مر أسبوع على تفجير مرفأ بيروت، ونيران الغضب لدى اللبنانيين لا تهدأ، ففى الوقت الذى تتجدد فيه المواجهات بين قوى الأمن اللبنانى، ومحتجين فى العاصمة بيروت، منذ وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت، الذى راح ضحيته العشرات، وأصيب المئات، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص، نتيجة للدمار الذى لحق بالعاصمة المنكوبة، التى قد تحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها، إذ يتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد، تأتى تصريحات الخبراء والمحللين السياسيين المؤكدة لأن هدوء الأوضاع فى البلاد لن يتأتى إلا برحيل السلطة.
رحيل الحكومة لم يشفِ غليل اللبنانيين
ومع رحيل الحكومة اللبنانية بالفعل، إذ قدم رئيس الوزراء حسان دياب، مساء أمس الإثنين، استقالة حكومته إلى الرئيس ميشال عون، بعد أن وجد نفسه مرغما على ذلك، وبعد استقالة 4 وزراء، إلا أن تلك الاستقالة لم تشفِ غليل اللبنانيين، فالأوضاع فى الشارع اللبنانى لم تهدأ، ولم يزل اللبنانيون على عهدهم من إصرار على معاقبة المسؤولين عن انفجار المرفأ، تلك الكارثة الإنسانية التى أضيفت إلى معاناتهم الطويلة، فى ظل أوضاع اقتصادية متردية.
وعلى الرغم من أن رحيل حكومة حسان دياب، التى يراها اللبنانيون مسؤولة عما لحق بمرفأ بيروت من فاجعة، مطلب شعبى أعلن عنه المحتجون فور وقوع الانفجار، لم يسجل لبنان أى مظاهر للاحتفال بتلك الاستقالة، بينما يستمر المحتجون اللبنانيون فى المطالبة أيضا بإسقاط الطبقة السياسية برمتها.
هدوء لبنان مرهون بالتغيير ومحاسبة المسؤولين
ويراهن محللون سياسيون على الشعب اللبنانى، إذ يرى المحلل السياسى إيلى الحاج أن موجة الغضب لم تتوقف داخل لبنان فحسب، وإنما امتدت إلى الخارج، فباتت موجة غضب عالمية، مشيرا إلى أن اللبنانيين يطالبون بتغيير قوى وملموس، دون العودة إلى ما قبل تفجير المرفأ فى 4 أغسطس، مؤكدا أن ذلك بات مسلمًا به عند الناس فكيف إذا كان مدعوما من كل دول العالم.
وأضاف المحلل السياسى اللبنانى أن هناك قرارا عالى المستوى بإحداث تغيير فى لبنان، موضحا أن الأمور تفلتت من بين يدى حزب الله فقدم تنازلات منها استقالة الحكومة بالأمس.
أما الكاتب والمحلل السياسي، إدموند غريب، فقال إن هناك حاجة أولا إلى إبقاء مظاهرات اللبنانيين سلمية، تجنبا لردة الفعل التى ربما تكون أقسى مما يجب، لافتا إلى أن الغضب العارم الذى يسيطر على الشارع اللبنانى ليس فقط بسبب كارثة انفجار المرفأ، وإنما لأمور كثيرة أوصلت لبنان إلى تلك الكارثة وإلى كوارث أخرى، وإن لم تكن على نفس المستوى، وبالتالى فهناك حاجة ضرورية للتغيير ومحاسبة المسؤولين.
ومنذ وقوع انفجار مرفأ بيروت، الذى راح ضحيته العشرات، فضلا عن مئات المصابين، وتشريد نحو 300 ألف شخص نتيجة للدمار الذى لحق بالعاصمة اللبنانية، اشتعلت المظاهرات فى بيروت، واندلعت مواجهات عدة بين قوى الأمن اللبنانى وبين المحتجين اللبنانيين فى شوارع العاصمة.
هذا الخبر منقول من الفجر