بوابة صوت بلادى بأمريكا

مثقفون يعلقون على إنشاء "مركز الأزهر للتراث والتجديد".. سعيد الكفراوى: يحتاج تعليما مختلفا.. وحسين حمودة: خطوة نبيلة لكن بشروط.. وصلاح فضل: سيكون مركزًا لتقديس التراث ودعوني للمؤتمر وقلت: مثلى لا يدعى متفرجًا

اختلف المثقفون على مدى نجاح قرار شيخ الأزهر بإنشاء مركز دائم باسم "مركز الأزهر للتراث والتجديد"، الذى هدفه الإسهام في عملية تجديد الخطاب الديني، حيث رأى البعض أن المبادرة نبيلة وجاءت في وقتها لكن بشروط محددة، بينما رأى آخرون أن الفكرة لن تنجح والأمل فيها مفقود.

 

يحتاج تعليمًا مختلفًا كي ينجح المشروع

من جانبه قال القاص الكبير سعيد الكفراوى، إن نجاح أى مركز أو مؤسسة أو دار للفكر يكون هدفه تجديد الخطاب الدينى فإنه يحتاج فى الحقيقة إلى تعليم مختلف وثقافة، وأوضح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، نحن نطرح منذ زمن شعار تجديد الخطاب الديني، ومن الملاحظ للواقع وفعالياته لم يتجدد شىء، وظل الحال كما هو عليه، ونتمنى تفعيل كل المؤسسات لتجديد الخطاب الدينى ونخرج مما نحن فيه.

 

إنشاء مركز الأزهر للتراث مبادرة نبيلة ولكن بشروط

بينما قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي جامعة القاهرة، إن قرار شيخ الأزهر، مبادرة طيبة ونبيلة ومهمة فى الوقت نفسه، وأتصور أن هذا المركز يجب أن يهتم بعدد من الظواهر والقضايا حتى نتخلص من ميراث الخرافات والجهل المبثوث من التراث القديم.

وأوضح الدكتور حسين حمودة، أن ميراث الخرافات والجهل من التراث القديم لا يزال بعض الناس يروجونه وكأنه جزء من الدين الصحيح، ومنها العمل على الأخذ بالقيم الحقيقية من الدين والعمل على نشرها بطرق أفضل  التدقيق في من يقومون بالدعوة إلى الدين، بحيث يكونون أكفاء وقادرين على هذه المهمة، ومنها البحث عن سبل أفضل للحوار بين الديان المتعددة، ومنها الربط بطرق بسيطة وسهلة بين القيم الدينية ومتطلبات هذا العصر الذى نعيشه، ومنها الاستعانة بالخبراء والمتخصصين والمفكرين والمثقفين، كل في مجاله عند بحث أى مسألة من المسائل التى تتعلق بتجديد الخطاب الدينى.

وتابع الدكتور حسين حمودة، وفوق هذا كله يجب ألا يكون تجديد هذا الخطاب بمعزل عن البسطاء فى كل مكان، بمعنى أن يتجاوز بحث هذا التجديد حدود الجدران المغلقة اتلى تحيط بمن يحاولون هذا التجديد دون المشاركة الواسعة من المجتمع كله.

الأزهر سينشئ مركزًا لتقديس التراث وليس لتجديده

لكن الدكتور الناقد صلاح فضل، كانت له وجهة نظر أخرى، حيث قال يستحيل أن ينجح هذا المشروع لما يلى: "سوف يقتصر على عبادة التراث لأن المؤسسة محافظة فى صميمها ولا يمكن لها أن تقترف التجديد، والتجديد دائما مغامرة فردية جريئة لا يقبلها الآخرون لأنهم يخشون على مراكزهم ولا تطبقها عقولهم، كما أن التجديد يحتاج تكوينا عقليًا وعلميًا ونفسيًا لا تطبقه الأوساط الدينية ولا ترحب به.

وأشار الدكتور صلاح فضل فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إلى أنه في الاجتماعات العامة دائما يشرع المحافظون سلاح التكفير والتخويف فى وجه من يرونهم يتفوقون عليهم فى الفهم ويعثرون على نصوص تؤيدهم، وقال: "تجربتي الشخصية وتجربة من قبلى التاريخية تؤكد أن الأزهر أدان من حاولوا ذلك منذ الإمام محمد عبده حتى الآن".

وتساءل الدكتور صلاح فضل، من هم هؤلاء العلماء الذين سيتشكل منهم المركز؟، وهل سيكون منهم فلاسفة ومفكرون أحرار وأنصار الفكر العلمى الحديث وأدباء ومبدعون وحكماء في القانون  والاقتصاد والتاريخ  أم مجرد وعاظ ومفطرون ورواه أحاديث ضعيفة؟، وهل ستشارك النساء المثقفات فى هذا المركز من عالمات الاجتماع وقائدات النهضة العقلية للمرأة؟، وهل سيجمعون تراث تحرير المرأة أم يعتبرونه ضلال؟، ويتابع قائلا : "فى ظل العقلية السائدة لا أرى أي أمل فى هذا المركز"، ولكنى أطالب حال إنشاء المركز  ضرورة استبعاد كل السلفيين والإخوان الذين ما زالوا يحتكرون المناصب القيادية بالأزهر.

وقال الدكتور صلاح فضل، إن القائمين على المؤتمر العالمي للأزهر، وجهوا لي الدعوة أخيرًا كي أحضر مؤتمرهم عن التجديد، فأبلغت للسكرتيرة التي حدثتني فى التليفون: "مثلى لا يدعى لكى يستمع فقط فلم يعد لدى وقت للفرجة"، وتوقعت أن يقوم وزير الأوقاف وهو بحسب نفسه ناقدًا أدبيًا لابد أن يكون قد قرأ واحدًا من كتبى الأربعين فى النقد بالاتصال بى، لكنه طبعًا لم يفعل شيئًا من ذلك، وهو لم يحضر معنا عشرات الجلسات التى عقدها المثقفون مع الإمام الأكبر عندما وضعنا أسس التجديد التى تنكر الأزهر لها وتجاهلها.

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع