسها، وكانت لها طريقة خاصة فى غسل الفاكهة والتأكد من خلوها من الميكروبات والجراثيم، حيث كانت تحرص على غسلها بالماء المغلى المضاف إليه مطهر طبى حتى تقتل ما قد يعلق بها من ميكروبات.
وكانت كوكب الشرق أصيبت ببعض المتاعب الصحية خلال هذه الفترة، ومنذ هذه الإصابة امتنعت عن تلبية أى دعوات لتناول الغداء أو العشاء إلا نادرا، وإذا اضطرت لقبول أى دعوة كانت لا تأكل سوى الخبز وبعض الخضراوات المسلوقة فقط.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع