بوابة صوت بلادى بأمريكا

ماذا نستورد وماذا نصدر؟.. قراءة فى الاستيراد والتصدير داخل مصر خلال عام.. الواردات المصرية "من الإبرة للصاروخ" .. والصادرات مجرد "مواد خام".. والإحصاء: 21.7 مليار دولار حجم الصادر مقابل 68.1 مليار مستورد


كتبت- هبة حسام

"صناعة من الإبرة إلى الصاروخ".. شعار شامل يستحوذ الألباب ويجعلك قادرا على أن تغزو العالم اقتصاديا، ربما تكون الصين الدولة الوحيدة التى تطبقه حاليا، بالنظر إلى عدد سكانها الذى يتجاوز 1.3 مليار نسمة.

 

وظهر هذا الشعار لأول مرة فى مصر إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ففى عام 1962 قال خلال خطابه أثناء الاحتفال الشعبى بميدان الجمهورية بالعيد العاشر لثورة يوليو: "النهارده بنستطيع أن نفخر أننا نصنع كل شىء من إبرة الخياطة إلى الصواريخ".

 

ماذا تستورد مصر وماذا تصدر؟

فى هذا التقرير، الذى تنشره "اليوم السابع" قراءة فى النشرة الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن "واردات وصادرات مصر عام 2016" والذى حصل "اليوم السابع" على نسخة تفصيلية منها، حيث تكشف لنا تفاصيل عن "ماذا نستورد وماذا نصدر؟"، وهل هناك نقاط قوة تتميز بها مصر فى مجال التصنيع أم أن صادراتها كلها "مواد خام" أو "صادرات أولية"، وما علاقتنا بالتطور الاقتصادى حولنا، وهل نجحنا فى مواكبة التغيرات الاقتصادية؟، وما علاقة صادراتنا بالتكنولوجيا؟.

 

بلغ إجمالى ما استوردته مصر وتصدره نحو 7363 صنفا ونوعا، كل نوع منها تندرج تحته عشرات الأصناف الأخرى التابعة لها، وصنف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، كل ما يتم استيراده وتصديره، إلى 97 مجموعة سلعية كل واحدة منها تضم عشرات الأنواع التابعة لهذه المجموعة.

 

فى حين بلغ إجمالى قيمة واردات الدولة هذا العام 671.1 مليار جنيه وهو ما يعادل 68.1 مليار دولار، مقابل صادرات بقيمة 224.3 مليار جنيه تقريبا، بما يعادل 21.7 مليار دولار بعجز فى الميزان التجارى بلغ 446.8 مليار جنيه تقريبا بما يعادل 46.4 مليار دولار، ومن خلال قراءة واردات وصادرات مصر على مدار عام كامل تبين بعض الملاحظات أهمها:

 

الملاحظة الأولى:

 على الأرقام الرسمية: أن مصر تستورد كل شىء بدءا من الإبرة حتى الصاروخ وسفن الفضاء، وما لا نستورده يتم تجميع جزء كبير منه فى مصر، والنادر هو ما يتم تصنيعه بالكامل داخلل مصر، حيث تسدد الدولة سنويا مئات المليارات فى قطاع الصناعة فقط.

 

الملاحظة الثانية:

 أن مصر استوردت فى العام الماضى للأكل والشرب بما يقارب 90 مليار جنيه، بأسعار ما قبل تعويم الجنيه الذى تم فى 33 نوفمبر الماضى.

 

الملاحظة الثالثة:

 أنه يحتل النصيب الأكبر من الصادرات المصرية للخارج المواد الخام، وهو ما يعنى أن مصر لن تستطيع أن تحقق أى نهضة اقتصادية حقيقية بدون تعميق الصناعة وتقديم قيمة مضافة فىى منتجاتها، لجذب الأسواق العالمية.

 

الملاحظة الرابعة:

 مصر ليست فقط خارج سوق المنافسة، وإنما نحن خارج سوق التكنولوجيا تماما، فمصر حتى الآن لم تستطع أن تقتحم هذا السوق الذى يقود الاقتصاد العالمى الآن ويكفى أن نشير إلى أنن أكبر الشركات حاليا فى العالم هى شركة أبل وجوجل.

 

الملاحظة الخامسة: 

النسبة الأكبر من الصادرات المصرية هى ما نصدره كمواد خام، بدون تصنيع، فيكفى أن تلقى نظرة على قائمة "أهم الصادرات المصرية " المعلنة عبر نقطة التجارة الخارجية التابعة لوزارة الصناعة، لتكتشف أنها كالتالى: "خام وبدرة الذهب ثم البترول الخام ثم زيوت نفط خفيفة ثم أسلاك نحاس معزولة ثم برتقال صازج ثم سماد يوريا ثم أجزاء أثاث ثم عنب طارج ثم بدل رجال صوف ثم مكسبات رائحة ثم جبن أبيض ثم سجاد ثم بذور "تقاوى" بطاطس ثم بصل وكرات"، وهو ما يعنى أن أكثر المنتجات المصدره ليست فيها قيمة مضافة نهائيا، وإنما هى منتجات خام ذهب أو بترولية أو فواكه وخضروات.

 

صادرات تتفوق على الواردات بمصر.. ولكن معظمها "مواد خام"

ويفسر ذلك ما جاء فى المرتبة الأولى من الصادرات المصرية، خلال العام الماضى، حيث جاءت السلع الأكثر فى الصادرات المصرية خلال عام 2016 معظمها مواد خام، فحتى هذه المنتجات التى نتفوق وننافس بقوة فى تصديرها، فإن صادراتنا من معظمها مجرد مواد خام، وجاء فى المرتبة الأولى من الصادرات المصرية "اللؤلؤ والأحجار الكريمة والحلى"، حيث صدرت الدولة هذه السلع بما يعادل 26.6 مليار جنيه.

 

وبحسب التقرير، صدرت مصر خضروات وفواكه بـ 21.8 مليار جنيه، علاوة على تصدير بصيلات وجذور أشجار ونباتات حية بقيمة 745.7 مليون جنيه.

 

ولم تقتصر صادرات مصر خلال العام السابق على هذه السلع فقط، بل شملت، تصدير زيوت عطرية وجلود بنحو 5.6 مليار جنيه، أما صادرات الدولة من السجاد ومصنوعات الحصر والسلال بلغت فى 2016 نحو 3 مليار و 80 مليون جنيه، هذا بالإضافة إلى تصدير أقمشة مصنوعة من "الكروشيه" وملابس بـ14.5 مليار جنيه.

 

وتفوقت الدولة خلال عام 2016 فى تصدير عدد من المنتجات المتنوعة مثل "ملح- كبريت- أتربه – أحجار – أسمنت" بقيمة تجاوزت 3 مليارات جنيه، فى حين تم تصدير محضرات خضر وفواكه بنحو 3.8 مليار جنيه، و مصنوعات من الحجر والأسمنت بقيمة 2.3 مليار، علاوة على صادرات منتجات مطاحن وشعير وخلاصات نباتية بـ 1.7 مليار جنيه.

 

علاوة على، تصدير زجاج ومنتجات من الخزف ومصنوعات أخرى متنوعة "أزرار، أحبار كتابة وطباعة، وغيرها" بقيمة 7.9 مليار جنيه، وأسمدة بـ8 مليارات و 11 مليون جنيه.

 

سلع استفزازية تم استيرادها بقيمة تجاوزت 9 مليارات جنيه .. رموش وحواجب صناعية وشعر بشرى ومظلات بـ30 مليون جنيه .. كاكاو وشوكولاته بـ1.3 مليار جنيه.. ومنتجات للعناية بالبشرة واليدين والقدمين بـ 746 مليون جنيه

 

رغم الإجراءات التى اتخذتها الحكومة خلال العامين الماضيين، لخفض قيمة العجز فى الميزان التجارى، إلا أنه سجل خلال عام 2016 نحو 42.6 مليار دولار، إلا أنه تم استيراد خلال العام الماضى سلع يطلق عليها مصطلح سلع استفزازية بقيمة تجاوزت 9 مليارات جنيه، وذلك بحسب تقرير "واردات وصادرات مصر 2016" والصادر عن جهاز الإحصاء.

 

تم استيراد شوكولاته وكاكاو بـ 1.3 مليار جنيه خلال عام واحد، وعصائر بـ826.5 مليون جنيه، كما تم استيراد كاتشاب ومايونيز ومرقة ونسكافيه وكابتشينو وصلصة وتوابل وآيس كريم وكريم شانتيه وسحلب بـ195.4 مليون جنيه، علاوة على، وصول واردات مصر من التبغ بكل أنواعه "فضلات تبغ خام، لفائف سجائر، سيجار، سجائر أبدال التبغ، تبغ شيشة، تبغ مفروم" إلى 3.4 مليار جنيه.

 

وبعد قراءة تفصيلية للتقرير الإحصائى "واردات وصادرات مصر 2016"، تبين انه تم استيراد كسكسى ومقرمشات من الذرة وخبز هش وبالزنجبيل وبسكوت حلو وفطائر ويفر وبقسماط بـ 281.7 مليون جنيه، هذا بالإضافة إلى، مياه معدنية وغازية وبيرة غير كحولية وفودكا وويسكى ومشروبات روحية ونبيذ بـ120.2 مليون جنيه.

 

فى حين بلغت واردات مصر من الشامبو ومستحضرات وملمعات وصبغة الشعر ومعطرات الجسم وكريمات الحلاقة 478.2 مليون جنيه، واستوردت الدولة أيضا خلال العام الماضى، مستحضرات تجميل وزينة "مكياج" ومنتجات للعناية بالبشرة واليدين والقدمين بـ 746 مليون، علاوة على، استيراد حلى ومجوهرات وأزرار مطلية بمعادن ثمينة بقيمة 31.7 مليون جنيه، وأدوات موسيقية "بيانو، جيتار،.. وغيرها" بـ 20.6 مليون جنيه.

 

السلع الاستفزازية مازالت حاضرة

ولم تخلوا واردات مصر من السلع "الاستفزازية" من أقل الأشياء، حتى انه تم استيراد  كبريت "أثقاب قابلة للاشتعال" بقيمة 30.9 مليون جنيه، وكذلك ورق السجائر "ورق بفره" وورق الحائط والكربون الناسخ والمناديل بقيمة بلغت 301.5 مليون جنيه، فى حين وصلت واردات مصر من المظلات والريش والأزهار الصناعية والرموش الصناعية والشعر البشرى وخصلات الشعر والحواجب الصناعية إلى ـ63.6 مليون جنيه.

 

وتضمن وارداتنا "غير الأساسية"، لعب أطفال "سكوتر ودباديب وآتارى وبنادق ومسدسات وألعاب فيديو وملابس تنكرية للأطفال"، وأدوات رياضة "معدات جولف، وتنس، وزلاجات للتزحلق على الثلج، وغيرها"، بـ 790.8 مليون جنيه، علاوة على، أقلام حبر عادية أو مصنوعة من معادن ثمينة، وأقلام تلوين ورصاص وأمشاط ومثبتات ودببابيس للشعر، وملاقط ومشابك ولفافات للشعر ، ومباسم سيجار وبايب بـ 199.7 مليون جنيه.

 

وبلغت قيمة الواردات من التحف فالنية والقطع الأثرية التى يتجاوز عمرها 100 عام واللوحات والصور ورسوم مرسومة يدويا ولوحات من فن اللصق وتماثيل ومنحوتات أصلية 4.2 مليون جنيه.

 

هذا بالإضافة إلى استيراد كافيار وروبيان بـ 14.4 مليون جنيه، وجلود فراء "طبيعى وتقليدى" بـ 6.6 مليون جنيه، كما تم استيراد "كاجو ومكسرات من بندق وفستق وجوز ولوز" وموز الجنة وأفوكادو بـ 705.3 مليون جنيه.

 

وتوضح الجداول المرفقة ما استوردته وصدرته مصر خلال عام 2016 من مئات السلع والمنتجات وحجم صادراتنا ووارداتنا من كل سلعة.

 

 


 

 

 

 

 


 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع