بوابة صوت بلادى بأمريكا

مشروعات أثرية عالمية تنتظر الافتتاح رسمياً لدعم السياحة الشتوية بالأقصر.. أبرزها إحياء طريق الكباش الفرعونى.. إصلاح 29 تمثالا فى الكرنك.. وترميم تمثالين بالهيئة الأوزيرية للملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر.. صور

نجاح كبير يحققه رجال البعثة الآثرية المصرية بمعابد الكرنك ومعبد الأقصر، بالعمل فى مشروعات أثرية عالمية تنتظر الافتتاح رسمياً لدعم السياحة الشتوية بالأقصر، أبرزها إحياء طريق الكباش الفرعونى، وترميم 29 كبشا بمعابد الكرنك، وترميم تمثالين بالهيئة الأوزيرية يعودان للملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر، حيث يعمل الفريق المصري تحت إشراف الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، وبقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ويضم فريق من المرممين من أمهر رجال وزارة الآثار.

المشروع الأول والأبرز هو العمل فى أكبر خطة لإنقاذ 29 تمثالا للكباش داخل معابد الكرنك، وذلك بعد نقل 4 من التماثيل التواجدة خلف الصرح الأول بالمعبد لتزيين ميدان التحرير، حيث تبين أن باقى التماثيل تعانى من ضرر ودمار كبير نتيجة سوء نقلها وتخزينها فى تلك المنطقة من السبعينات وقت إفتتاح عروض الصوت والضوء فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتقرر ترميمها وحمايتها من الدمار تحت إشراف الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

ويقول الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الوزارة بدأت خلال الفترة الماضية فى أعمال مشروع ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بالكرنك بمدينة الأقصر، وذلك بعد نقل 4 تماثيل منها إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير، حيث وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، أن هذه التماثيل تتكون من 29 تمثالا لكباش، تقع داخل المعبد خلف الصرح الأول، وقد كانت فى حالة سيئة من الحفظ بسبب أعمال الترميم الخاطئة التى تمت عليها فى أوائل السبعينات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار الأمر الذى أثر سلبا عليها، وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلى لها، والوصول إلى قاعدة الكبش والتى أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية، مشيراً إلى أن مشروع الترميم يقوم بوضع هذه التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية متجاورة كلا على حدا، كما  سيتم عمل معالجة لأرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية وإعادتها إلى مكانها الأصلى.

ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يتم العمل فى هذا المشروع القومى داخل معابد الكرنك لأول مرة منذ فترة طويلة من الزمن، حيث تجرى حالياً بأعمال ترميم وصيانة لمجموعة تماثيل للكباش الموجودة فى الفناء الأول بمعبد الكرنك، وهى الكباش الموجودة فى الجهة الجنوبية من الفناء والتى كان عددها 33 كبشا قبل نقل أربعة كباش وتوجيهها لتزيين ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة مع مسلة من منطقة تانيس فى محافظة الشرقية، والتى تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، وذلك تحت إشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، موضحاً أنه يبلغ وزن كل كبش حوالى 5 أطنان ونص ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة، وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء، حيث تعتمد فكرة الترميم على محورين الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريباً وعمق متر ونصف، وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة، وذلك لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبى على التماثبل لأنها منحوتة من الحجر الرملي، والذى يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة فى التربة، وكذلك وعمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد إنتهاء أعمال الترميم والصيانة والتى تتم بواسطة فريق متخصص من الآثريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة الآثار، وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك.

فيما يقول صلاح الماسخ كبير مفتشى آثار الكرنك والمشرف على المشروع القومى لترميم وصيانة 29 كبشا، أنه تم حتى الآن الإنتهاء من أعمال ترميم وصيانة ورفع 13 تمثال على وسائد جديدة صممت خصيصاً لحمايتها وزيادة عمرها الإفتراضى لمئات السنين المقبلة عقب تعرضها للضرر مؤخراً، موضحاً أن هذا المشروع يعد عالمى على أرض محافظة الأقصر تقوم به وزارة الآثار، حيث ظهر المشروع للنور عقب نقل 4 تماثيل ضخمة للكباش من المعبد إلى ميدان التحرير بالعاصمة، لتزيينه خلال الفترة المقبلة ضمن المشروع القومى للوزارة، وتبين أن التماثيل خلف الفناء الأول تحتاج لدعم كبير وترميم، وهو ما تمت الموافقة عليه ويتم حالياً العمل فى هذا المشروع المميز بترميم ورفع كفاءة 29 تمثالا من الكباش فى تلك المنطقة.

ويضيف صلاح الماسخ المشرف على المشروع فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه خلال الزيارة الأخيرة للدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، وفريق الترميم المصرى الذي يعمل بالمشروع، أكد أنه سيتم الإنتهاء من ترميم باقى الكباش وافتتاح المشروع فى مؤتمر عالمى في يوم التراث العالمى العام المقبل، مشدداً على أن قصة المشروع العالمى بمحافظة الأقصر بدأت بقرار من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء فى الخميس 26 ديسمبر 2019، وفى اليوم التالى بدأت عمليات النقل والتجهيز للكباش الأربعة لنقلها للقاهرة، ليكتشف رجال الآثار الكارثة التى تمثلت فى أن الكباش المتبقية والبالغ عددها 29 كبش أنها معرضة للدمار لكونها متروكة على مصاطب من الطوب الأحمر وتم ترميمها فى السبعينات بالأسمنت وتحولت أجزاء منها لرمال بصورة تعرضها للتلف فى أقرب وقت، وعلى الفور تم إصدار الموافقات للإنطلاق بالمشروع العالمى الجديد وهو ترميم 29 تمثال كباش خلف الصرح الأول بالمعبد.

أما المشروع الثانى فيتم داخل معبد الأقصر، حث يجرى العمل على قدم وساق بأيادى رجال الترميم والأثريين لإثبات كفاءة الأثرى المصرى فى حماية وترميم والحفاظ على تاريخه الفرعونى القديم بأيدي مصرية خالصة، عبر العمل فى ترميم تمثالين بالهيئة الأوزيرية يعودان للملك رمسيس الثانى فى الواجهة الغربية للفناء الأول داخل معبد الأقصر، حيث تم البدء فى العمل رسمياً بتلك الواجهة وتجميع التمثالين الجديدين فى سبتمبر 2019 عقب موافقة الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار على المشروع الجديد وقرر توفير كل الدعم لرجال الآثار والأيادى المصرية لمواصلة كتابة التاريخ داخل معبد الأقصر لرجال البعثة الآثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

وعن تفاصيل العمل بالمشروع التي دامت حوالى 7 شهور حتى الآن، يقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الآثرية المصرية، أنه يقوم رجال الآثار وفريق الترميم المصري بمجهود كبير فى أعمال تجميع وترميم تمثالين جديدين بالهيئة الأوزيرية للملك رمسيس الثانى بالجهة الغربية للمعبد، حيث أن التمثالين الجديدين يعودان للملك رمسيس الثانى وهما من الأسرة الفرعونية الـ19 واقفاً من الجرانيت الأحمر، وتم العثور على بقايا وكتل هذه التماثيل فى حقبة الخمسينات خلال الفترة من 1958 إلى 1961 أثناء حفائر الدكتور محمد عبد القادر الأثري الكبير، ويتم العمل بقيادة أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر، وأحمد بدر الدين مدير بمعبد الأقصر، وبالتعاون مع بعثة معهد شيكاغو للآثار الشرقية برئاسة الدكتور راى جونسون، حيث تم فى بداية العمل القيام بأعمال دراسة وتجميع الكتل الخاصة بالتماثيل وتوثيقها وتصويرها على أرض الواجهة لكى يتم توثيق تلك اللحظات التاريخية فى إعادة واجهات المعبد لما كانت عليه فى العصور الفرعونية التاريخية.

ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه فور قرار وموافقة وزير السياحة والآثار تم البدء فوراً فى أعمال الترميم للتمثالين، حيث يبلغ ارتفاع التماثيل الواحد منهما حوالى 7 أمتار تقريباً، وهى بالوضع الأوزيرى الشهير، كما أنه توجد خرطوشة على إحدى القطع تحمل اسم "رمسيس الثاني"، ومنها جزئية النصف العلوى من التمثال وجزأين من الكتف متراكبين على بعضهما البعض والرداء الخاص بالتمثال، وكذلك رقبة التمثالين، وجزء من الوجه وغيرها من أجزاء التمثالين للبدء فى ترميمها خلال الفترة المقبلة، مؤكداً على أن العمل يتم بصورة يومية لإنهاء التمثالين الجديدين خلال الفترة المقبلة، تمهيداً للافتتاح الرسمى فى حفل عالمى جديد، بعد نجاح ترميم وإعادة 3 تماثيل ضخمة للملك رمسيس بالواجهة الرئيسية للمعبد خلال السنوات الـ3 الماضية.

أما أحمد عربى مدير عام معبد الأقصر، فيؤكد على أن رجال البعثة يعملون على قلب رجل واحد لخدمة الحضارة الفرعونية بالمشروعات الجديدة كل عام داخل المعبد، فالجميع يعملون فى فريق عمل متكامل دون النظر لمدير أو عامل أو مرمم والأهم لديهم هو نجاح المشروع وإنهائه بالصورة التى تليق برجل الآثار المصرى أمام العالم أجمع، حيث أنهم يقومون خلال كل مرحلة وخطوة من العمل بالتشاور فيما بينهم للوصول لأفضل مشهد للتماثيل بعد النجاح فى إعادة 3 تماثيل ضخمة للملك رمسيس بواجهة المعبد الرئيسية، موضحاً أن تلك الفترة التى يعملون بها تعتبر بالنسبة لجميع العاملين بالآثار، واحدة من أفضل أوقات العمل الأثري بتقديم الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار الدعم لكافة رجال الآثار بالموافقة على مشروعات يقومون بها بأيديهم وهو ما لم يحدث من قبل، فقد كان الاعتماد في السابق بغالبية أعمال الترميم على البعثات الأجنبية، مشدداً على أن الجميع يقدمون أفضل ما لديهم لخدمة التاريخ الفرعونى بمعبد الأقصر.

ويضيف مدير معبد الأقصر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المشروع الجديد يعتبر تحدث بالنسبة لهم، حيث بلغت نسبة التنفيذ حالياً حوالى 75%، فتلك التماثيل كانت محطمة وملقاة أجزاؤها فى جميع أرجاء المعبد، وتم استخراجها فى حفائر المعبد عام 1958، وفريق معبد الأقصر الحالى كانوا من الممكن أن يتركوها فى مواقعها دون التفكير فى ترميمها كما حدث فى السنوات السابقة، ولكنهم قرروا مواجهة الصعاب لتجميل المعبد الذى يعشقون العمل فيها لخدمة السياحة فى الأقصر وخدمة مصر بأكملها وهو ما يستحق الدعم الكبير من الوزارة بصورة أفضل خلال الفترة المقبلة، مؤكداً على أنه من المقرر إنهاء العمل بتلك التماثيل الجديدة فى الجهة الغربية قبل 18 أبريل المقبل وافتتاحها فى يوم التراث العالمى.

والمشروع العالمى الثالث الذى يتم العمل على إستكماله حالياً، هو العمل على إحياء طريق الكباش الفرعونى بطول 2700 متر بين معبدى الأقصر ومعابد الكرنك لخدمة الأفواج السياحية فى رحلة تضاهى رحلات الفراعنة بين المعبدين فى العصور الفرعونية وقتها، حيث يقول الدكتور مصطفى الصغير مدير معابد الكرنك والمشرف على مشروع طريق الكباش أن "إحياء طريق الكباش" الفرعونى يعتبر من أهم المشروعات الضخمة والجميلة بمصر، موضحاً أن مسمى "طريق الكباش" خاطئ فهو طريق الإحتفالات والمواكب الدينية، ولكن الزوار بعد مشاهدتهم للكبش أسموه بهذا الإسم، وتم إنهاء حوال 95% منه ويجرى مواصلة العمل داخلها ليتم افتتاحه أمام العالم أجمع مع عودة حركة السياحة بمصر.

ويضيف الدكتور مصطفى الصغير فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن طريق الكباش الفرعونى يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بسلسلة من الكباش على الجانبين بطول 2700 متر، تم قطع شوط كبير داخلها وذلك تمهيداً لإنهائه قريباً وعمل حفل الافتتاح بصورة تليق بمصر أمام العالم أجمع، وبحضور قيادات ومسئولى الدول والسفارات من حول العالم، موضحاً أن طريق الكباش من أعظم الأعمال التاريخية، فهو ممر عالمى لم يسبق له مثيل، ولكنه تدمر حالياً بفعل عوامل الزمن ومرور آلاف السنين عليه، وبناء المواطنين منازلهم على الطريق عقب سرقة تماثيله الشامخة على مر العصور المختلفة، مؤكداً على أن تاريخ أعمال الحفر عن طريق الكباش تمت على مر الفترات الماضية بصورة كبيرة، حيث أن أعمال التنقيب السابقة عن الكباش تمت طبقاً للتسلسل الزمنى التالى:- حيث قام الدكتور زكريا غنيم عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبد القادر 1958م- 1960 م بالكشف عن 14 تمثال لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبد الرازق 1961م – 1964 بالكشف عن 64 تمثال لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن باقى الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور، وجارية إلى الآن أعمال استكمال الكشف عن طريق الكباش وتجهيزات افتتاحه أمام الجمهور خلال الفترة المقبلة.

وأوضح مدير معابد الكرنك، أن مشروع إحياء طرىق الكباش" وإحيائه يتيح للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً بأن الأسد يرمز فى التاريخ الفرعونى إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيراً، أما الكبش فيعود إلى "خنوم"، أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة، وهو بحسب معتقدات ذاك الزمان صانع الحياة، وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريّها، ووسط التماثيل أرضية مستطيلة (120X 230 سنتيمتراً) من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها أربعة أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت سبع مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق.

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع