السيسي خلال احتفالية "الأوقاف" بليلة القدر: كثيرون تعمدوا إساءة فهم الدين لتحقيق أهداف سياسية.. تصويب الفهم الدينى قضية حياة أو موت.. ويشيد بالأزهر: سيظل مؤسساتنا العملاقة.. ويطالب الأمن باليقظة

السيسي خلال احتفالية "الأوقاف" بليلة القدر: كثيرون تعمدوا إساءة فهم الدين لتحقيق أهداف سياسية.. تصويب الفهم الدينى قضية حياة أو موت.. ويشيد بالأزهر: سيظل مؤسساتنا العملاقة.. ويطالب الأمن باليقظة
السيسي خلال احتفالية "الأوقاف" بليلة القدر: كثيرون تعمدوا إساءة فهم الدين لتحقيق أهداف سياسية.. تصويب الفهم الدينى قضية حياة أو موت.. ويشيد بالأزهر: سيظل مؤسساتنا العملاقة.. ويطالب الأمن باليقظة

كتب سمير حسنى - محمد شعلان

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الاحتفالية التى نظمتها وزارة الأوقاف للاحتفال بليلة القدر، وكرم خلالها الفائزين فى المسابقة العالمية لحفظ وتفسير القرآن الكريم، من المصريين والعرب والناطقين باللغة العربية وغيرها.

 

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كلمته بالاحتفالية، على أن ليلة القدر ذات مكانة خاصة لدى مسلمى العالم، حيث نزل فيها القرآن ويهدى بها الله الى السلام والبناء، وينهى عن الشر والفرقة والأذى، قائلا: "إذ نحتفل بهذه الليلة نتوجه إلى الله بالرجاء أن يجعلها سلام علينا وعلى عالمنا بأسره".

 

وأضاف الرئيس السيسي: "علينا مراجعة أنفسنا فى ما نحن فيه الآن بين كل الأمم، وخرجت من بيننا جماعات وأفراد أساؤا فهم الدين، وفى أحيان أخرى كثيرة تعمدوا إساءة فهمم الدين واستغلاله لتحقيق أهداف سياسية.

 

وأكد الرئيس، على أن تصويب الفهم الدينى دون المساس بالثوابت هو قضية حياة أو موت لهذا الشعب وهذه الأمة، قائلا: "النظر بجدية إلى أفكارنا وما نردده، وما ننقله وننشره وما نربى عليه أبنائنا أن نعلم الناس الدين الصحيح البسيط السهل الذى يراعى حياة الناس وظروفهم".

 

وشدد السيسى فى كلمته بالاحتفالية، على ضرورة تأسيس خطاب يبنى مجتمع متماسك يسوده العدل والرحمة ويربى أجيالا واعية وقوية ومخلصة لوطنها وتعيد لمصر مجد ماضيها وتحافظ عليه فى المستقبل، مشيرا إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى.

 

وأشاد الرئيس السيسى، بدور الأزهر فى محاربة التطرف وتجديد الخطاب الدينى، مضيفا: "سيظل الأزهر مؤسساتنا العملاقة التى نفتخر بها ونؤكد أن هذه المسئولية تقع على عاتق المجتمع بأثره الذى يتعين عليه أن يقف وقفه صادقة مع ذاته ويقرر فيها أن الآوان قد آن للنظر الى المستقبل وبناءه بدلا من التعلق بالماضى".

 

 وأوضح الرئيس، أنه الآوان قد آن حتى يقرر المجتمع نبذ التطرف والانغلاق والانفتاح على العالم فى ثقة وحب وتسامح ورحمة، مضيفًا: "أنا على ثقة مطلقة فى قدرات جميع المؤسسات الدينية ورجال الدين، وثقة فى المجتمع وقواه الحية والناعمة من المفكرين والمثقفين".

 

ودعا السيسي، إلى عدم التفكير فى المصالح الشخصية، وأن يقف الجميع إلى جانب الصالح العام، مضيفًا: "لو تقاطعت مصلحة الناس مع مصلحتى، مش مهم مصلحتى، احنا محتاجين كثير نقف ونتدبر أمرنا ونشوف احنا مين واحنا فين اكتر من 50 دولة دلوقتى هما فين؟".

 

واستطرد الرئيس: "محتاجين نقف ونشوف احنا بنعمل إيه ونربى ولادنا ازاى ونبتعامل مع الواقع ازاى واحنا ممكن نقول كلام كتير لكن فين الكلام ده وتطبيقه على أرض الواقع".

 

وقال السيسى، إنه بدون ثورة فكرية شاملة نغير طريقة نظرنا للأمور ونوثق اتصالانا بالعالم الحديث، لا يمكن تحقيق التنمية التى نريدها، موضحا أن التنمية لا تقوم على الاساس المادى فقط ولكن تقوم اساس فكرى ومعنوى.

 

وأضاف الرئيس، أننا نحتاج إلى غناء الفكر وثراءه ومرونته بدلا من الضيق ونحتاج إلى تجديد منهج فكرنا ومواجهة الإرهاب وإضعافه، وصولا للقضاء عليه بحيث تنطلق التنمية بسرعة أكبر.

 

وتابع رئيس الجمهورية: "بينما نسير على هذا الطريق لتحقيق التنمية لن نغفل على احتياجات شعبنا المعيشية والتنموية وفضلنا أن نواجه مشاكلنا الاقتصادية ونتعامل مع جوهرها لتحقيق سبل المعيشية الكريمة للمصريين، وقطعنا طريقا صعب ونحقق تقدما سريعا".

 

وبالحديث عن الإرهاب والدول الراعية له، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الإرهاب بكل ما تسبب فيه من إرهاق للأرواح البريئة وألم فى الصدور وشعور بالقلق وعدم  الأمان وتعطيل التنمية وتأثير سلبى على مجمل أوضاعنا السياسية والاجتماعية والإرهاب يتطلب أربعة عناصر لمواجته والقضاء عليه، منها تجديد الخطاب الدينى والتعامل مع جميع التنظيمات الإرهابية بمعيار واحد وإعادة بناء الدولة الوطنية لاستعادة الاستقرار بالمنطقة ومنع تمويل الجماعات الإرهابية وإيقاف مدها بالمقاتلين والسلاح.

 

وأضاف الرئيس السيسي: "بينما نبذل حكومة وشعبا أقصى الجهد فى مكافحة الإرهاب والتصدى له، ودعم التسويات السياسية السلمية للازمات القائمة بالمنطقة بما يعيد لدولها الاستقرار والأمن ويقضى على الفراغ الذى يستغله الإرهاب ليتمدد وينمو، بينما نفعل ذلك نجد أشقاء لنا وغير أشقاء"، معلقًا: "يمكن حد يقول أشقاء أه أشقاء أه للأسف، ودى المصيبة وبيخلو الابن يقتل أبوه كمان، يقومون بدعم الإرهاب وتمويله ورعايته نجهدهم يوفرون لجماعات الإرهاب وفكر الإرهاب المنابر الإعلامية والثقافية ينفقون عليها مليارات الدولارات سنويا ليستميلوا أفئدة الشعوب العربية والإسلامية لهذا الفكر الإجرامى المدمر".

 

وعن المشاكل الاقتصادية التى تمر بها مصر، قال الرئيس، إننا حاولنا مواجهة المشاكل التى تعانى منها مصر بكل صدق وأمانة واتخذنا قرار الإصلاح الاقتصادى فى ظل الظروف الصعبة، وكانت نصيحة المستشارين وقتها عدم خوض هذه المخاطر.

 

وأضاف السيسى: "قلنا وقتها لا يمكن أن نسمح أن تستمر مصر كدولة بهذه الظروف الاقتصادية الصعبة إلى ما شاء الله، وقررنا أن نسلك الطريق الصعب فى الإصلاح ونحينا كل المصالح الشخصية"، مؤكدًا على إصرارهم على اتخاذ طريق البناء والتنمية.

 

واستكمل الرئيس كلمته: "إحنا عندنا رضاء بقدر الله، ومسلمون أمرنا له، وأنا راضٍ بقدرى ومسلم أمرى إلى الله، وبالنسبة للنتائج إحنا بنأخذ بالأسباب وبنتوكل على الله دون تواكل عليه".

 

وأكد السيسى، على أن مصر قطعت طريقا صعبا وحققت تقدم سريعا فى طريق الإصلاح الاقتصادى، والذى تشهد عليه المؤسسات الدولية فى وقت قياسى، قائلا: "نشعر بالسعادة من ارتفاع معدل الاحتياطى الأجنبى وهذه مجرد بداية لما نرجوا الوصول إليه وإن الاحتياطى النقدى المتزايد وارتفاع الصادرات والنمو كل هذه مؤشرات تطمئن قلوبنا على أننا على الطريق الصحيح".

 

وأضاف الرئيس: "رغم ما نتكبد من عناء الإصلاح الاقتصادى إلا أننا عاقدون العزم على الاستمرار فى الطريق حتى نحصد ثمار صبرنا رخاء وتقدم واستقرار لنا ولأبنائنا وبناتنا من بعدنا جيل بعد جيل".

 

وأشار الرئيس السيسي، إلى أن أمن مصر القومى هو خط أحمر، لا تهاون فيه، وأن مصر ستنتصر بمشيئة الله على الإرهاب بفضل صمودكم أيها المصريون وتضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة.

 

وأضاف السيسي، أن هناك من يستغلون التكنولوجيا الحديثة وما أنتجته الحضارة الإنسانية لضرب هذه الحضارة وهدم ما حققته الشعوب من مكتسبات وما نعم به من أمان، وكل ذلك لماذا؟، ابتغاء أوهام الهيمنة والسيطرة والعظمة الزائفة.

 

وتساءل الرئيس: "هل أصبحت مقدرات الشعوب لعبة سياسية؟ وهل تهون أرواح الشباب والرجال والنساء والأطفال من أجل أحلام الزعامة والمجد الكاذبة؟، وهل تستحق هذه الأوهام إزهاق روح إنسانية واحدة؟، متابعًا: "إننى وبكل وضوح وصراحة أقول لكم وللعالم أنه يجب أن يتم وضع حد لهذا الأمر أن التصدى للدول الراعية للإرهاب بكل حسم وقوة أصبحت فرضا واجبا إذا ما أردنا نهاية حقيقية لظاهرة الإرهاب، وأقول أن استراتجية مكافحة الإرهاب يجب إن تسير على أقدم ثابتة وليست مرتعشة وإن القضاء على خطر الإرهاب لا يمكن إن يتم بدون تدمير بنيته التحتية سواء المالية أو الفكرية وأقول لهذه الدول كفاكم تماديا وتعالوا إلى كلمة سواء نجتمع فيها على التعاون والخير والبناء لما فيه صالح شعوبنا".

 

ووجه السيسي،  كلمة إلى المصرين بصفة عامة والأجهزة الأمنية خاصة، قائلا: "انتبهوا.. هذه الفترة بتبقى موسم الشر ووقت الشر وبيحاول أهل الشر ينالوا من استقرارنا وأمننا، وعليكم الانتباه لدور العبادة كلها مساجد وكنائس والمنشأت الحيوية فى الدولة بالكامل لازم ننتبه لها".

 

وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة الانتباه خلال الفترة القادمة والحفاظ على بلدنا مصر، قائلا: "لازم ننتبه كويس ونكون متيقظين للدفاع عن مقدرتنا وأرجوا نبقى واخدين بالنا وده وقت الشر، والمفروض يحاولوا فى كل مناسبة طيبة يفرحوا هما بطريقتهم بقتلنا وإيذائنا وتدميرنا".

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع