الصداقة الحقيقية فى أروع صورها، صداقة من الزمن الجميل، جسدها مجموعة من الأشخاص بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بعد 50 عاما مضت على دراستهم بجامعة الزقازيق، قرروا استعادة تلك الأيام واستمرار الصداقة حتى نهاية العمر من خلال فكرة بسيطة ساهمت فى لم شمل تلك الصداقات التى بترتها ظروف الحياة ومشاغلها، حيث بادر أحد كوادر الأنشطة الطلابية فى أول دفعة دراسات جامعية بالزقازيق فكرة إنشاء ملتقى الأحبة من هذا الزمن الجميل ثم تحول الملتقى إلى صالون الزمن الجميل.
وعندما علم أحد زملائهم فترة الدراسة الجامعية، حاول التواصل معهم بعد 50 عاما وأصبح يأتى أسبوعيا من محافظة الغربية إلى مدينة الزقازيق لقضاء وقت ممتع معهم واسترجاع ذكريات الزمن الجميل.
قال عادل حسن توفيق سوادنى، 70 عاما مدير عام سابق بوزارة التعليم العالى، وعضو اتحاد كتاب محافظة الغربية، إنه عاش أجمل ذكريات عمره بمدينة الزقازيق فترة السبعينات عندما كان طالب بكلية التجارة جامعة الزقازيق، ضمن أول دفعة درست بجامعة الزقازيق فى السبعينات بالجامعة، وتعرفت على أول دفعة وكان وقتها الطالب أحمد الرزاز نجم جامعة الزقازيق ومعه فرقته من الطلاب، وكان من ضمنهم الكابتن الراحل سيد رشاد كابتن منتخب الشرقية وكابتن نادى الترسانة، وفى العام الثالث حولت إلى كلية التجارة جامعة المنصورة بسبب الظروف العائلية لكن الحنين كان لجيل الدراسة بجامعة الزقازيق، وكنت أحضر لزيارتهم من المنصورة فترة الدراسة بالكلية، الزقازيق لها محبة كبيرة فى قلبى حيث قضيت العام الأول بالمدينة الجامعية بكفر الإشارة، والعام الثانى سكنت مع مجموعة من الطلاب المغتربين بمنطقة الحريرى ومنطقة حسن صالح.
تابع عادل حسن، كنا 600 طالب وطالبة متقاربين من بعض فى المستوى الاجتماعى والثقافى، نحب بعض ويوجد بيننا احترام متبادل واحترام لأساذتنا، الدكتور على عبد المتعال عميد كلية التجارة، والدكتور، محمود عساف، ابن الشرقية عميد كلية تجارة المنصورة، والدكتور نعيم الزنفلى، أستاذ بكلية التجارة جامعة الزقازيق، وكان من أشهر الطلاب فى دفعتنا، على عوض الله، عضو الاتحاد العام لطلاب مصر، والفنان أحمد الزرقانى أمين عام اللجنة الفنية على مستوى جامعة الزقازيق، ونعيم الزنفلي، أستاذ بكلية التجارة، وبعد الانتهاء من الدراسة الجامعية، التحقت بالخدمة العسكرية، ضابط احتياط 4 سنوات وتعينت ضمن مسابقة القوى العاملة فى الإدارة الزراعية وبعدها انتقلت إلى التعليم العالى حتى إحالتى للمعاش.
وأضاف عادل صاحب الــ 70 عاما، الحياة شغلت كل واحد منا وأغلب الدفعة سافرت للعمل بدولة السعودية، وانقطعت الاتصالات بيننا، ومنذ 10 سنوات حاولت البحث عن رقم زميل بالدفعة "أحمد الرزاز" وتواصلت معه وفكرته بنفسى وكانت لحظات مؤثرة حيث تحدثنا عن ذكرياتنا بالكلية، وأخبرنى أنه حاول يجمع زملاء الدفعة بعد إحالة جميعهم للمعاش لقضاء وقت ممتع، وبدأت أحضر معهم، أتى إليهم وكنا نعقد اجتماع كل يوم اثنين داخل النادى الزراعى بالشرقية، وقررنا فى هذا اليوم تجميع رابطة تضم جميع طلاب جامعة الزقازيق من طلاب أول دفعة درست فى الجامعة، وتم إطلاق اسم صالون الزمن الجميل على الرابطة، وبدأ من يعلم من الأصدقاء ينضم إلينا، وأصبح كل يوم اثنين لقاء بيننا لاسترجاع الذكريات وتنظيم رحلات وعمل إفطار مجمع فى شهر رمضان.
وصالون الزمن الجميل يعبر عن عبق الزمن الجميل والعشرة والصداقة النقية الخالية من أى رياء ومصلحة، جاء ذلك على لسان صاحب الفكرة هو "أحمد رجب" كان ضمن الطلاب الذين درسوا فى جامعة الزقازيق عامى 1969 و1970 ضمن دفعة درست فى جامعة الزقازيق، وكان عدد الطلاب بالجامعة لا يتعدى 500 طالبة وطالبة، جميعهم على معرفة تامة ببعضهم من خلال المشاركة فى الأنشطة والحفلات وخاصة فترة حرب الاستنزاف، وكانت الشرقية خط الدفاع الأول للقناة لقربها من الإسماعيلية، فكان يتم الاستعانة بطلاب جامعة الزقازيق للقيام بحفلات على شط القناة، وعشنا فى تلك الأيام جميعا على قلب رجل واحد نقضى الليل والنهار سويا، وبعد انتهاء فترة الدراسة بالجامعة، كل منهم شق طريقه فى الحياة والعمل والبعض سافر للخارج، وأخذتنا أعباء الحياة من تلك الأيام الحلوة.
واستكمل عادل، بعد بلوغه سن المعاش عام 2011 فكر فى إعادة لم شمل أصدقاء الزمن الجميل فترة الدراسة الجامعية، حيث كانت الصداقة الحقيقية أجمل أيام العمر، فقرر الاتصال بعدد من زملائه كان على تواصل معهم وبلغ العدد فى بداية الأمر 12، ومع مرور الوقت من يعلم بالفكر يبادر مسرعا بالتواصل إلى أن وصل حاليا إلى 270 وامتدت الصداقة إلى العلاقات الأسرية حيث يحرص كل منا على إحضار زوجته معه وتوطدت العلاقات الإنسانية أكثر، وتم إطلاق اسم صالون الزمن الجميل على المكان الذى يجتمعون فيه، وهو مقر نادى العاملين بجامعة الزقازيق.
وأشار عادل حسن، إلى أنهم يتجمعون فى الصالون كل يوم إثنين من كل أسبوع للتسامر وقضاء فترة من الوقت الجميل سويا، ويتخلل ذلك استرجاع نوادر وحكايات فترة الدراسة، ويقوم البعض منا بالغناء والطرب ونقضى وقت ممتع وفى كل مناسبة وطنية ودينية نحرص على إحيائها من خلال حفل بسيط.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع