بوابة صوت بلادى بأمريكا

"تقليد التحف الفرعونية" فن تتفرد به ورش القرنة بالأقصر.. العمال يجلبون الأحجار من الجبل ويشكلونها بالشاكوش والأزميل والصنفرة لإخراج مقتنيات مميزة يقبل عليها السائحون من مختلف دول العالم.. صور

مسئول بمصنع: الألباستر صناعة يدوية لها ثلاثة ألوان أبيض وبنى وأحمر.. وبداية ظهورها بقيام مهندس الملك خوفو مسئول تصميم وبناء الهرم الأكبر 

 

"صناعة الألباستر" والتحف الفنية تعتبر أحد أهم الفنون التراثية التى تتفرد به مصانع وورش البر الغربى فى جبل القرنة بمدينة القرنة غرب الأقصر، حيث يجلب العمال فى تلك الورش والمصانع الأحجار من مناطق بعيدة فى قلب صحراء البر الغربى بالمحافظة ويتم تحميلها عبر الجمال لكون الطرق غير ممهدة، ويتم تشكيلها والعمل فيها داخل تلك الورش لتخرج تحف فنية بديعة يقوم السائحون بشرائها من البازارات والمصانع المختلفة فى جبل القرنة.

"اليوم السابع" قضي يوما داخل ورش صناعة الألباستر والتحف الفرعونية المقلدة لبيعها للأفواج السياحية كهدايا تذكارية لدى نهاية زيارتهم لمصر وعودتهم لبلادهم، حيث يستيقظ هؤلاء العمال فى الفجر كل يوم متجهين إلى محلات صناعة الألباستر المتناثرة فى منطقة البر الغربى بمدينة القرنة غربى محافظة الأقصر، والتى تزيد عن 50 محلا ومصنعا لصناعة التحف والمعروضات التى تعرض فى معارضهم بصورة رائعة تلهب حماس السائحين الأجانب والمصريين الذين يزورون معابد ومقابر البر الغربى لشرائها كهدايا بمبالغ تبدأ من 25 جنيهاً حتى ألف جنيه وما يزيد، وكل قطعة حسب جمالها ونوع الحجر المصنوعة منها.


التحف الفنية تعتبر أحد أهم الفنون التراثية التى تتفرد به مصانع وورش البر الغربى

وفى هذا الصدد يقول محمد أحمد أبو القمصان مسئول أحد المصانع، إن صناعة الألباستر والتحف الفرعونية تعد مصدر رزق للمئات من أبناء مدينة القرنة، والتي توارثها أبناء المحافظة عن أجدادهم قدماء المصريين، ويسعى لشرائها عدد كبير من الأجانب الذين يزورون مصر خلال زياراتهم السياحية للبلاد، مؤكداً أنه يتم صناعتها بطرق مميزة للغاية درسها أبناء المهنة علي أيدى أجدادهم.

ويضيف محمد أحمد أبو القمصان فى لقائه لـ"اليوم السابع"، أنه يتم استخدام معدات خفيفة كالشاكوش والأزميل والصنفرة، حيث إن الألباستر صناعة يدوية لها ثلاثة ألوان أبيض وبنى وأحمر، وتستخرج في أحجام كبيرة يتم تكسيرها لتصنع منها الأشكال المختلفة، وجميع التماثيل المتواجدة بالمتحف المصرى هي من الألباستر، ومن أنواعها الألباستر البازلت وهو حجر أسود بركانى، والجرانيت والحجر الجيرى والذي يصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان، ومنها أشكال تستخدم كزينة أو يوضع بداخلها شمعة للإنارة، وتماثيل الديورايت وهو أشد أنواع الأحجار صلابة، ومن القوالب الصب يتم استنساخ الأشكال، كما يسمى الفوسفور الذى يسمى بنور الصباح حيث إنه ينير في الظلام، موضحاً أنه من أهم أشكال الألباستر الملوك الفراعنة مثل "رمسيس الثاني – توت عنخ آمون – نفرتيتى"، وكل ما يدل على الأشكال الفرعونية، وأشكال لأمور مقدسة عند الفراعنة مثل الجعران المقدس وهو رمز الشمس المشرقة، وتماثيل رمسيس وفازات الألباستر اليدوى الشفافة.


التحف المميزة لبيعها للسائحين داخل المصانع

ويؤكد مسئول مصنع ألباستر بالبر الغربى، أنه بداية ظهور تلك الصناعة التاريخية كانت عندما قام مهندس الملك خوفو، المسؤول وقتها عن تصميم وبناء الهرم الأكبر بقطع ألواح ضخمة من أحجار الرخام المصرى أو الألباستر، ونقلها عبر النيل ليقوم بتغليف حجرة الملك خوفو التى بناها داخل الهرم، وكانت بمثابة لوحة جمالية داخل حجرات الأهرامات، لما يتمتع به هذا الحجر الجميل من طواعية للنقش تظهر إبداعات الفنان الذى يتناولها، ولكنه لم يكتف بهذا فقد شعر المهندس "الأمير حم ايونو" أن باستطاعته من خلال هذا الحجر ابتكار الكثير، فأهدى الملك "خوفو" نموذجاً مصغراً من تصميمه للهرم الأكبر، وبعدها قام الملك بإهداء كل أصدقائه من الملوك والأمراء ممن زاروا مصر قطعا من الألباستر كتب عليها "خوفو راعى الأرض"، ومن هنا أصبحت قطعة الألباستر أجمل هدية يمكن أن يأخذها الزائر لمصر.


التحف المميزة معروضه للبيع بمصانع الغرب

فيما قال أشرف الحاوي صاحب مصنع ألباستر، أنه تعد صناعة التحف الفرعونية والألباستر مهنة المحترفين الذين لم يتلقوا التعليم فى المدارس ولا الجامعات فأغلبهم توارث تلك المهنة من أجدادهم، ومن أهم أشكال الألباستر الملوك الفراعنة مثل "نفرتيتى" و"توت عنخ آمون" و"رمسيس الثانى"، ومعابد كالدير البحرى ومعبد حتشبسوت، واللوح الجيري، والألباستر اليدوى فى مقدمتهم، وكل ما يدل على الأشكال الفرعونية، ومن اليدوى ألباستر الماكينة ويسمى "شغل قلعة" يأتى من القاهرة، ثم الجرانيت، والبازلت، والشست، والجير، وللأونكس عدة أشكال منها، الأطقم والكاسات، ومن خشب شجر "الدوم" يصنع منه تماثيل ومراكب فرعونية.


التحف داخل المصانع لبيعها للسياح

ويضيف أشرف الحاوى لـ"اليوم السابع"، من أنواع الألباستر البازلت (حجر أسود بركانى، والجرانيت، والحجر الجيرى) والذى يصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان، ومنها أشكال تستخدم كزينة أو يوضع بداخلها شمعة للإنارة، وتماثيل الديورايت وهو أشد أنواع الأحجار صلابة، ومن القوالب الصب يتم استنساخ الأشكال، كما يسمى الفوسفور الذى يسمى "نور الصباح" حيث أنه ينير فى الظلام، مؤكداً على أن تلك الصناعة فن لا يقل قيمة عن فن الخزف أو النحت، وعندما نرى أشكال الحجارة التى يحولونها الى أعمال فنية غاية فى الجمال، ندرك حجم المجهود الحرفى والإبداعى فى هذا الفن، فحجر الألباستر تختلف ألوانه من الأبيض والوردى والبيج والبنى والرمادى والأسود والأخضر ولكل حجر استخدامه.

ويؤكد صاحب أحد مصانع الألباستر بالبر الغربى، أن التاريخ يؤكد أن المصرى القديم استعمل حجر الألباستر فى العمارة وكذلك فى النحت، حيث قام بنحت التماثيل والأوانى الجميلة من هذا الحجر الذى لا يوجد له مثيل فى العالم، لذلك يعرف بالألباستر المصرى، حيث استطاع المصرى القديم إبداع روائع فنية من التماثيل المنحوتة من هذا الحجر، أهمها وأجملها تمثال الملك (بيبى الثانى) وهو جالس على ركبتى أمه بكامل ردائه الملكى والتمثال محفوظ بمتحف بروكلين بأمريكا، وفى مجال العمارة استخدم المصرى القديم حجر الألباستر فى عمل الأرضيات الجميلة التى تعكس أشعة الشمس فتضيف بهاء وقدسية وجمال على المكان. وأجمل أمثلتها أرضية معبد الوادى للملك خفرع، وبالرغم من أن الألباستر يستخدم فى صناعة بعض الأدوات الحياتية إلا أن استخدامه فى صناعة الفازات والتماثيل هو الأهم والأبدع حالياً.


العمال خلال صناعة الالباستر والتحف

ومن جانبه يقول المرشد السياحي الطيب عبد الله حسن، أن البر الغربي بالأقصر هو المصدر الأول لصناعة فن التحف من الألباستر، حيث يضم أكثر من 50 مصنع منتشر بمختلف أنحاء مناطق مدينة القرنة، ويقوم داخلها نجوم المهنة بالعمل منذ السادسة صباحاً في عملية تصنيعه بأدوات يدوية لخروج التحف بالأشكال المميزة التي تتواجد في صالات العرض المختلفة الخاصة بالمصانع. موضحاً أن الألباستر كان يستخدم لنحت تماثيل السيدات في العصور الفرعونية القديمة والتى كانت تبرز وتصف جمال المرأة، مضيفا أن تمثال سيتى الأول بمتحف الأقصر الكبير، هو تمثال من الألباستر الخام بالحجم الطبيعى، يظهر جمال الجسد ورونقه، ويضيف أن النحت نوعان على  الحجر الجيري والألباستر، وتعتبر مدرسة "الرمسيوم" التى بناها رمسيس الثانى، بمعبد سيتى الأول في القرنة، أشهر مدرسة أيام الفراعنة، مؤكداً على أن صانعى التحف هم ورثة الفن ولا يزالوا يعملون ليل نهار لإنتاج السحر الخاص بهم وهى التحف الفرعونية المقلدة والمصنوعة من الألباستر، فصناعة التحف التاريخية والألباستر بمختلف أشكاله مهنة توارثها الأجيال على مر العصور، فقبلهم بآلاف السنين أتقن تلك المهنة وهى الفن التراثى وصناعة التحف من مختلف الأدوات حجارة وبازلت وذهب وغيرها هم القدماء المصريين، حيث أن الأسر الفرعونية المختلفة أنجبت أمهر الفنانين على مدار التاريخ وورثها منهم حالياً نجوم تلك المهنة فى البر الغربى بمحافظة الأقصر.

ويضيف الطيب عبد الله حسن في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن صناعة وتقليد التحف واستخدام أحجار الألباستر كانت قديماً مهنة الفنانين المحترفين الذين لم يتلقوا التعليم فى المدارس ولا الجامعات، فأغلبهم توارث تلك المهنة من أجدادهم، ولكنه حالياً يوجد مجموعة كبيرة من أبناء البر الغربى أسسوا جمعية لتعليم الشباب بالجامعات والأطفال بالمدارس ذلك الفن لكى يستفيدوا منه كمصدر دخل مميز لهم حال إتقانه، وكذلك إدخال التطوير عليه باستخدام التطور التكنولوجى والعلمى فى مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن الشباب المتعلم عقله يتوسع أكثر فى كل شىء ويسعى للاستفادة من العلم بجلب الكتب التى تعينه على توسيع العمل فى ذلك الفن الذى لو أتقنه شاب لأغناه عن الوظيفة والتعيين كما يحلم الشباب حالياً، مؤكداً أن التحف يتم عملها بعدة أحجار مميزة موجودة بكثرة فى جبال القرنة حيث إن تلك الصناعة تعد مصدر رزق للآلاف من أبناء البر الغربي، ويسعى لشراء التحف المصنوعة كافة السائحون القادمون من مختلف دول العالم لإهدائها للأصدقاء والأهل وتزيين المنازل بها.

ويضيف الطيب عبد الله حسن لـ"اليوم السابع"، أنه على مر العصور كان القدماء المصريون يسعون للدقة والإتقان فى كل عمل يقومون به، حيث أن الألوان إستخدمت منذ العصور المصرية القديمة، حيث كان المصرى القديم يقوم برسم وتسجيل أعماله اليومية التى كان يقوم بها، وكانوا يقومون بعمل الألوان فى منطقة جبل الألوان بالبر الغربى بكل دقة.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع