بوابة صوت بلادى بأمريكا

ترحيب عالمى بوقف إطلاق النار داخل ليبيا.. الاتفاق يترجم جهود مصر للتهدئة.. أبوالغيط: إنجاز كبير.. واشنطن تطالب بـ"الالتزام وحسن النوايا".. برلين تؤكد: أول نجاح حاسم.. و"جوتيريش": خطوة رئيسية نحو السلام

توالت ردود الفعل الدولية على إعلان طرفي النزاع في ليبيا، اتفاق وقف إطلاق دخل حيز التنفيذ الجمعة، وسط ترحيب عالمي بالخطوة التي تأتي استجابة للجهود المستمرة التي تقودها الدولة المصرية لخفض التوتر داخل الأراضي الليبية، وتحقيق السلم والأمن للشعب الليبي.

 

وجرت مراسيم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية فى مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفانى وليامز.

 

واعتبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.

وقالت ستيفاني ويليامز إن هذه اللحظة سيسجلها التاريخ بتحية الفرقاء الليبيين على شجاعتهم للمشاركة في المحادثات لاتخاذ خطوات ملموسة والتزامهم بالاجتماع للتوصل لاتفاق يوفر مستقبلا أفضل وأكثر أمانا وسلما للشعب الليبي.

 

وأشارت ويليامز إلى أنّ الطريق للاتفاق كان طريقا صعبا، لكنّ الليبيين نجحوا في التوصل إليه، فلا أحد غيرهم يحب الوطن أكثر منهم ويعرف مصلحة الليبيين مثلهم، مشددة على تسوية شاملة للأزمة الليبية التي طال أمدها، وأضافت "أمامنا أسابيع لتنفيذ مخرجات هذا الاتفاق وتخفيف المشاق التي تسبب فيها هذا النزاع للشعب الليبي".

 

وفيما يتعلق بمسألة رحيل المرتزقة، أوضحت أن الفرقاء اتفقوا خلال الجولتين الأوليين من مفاوضات اللجنة الأمنية 5+5 على ضرورة رحيل كافة المقاتلين والمرتزقة لأي جهة انتموا من البلاد، خلال 90 يوماً، بعد تشكيل حكومة موحدة.

 

وكشفت ستيفاني وليامز أن الأطراف الليبية توصلوا بالفعل إلى إجراءات لبناء الثقة بينهم، مضيفة أن هناك تفاؤلا كبيرا في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما حدث لاحقا بالفعل.

 

ومهدت اجتماعات القاهرة للعسكريين الليبيين سواء في مدينة الغردقة أو الاجتماعات الست للعسكريين التي انعقدت في القاهرة خلال عامي 2017و2018 للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة جنيف السويسرية في كامل التراب الليبى.

 

وأشاد فايز السراج رئيس حكومة الوفاق في بيان له بدور البعثة الأممية في ليبيا في الوصول إلى هذا الاتفاق لتحقيق السلام القائم على العدل وضمانات تبعد شبح الحرب والقلاقل.

 

بدوره، رحب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتوقيع صباح اليوم الجمعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف على الاتفاق الدائم لوقف اطلاق النار في عموم الأراضى الليبية، والذى تم التوصل إليه فى سياق مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة بين حكومة الوفاق الوطنى والجيش الوطنى الليبى.

وأشاد أبو الغيط بهذه الخطوة الهامة ووصفها بالإنجاز الوطنى الكبير الذى من شأنه أن يثبت الأمن والاستقرار فى كافة أرجاء الدولة الليبية، وأثنى فى هذا الصدد على الشجاعة والروح الوطنية العالية التي تحلت بها قيادات حكومة الوفاق والجيش الوطنى ووفديهما إلى المفاوضات، كما عبر أبو الغيط عن تقديره الكبير للدور المحورى الذى اضطلعت به البعثة الأممية فى ليبيا، ورئيستها بالإنابة ستيفاني وليامز، في سبيل رعاية وتيسير جولات التفاوض التي أجريت بين الجانبين.

 

وصرح مصدر مسئول بالإمانة العامة للجامعة بأن أبو الغيط ناشد بهذه المناسبة الأطراف الليبية بمواصلة إنخراطها الجاد في هذا الجهد، تحت رعاية الأمم المتحدة وعبر اللجنة العسكرية المشتركة ولجانها الفرعية، وتحمل مسئولياتها بغية إنفاذ هذا الاتفاق والالتزام بأحكامه، وخاصة في سبيل تطبيق مجمل ترتيبات وقف اطلاق النار فى الميدان، ومراقبتها والتحقق منها، وتأمين عمليات الإنتاج والتصدير الكامل للنفط، واخراج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية؛ كما دعا أبو الغيط الأشقاء الليبيين إلى اغتنام هذا الحدث المفصلى من أجل حلحلة الأزمة الليبية على كافة مساراتها الأخرى، وخاصة توطئة لانعقاد منتدى الحوار السياسى الليبى الذى تحضر له وترعاه البعثة الأممية، وبهدف الخروج بتوافق وطني عريض لاستكمال المرحلة الانتقالية في البلاد والتمهيد لانعقاد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التى طالما ظل الشعب الليبى ينتظرها ويتطلع إليها.

 

وأضاف المصدر أن أبو الغيط جدد التزام الجامعة العربية الكامل بدعم ومساندة كل جهد يرمى إلى التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة ووطنية خالصة للوضع فى ليبيا، بعيداً عن التدخلات الخارجية وتهديد الميليشيات المسلحة، ووقوفها بجانب الأطراف الليبية لانفاذ الترتيبات العسكرية والأمنية المتفق عليها، والنتائج التى يمكن أن يفضى إليها منتدى الحوار السياسى، ومتابعة تنفيذ كل المخرجات التى تم التوافق إليها فى إطار عملية برلين.

 

بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع الليبي في جنيف "خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار" في البلاد.

 

وقال في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك "أهنئ الفرقاء لتغليبهم مصلحة أمتهم على خلافاتهم".

 

وأضاف "لقد عانى الكثيرون من النزاع لفترة طويلة جدا"، معربا عن أسفه لمقتل المدنيين بسبب الاشتباكات.

 

بدورها، قالت الإدارة الأمريكية إنها ترحب باتفاق وقف إطلاق النار الدائم في كامل ربوع ليبيا، والذي تم توقيعه خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف.

 

واعتبرت أن هذا الاتفاق خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين وخفض التصعيد والاستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب.

وجاء في بيان للخارجية الأمريكية "نهنئ الطرفين على النتيجة الناجحة لمفاوضاتهما، كما نهنّئ الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني وليامز على دورها المحوري في تسهيل المحادثات. ونحث الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية الآن على دعم تنفيذ الاتفاق بحسن نية".

 

ما ألمانيا التي تعمل وسيطا في البحث عن تسوية سياسية للنزاع في ليبيا، فوصفت اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع الجمعة بين المتحاربين في ليبيا بأنه "أول نجاح حاسم" في ذلك الاتجاه.

 

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان إن المفاوضات الجارية "تؤدي إلى أول نجاح حاسم"، معتبرا أنه "أساس جيد لإيجاد حل سياسي مقبل".

 

ومن جانبها، رحّبت المفوضية الأوروبية بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا الجمعة، ودعت إلى تطبيقه واستئناف محادثات السلام.

 

وقال المتحدث باسم شؤون سياسات الاتحاد الأوروبي الخارجية بيتر ستانو للصحفيين إن "اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم أساسي لاستئناف الحوار السياسي"، مؤكدا أنه "من المهم جدا كذلك أن يطبّق هذا الاتفاق".

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع