بوابة صوت بلادى بأمريكا

"السمار على وشه عنوان".. حكاية عم حسين 68 سنة ولسة بيجرى ويعافر.. النار والجاكوش صنعته.. يصنع المداور وحداوى الماشية ويبيعها فى السوق.. ويؤكد: "أعمل بالمهنة منذ 45 عاما.. ومش عايز أمد إيدى لحد حتى ولادى".. صور

لا ترى وجهه من كثرة السمار الذى تطاير عليه، بعدما حولت النار لونه إلى لون الفحم، وهو يجلس على أريكة صغيرة، داخل محل لا يتجاوز الأمتار المعدودة يشعل بداخله النار ويضع عليه الفحم حتى يستطيع أن يطوع الحديد ويصنع منه لقمة العيش بعد تشكيلها إلى مداور وحلقات يبعها فى سوق الماشية ليأكل من عرق جبينه.

45 عاما يجلس هكذا دون كل وتعب عشق مهنة والده وكل شيئ وحوله بعيدك إلى تاريخ المهنة داخل شارع اليوسفى المتفرع من شارع النحاسين وهو واحد أيضا من أقدم شوارع المنيا.

ويقول حسين محمد عيسى الذى يبلغ عمره 68عاما، إن صنعته صناعة المداور وحلقات الماشية، وبيعها فى الأسوق أو للتجار، موضحا: ورثت المهنة عن والدى، وكنا نصنع السكاكين فى البداية لكن مع مرور الوقت وظهور المنتجات الصينى أثرت بشكل كبير على الصنعة، وهذا دفعنى إلى أن أفكر فى بدائل، لأنى لا أحب أن أجلس بدون عمل وأرفض أن أمد يدى لأحد حتى أولادى.

وأضاف "حسين"، قررت العمل فى صناعة الحداوى والمداور الخاصة بالماشية، خاصة أن الصناعة لا تختلف كثيرا عن السكاكين، فهى تحتاج إلى النار لتطوعها وتشكلها كيفما تشاء.

وأوضح: عملت مع والدى وكان عمرى 12 سنة ومنذ ذلك الوقت وان داخل تلك الورشة الصغيرة، وقال إنها تضم معدات قديمة تؤكد أن الصنعة فى الماضى كانت كل شيء بالنسبة للصنائعية، ولفت أن طريقة الصنعة سهلة فهى تعتمد على النار الفحم اضع الحديد على النار حتى يلين ثم أقوم بتشكيله، واستخدم الفحم فى إشعال النار والهوايا القديمه لتضخ الهواء على الفحم حتى يشتعل.

وأضاف: أعلم أن الصنعة تحتاج إلى قوة لكن الممارسة أهم من القوه فقد أصبحت اعلم قوة ولين الحديد.

وأشار ابدا العمل منذ الصباح الباكر حتى نهاية اليوم، وعلى حسب الصحة اصنع 40او 50 قطعة واجمعهم وانتظر السوق واذهب لبيعه فإن تبقى شيئ أبيعه للتجار.

وقال: لا احد يساعدنا فأنا أعمل فى الورشه بمفردى حتى أن لا أحد يريد تعلم المهنه فهى صعبه جدا وخاصة لانك تستخدم فيها النار وهى مشتعلة بحوارك طوال وقت العمل فلا يمكن أن تفقد النار قوة اشتعالها بل لابد أن تظل بقوتها حتى نهاية العمل.

واستطرد قائلا لا أحد يعمل بالمهنة حاليا فجميع من يعملوا بها فارقوا الحياه فإذا بحثت عن صنايعية لن تجد أحد يعمل بها .

وأوضح: حتى أبنائى رفضوا تعلمها لصعوبتها وقرروا العمل فى مهن أخرى غيرها" .

وعن حكايته مع المهنة: قال القيمة ليست فى المكسب وإنما فى العمل نفسه وأنك تأكل من عرق جبينك ولا تنتظر أحد ينفق عليك تلك المتعة الحقيقية، فأنا أمرض إذا جلست يوم بدون عمل، ورغم بساطة المهنة إلا أنها تختص بقطاع كبير من مربى الماشية ولا يستطيعون الاستغناء عنها .
 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع