أخبار عاجلة
نفوق 3 رؤوس ماشية فى حريق مزرعة بالدقهلية -

أكرم القصاص يكتب: الثقافة والحضارة والعمران من العاصمة الإدارية و«حياة كريمة»

فى مركز مصر الثقافى الإسلامى، بالعاصمة الإدارية الجديدة، يتجاوز الأمر فكرة إقامة مسجد عملاق يسع آلاف المصلين، وهو أمر مهم مع قرب افتتاح العاصمة الإدارية وأهمية توفر دور العبادة للمصريين، المركز تم إنشاؤه بأحدث الإمكانيات العالمية ليكون مركزا عالميا يهدف إلى النمو الفكرى والثقافى والدينى والاجتماعى، المركز الذى افتتحه الرئيس السيسى أول ليلة فى رمضان، بالفعل تم بتصميم وتخطيط يجعله بالفعل مركزا ثقافيا متعدد الأغراض. 

 

مركز مصر الثقافى الإسلامى يتوسط قلب الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية الجديدة، ويحمل كل فنون العمران المصرى بعصوره المتوالية، ويمثل بالفعل مركزا جاذبا يتجاوز العبادات إلى طموح ثقافى ومصرى يعيد مدارس التلاوة والتواشيح ويحفظ تراثها. 

 

وكما قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس للشؤون الدينية خلال افتتاح مركز مصر، «فى هذه الساعة الكريمة نزف للعالم بشرى افتتاح مسجد مصر، فعلى أرض مصر ولدت الحضارة، وعلى أرض مصر ستولد من جديد، على أرض مصر صنعت علوم الشرع الشريف وصدرناها للدنيا كلها، عقدنا آمالنا على هذا المسجد، ولدينا طموح أن يتأسس فيه مركز لتدريب المؤذنين على مقامات الأذان الشريف، وأن تنطلق مدرسة تعلم فنون التلاوة وتكتشف المواهب على نمط المنشاوى ومحمد رفعت والحصرى والبنا ومصطفى إسماعيل، وستنطلق أمثال هذه المواهب من مسجد مصر، وستنطلق مدرسة لتعليم الإنشاد والابتهالات على نمط النقشبندى ونصر الدين طوبار وطه الفشنى وغيرهم من أعلام المبتهلين».  

 

الواقع أننا ونحن فى شهر رمضان نحمل أغلب ذكرياتنا من الحنين لعشرات القراء والمنشدين والمؤذنين، الذين صنعوا من القراءة فنا قائما بذاته، يتجاوز المسلمين إلى غيرهم، تماما مثل مدارس التواشيح والابتهالات، وحتى الأذان، بجانب باقى علوم القرآن.

 

وبالفعل فإن دار القرآن فى مركز مصر، تحفة فنية راقية، حيث توجد 30 غرفة كل واحدة تحمل جزءا من القرآن محفورا، جامعا بين الفن والصنعة والدقة، وهو ما يجعل للمكان جاذبية لافتة. 

 

 مركز مصر الثقافى بهذا المستوى، وسط الحى الحكومى، الذى انتهى العمل فيه استعدادا للانتقال، من قبل الحكومة والبرلمان وباقى المؤسسات، بعد 7 سنوات على الإعلان عن بدء إنشاء العاصة الإدارية، عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل 7 سنوات البدء فى بناء عاصمة إدارية جديدة، بدا الأمر أقرب لخيال جامح، وتعرضت الفكرة نفسها لتساؤلات، حول إمكانية تحققها أو تسويقها، لكن الأيام كانت كفيلة بالرد على الأسئلة، وتقديم إجابات حيث جاءت ضمن حركة عمران تمثلت فى شبكات طرق، ومدن جديدة، ومناطق صناعية، ونقل للعشوائيات الى مجتمعات حضارية، واستمرار حياة كريمة لتطوير الريف، وبالتالى كانت حركة البناء مطلوبة وأساسية، وتفرض تطوير الإدارة الحكومية بشكل يتناسب مع عقل العاصمة الإدارية الجديدة، بعد انتقال الحكومة بوزاراتها والبرلمان والمؤسسات المختلفة، لتكون هناك إدارة حديثة تتناسب مع العاصمة الإدارية، وهو ما يجعلها ليست مبانى وقواعد معلومات فقط، لكنها أيضا ستكون عقل الإدارة وقلبها.

 

ثم إن سرعة الانتهاء من هذه الإنشاءات بهذا الوقت، ووجود هذه المراكز الثقافية، يجعلها مجتمعات قابلة للتوسع والنمو، والواقع أن الأمر ليس مقتصرا على  العاصمة الإدارية، التى كانت مطلبا على مدار أكثر من نصف قرن، لكنه يأتى ضمن حركة عمران بكل الاتجاهات، مثل العلمين الجديدة ومدن جديدة فى الصعيد والوجه البحرى، وتقترب المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة من الاكتمال، لتبدأ المرحلة الثانية بالرغم من كورونا والأزمة العالمية، 400 ألف فدان فى سيناء، 500 ألف فدان فى توشكى، والدلتا الجديدة ، وممرات للتنمية وقطارات وطرق ومحاور، ومجمعات صناعية وزراعية، تجعل العاصمة الإدارية ضمن مجموعة خطوات، وتتطلب سياقا إداريا يتناسب معها ويضاعف من عوائدها، حتى تستمر وتنمو. 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع