بوابة صوت بلادى بأمريكا

وعد جرجس: الشِّعرَ هو عبادةٌ وتصوفٌ في محرابِ الآلهةِ!

 

 

جرجس: قلمي ليس سَخيّاً أبداً بل هو متملّك وأنانيٌ لا يكشفُ عن مفاتنهِ بسهولةٍ

 

حوار أجراه: خالد ديريك/ سويسرا

.

تقفز الأحرف من أناملها على الورق فرحا لتشكل مقطوعات قصصية، شعرية تمتع القراء وتشبع ذائقتهم لحنًا عذبًا. الحرب وتبعاتها، الشوق والشتات إضافة إلى نوافذ الفرح والأمل كلها خرائط ومحاور تسير عليها بهواجسها وبخيال واسع مما تجعلها تكتب مختلف أجناس الشعرية والأدبية بإتقان وجمال. تمتلك إرادية قوية لبلوغ أهدافها، وتعلم إن دروب الأدب محفوفة بالمخاطر لا يصمد إلا الموهوب والصادق لذا نراها تكتب بكل صدق ومسؤولية.

ترعرعت بين كنف عائلة صغيرة مفعمة بالحب والحنان، كانت طفلة عنيدة متمردة بضفيرتين كستنائيتين متدلِّيتينِ على كَتفيها كما تصف، والتفاح الأحمر فاكهتها المفضلة. نشأت في جزيرة غنية بأنهارها وسدودها، تلالها ووديانها، قمحها وأقطانها فالنفط والغاز!

 أكملت سنين طفولتها وشبابها كما تعليمها بين أزقة مدينتها وفي مدارسها، المدينة التي تعج بالبساطة والمحبة والتنوع كالفسيفساء الملون. انضمت إلى سرب النزوح منذ عقد ودمعة وحطت بها الرحال في إحدى الدول الأوربية كلاجئة!

لها ديوان مطبوع وستة كتب أخرى بين الشعر والقصة والمقال قيد التجهيز والطبع.

وعد جرجس شاعرة وقاصة وكاتبة سورية من مدينة الحسكة، تقيم بألمانيا وتكمل دراستها في تخصص "الإرشاد النفسي".

نص الحوار ...

 

 

مَن تكون وعد جرجس؟

وعد الطفلة: صراحة لم أتقن يوماً الحديث عن نَفْسي لكنِّي أذكُرُ بأمانةٍ تلكَ الطِّفلةَ الوحيدةَ لوالديها مع أخويها الصبيَّينِ كيفَ كانت حنونةً حالمةً خجولةً عنيدةً متمردةً بضفيرتينِ كستنائيتين متدلِّيتينِ على كَتفيها، تغلقُ عينيها بقوةٍ رافضةً فتحهما على ما يخدش عالمها الكريستاليَّ الجميلَ رغم كل المحاولاتِ البائسة لا تفتحهما إلا عندما تسمع صوت والدها يصرخ: ما أجملَ هذهِ التفاحةَ الحمراءَ يا ترى من نصيبِ من ستَكون؟!

بما أن التفاح الأحمر كان أحد إكسسوارات عالمها الخاص هذا، وأنا أعتقد أنني ما زلت إلى حد اليوم تلك الطفلة التي تغلق عينيها عن كلِّ قبح ولا تتقبَّلُ روحها إلا الجمال.

وعد الشَّابةُ: أنا تلك الشَّابةُ القادمةُ من بلادٍ كانت مليئةً بالحبِّ والسَّلامِ قبلَ أن تباغتَها سَكرات الموتِ البطيءِ لتُردي بها وبنا قتلة شوقٍ على قارعةِ الفُراقِ. سوريةُ الدَّمِ والهويَّة أنا.

تربت رئتيَّ على هواء جزيرتها في مدينةٍ صغيرة مفعمةٍ بالبساطةِ والجمالِ اسمها الحسكة، نضَجتْ معالمي بين شوارعها ومدارسها ومركزها الثقافي وبين جرائدها لاهثةً أقتفي أثرَ حلمٍ يُضيءُ نَجمُهُ تارةً وتارةً يختَفي كالسَّرابِ للأسفِ الشَّديدِ. بعد حصولي على الشَّهادةِ الثَّانويةِ وتأهُّلي لدخول جامعتي الفنون التشكيلية والأدب الفرنسي في حلب، هاجرتُ مع عائلتي في عام 2010 إلى ألمانيا بسبب يأسٍ أصابني من الواقع المرير بشكل شامل فتركت الجزء الأكبر الأتعس الأجمل من كياني هناك.

وعد الأم: أخذ الشعر والأدب الحيِّزَ الأكبر في حياتي إلى أن أصبحتُ أمّاً وأصبح هو امتداداً لضحكات طفلتَيَّ ورهينُ دمعةٍ منهما فقد قلتُ مرَّةً قبل أن تكوني امرأة عاملةً مثقفةً فعّالةً في المجتمع، قبل أن تبني اسماً تفخر به أناك، قبل أن تقطفي ثمرة طموحاتكِ، قبل أن تشهقي شهقةَ نجاح سعيت له، كوني أمَّاً فذلك أعظم كيان وأقدس شعورٍ وأشرف لقب منحه الله لكِ. ابنَي طفلاً بأمانة وحبٍّ يُبنَى لكِ بيتاً في الفردوس.

وقد كتبتُ من وحي طفلتي الأولى ناي قصيدة بعنوان (نيّوشَتي الحُلوة) سأذكر منها هنا بيتان:

بِجَمَالِها تَسْمُو الدُّنَى للأرْقَى.... َقلبِيْ لهَا وبدُونِها كَمْ يَشْقَى، نيّوشَتِي كفراشةٍ وتَراقَصتْ...بِبَهائِها نَفَسُ الرَّبيعِ لَأنقَى

كما كتبت لطفلتي الثانية فيرجينيا نينا قصيدةً بعنوان (نينَا كَوْنِي) سأذكر منها هنا بيتان:

فِي عَينَيها بَحرُ اللَّونِ...نِينَا أحْلَى مَافي الكَوْنِ، مِنْ بَسمَتِها تَصحُو شَمسٌ...تُهدِيْ رُوحِي كُلَّ العَونِ

......................

 

البداية الإبداعية

بدأت محاولاتها الأولى للكتابة في المرحلة الإعدادية، ونضج قلمها منذ عقد:

البدايةُ من شرفةِ غُرفتي حيثُ كانت واسعةً فاتحة دفتيها للسماءِ أستطيعُ الجلوسَ عليها برياحة في ليالي الصَّيف أحاكي القمر والنجوم وأهدهد لهم حتى يبزغ الفجر ويُسدِلُ الليلُ جفنيهِ وأكونُ أنا قد كتبتُ قصيدتي وذهبتُ لأستريحَ. البدايةُ كانت على مقاعد الدراسةِ.

كتبت أول نص: أول نص نثري كتبته كان بعنوان "إلى أين "وكان ذلك في بداية المرحلة الدراسية الإعدادية.

 وأول كتاب قرأته: كانَ قصّة الأجنحة المتكسِّرة لجبران خليل جبران.

من اكتشف موهبتك: فهو أنا بكلِّ فخرٍ وبعد ذلك لاقيتُ تشجيعاً خلال مراحلي الدراسية الأخيرة من أساتذتي وأهلي.

هل يمكن القول، لمعَ نجمك في مرحلة تواجدك في سورية ونشر نتاجاتك في بعض جرائدها؟

 يؤسفني نَفي ذلك أستاذ خالد فهي لم تكُن حينها إلا محاولاتٌ لنشر نتاجاتي ليس إلا ولكن يسعدني أنني حصلت على كلمةِ شكرٍ في عام 2019 بمقالة تعريفية عني، كُتبت بقلم الصَّحفية السُّورية هفاف مهيوب ونُشرت في جريدةِ الثّورة السورية وكأنَّ حقِّي وصلني من وطني لجهدٍ زرعتهُ في تربتهِ يوماً فحصدت شيئاً من محصوله ولو بعد حينٍ.

إنما الثَّمر البسيطُ الذي أبدأ باقتطافهِ الآن هو حصيلةُ جُهدِ عشرِ سنواتٍ من النشر في مختلف الجرائد والمواقع الإلكترونية حول العالم.

.................

 

 

محراب عالمها وطقوس كتاباتها

تشبه (جرجس) الشعر بالعبادة والتصوف:

الشِّعرَ هو عبادةٌ بل هوَ تصوفٌ في محرابِ الآلهةِ إذا لم تكن منتشياً خاضعاً جاثياً على ركبتيكَ لسلطانه لا تدخلهُ ولا تصلّي لأنه ببساطةٍ صلاتكَ لن تُقبل!

لا تخلق القصيدة متى ما تشاء وإنما:

قلمي ليس سَخيّاً أبداً بل هو متشبثُ متملّك متعبٌ وأنانيٌ لا يكشفُ عن مفاتنهِ بسهولةٍ

تمرُ أيامٌ وأحياناً أسابيعَ من مخاض براكين بداخلي حتى تحين لحظة الولادة وحينها تلد الروح حمماً سرمديةً إلى حدٍ ما فلا أذكر أني رضيت بشكل مطلق عن قصيدة ما كتبتها فأنا أشعرُ دوماً بأنَّ أغلبَ قصائدي ناقصةٌ وعندما أنهي أي قصيدةٍ أقول ها قد أديتُ معظم فرائضك وما تبقى سأكمله لاحقاً في قصيدة أخرى. أحب كتابة الليل فأنا أكتب بصمتٍ دون سماع أي موسيقى لأنني أعتبرها تشويش في حضرة الوحي.

وكل ما أدريهِ أنَّه في كل قصيدةٍ تسافرُ عبرَ محطاتِ دمي يولدُ شيءٌ ما بداخلي ويموتُ شيءٌ آخر

........

 

 

قيمة النص ما بين الغموض والوضوح

في حالة الوضوح: يبقى ذلك حسبَ الفكرةِ ونوعِ القصيدة أيضاً فمثلاً قصيدة أطفال منظومةٌ على بحر معين أو تفعيلةٍ معينةٍ لا يمكن أن تكون إلا واضحة الصّوَرِ ومفهومة فقيمتها تكمن في إيقاعها ووضوحها.

في حالة الغموض: أما قصيدة نثر أو تفعلية حتى برأيي الشخصي جمالها يكمن في غمغمة الفكرة وإخفائها كما لؤلؤة في محارة. أما أنا فأغلب قصائدي تميل إلى الرمزية وخصوصاً قصائد النثر. 

لا تكتب الشاعرة وعد جرجس لفئة معينة بل...

أكتب لجميع البشر دون استثناء فالشاعر الذكي يجب أن يوصل فكرته بشتى الطرق ويرضي جميع الأذواق وأنا أكتب لكل من يقرأ كلمتي وتلقى صدى وتقديراً في عمق روحه لا يهمني الكم، ما يهم أن فكرة القصيدة وصلت لمن قرأ ولاقت الصدى المرجو.

...........

 

 

الشاعر ما بين الجنون والعبقرية

عندما يسخر الشاعر الخيال في خدمة الواقع ينتج نص إبداعي:

الشاعر هو مرآة الواقع وكل ما يحرض قريحته على المخاض هي أحداث واقعية يومية حياتيه يواجهها أو يشاهدها في صورة ما إنما يسخّر خياله لطرح فكرة معينة بصورة شاعرية معينة وهنا يكمن إبداع الشاعر وشاعريته. الشاعر الحقيقي يُخلق من رحم الألم والمعاناة.

الشاعر ليس مجنونًا بل كائن عبقري:

 أنا أرى أن هناك خيط رفيع قيد شعرة يفصل بين الجنون والعبقرية، كتابة القصيدة وكيفية الاستسلام للوحي تحتاج إلى سيطرة تامة على العقل وكلمة جنون تعني فقدان السيطرة على العقل فإذن هذه النظرية خاطئة تماماً إنما نستطيع القول إن الشاعر كائن عبقري فكل تفكير يفوق الإدراك العقلي العادي المتعارف عليه ويتميز عنه ويسبقه بمراحل هو تفكير عبقري. والشاعر الحقيقي بطبيعة الحال هو شخص عبقري مخترع ومحاكي عقول أيضاً.

..................................

 

 

أنواع الشعر

جميع أنواع الشعر سواسية، ما عدا المحكي أسهلهم لأن:

لا يوجد ما هو أسهل أو أصعب فكل قصيدة لها مخاضها وألمها لا أستطيع أن أحدد لكني أعتقد أن الشعر العامّي أو المحكي أو النبطي أو الزجل مثلما يختلف اسمه من بلد إلى أخر هو أسهل أنواع الشعر بالنسبة لي من حيث ولادة القصيدة وطريقة حياكتها فهي لا تخضع للكثير من القواعد والأدوات.

 عن مدى قوة حضور قصيدة النثر حاليًا في الساحة الشعرية، تقول:

قصيدة النثر هي الفضاء الرحب الذي لابد للشاعر أن يفر إليه في وقت من الأوقات. بغض النظر عن أن قدرات الشاعر الحقيقي تثبت في القصيدة العمودية أي قصائد البحور المعروفة وما اشتق عنها من قصائد التفعيلة إلا أننا لا نستطيع أن ننكر عذوبة وانسيابية قصيدة النثر وحاجة كل شاعر لوجودها.

....

تكتب باللهجة البدوية أيضًا، عن كيفية إتقانها لهذه اللهجة شعرًا دون غيرها من اللهجات واللغات منطقة الجزيرة/ محافظة الحسكة السورية، توضح بالقول:

بحكم تواجدي في بداية حياتي في وطني الأم سورية  في بيئة  جزراوية تحتضن مختلف اللغات و اللهجات الكردية والسريانية والآشورية والأرمنية، والشاوية اللهجة المحكية لبعض أهل الحسكة، والديرية المحكية  في منطقة دير الزور اللواتي هن أقرب اإلى اللغة البدوية التي نسمعها أيضاً في المسلسلات البدوية التي تعرض على التلفاز تشرّبت هذه اللهجة إلى حد جيد نوعاً ما وهذا ما سهَّل علي تعلمها، أيضاً حبي للشعر البدوي ولكنته وطريقة إلقائه دفعتني لأتجه إلى هذا الطريق من الشعر وقد كتبت بعض الأغاني  باللهجة الشامية أيضاً أما السريانية والكُردية ... ليس بعد.

الشاعرة وعد جرجس لها قصائد وأناشيد دينية مغناة، وهي كالتالي: 

لدي العديد من القصائد المغناة والمرنمة بعضها الآخر.

ـ قصيدة "هواهُ معظمّ" وهي قصيدة عمودية من ألحاني غناها مطرب الإذاعة والتلفزيون السوري جان خليل.

ـ قصيدة "ذكريات" هي أيضاً قصيدة عمودية غناها ولحنها المطرب السوري الملقب بعندليب الشعراء لأنه غنى للعديد من الشعراء في الوطن العربي الفنان طارق مراد.

ـ ثلاث قصائد منها عمودية والأخريات ترانيم بصوت المرنمة المصرية ميمي لوكاس وعرضن على قناة الطريق المصرية أسمائهن: لا تتكل على البشر قصيدة عمودية اللحن من انتقائي. أنا باسم الرب قوية ترنيمة باللهجة المصرية. دقيت بابك ترنيمة باللهجة المصرية.

ـ قصيدة "يناجيني" قصيدة تفعيلة بصوت المطرب السوري أمجد رحال.

هناك قصائد أخرى قيد العمل والتلحين سيكشف عنها لاحقاً.

عندما يحدث التقارب بين الإلهام الشعري والروحانية الإيمانية:

 بالنسبة للوحي الشعري أكيد هو موهبة ومنحة من الله لكل شاعر وأي شخص موهوب يجب أن يستخدم هذه الموهبة ويسخرها ليتمم رسالته على أكمل وجه في فائدة البشرية، أنا لا أنكر أن الطابع الروحي الرباني يتخلل الكثير من قصائدي بطريقة رمزية تظهر تأثري بفكرة الكيان المسيحي وأنا أعتبر أن قمة الإبداع أن يخرج الشاعر عن حدود الواقع إلى ميتافيزيقيا الماورائيات ويسخّر حروفه الخاصة في نسج نصوص لها هدف سامي في الحياة، وجبران خليل جبران ضرب أجمل مثل عن هذا الأسلوب حيث أطلق عليه لقب آخر الأنبياء.

تعتقد إن القصائد مغناة وتنوع اللهجات أفادتها:

طبعاً كل باب جديد أستطيع فتحه في عالم الشعر والأدب والإبداع وأنجح في تقديمه بطريقة لائقة احترافية سيضيف لي والقصائد المغناة تخلّد اسم الشاعر أو الشاعرة وهذا ما يطمح إليه أي شاعر.

.............................

 

 

ديوان شهقات ملونة

عن مضمون وصدى ديوان "شهقات ملونة 2019" تقول: 

ديوان شهقات ملونة الذي كان حصيلة عشر سنوات من التعب فخورة بمضمونه وبكل قصيدة مكتوبة فيه لأنه حاكى مختلف جوانب الحياة الإنسانية والسياسية وقد لقي صدى كبير واهتماماً من قبل العديد من الأصدقاء الصحفيين والنقاد وكان أولهم حضرتك الأخ الأستاذ القدير خالد ديريك فقد نشرت خبر صدوره ودراسة عن محتواه في مختلف الجرائد والمواقع، جزيل الشكر لك، وأجريت مقابلة إذاعية معي للاحتفاء والاحتفال به على راديو أثير الأجيال الجزائري.

النتيجة النهائية لم تكن مرضية لهذه الأسباب:

 لكن مع الأسف الشديد التعامل كان فاشلاً مع دار النشر غير مضمونة أهدافها ربحية فقط فلم يكن هناك سوى عشرين نسخة وصلتني من الديوان من أصل ألف نسخة وهمية وهكذا بقية الطبعة الأولى من ديوان شهقات ملونة مضمورة لم يستطيع أحد من الراغبين الحصول عليها فلم تكن النتيجة مرضية طبعاً

الطبعة الجديدة: قريباً الطبعة الثانية من ديوان "شهقات ملونة" بحلته الجديدة التي تليق وسيكون بمتناول أيدي الجميع إن شاء الله.

هكذا وصفت شعورها بعد طبع ديوانها شهقات ملونة:

قلت هذه العبارة للقراء في وقت صدور الديوان: عزيزي القارئ شهقات روحي ملكك الآن حافظ عليها. أكيد هو شعور عميق بالفرحة ولو أنها أتت ناقصة فهو لم يصل إلى أيدي قرائي بأمانة لكن يبقى طفلي الأول والشهقة الأولى وقريباً ولادة جديدة بإذن الله.

.....................

 

 

القصة

 يتشكل شعاع قصصها من الواقع بطريقة رمزية بفضل خيالها الواسع:

قصصي جميعها مستوحاة من صلب الواقع وأستعين بالخيال لدعمها طبعاً فلابد من ذلك فأنا أعتمد في كتابة قصتي القصيرة وأحياناً القصيرة جداً على طرح فكرة اجتماعية عاطفية إنسانية بطريقة رمزية تحتوي على الكثير من الصور التي تهيئ للقارئ تخيل الحالة وكأنها أمامه وساعدني على ذلك متانة خيالي الشعري واتساع مساحته ثم ترك مساحة له لكي يجيب بنفسه عن بعض التساؤلات في الحكاية المطروحة.

 لا تشابه بين القصة والقصيدة:

حالة السرد القصصية مختلفة وبعيدة كل البعد عن النص الشعري فكل منها له أدواته وطريقته فالقصيدة شيء والقصة شيء آخر تماماً.

شخوص قصصها تسير حسب الخطة المرسومة لها دون العراقيل:

 لا أحاول تقييد الشخصية بل أتركها تتصرف على سجيتها المرتبطة بمنطق اللاشعور لدي وبحسب الصورة التي رسمتها لها في منطق لاشعوري وبحسب الحالة والموقف تسير الشخصية.

....................

 

 

نتاجها الإبداعي القادم:

سيكون هناك ثلاثة دواوين جديدة مع ديوان شهقات ملونة طبعة ثانية قريباً جداً، وهي خليط بين الشعر العمودي والنثر والتفعيلة. ـ رواية حب زهرة، ديوان نثر ـ أزهار الروح، ديوان نثر وتفعيلة ـ جنون الشعر، ديوان عمودي وتفعيلة ـ إضافة إلى شهقات ملونة طبعة ثانية، نثر وتفعيلة ـ مجموعة قصصية بعنوان للواقع ظل يتنفس ـ كتاب يشمل جميع مقالاتي على اختلاف أنواعها واتجاهاتها بعنوان خبز وماء وضوء. بإذن الله الأشهر القادمة ستشهد ولادة هذه النتاجات.

.................

 

 

النقد

تؤكد على دور النقد والنقاد في سبيل تصويب وتطوير الأدب:

لولا النقد والنقاد لما حدث أي تطور في عالم الكتابة والشعر وأي مجال آخر في الحياة، المهم أن يكون النقد بناء هادفاً مبني على دلائل وخبرة.

 كما تتقبل النقد والنقد الذاتي:

أنا أتقبل النقد طبعاً برحابة صدر إذا كان في صالح بناء قصيدتي أو قصتي وتطويرها. والنقد الذاتي لابد منه والمحاسبة أيضاً فالشاعر والكاتب هو نبراس لمجتمع كامل إذا لم يكن ضميره سابقاً لأناه واقفاً في وجهها سيهوي العالم إلى الظلمات لا محالا.

...........

 

 

... المتفرقة

الشخصان اللذان أثرا في الشاعرة والكاتبة والقاصة وعد جرجس هما:

جبران خليل جبران ونجيب محفوظ هذين الكاتبين هما أكثر من قرأت لهم في حياتي وتأثرت بهما جداً تأثرت بواقعية نجيب الدافئة وبفلسفة جبران الفريدة القريبة إلى حد الكمال. 

تثني على نشاط ودور المنظمات الأدبية مختلفة:

إلى حدٍّ ما يكفي أنها تساعد على إحياء كلمة الشعر والأدب وخلق جو من الحياة والنشاط بين المبدعين من خلال البرامج التي تقدمها وخصوصاً الروابط والاتحادات الموجودة منها على الفيس بوك.

 ماذا تعني لك الجزيرة من نهر دجلة إلى الحسكة المدينة خاصة، وسوريا عامة؟ وهل تتوين العودة إليها يوما ما أم التهمتها نار النسيان؟

هي وداعة الطفولة وفورة المراهقة، هي طموح الشباب هي انكساراتي وانتصاراتي وضحكتي ودمعتي هي جزئي الكبير السعيد الجميل التعيس العزيز الذي لا يُرمى ولا ينتسى ولو بعد عمر ولو بعد حين لابد أن يرفأ العمر عند شط مقلتيها.

وهذه القصيدة مهداة لها: لمَوطني شبَّ الظَّمأ! ____ الرّوحُ في تُرابها شبَّ الظَّمأ، لعالمٍ فيهِ الضِّياءُ ما انطَفأ... والقلبُ في بُنيانهِ رثُّ بدا، زَفُراتُهُ عاثَ بها طعمُ الصّدأ... يستشهِدُ الدَّمعُ على حَسراتِهِ، في صفنةٍ تاهت بعمرٍ ما بدأ...كمْ أكرَهُ العَيشَ بدنيا غربةٍ، والوجدُ في روحيَّ يغلي ما هَدأ...لموطنٍ من نزفهِ جفَّ دَميْ، وعنفوانُ عشقهِ صدري ملأ...فأحتسي من كأسهِ في حُرقةٍ، وألعنُ الدُّنيا ببالي إن طرَأ...وأستبيحُ الحزنَ في محرابهِ، فأستشفُّ البرقَ منّي قد نشَأ...والعمرُ فيَّ فلكُ شوقٍ مبحرٌ، يا ليتَ فُلكي عندَ شطِّهِ رفَأ. وعد جرجس

..........................

 

 

الخاصة

الغيرة: حين أشعر أنني لا أعمل كما يجب، أغار من الشيء الأفضل الذي أسعى له ولم أستطيع تحقيقه إلى الآن. الموسيقى: موسيقى بيتهوفن الكلاسيكية تأسرني وأم كلثوم تجعلني أنتشي طرباً. اللون: اللون الأزرق الفيروزي فهو من الألوان المميزة عندي. الحكمة المفضلة: لا تسعى للوصول إلى قمة أي شيء لأنك إن وصلت إلى مكان وأسميته القمة أي النهاية لن يعود هناك ما تفعله واللاشيء سيمحيك وإذا كان مقدراً أن تصل إلى قمة شيء أهدم ما بنيته وأعد بناء إمبراطورتيك ولا تدع اللاشي يهدمها فلا تقوى حينها على العودة! الطعام: أحب جميع أنواع الطعام ولا أستثني أي نوع فكلها مفيدة لصحة الجسد والعقل لكني أفضل وجبة الأرز باللحم.

هوايات أخرى: أنا لا أملك هواية ما بل هي التي تملكني ولا أبعث فيها من أنفاسي بقدر ما تبعث هي فيني من أنفاس الحياة، أحب الرسم وأمارسه بين الحين والآخر كما أحب الرياضة وخصوصًا لعبة كرة السلة التي احترفتها لمدة سبع سنوات خلال تواجدي في سوريا.

في الختام، لكم خالص الشكر والامتنان على استضافتكم الكريمة هذه، الصحفي والشاعر العميق أستاذ خالد ديريك أتمنى أني كنت ضيفة خفيفة الظل على صفحاتكم الراقية الثرية هذه ولكم أطيب الأماني ودمتم سالمين بكل الخير والصحة والنجاح.