أخبار عاجلة

رائحة الزمن الجميل.. ماكينة طحين قرية العرين بالشرقية.. كان يدور صوتها مع مواويل الأمهات والجدات.. 70 عاما على إنشائها وما زالت تتحدى الزمن من أجل رغيف طازج.. عمل بها أطفال أصبحوا أطباء ومهندسين

رائحة الزمن الجميل.. ماكينة طحين قرية العرين بالشرقية.. كان يدور صوتها مع مواويل الأمهات والجدات.. 70 عاما على إنشائها وما زالت تتحدى الزمن من أجل رغيف طازج.. عمل بها أطفال أصبحوا أطباء ومهندسين
رائحة الزمن الجميل.. ماكينة طحين قرية العرين بالشرقية.. كان يدور صوتها مع مواويل الأمهات والجدات.. 70 عاما على إنشائها وما زالت تتحدى الزمن من أجل رغيف طازج.. عمل بها أطفال أصبحوا أطباء ومهندسين

لا يسقط من ذكرياتنا وخاصة من عاش طفولته فى الريف رائحة الزمن الجميل، من صباحات مشرقة ممزوجة بأحاديث الأجداد وحكاياتهم المثيرة عن الطاحونة، كان يأتينا صوتها مع كل حفنة من الحبوب تدور بين شقيها تدور، ويدور صوتها مع مواويل الأمهات والجدات، ومناسبات الأفراح وطحين خبزها، مع أنات المتعبين العائدين من الحقول بحثا عن رغيف طازج.

تعتبر ماكينة الطحين من أهم معالم القرى بالريف عامة والشرقية خاصة وذلك لأن محافظة الشرقية تضم أجود الأراضى الزراعية الخصبة لزراعة محصول القمح والذرة والشعير، أكثر من 70 عاما وصوت ماكينة طحين قرية العرين مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، لم يتوقف بالرغم من وفاة صاحبها الذى ورثها عن ابنه، وتعتبر الماكينة من أهم معالم قريتى " العرين والسلاطنة"، لما كانت تمثله من جانبا اجتماعيا وسياسيا عند أهالى القرية قديما، وخاصة أنها كانت مكان نتقابل فيه النساء بالقرية ويتحدثن عن أحوال الأهالى بالقرية ويعرفن الأخبار من "ماكينة الطحين" وأوضاع البلد.

"أشرف الصادق مصطفى ندا" صاحب أقدم ماكينة غلال بقريتى العرين والسلاطنة بمركز فاقوس بالشرقية، أن الماكينة تم بناؤها عام 1950 وقام والده الذى كان عمدة للقرية، بترخيصها بشكل قانونى عام 1955، ومنذ نشأتها بالقرية لم يتوقف صوتها يوما، وإنه معتز بها ويديرها ويعمل فيها بشخصه بعد عدم توفر صناعية فى الفترة الأخيرة، موضحا أنه فمن الصعب عليه غلقها لحبه لها واعتزازه بها، فقرر العمل فيها بذاته.

وأردف: أن الماكينة ما زالت بهيئتها لم يغير فيها شيء بل أضاف عليها الماكينة الحديثة التى تقوم بعملية الطحن بعدة طرق بحيث يخرج الدقيق على الخبيز مباشرة، وأن الماكينة كان لها فضل قديما على العديد حيث عمل بها شباب أصبحوا أطباء ومهندسين حاليا ويفخرون جميعا بذلك، وعدد من المواطنين الذين عملوا فيها قديما يحصلون على تأمين ومعاش منها حاليا، فكانت صاحبة الخير على من عمل بها.

وأوضح صاحب أقدم ماكينة طحين بالعرين، فى الماضى كانت الماكينة تعمل بكثافة، لزيادة نسبة الأرض الزراعية، لكن حاليا قلت المساحة المنزرعة بالغلال، حيث كنا نعمل من السادسة صباحا حتى العاشرة مساء، لكن حاليا نعمل ما يقرب من 3 إلى 4 ساعات يوميا، مؤكدا: شغل زمان كان أجمل وكان بالأردب، لكن كان للماكينة زمان مخاطر، حيث كانت تحتاج إلى 4 صنايعية لتشغيلها فضلا عن خطوة السير الذى لم يسلم من عمل فى أى ماكينة طحين من الإصابة، لكن حاليا المكان أصبح أكثر أمانا، لا نحتاج سوى تشغيل الكهرباء فقط ليعمل الماتور، وتعطى نفس الحركة والطحين لم يتغير هو واحد.

واستطرد قائلا، بعد عملية طحن الغلال، المرحلة الثانية هى النخيل وتمر بعلامات عديدة ولا تحتاج السيدة لنخل الدقيق بحيث يكون الدقيق زيرو، ويستخدم فى عمل الخبز وأيضا الكحك والرقاق والقرص والبسكويت.

وقالت "سمية فؤاد" 60 عاما ربة منزل من قرية السلاطنة، حيث تصادف تواجدها داخل الماكينة لطحن الغلال إنها تتردد على ماكينة الطحين منذ طفولتها مع جدتها ووالدتها، وأنها لا تستغنى عن تناول العيش الفلاحى، وكل 3 أشهر تحضر لماكينة لطحن القمح والذرة وتجهيز الدقيق لعملية الخبيز، موضحة أن الفلاح لا يستغنى عن العيش الفلاحى.

فيما قالت العديد من سيدات القرية والقرى المجاورة، أنهن يترددن على ماكينة الطحين منذ سنوات عديدة، لطحن الغلال والحبوب، لإعداد العيش الفلاحى فى المنزل، وأن الماكينة يخرج منها الدقيق على العجين مباشرة لا تحتاج إلى نخلة.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع