أكد شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، إن نجاح خطط وزارة البيئة لرفع كفاءة منظومة النظافة للشوارع يتطلب عملها على أرض الواقع، والتواجد فى الشوارع، وليس الاعتماد على إجراء دراسات لا يمكن تطبيقها فعليا، مشيرا إلى أن المواطنين فى مصر يختلفوا عن الخارج، نظرا لأنهم لم يعتادوا تطبيق الفصل من المنبع للمخلفات، وأن جامعى القمامة مستمرين بالعمل فى مناطقهم رغم أزمة فيروس كورونا، مطالبا وزارة البيئة بتوفير مستلزمات حماية لهم، وتحدث نقيب الزبالين فى حوار لـ"اليوم السابع" عن منظومة النظافة فى ظل جائحة كورونا وإلى نص الحوار:
لماذا تفشل وزارة البيئة فى التوسع فى إعادة تدوير المخلفات؟
هنا فارق بين المهندس الاستشارى الذى يرسم مبنى العمارة على الخريطة فى مكتبه، وبين المقاول أبو جلابية الذى يبنيها فى الواقع، هو نفس الفارق بين خطط وزارة البيئة والزبالين اللى فى الشارع، فالوزارة تتبع نظريات علمية مستندة على تجارب دول أخرى، رغم أن مصر تختلف عن الخارج تماما، فالمواطنين ليس لديهم ثقافة الفصل من المنبع للمخلفات، وبالخارج هناك تكنولوجيا وإمكانيات ليست لدينا، فمثلا هناك صناديق تحت الأرض لمنع النباشين.
وزارة البيئة "مش عارفة حاجة"، الزبالين فى ورشنا لدينا تكنولوجيات من الصين واليابان، ونعيد تدوير 8 آلاف طن يوميا من مخلفات القاهرة، غير المواد الصلبة التى تصلنا من باقى المحافظات، ومع احترامى للوزارة لديها أرقام وإحصائيات وتقول إن الزبالة كنزر مهدور، رغم أن زبالة الشوارع ملهاش لازمة، لأن النباشين مبيخلوش فيها حاجه، وهى ليست كنز بل "بلوة سودة" يتم دفنها أو تستخدم كوقود، لكن وزارة البيئة محتاجه تحط إيدها عالجرح، وتجرى دراسة مظبوطة.
إذن كيف يمكن لوزارة البيئة من وجهة نظرك التعامل مع هذا الملف؟
لازم تنزل الشارع، بفريق من المتخصصين فى المخلفات الصلبة، على كل مناطق الزبالين، وتجرى حصر للكميات المولدة يوميا، وطرق إعادة التدوير، وتحصر كم طن ينتج عنها، والكم الذى يستفيد منه المصانع كوقود، والإنتاج الفعلى لمصانع الكارتون والورق، والـ300 نوع للبلاستيك، ومصانع الزجاج والمياه المعدنية.
هل تأثر قطعا المخلفات بأزمة كورونا؟
أسعار المخلفات انخفضت، لأن بعض المصانع بدأت تخاف من التعامل مع الزبالين، خشية أن تكون القمامة ناقلة للعدوى بالفيروس، وحركة البيع انخفضت، لكن ماشية وشغالين، وهانفضل مستمرين لرفع القمامة.
وللأسف الشديد، وزيرة البيئة لم تصرف لنا أى كمامات، وللمرة المليون نطالبها بتوفير أدوات وقاية، حتى لا تنتقل العدوى لأحد الزبالين، مما سيؤدى إلى خوف السكان من التعامل معهم بما سيؤثر على الجمع السكنى، وتراكم القمامة بالشوارع.
حاولنا بالمجهود الذاتى توفير مستلزمات حماية، وجمعنا من أعضاء مجلس النقابة 2000 جنيه واشترينا كمامات، لأن من مرتبات العمال لا تستحمل توفيرهم للمستلزمات، لكن من الصعب تكرار الأمر، ورغم ذلك مازلنا نعمل دون أى تقصير.
لماذا لم يشعر حتى الآن المواطنين بأى تحسن فى مستوى نظافة الشوارع؟
نحن كزبالين عندما تعاقدنا مع الشركات المحلية بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية، فى 2017 و2018، وأعلنت استلامنا منطقة مثل مدينة نصر، وعملنا لفترة طويلة وحدث فارق فى نظافة الشوارع، ثم شبرا ومنطقة تلو الأخرى بالقاهرة، كل ذلك بالتزامن مع توفير المحافظات للحاويات الكبيرة ويتم وضعها فى شوارع معروفة، إلا أنه من شهرين تم سحب كافة الحاويات، وعند استفسارنا عن الأمر، قالوا لنا عندهم عجز فى السائقين، والحاويات فى حاجه لإجراء صيانة، مما أدى إلى تراجع حالة النظافة فى الشوارع مجددا، بسبب سحب هيئات النظافة للحاويات العملاقة التى كانت تخدم الكناسين والزبالين فى نقل المواد غير القابلة لإعادة التدوير من كل حى.
وطبعا الزبال مش عارف يعمل ايه، مفيش محطات مناولة، ومفيش حاويات، ولنقل المخلفات حتى مقلب مايو فى المقلب العمومى ذلك تكلفته مرتفعه جدا، وبالتالى لابد من إرجاع الحاويات لكافة أحياء القاهرة لنظافة الشوارع، خاصة أن الزبالين مش مسئولين عن الشارع، ونحن فى حاجه للمخلفات، فلدينا 2 مليون رأس من الخنازير، ونعيد تدوير المخلفات الصلبة التى نجمعها.
لماذا طالبت بنقل مناطق الزبالين؟
لدينا عدة مناطق أصبحت فى وسط المناطق السكانية، وبدأ السكان يشتكونا خاصة مع بداية أزمة كورونا لأننا نعمل فى القمامة، وقالوا خايفين إن القمامة تنقل المرض لهم، مثل: منطقة الخصوص، ومنطقة البراجيل، وأرض اللواء عالمحور، أى أننا نرغب فى نقل 3 مناطق "البراجيل بالجيزة، وأرض اللواء بالجيزة، وهما يخدما محافظة الجيزة بالكامل، بالإضافة إلى منطقة الخصوص والتى تخدم المرج، والمطرية، عين شمس، مدينة السلام واحد، ومدينة السلام 2، ومصر الجديدة.
وبناءً عليه تحركت بالتعاون مع النائبة منى منير عضو مجلس النواب عن دائرة أرض اللواء، وتواصلنا مع محافظة الجيزة ومجلس الوزراء، وقدمنا طلب، فطالبونا بتطوير تلك المناطق، وبالفعل طورناهم ونظفناها، وتم دهان المنازل، وزرعنا شجر، وأكدت على العمال بتلك المناطق التخلص أولا بأول من القمامة بشكل آمن، ولكن السكان مازالت تشتكى، لذا طالبنا بتخصصيص 100 فدان، فى الظهير الصحراوى لأبو رواش أو الظهير الصحراوى فى طريق الفيوم، لنقل منطقتى البراجيل وأرض اللواء لهم.
ومجلس الوزراء طلب إجراء حصر للحظائر والأسر، وبالفعل تقدمنا به، وبالنسبة للخصوص نطالب محافظ القليوبية تخصيص 50 فدان فى طريق بلبيس أو الظهير الصحراوى للمحافظة، لنقل المكان بها.
وماذا عن زرايب 15 مايو؟
بعدما وجه الرئيس بدعم سكان منطقة زرايب 15 مايو بعد السيول الجارفة، تم نقل كافة المنطقة 10 كيلو داخل الجبل بعيدا عن مجرى السيل، وبدأت شركات الإنشاءات العمل فى المنطقة، وتم منح كافة الزبالين فى مساكن مايو وحدات سكنية بديلة، لأن المنطقة انهارت بالكامل، لكن مازالوا بشكل مؤقت يعملوا بفرز المخلفات فى الزرايب القديمة لحين انتهاء الدولة من إنشاء المدينة الجديدة، وتم استلام 200 شقة للزبالين، والحكومة لم تقصر أبدا فى هذه المشكلة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع