بوابة صوت بلادى بأمريكا

الرئيس السيسي يوجه الحكومة بتوفير المتطلبات والتمويل اللازم لإعادة إحياء القاهرة التاريخية..ومدبولى يكلف ‏بعدم إصدار أى تصاريح بناء أو هدم فى نطاق القاهرة التاريخية..ويؤكد: هدفنا الحفاظ على مواقع التراث العالمى

أجرى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، حوارا مفتوحا مع عدد من الخبراء المعماريين ‏والأثريين والمخططين فى مقر وكالة الغورى، بشأن تطوير منطقة  القاهرة التاريخية.‏

 

وجلس رئيس الوزراء على منصة العرض الخاص بشرح مخططات تطوير المنطقة أمام الخبراء ‏والمخططين والأثريين، مؤكدا فى مستهل حديثه أنه يجري هذا اللقاء للتشاور مع الخبراء بصفته خبيراً ‏معمارياً، وقال إن أعمال التطوير السابقة التي شهدتها المنطقة لم تتعد كونها أعمال ترميم بعض الآثار فقط، ‏وأن آخر عمل تطوير كان في شارع المعز لدين الله.‏

 

وخلال حواره مع الحضور، أشاد مدبولى بالخبراء الموجودين وخبراتهم الواسعة في مجال ترميم وتطوير ‏المباني الأثرية والحفاظ على التراث، مشيرا إلى أنه أثناء دراسته الأكاديمية استعان بالعديد من الدراسات ‏التي تم إعدادها للمنطقة أثناء إعداده لرسالة الماجستير، وأن لديه معرفة تفصيلية كاملة عن المنطقة، مؤكدا ‏في الوقت نفسه أن مشروع تطوير القاهرة التاريخية لا يستهدف تطوير بعض المباني الأثرية القائمة بها ‏فقط، بل يستهدف إحداث تطوير شامل متكامل، قائم على مجموعة من الثوابت منها أن هذه المنطقة تمثل ‏منطقة تراث عالمي، وتتطلب أسلوبا محددا لإدارتها والتعامل معها، إلى جانب هدف آخر يتمثل في الحفاظ ‏على المنطقة ككل وليس على المباني الأثرية بها، جنبا إلى جنب الحفاظ على النسيج الحضري الذى ‏يميزها، وكذا الحفاظ على الحرف التراثية التي كانت جزءا من التميز الشديد المتواجد في هذه المنطقة.‏

 

وأعرب رئيس الوزراء عن تأثره الشديد، صباح اليوم، لما رآه من حالة متردية وصلت إليها المنطقة، بما في ‏ذلك انتشار المباني المسلحة والمحلات التجارية التي تم تغيير نشاطها، فضلا عن حجم التردي الذى شهدته ‏أرجاء المنطقة الأثرية بالقاهرة التاريخية.‏

 

‏وفي ضوء ذلك، أكد رئيس الوزراء اعتزام الدولة اقتحام كافة المشكلات القائمة بمنطقة القاهرة التاريخية ‏للعمل على حلها، واتخاذ ما يلزم من خطوات سريعة لتطويرها بما يليق بها، وهو ما كنا نحلم به على مدار ‏العقود الماضية، مشدداً على أن ما سيتم تنفيذه من أعمال تطوير لن يهدد مواقع التراث العالمي، بل ‏يستهدف الحفاظ عليه وترميم جميع الآثار المسجلة، مع تنفيذ ما يتعلق من استخدامات مناسبة لتلك ‏المناطق الأثرية، وإعادة استغلال المباني بعد ترميمها بما يحافظ على النسيج الحضري للمنطقة، وكذا ‏تطوير المباني التي كانت ضمن النسيج الأصلي لها.‏

 

‏وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يوجد كم هائل من الأراضي والمباني المهدمة، التي كانت في فترة سابقة ‏عبارة عن أثر مهم أو جزء من النسيج الحضاري للمنطقة، وتم تدميرها بالكامل فضلا عن مجموعة الأماكن ‏العشوائية التي باتت تهدد بحدوث كوارث بها. وكلف رئيس الوزراء محافظ القاهرة بعدم إصدار أي تصاريح ‏بناء أو هدم فى نطاق منطقة القاهرة التاريخية، كما أشار الدكتور مدبولي إلى أن المنطقة شاسعة وممتدة، ‏لكنها فقدت الكثير من مزاياها كمنطقة تراثية، مضيفا أنه اليوم وأثناء جولته بالمنطقة رأى عن قرب ‏مخالفات كثيرة لعمارات مسلحة تصل إلى 6 أدوار،  قائلا: هل يرضي أحدا أن تبقى هذه البنايات على هذا ‏الوضع، مستدركا بقوله: من المستحيل أن نقبل كدولة وكحكومة بأن تقام عمارة خرسانية بالطوب الأحمر ‏وسط منطقة تراث عالمي.‏

 

ورحب رئيس الوزراء بأية فكرة أو تصور لمشروع محدد يسهم في تطوير المنطقة، مؤكداً أن هناك توجيها ‏من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير مختلف المتطلبات اللازمة لإعادة إحياء منطقة القاهرة التاريخية، ‏وكذا التمويل المطلوب لذلك، مؤكدا أهمية التوافق على مختلف الأمور المتعلقة بعمليات التطوير التي ستتم ‏للمنطقة، بما يُسهم في الحفاظ عليها وإعادة إحيائها، مشدداً على ضرورة البدء في أعمال التطوير للتعامل ‏الفوري مع ما لحق بهذه المناطق من تدهور شديد.‏

 

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اجتماعه مع الخبراء المعماريين والأثريين، أن هدف الدولة هو ‏تطوير المنطقة بشكل يتوافق مع جميع الأسس والمعايير للحفاظ على التراث العالمي المقررة من قبل ‏منظمة اليونيسكو، قائلا:" أرغب في دعمكم، ومساعدتكم؛ لأن حجم وضخامة أعمال التطوير التي ستجري ‏بالمنطقة تستدعي أن نعمل سويا، وأن نتشارك في أعمال التطوير، ولا تنسوا أن زملاءً من بينكم هم من ‏قاموا بإعداد نماذج التطوير التي يتم عرضها عليكم اليوم". ‏

 

وتابع رئيس الوزراء أن الحكومة ترغب في إعادة بناء كافة "المناطق الخربة" وعودتها إلى سابق عهدها، ‏ومن أجل ذلك يتم العمل على تجميع أصل صور المعالم التي تحتاج إلى ترميم والتي تم تصويرها منذ ‏مئات السنين من قبل المهتمين بالآثار، وكذلك يتم تجميع الخرائط الخاصة بالنسيج العمراني للمنطقة حتى ‏يمكن إعادة بنائها مرة أخرى، واليوم بدأ عدد من الخبراء في عرض بعض الأفكار للمشروعات التي تعتزم ‏الحكومة تنفيذها في المنطقة. ‏

 

كما أكد رئيس الوزراء أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج أهالينا في هذه المنطقة من منازلهم، لأن ‏هذه طبيعة حياتهم التي تأقلموا عليها، وقيمة هذه المنطقة في الأساس تأتي من المواطنين الذين يعيشون ‏بها، وكذا من الأنشطة القائمة بها، وأضاف: لذا كان الحل أن نبني الأماكن المتهدمة بنفس الطابع القديم ‏الذي كان قائما، وننشئ وحدات إسكان في جزء منها، وحينها ووفقا لما هو مخطط له، نقوم بتسكين الأهالي ‏في المناطق الجديدة داخل المنطقة التي سيتم بناؤها بنفس الارتفاعات والاشتراطات والطابع المعماري ‏الأصلي الذي كانت عليه، ثم سنبدأ في إحلال العمارات التي بنيت بالخرسانات المسلحة في قلب مناطق ‏الآثار. ‏

 

‏ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه سيتم العمل على تطوير مجمعات أثرية بعينها، على سبيل  المثال ‏سيتم تطوير مناطق مثل المؤيد شيخ وباب زويلة، أو منطقة الجمالية أو ميدان الحسين، ومنطقة باب ‏الفتوح وباب النصر وجامع الحاكم؛ حيث سيتم تطويرها وفقا للأسس التي تم التوافق عليها، وكذلك سيدخل ‏ضمن أعمال التطوير المحاور والشرايين الموجودة داخل المنطقة.، مشيرا إلى أن مخطط تطوير منطقة ‏القاهرة التاريخية يبدأ من منطقة مجمع الأديان، وبحيرة عين الصيرة، وبحيرة الفسطاط، بالإضافة إلى إنشاء ‏مسارات داخل المنطقة تبرز جمالها وقيمتها وأصولها.‏

 

‏وقال رئيس الوزراء موجها حديثه للحاضرين من الخبراء المعماريين والأثريين: أحترم جميع وجهات النظر، ‏ففيما يتعلق بمقترحات التطوير التي يتم عرضها في هذا اللقاء، من الوارد جدا وجود مقترح لا يتفق عليه ‏الجميع، لكن في الوقت نفسه هناك أسس سيعمل الجميع عليها، ولا يوجد ما يمنع من أن نتناقش ونتعاون ‏من أجل تعديل بعض مقترحات التطوير، لكني لا أعتقد أن أحدا منا من الممكن أن يخالف عملية تطوير ‏المنطقة، متسائلا: "هل الحفاظ على التراث معناه أن نترك الوضع على ما هو عليه الآن".

 

‏من جانبه، تقدم الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، بالشكر إلى رئيس الوزراء على اهتمامه ‏الشخصي بالمنطقة، قبل أن يكون اهتماماً رسمياً، مشيراً إلى أن مشكلة القاهرة التاريخية لن تحل إلا بتدخل ‏من الدولة والحكومة.‏

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع