181 بئرا رومانيا يعيدون الحياة إلى 25 مزرعة بمطروح.. نقيب الزراعيين: تطهير الآبار لتخزين 18 ألف و100 متر مكعب من مياه الأمطار.. سعة البئر تتراوح بين 2000 و 4 آلاف متر.. والانتهاء من تطويرها يناير 2020

تُعد الآبار من أقدم وسائل الحفاظ على المياه التى عُرفت على مر التاريخ، وتُصنف على حسب الغرض من حفرها، فمنها الآبار الاستكشافية للبحث عن المياه الجوفية أو البترول، والإنتاجية للاستثمار بالمياه والبترول، والمراقبة لإجراء تجارب الضخ، بالإضافة إلى آبار التطعيم الاصطناعي، ورغم مرور حوالي 1700 عام على الإمبراطورية الرومانية، إلا أن حوالي 181 بئر للماء فى مطروح مازالوا يشهدون على هذه الحقبة من تاريخ مصر.

وقال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، مدير مكتب المركز العربى للمناطق الجافة والأراضى القاحلة "اكساد" بالقاهرة، إن الرومان اختاروا خلال فترة وجودهم فى مصر منطقة الساحل الشمالي لتكون سلة الغلال بالنسبة لهم، لذا لجئوا إلى حفر الآبار لتخزين المياه بها، والتي مازالت موجودة حتى وقتنا هذا، لكن مع مرور الوقت وتعرضها للكثير من العوامل الطبيعية تعرضت للردم، ولم تعد تستقبل مياه السيول والمطر، موضحا أن عددها 181 بئر، مشيرا إلى أن سعة كل بئر منهم تتراوح من 2000 إلى 4 آلاف متر مكعب من المياه، وكان يتم يستخدمها الرومان فى زراعة القمح والحبوب ولأغراض الشرب والاستهلاك الآدمى.

وأوضح خليفة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إنه بتمويل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وبالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، يتم حاليا إجراء عمليات تطهير لتلك الآبار من التراب المتراكم بها لتبدأ تخزين المياه من جديد، لافتا إلى أنها أحد وسائل التنمية فى ظل نقص الموارد المائية، والاستفادة من مياه المطر بدلا من إهدارها، موضحا أنه تم تطهير 181 بئر بدعم بلغ 250 ألف دولار فى المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية تم تخصيص 100 ألف دولار دعم لها.

وأشار إلى أنه تم بدء العمل بالمرحلة الثانية منذ أسبوعين، وتم الانتهاء من تطهير 5 آبار، من إجمالى 20 بئر فى المرحلة الثانية، حيث تم مدهم بشبكات رى، لتغذية 25 مزرعة، وذلك بعد الانتهاء من وضع خطة لريهم بالتنقيط بدلا من الغمر، لافتا إلى أن كافة الآبار فى الوقت الحالى جافة، لافتا إلى أنه تم الاستعانة ببعض المختصين للنزول إلى الآبار من خلال سلالم لإزالة الأتربة التى أدت لانسداد تلك الآبار، وترميمها بأسمنت لضمان عدم تسرب المياه، وإعادة تأهيله مرة ثانية، وسيتم الانتهاء من تطويرهم منتصف يناير 2020.

وأكد أن هذه المشروعات تعد أحد أهم أولويات الحكومة فى تحقيق التنمية المستدامة، وفقا لرؤية مصر 2030، ويجرى حاليا عمل دراسة لتقييم العائد البيئى والاقتصادى والاجتماعى للمشروع، لإبراز العائد من المشروع ودوره المهم فى خدمة قضايا التنمية فى المناطق الصحراوية الجافة، وهو ما يؤكد دور مركز «اكساد» فى مجال التنمية المستدامة بالمناطق الجافة بالبلدان العربية.

وتضم مطروح، 181 بئر رومانى، بسعة تخزينية 18 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب موزعة على مناطق "رأس الحكمة، مطروح، النجيلة، برانى"، ومن المنتظر أن يتم إنشاء 125 حقل إرشادى نموذجى باجمالى مساحة 375 فدان من التين والزيتون، على أن يتم التوسع فى هذه المساحات فيما بعد، اعتمادا على تطبيق الممارسات الجيدة فى الزراعة وتطبيق اهم واحدث الممارسات الزراعية الجيدة لزيادة الانتاجية وتحسين جودة المنتج وامداد المزارعين بالمدخلات الزراعية والتى تضمنت اسمدة ومبيدات ومغذيات وادوات تقليم، لضمان زيادة إنتاجية المحاصيل وزيادة العائد منها وتقليل التكلفة الإنتاجية.

ويجري حاليا تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع والتى يبلغ حجم تمويلها ما يقرب من مليونى جنيه، لإعادة تأهيل وصيانة 15 بئرا رومانيا.