بوابة صوت بلادى بأمريكا

تفاصيل إحياء طريق الكباش الفرعونى بطول 2700 متر .. أضخم مشروع أثرى قومى بالأقصر.. يربط بين معبدى الأقصر والكرنك.. والاستعداد لافتتاحه قريبا بعد إنهاء الترميمات داخله بنسبة 97% لخدمة الحركة السياحية

إحياء طريق الكباش الفرعونى بطول 2700 متر الذي يربط بين معبدى الأقصر والكرنك، أضخم مشروع أثرى قومى يتم حالياً داخل محافظة الأقصر لخدمة الحركة السياحية خلال الفترة المقبلة، فهو المشروع الأهم الذى يتم على أرض الأقصر ويتم العمل فيه بمتابعة من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والذى يحصل على دعم كبير من الدولة والحكومة لمواصلة العمل فى هذا المشروع القومى الضخم الذى يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماما كبيراً، لدعم حركة السياحة جنوب مصر.

وفى هذا الصدد يقول أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر، إن مشروع طريق الكباش، من أهم المشروعات القومية، ومحط اهتمام الدولة متمثلة فى وزارة السياحة والآثار، لسرعة الانتهاء من المشروع، ليصبح مزارا سياحيا عالميا، ولهذا يتم المتابعة بشكل دورى، موضحاً أنه تم الانتهاء من حوالى 97% من تطوير مشروع طريق الكباش.

وأوضح مدير عام معبد الأقصر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم خلال الفترة الماضية تم البدء فى أعمال الحفائر بـ"طريق الكباش الفرعونى" فى منطقة نجع أبو عصبة بالقرب من مدخل معابد الكرنك، وذلك عقب إزالة بعض المنازل الواقعة على طريق الملوك القدامى بالمنطقة، وذلك لاستكمال المشروع العالمى لخدمة حركة السياحة خلال الفترة المقبلة، وأسفرت الحفائر عن ظهور بعض الكباش من أسفل الطريق ويجرى استكمال الحفائر للحصول على أفضل النتائج لاستكمال مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى بالأقصر، حيث ظهر صف من الكباش بالطريق كان أسفل بعض المنازل التى أزيلت مؤخرًا لاستكمال المشروع القومى بإحياء "طريق الكباش".

وأشار مدير معبد الأقصر، إلى أن الطريق يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بسلسلة من الكباش على الجانبين بطول 2700 متر، تم قطع شوط كبير داخلها وذلك تمهيداً لإنهائه قريباً وعمل حفل الافتتاح بصورة تليق بمصر أمام العالم أجمع، وبحضور قيادات ومسئولى الدول والسفارات من حول العالم، موضحاً أن طريق الكباش من أعظم الأعمال التاريخية، فهو ممر عالمى لم يسبق له مثيل، ولكنه تدمر حالياً بفعل عوامل الزمن ومرور آلاف السنين عليه، وبناء المواطنين منازلهم على الطريق عقب سرقة تماثيله الشامخة على مر العصور المختلفة، موضحاً أن تاريخ أعمال الحفر عن طريق الكباش تمت على مر الفترات الماضية بصورة كبيرة، حيث إن أعمال التنقيب السابقة عن الكباش تمت طبقاً للتسلسل الزمنى التالى، حيث قام الدكتور زكريا غنيم عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبد القادر 1958م- 1960 م بالكشف عن 14 تمثال لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبد الرازق 1961م – 1964 بالكشف عن 64 تمثال لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن باقى الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور، وجارية إلى الآن أعمال استكمال الكشف عن طريق الكباش وتجهيزات افتتاحه أمام الجمهور خلال الفترة المقبلة.

فيما يقول أحمد بدر مدير بمعابد الأقصر، إن مشروع إحياء طريق الكباش وإحيائه يتيح للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً بأن الأسد يرمز فى التاريخ الفرعونى إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيراً، أما الكبش فيعود إلى "خنوم"، أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة، وهو بحسب معتقدات ذاك الزمان صانع الحياة، وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريّها، ووسط التماثيل أرضية مستطيلة (120X 230 سنتيمتراً) من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها أربعة أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت سبع مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق.

ويؤكد أحمد بدر لـ"اليوم السابع"، أنه يعتبر طريق الكباش الفرعوني من أقدم المسارات المصرية القديمة وحول العالم، وهو سحر مميز من تاريخ الحضارة الفرعونية المتواجد في قلب مدينة الاقصر حتي يومنا هذا منذ آلاف السنين، فهو عبارة عن طريق احتفالات تاريخى يضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2750 مترا من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وكان في العصور الفرعونية عدد الكباش في الصفين 1300 كبش ما بين كل كبش وكبش 4 أمتار، وطول الكبش الواحد حوالي 2.50 متر، والموجود حالياً من كافة تلك الكباش الـ1300 لا يزيد عن 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقي الكباش عبارة عن بقايا وتدمرت في العصور التي أعقبت العصور الفرعونية.

كما قام الأهالي قديماً بالتعدي علي المناطق الأثرية والإهمال خلال السنوات السابقة، حيث أخذ العشرات من الأهالي الكتل والكباش وأقاموا عليها المنازل وجعلوها أساس حجري لمنازلهم، كما كان يزين الطريق بين كل كبش وآخر دائرة مزروع بها زهور ومربوطة بقنوات مياة لري الزهور، وكان في العصور الفرعونية "طريق الكباش الفرعوني" عبارة عن طريق مواكب كبري لملوك الفراعنة وكانت تحيي داخله أعياد مختلفة منها "عيد الأوبت وعيد تتويج الملك ومختلف الأعياد القومية تخرج منه"، وكان يوجد به قديماً سد حجري ضخم كان يحمي الطريق من الجهة الغربية من مدينة الاقصر العاصمة السياسية في الدولة الحديثة (الأسرة 18) والعاصمة الدينية حتي عصور الرومانية، موضحاً أن طريق الكباش أو طريق الإله، هو الذى كان ممتدا فى العصور الفرعونية القديمة من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك بطول 2750 متر وعرض 76م، ويضم على جانبيه حوالى 1300 تمثال جميعها متراصة على شكل أبو الهول برأس كبش.

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع