بوابة صوت بلادى بأمريكا

مشاركة بارزة للرئيس السيسى فى جلاسجو.. العالم يشيد بطفرة التنمية بمصر.. والرئيس يضع الدول المتقدمة تجاه مسئولياتها ويدافع عن حقوق أفريقيا.. ويؤكد: القاهرة بدأت تطبيق خطة الوصول بالمشروعات الخضراء لـ50% عام 2025

الرئيس يلتقي رئيس وزراء بريطانيا والمستشارة الألمانية وأمير قطر.. ويشيد بمساعى الكونغو الديمقراطية المقدرة لتسوية أزمة سد النهضة

الجالية المصرية ترابط حول مقر إقامة الرئيس في جلاسجو وتردد الهتافات والأغاني الوطنية..والسيسى يتوقف لتحيتها

 

جاءت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، في فعاليات الدورة 26 "لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ” والتى عقدت على مدار يومى الأول والثانى من نوفمبر بمدينة جلاسجو بالمملكة المتحدةن لتضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته تجاه الدول النامية.

 

الرئيس السيسى ركز خلال فعاليات المؤتمر علي موضوع تمويل المناخ، خاصةً ذلك الموجه إلى التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، والذي يمثل أولوية ملحة لمصر وأفريقيا وللدول النامية على وجه العموم، حيث لا تستطيع هذه الدول رفع طموحها المناخي بدونه.

 

وعبر الرئيس السيسى عن القلق إزاء الفجوة بين التمويل المتاح، وحجم الاحتياجات الفعلية للدول النامية علاوة على العقبات التى تواجه دولنا فى النفاذ إلى هذا التمويل، حيث أكد علي ضرورة وفاء الدول المتقدمة بتعهدها، بتقديم "100" مليار دولار سنويًا، لصالح تمويل المناخ فى الدول النامية، مشددًا علي دعم مصر لما نادى به السكرتير العام للأمم المتحدة من ضرورة ألا يقل حجم التمويل الموجه إلى التكيف عن نصف التمويل المتاح وعلى أهمية بدء المشاورات حول الهدف التمويلى الجديد، لما بعد 2025.

 

مشاركة الرئيس السيسى وكلماته خلال المؤتمر، كانت محل إشادة وتقدير من عدد من القادة والمسئولين، وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذى أعرب  كذلك  عن تقديره وتهنئته للرئيس السيسى على الإنجازات والجهود التنموية الطموحة التى تقوم بها مصر مؤكدًا دعم بريطانيا لتلك الجهود تحت قيادة الرئيس السيسى. 

 

وخلال اللقاء، تم التوافق على فتح آفاق تعاون جديدة واضافية بين البلدين وكذلك تعزيز انخراط بريطانيا فى أولويات خطط التنمية المصرية ودعم التعاون الثنائى فى مختلف المجالات خاصة الاستثمارية والأمنية، والاستخباراتية والعسكرية، فضلًا عن قطاعات السياحة والصحة والتعليم. 

 

ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسى عن التقدير للجهد الذى بذلته بريطانيا لضمان عقد قمة المناخ العالمية برغم كافة الصعوبات بالنظر لتأثير جائحة كورونا على الاجتماعات الدولية، مؤكدًا دعم مصر للرئاسة البريطانية للمؤتمر وثقتها فى خروجه بنتائج متوازنة تصب فى مصلحة كافة الأطراف، فضلًا عن تطلع مصر لاستضافة الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف فى 2022 عقب انتهاء الرئاسة البريطانية.

 

الرئيس السيسى، تحدث في كلمته، حول التقرير الأخير، للجنة الحكومية الدولية حول تغير المناخ، مؤكدًا أن تعزيز عمل المناخ لتحقيق هدف الــــ "1.5" درجة مئوية صار أمرًا حتميًا، لا يحتمل التأخير.

 

 وأشار الرئيس السيسى ، إلي أن مصر اتخذت خطوات جادة لتطبيق نموذج تنموى مستدام يأتى تغير المناخ والتكيف مع آثاره فى القلب منه ويهدف إلى الوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكوميًا إلى "50%" بحلول عام 2025، و"100%" بحلول 2030؛ فعلى سبيل المثال، تمثل مصادر الطاقة المتجددة اليوم نحو "20%" من مزيج الطاقة فى مصر ونعمل على وصولها إلى "42%" بحلول عام 2035 بالتزامن مع ترشيد دعم الطاقة كما تعمل مصر على التحول إلى النقل النظيف من خلال التوسع فى شبكات المترو والقطارات والسيارات الكهربائية وتجهيز البنية التحتية اللازمة لذلك فضلًا عن إنشاء المدن الذكية والمستدامة كما تنفذ مصر مشروعات لترشيد استخدامات المياه وتبطين الترع والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية.

 

ولتمويل تلك المشروعات، قال الرئيس السيسى، إن مصر أصدرت مؤخرًا، الطرح الأول للسندات الخضراء بقيمة "750" مليون دولار. وحتى توضع هذه الجهود فى إطارها المؤسسى انتهت مصر من إعداد "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050" والتى ستفتح الطريق أمام تحديث مصر لمساهماتها المحددة وطنيًا بحيث تكون السياسات والأهداف والإجراءات المتضمنة بهذه المساهمات مكملة لجهود الدولة التنموية، ولمساعيها للتعافى من آثار جائحة "كورونا" وليست عبئًا عليها.

 

ولم يغفل الرئيس السيسى حجم التحديات التى تواجهها كافة الدول النامية، مؤكدًا على أن تنفيذ الدول النامية لالتزاماتها فى مواجهة تغير المناخ، مرهون بحجم الدعم الذى تحصل عليه خاصة من التمويل، الذى يعد حجر الزاوية والمحدد الرئيسى لقدرة دولنا على رفع طموحها المناخى فى إطار التوازن الدقيق الذى مثله اتفاق باريس والذى يتعين الحفاظ عليه، لضمان تعزيز جهود خفض الانبعاثات، والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، على قدم المساواة.

 

كانت رسائل الرئيس السيسى حاسمة، حيث تحدث بلسان أفريقيا علي وجه الخصوص، مشددًا علي أن أزمة المناخ ليست مسئولية  القارة الأفريقية، ومع ذلك فإنها تواجه التبعات الأكثر سلبية للظاهرة وما يترتب عليها من آثار اقتصادية واجتماعية وأمنية وسياسية،  ومع ذلك، تعد القارة نموذجًا لعمل المناخ الجاد بقدر ما تسمح به إمكانياتها والدعم المتاح لها، داعيصا إلى ضرورة منح القارة الأفريقية معاملة خاصة فى إطار تنفيذ اتفاق باريس بالنظر لوضعها الخاص وحجم التحديات التى تواجهها.

 

وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مهمة خلال الحلقة النقاشية (العمل والتضامن – العقد الحاسم) بأعمال الدورة الـ26 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في مدينة جلاسجو الأسكتلندية؛ مؤكدًا أن مصر تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز قدرتها على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، حيث جاء التكيف كأحد الأهداف الرئيسية الخمسة بالاستراتيجية المصرية لتغير المناخ 2050، والتي انتهينا للتو من إعدادها، كما تقوم مصر بتنفيذ العديد من المشروعات والبرامج ذات الصلة، إيماناً منها بمحورية هذا الجانب من عمل المناخ لحماية الأجيال القادمة والحفاظ على مقدراتها. 

 

وعلى الرغم من الجهد العالمي المبذول على مدار السنوات الماضية لتعزيز تمويل المناخ، نوه الرئيس السيسى بأننا لازلنا نستشعر وجود فجوة هائلة بين حجم التمويل واحتياجات الدول النامية، خاصةً التمويل الموجه إلى جهود التكيف، الأمر الذي يحد من قدرة دولنا على تنفيذ ما تحتاجه من مشروعات وإجراءات في هذا المجال، خاصةً مع تزايد الأعباء الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا.

 

"رفع طموح عمل المناخ لابد وأن يتضمن رفع طموح التمويل الموجه من الدول المتقدمة إلى الدول النامية، إذا ما كنا ننشد الحفاظ على التوازن الدقيق الذي مثله اتفاق باريس"، هكذا تحدث الرئيس السيسى، مؤكدًا التطلع إلي خروج هذه الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف بنتائج ملموسة على صعيد تمويل التكيف. 

وشدد الرئيس السيسةى، علي أن الوقت قد حان لتفعيل "الهدف العالمي للتكيف" باتفاق باريس من خلال برنامج تنفيذي واضح يتضمن شقاً مخصصاً للتمويل، بما يضمن استدامة تدفق التمويل الموجه للتكيف بالدول النامية، فضلاً عن ضرورة وضع حوافز للدول النامية للاستثمار في أسواق الكربون، "والتي ستبدأ وفودنا في التشاور حول الترتيبات النهائية لها خلال الأيام القليلة القادمة، من خلال توجيه جزء من عائداتها لتمويل التكيف".

 

علي الجانب الآخر، شهدت مشاركة الرئيس السيسى، عددًا من اللقاءات المهمة داخل أروقة المؤتمر، مع رؤساء الدول والحكومات المشاركة، والذي استهله فور وصوله جلاسجو بمقر إقامته في المملكة المتحدة مع المستشار النمساوي ألكسندر شالنبرجن حيث هنأ الرئيس المستشار النمساوي على توليه منصبه مؤخراً، ومؤكداً حرص مصر على الاستمرار في تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع النمسا في شتى المجالات، خاصةً التجارية والاقتصادية والسياحية، وذلك في اطار علاقات التعاون والصداقة التاريخية بين مصر والنمسا، والتي انعكست في تعدد الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين الجانبين خلال الفترة الاخيرة.

 

المستشار النمساوين عبر خلال اللقاء، عن تشرفه بلقاء الرئيس، مؤكداً حرص بلاده على استمرار تعزيز علاقاتها مع مصر التي تمثل ركيزة محورية لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، فضلاً عن تطلعها لمواصلة التنسيق والتشاور مع مصر لتطوير مظاهر التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.

 

اللقاء شهد استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري في ظل الجهود المصرية لتحسين مناخ الأعمال وتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة في ضوء البنية التحتية الحديثة والمتكاملة الاركان التي باتت تتمتع بها مصر؛ كما جرى التباحث حول عدد من الملفات ذات الصلة بالقضايا الإقليمية والازمات التي تعاني منها عدة دول بالمنطقة، حيث أكد الرئيس أن المبدأ الراسخ لتسوية أزمات المنطقة هو تحقيق الاستقرار باستعادة مفهوم وأركان الدولة الوطنية وبدعم مؤسسات الدول، وتعزيز قدرة جيوشها الوطنية، وحكوماتها المركزية، وهو الأمر الذي من شأنه تقويض نشاط الجماعات والتنظيمات المتطرفة التي تعبث بمقدرات الشعوب.

 

وثمن المستشار النمساوي جهود مصر المقدرة في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وكذا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وتطوير الخطاب الديني، الأمر الذي يرسخ من الدور الإقليمي الفعال والمؤثر لمصر تحت قيادة الرئيس في نشر ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام حرية المعتقد.

 

لقاء آخر لا يقل أهميه، عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع الدكتورة جاكي تايلور، رئيسة الكلية الملكية البريطانية للأطباء والجراحين؛ مؤكدًا اهتمام مصر بتطوير قطاع التعليم بمختلف مراحله والبحث العلمي، فضلاً عن الارتقاء بالقطاع الطبي، وذلك من خلال السعي لإقامة علاقات الشراكة مع المؤسسات العالمية رفيعة المستوى، بما فيها المؤسسات البريطانية العريقة.

 

كما أشاد الرئيس السيسى، ببروتوكول التعاون مع الكلية الملكية باعتباره من أهم مشاريع التعاون الثنائي بين البلدين، الذي يفتح آفاق تعميق هذا التعاون من خلال تعميم هذه التجربة مع الجامعات والجهات البحثية البريطانية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى أن يتيح هذا التعاون إنشاء مقر للكلية الملكية للأطباء والجراحين بالقاهرة، إلى جانب تدريب وتأهيل الأطباء وفق أعلى المعايير العالمية، وكذا زيادة المنح الدراسية المقدمة للطلاب المصريين إلى بريطانيا.

 

ومن جانبهنا، أعربت رئيسة الكلية الملكية البريطانية عن اعتزاز الكلية بالتوقيع مؤخراً على بروتوكول التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، من أجل تعزيز جهود الكلية الملكية في دعم التعليم والتدريب والتقييم المهني بالقطاع الطبي في مصر، بما يساعد على اتباع أعلى المعايير الممكنة للرعاية الصحية.

 

وأكدت "تايلور"، علي عزم الكلية لإقامة شراكة تعاون ممتدة مع جهات الاختصاص المصرية لنقل الخبرات الأكاديمية والعملية لدي الكلية في القطاع الطبي والرعاية الصحية الي مصر، وذلك في ضوء ما يلمسونه من جهود الرئيس اللافتة في دفع عملية التنمية والتطوير والبناء في كافة المجالات الامر الذي يوفر المناخ الواعد لاقامة تلك الشراكة ويعزز من فرص نجاحها.

 

كما بحث الرئيس السيسى مع مارك روته، رئيس وزراء هولندا، سبل دفع العلاقات بين البلدين فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة التبادل التجارى والسياحة والهجرة، بالإضافة إلى التعاون القائم فى مجال إدارة المياه، فضلًا عن الاستفادة من الخبرات الهولندية فى المشروعات المرتبطة بأنظمة الرى والزراعة، وكذا فى مجال إدارة الموانئ وتعزيز التعاون القائم بين قناة السويس وميناء روتردام، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز التعاون الثلاثى بين مصر وهولندا فى أفريقيا، فى ضوء الاهتمام المشترك للجانبين بدعم التنمية فى القارة، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية توطين الاستثمارات الهولندية فى مصر فى ظل المناخ المشجع للاستثمار وكونها بوابة للتصدير للقارة الأفريقية.

 

ومن ناحية أخري، أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالجهود التي قامت بها الكونغو الديمقراطية خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي من أجل تحقيق التطلعات التنموية للقارة الأفريقية والترويج لقضاياها ومواقفها في المحافل الدولية، فضلاً عن مساعيها المقدرة لتسوية أزمة سد النهضة، مؤكداً الموقف المصري الراسخ من هذه القضية، ورؤيتها القائمة على الانخراط بشكل نشط في المفاوضات الرامية للتوصل لاتفاق ملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك تحت مظلة الاتحاد الأفريقي بما يتسق مع البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.

 

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي،  مع الرئيس "فيليكس تشيسيكيدي"، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، على هامش أعمال قمة الأمم المُتحدة للمناخ في جلاسجو.

 

 وأعرب الرئيسان عن رضاهما عن المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسي، أو على مستوى التعاون الاقتصادي الذي يشهد في الفترة الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وتقدم الرئيس الكونغولي بالشكر للرئيس على دعم مصر المتواصل لبلاده في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، بما يمثل نموذجاً للتعاون والتنسيق والدعم المتبادل بين الدول الأفريقية.

 

والتقى السيسي، بكل من رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية، كما التقى مع عبد  الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية، ونجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني.

 

كما التقى الرئيس السيسي، في جلاسجو، مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وأمير قطر تميم بن حمد، والرئيس أرمين سركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا، والشيخ صباح الخالد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتى.

 

في سياق منفصل، توقف الرئيس السيسي صباح الثلاثاء، أثناء مغادرة مقر إقامته بمدينة جلاسجو لتبادل التحية مع المواطنين من الجالية المصرية فى اسكتلندا.

 

وتكررت مشاهد التفاف أبناء الجالية المصرية حول مقر إقامة الرئيس لمدينة جلاسجو، منذ اليوم الأول لوصوله- مساء الأحد- ورفع المصريون أعلام مصر مرددين الهتافات والأغاني الوطنية للترحيب بالرئيس السيسى في زيارته الحالية. للملكة المتحدة.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع