بوابة صوت بلادى بأمريكا

أكرم القصاص يكتب:مصر وثلاثى المتوسط..شراكة الطاقة المثمرة..توقيع الاتفاق للربط الكهربائى بين مصر واليونان وقبرص ولاحقا مع أوروبا..والقمة نموذجا للتعاون والتنسيق والاتفاق على القضايا وفيما يجرى بالإقليم والعالم

الطاقة والقضايا الإقليمية على رأس اهتمامات وتركيز القمة الثلاثية التى انعقدت بين مصر وقبرص واليونان، وهى العلاقة التى نمت وتطورت بشكل متصاعد على مدى 8 سنوات وأثمرت اتفاقات وخطوطا من التعاون والشراكة، وإحياء روابط تاريخية، تترجم إلى فعل فى الدائرة المتوسطية، وهى الدائرة الاستراتيجية التى أحيتها مصر، ضمن سياسية الانفتاح والتعاون التى تم وضعها على مدى سنوات منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى. 

 

لقد حرصت الدولة المصرية خلال 8 سنوات على وضع سياسة إقليمية تقوم على التعاون والحوار، وضمان مصالح الأطراف المتعددة، وخلال أسبوعين فقط شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة فيشيجراد بوسط أوروبا، ثم القمة التاسعة للثلاثى بجنوب وشرق المتوسط مصر واليونان وقبرص، وحرص الرئيس فى القمتين على عرض سياسات مصر الداخلية وتجربة مصر فى التنمية، وأيضا حرص على تداول وجهة نظر مصر فى القضايا الإقليمية. 

 

ويحرص الثلاثى المصرى القبرصى اليونانى على دورية انعقاد القمة، عُقدت القمة الأولى بالقاهرة نوفمبر 2014، والثانية بقبرص أبريل 2015، والثالثة باليونان فى ديسمبر 2015، وتوالت القمم سنويا لتصل إلى التاسعة، وآخرها قمة «أثينا» بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونيكوس أناستاسياديس رئيس قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، وفى السنوات الثلاثة الأخيرة تم تثبيت شهر أكتوبر كموعد دورى لانعقاد القمة التى أصبحت نموذجا لتعاون وتنسيق وتفهم واتفاق على القضايا المختلفة، ومعبرا لطرح وجهات نظر الثلاثى فيما يجرى بالإقليم، والعالم، حيث تشهد المنطقة تحولات متعددة سياسيا واقتصاديا، تنعكس على الإقليم بأكمله.

 

وأسهمت آلية التعاون الثلاثى، فى الاتفاق على مشروعات فى قطاعات الطاقة والسياحة والنقل والزراعة، وتم توقيع الاتفاق الثلاثى فى مجال الربط الكهربائى، واتفاقيتين ثنائيتين لربط الشبكة الكهربائية بين مصر وكل من اليونان وقبرص على المستوى الثنائى، تمهيدا للربط الكهربائى لاحقا مع بقية أرجاء أوروبا، الأمر الذى اعتبره الرئيس السيسى «خطوة تمهيدية لهدف مشترك هو الربط الكهربائى لاحقا مع بقية أرجاء القارة الأوروبية».

 

مصر واصلت على مدى السنوات الماضية عملية إعادة بناء قدراتها فى مجالات الطاقة، سواء فى محطات الكهرباء العملاقة، أو محطات الطاقة المتجددة، من الشمس والرياح، والتى تستهدف الوصول خلال نهاية العقد الحالى، لتشكل نسبة معتبرة من إنتاج الطاقة بمصر، مع تحقيق احتياطى حالٍ يصل إلى 25%، يسمح بتصديره من خلال شبكات الربط الكهربائى، بجانب بنية أساسية من شبكات التوزيع والنقل، تجعلها مستعدة للربط مع محاور مختلفة، فقد أجرت مصر الربط مع السودان، ثم السعودية، والآن مع قبرص واليونان، بما يجعلها نقطة التقاء وتوزيع بين قارات آسيا وأفريقيا وأووربا. 

 

وحسب الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، فإن مصر وقعت حديثا خط ربط كهربائى مع المملكة العربية السعودية، وتضمنت كابلا بحريا، وآخر هوائيا، بالإضافة لمحطات التحويل الموجودة على أراضى البلدين، معتبرا أن «خطوط الربط والشبكات يجب أن تكون قوية، بما يؤكد وجود تخطيط سليم فى قطاع الكهرباء، وإنشاء كابل بحرى للربط الكهربائى بين مصر وأوروبا من خلال قبرص واليونان»، وقال: «بالرغم ما كنا نصدره من الطاقة لعدة دول فإن هناك فائض فى الطاقة يصل إلى 11 ألف ميجا وات، ومصر لديها خطة طموحة لتوليد الطاقة من الطاقات المتجددة، لتصل إلى 20%، ثم إلى 42% فى 2035»، يضاف إليها الاتفاق على إنشاء خط أنابيب بحرى لنقل الغاز الطبيعى من مصر إلى اليونان وقبرص، وأشار الرئيس السيسى فى كلمته أمام القمة الثلاثية إلى مسعى إنشاء خط أنابيب بحرى لنقل الغاز الطبيعى من حقل «أفروديت» القبرصى، إلى محطتىّ الإسالة المصريتيّن بدمياط وإدكو تمهيدا، لتوريد الغاز المُسال من مصر إلى اليونان، ومنها لاحقا إلى كثير من دول أوروبا.

 

وهذه خطوة إضافية تضاعف من فرص مصر كمركز للطاقة فى أفريقيا والمتوسط، عن استحقاق، وبفضل شبكات متصلة ومتوازية فى بناء قدراتها من الطاقة والبنية الأساسية بما يعظم العائد، ويمثل فائدة لكل الأطراف.

 


 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع