فى ظل كورونا، أصبح التباعد أحد ملامح عام 2020، حيث حاول قدر من الناس فى مختلف أنحاء العالم الحفاظ على صحتهم عدم الإصابة بالفيروس بالالتزام بالتعليمات الصحية والحرص على التباعد والتوقف عن عادة المصافحة بالأيدى والأحضان. لكن الأمر كان مؤلما لفئة محددة وهم كبار السن، لاسيما من هم فى دور الرعاية الذى كان احتضان أبنائهم لهم أحد أسباب سعادتهم وكسر عزلتهم.
ومن هنا جاءت فكرة ابتكرتها إحدى دور المسنين فى الولايات المتحدة من خلال تخصيص ما يعرف بجدار الأحضان وهو حاجز بلاستيكى يسمح بالاحتضان من خلاله.
وتحدثت صحيفة واشنطن بوست عن عناق أم وأبنها لأول مرة منذ مارس الماضى من خلال جدار العناق البلاستيكى الذى أنشأه الناس فى مجتمع لرعاية المسنين فى ولاية فرجيينيا الأمريكية. وتشبث كلاهما ببعضهما البعض من أجل عناق بعد عناق وكان كلاهما يبكى ويلعن ستارة الحمام البلاستيكية التى تقف حائلا بينهما.
وتقول صحيفة واشنطن بوست التى نشرت هذا التقرير إن اللمسة البشرية لها قوة كبيرة، وفى حين أن كل لمسة بين البشر لديها القدرة على نقل فيروس كورون، فإن غياب اللمس هو ألم بطىء وممل فى حد ذاته.
تعقيم الجدار
وتقول تيفانى فيلد، مدير أبحاث معهد اللمس فى كلية ميلر للطب بجامعة ميامى، إن من المفارقة أنه فى كل وقت نحتاج فيه إلى كل هذا، فإننا لا تحصل عليه. ودرست فيلد اللمس لأكثر من أربعة عقود، وقالت إنه تأثيرات بيولوجية عميقة على أجسامنا.
وتابعت قائلة إن الناس متحمسين جدا من الناحية العاطفية لرؤية أشخاص آخرين، لكن عندما يذهبون إلى معانقة بعضهم البعض، فهذا أكثر من مجرد تجربة عاطفية.
فالضغط على الجسم بطلق تفاعلات كيميائية وكهربائية داخل النظام العصبى. يتباطأ معدل ضربات القلب وكذلك ضغط الدم، وتتحول موجات المخ إلى ثيتا، والتى تقول فيلد أنها النمط المتذبذب للطاقة الكهربائية التى تظهر عندما نتأمل أو نسترخى أو نكون على وشك النوم.
من ناحية أخرى، يقول دوجلاس نيميك، المسئول الطبى عن الصحة السلوكية فى إن الوحدة لها نفس التأثير على الوفاة مثل تدخين 15 سيجارة يوميا. ويضيف أن الأحضان مثل المعقم للتشريح الداخلى لجسم الإنسان.
وأراد الأشخاص فى ويسمنسر كانتربرى بشاطئ فرجينيا إيجاد طريقة سهلة للتعامل مع الصحة العقلية بالإضافة إلى الصحة البدينة.
وقال الرئيس التنفيذى بن أونكل: أردنا أن يحصل الناس على عناق فى إجازاتهم فنحن نعلم مدى أهمية ذلك.
وحتى الآن لديهم إصابتين فقط بكورونا بين إجمالى أكثر من 760 شخص، وكان المصابان جزءا من المجموعة التى كان لديها زيارات من خارج أفراد الأسرة.
ويقول أنكل أن الفكرة لم تتجاوز تكلفتها 100 دولار، ويتم تعقيمها وتنظيفها بعد كل جلسة عناق.
جدار الاعناق
وتحدث مارك هاين البالق من العمر 56 عاما عن عناقه مؤخرا لوالده البالغ من العمر 86 عاما. وقال إننا لا نفهم قوة اللمسة حتى نفقدها، لكنه قال إن الجلسة الاولى كانت أكثر عاطفية من الثانية
هذا الخبر منقول من اليوم السابع