أخبار عاجلة

ليلة حزينة بقرية ميت طريف فى الدقهلية.. الأب يودع الحياة حزنا على فراق نجله.. والأم تصرخ على فراقهما: "قلبي وعمري راحوا مني فى ساعة واحدة".. أحد الأهالى: حاولنا إنقاذ الابن وقفزنا جميعا فى المياه.. فيديو وصور

واقعة مأساوية أليمة حطمت قلوب ووجدان الجميع، ودع فيها أهالي قرية ميت طريف التابعة لمدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية، اثنين من أبنائهم، أب ونجله صعدت روحهما إلى السماء في ليلة واحدة، فبعد أن مات الابن غرقا في ترعة القرية، لحق به الأب بدقائق معدودة، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة؛ حزنا وألما على فراق نجله، فلم يتحمل الأب خبر وفاة ابنه عبد الرحمن محمد البالغ من العمر14عاما، ولحق به كمدا وحزنا بعد غرقه في ترعة الري بالقرية.

الطفل خرج للعمل ولم يعد مرة أخرى


 

خرج عبد الرحمن صاحب الـ14 عاما متوجها لعمله، حيث يعمل عامل باليومية في الأراضي الزراعية من أجل السعي، وجلب الرزق ومساعدة والده على المصاريف، وبعد الانتهاء من العمل، حيث كان يعمل في جمع ودرس محصول القمح بالأراضي المجاورة للترعة، بعدها توجه نحو الترعة للاغتسال بها، فسقط داخل الترعة.

مشاهدة أهل القرية "للطفل الغارق" بميت طريف
 

شاهد عدد من الأشخاص "عبد الرحمن"، وهو يصرخ ويستنجد، توجهوا مسرعين نحو الترعة في محاولة لإنقاذه، قفز في البداية 4 أشخاص، ولم يتمكنوا من إنقاذه، فتجمع عدد أكبر من الأهالى في محاولة لإنقاذه.

أهل القرية قفزوا في المياه.. "إسلام" حاول ينقذه وشاهد عيان على الواقعة
 

روى إسلام، وهو أحد شباب القرية، والذي حاول إنقاذ الطفل مع أهل القرية، وقال إنهم حاولوا جاهدين لخروج الطفل من المياه، وهو على قيد الحياة، حيث قفز أهل القرية جميعهم منهم من يعرف السباحة، ومنهم من لا يعرف، والجميع بحث لأكثر من ساعة ونصف عن الطفل حتى قام أحد الأشخاص بالغطس للأسفل وعثر على جثمانه.

الأب أمسك بملابس ابنه وآخر كلماته: "الحقوا إبني بيغرق"
 

وصل الخبر للأب، فاتجه مسرعا نحو الترعة، ووقف ليشاهد أصعب، وآخر لحظات كانت سببا في فقدان حياته، حيث شاهد ابنه يغرق أمام عيناه، وأهل القرية يحاولون إيجاد جثمانه، وهو ممسكا بملابسه، ويجري على جانب الترعة صارخا "الحقوني ابني بيغرق، الحقوا ابني بيموت".

وصول قوات الإنقاذ النهري.. والبحث لساعة ونصف داخل المياه
 

وصلت قوات الأمن وقوات الإنقاذ النهري للمكان وفور وصولهم، لاحظ أحد ضباط القوة أن منسوب المياه عال جدا داخل الترعة، فما كان منه إلا الذهاب إلي المجموعة المتحكمة بالترعة، وغلقها تماما حتى لا تتسبب المياه في انجراف جثمان الطفل بعيدا.

العثور علي جثمان واستخراجه من المياه..
 

بعد غلق المياه تماما، عثر أحد الشباب الباحثين عن جثمان الطفل "عبد الرحمن"، أسفل المياه بعد بحث استمر لأكثر من ساعة ونصف، حيث وجده بالأسفل عالق بجذع شجرة أسفل المياه، فقام بالغطس واستخرج الجثمان ليشاهده والده أمام عيناه وكان قد فارق الحياة.

وفاة الأب بأزمة قلبية بعد روية نجله "جثة هامدة"
 

تمكن أهالي القرية بمساعدة قوات الإنقاذ النهري من استخراج جثمان "عبد الرحمن" من المياه، وتوجهوا به مسرعين نحو مستشفى دكرنس المركزي، وفور وصولهم تأكدوا من وفاة الطفل، فكانت العودة بالقرية بالجثمان ليراه والده للمرة الأخيرة، لكن الأب رفض أن يترك ابنه وحيدا وسقط هو الآخر بجواره مودعا الجميع ومتمسكا بحبه لابنه، للتتشح القرية بالسواد والحزن على ما حدث أمام أعينهم وتخرج القرية عن بكرة أبيها لوداعهما وتشيعهما لمئواهم الأخير بمقابر القرية.

الأم "قلبي وعمري راحوا مني في ليلة واحدة"
 

صراخ الأم يدوي كل مكان في القرية حتى وصول المقابر، حيث دخلت الأم في حالة هستيرية، مرددة: "قلبي وعمري راحوا مني في ليلة واحدة، أبوك رفض يسيبك يا عبدالرحمن، هتعيشوا مع بعض في الجنة إن شاء الله"، واستمرت الأم في الصراخ حتى العودة من المقابر والوصول للمنزل حاضنه لـ"شبشب" ابنها، مكملة: "ابني كلمني وبعدها بدقيقة واحدة مات، كان تعب من الشغل وقولتله لازم تشتغل عشان تجيب هدوم جديدة تحضر بيها الفرح" فرد عليا قالي "زهقت من الهدوم إلي عليا".. كلمات كالصاعقة فكل المتابعين للقصة الحزينة تأثروا لما سمعوه وشاهدوه عبر تليفزيون "اليوم السابع" خلال لقاء الأم وتغطية أحداث القصة المأساوية.

العزاء
العزاء

 

تشييع-الجنازة
تشييع-الجنازة

 

جانب-من-العزاء
جانب-من-العزاء

 

جانب-من-عزاء-اب-ونجله-(3)
جانب-من-عزاء-اب-ونجله-(3)

 

صاحب عمرة حاول ينقذه ولكن روحه صعدت للسماء
 

وخلال لقاء "اليوم السابع"، بشهود العيان وتغطية تفاصيل القصة المأساوية، جرى لقاء صديق عمر الأب والذي ظهر عليه الحزن والألم الشديد، كانت خلالها عيناه ممتلئة بالدموع، فقال: "أنا صديق عمر الأب وأحد جيرانه وكنت شاهد عيان على الواقعة، فعندما ذهبت إلى الترعة مع الأب كنت أحاول تهدئته، خاصة وإني رأيته في حالة هستيرية صعبة جدا، ممسكا بملابس نجله ويصرخ ويجري لساعة ونصف أو أكثر ومع علمي بمرضه حيث يعاني من مرض السكر، كنت أحتضنه حتى أمنعه من نزول الترعة مع الأهالي لمعرفتي أنه لا يجيد السباحة وخوفا علية، مكملا بعد خروج جثمان ابنه ذهبت مع الجثمان للمستشفى وتركت صديقي مضطرا، وبعد عودتنا بالجثمان للمنزل شاهدت صديقي يسقط أرضا حاولت إسعافه، لكن دون جدوى، فحملته مسرعا نحو أحد الأطباء فأبلغني أنه فارق الحياة هو الآخر".

وكان مدير أمن الدقهلية قد تلقى إخطارا يفيد بورود بلاغ مأمور مركز شرطة دكرنس بغرق فل فى مياه ترعة قرية ميت طريف التابع للقرية، وبانتقال ضباط المباحث وقوات الإنقاذ النهرى إلى مكان البلاغ، تبين أن الطفل الغريق يدعى عبد الرحمن محمد السيد نعمة الله 14عاما، أثناء استحمامه فى المياه، ولعدم إجادته السباحة وشدة التيار جرفته المياه وغرق.

وبعد تمكن قوات الإنقاذ النهرى بمساعدة الأهالى من انتشال الجثمان، فوجئوا بسقوط والده، ويدعى محمد، ويعمل سائق توك توك على الأرض مغشيا عليه وبالفحص تبين وفاته بسكتة قلبية حزنا على نجله.

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التى صرحت بدفن الجثامين لعدم وجود شبه جنائية.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع