أخبار عاجلة

إيرن تتجاهل الدعوات الداخلية للابتعاد عن الأزمة الخليجية.. طهران تتحرك فى أفريقيا لحشد حلفائها لإنقاذ أمير الارهاب بالدوحة.. و روحانى يوفد مبعوثا برسالة إلى تميم.. ورفع التنسيق الأمنى والعسكرى بين البلدين


كتبت إسراء أحمد فؤاد

كعادتها تتجاهل إيران الأصوات الداخلية والخارجية التى تناديها بالابتعاد عن الأزمة الخليجية، والنأى بنفسها بعيدا عن خلاف الأشقاء فى الخليج العربى، وتمعن طهران فى اقحام نفسها داخل الأزمة منذ أن قطعت بعض دول الخليج علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بسبب دعمها للإرهاب فى المنطقة، وسياساتها العبثية تجاه أشقائها، وتواصل إيران مساعيها لإنقاذ حليفتها قطر، ففى تحد واضح للإجماع العربى واستمرار  لسياساتها الاستفزازية بعث الرئيس حسن روحانى رسالة شفوية إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى لم يكشف عن فحواها.

وكشفت وسائل اعلام إيرانية ايفاد طهران مبعوثها "حسين جابرى أنصارى" مساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والأفريقية الذى يعد رجلها الأول فى الملفات الشائكة فى المنطقة خاصة الملف السورى، إلى دولة قطر للقاء وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وتسليم رسالة شفهية من روحانى إلى تميم، وبذلك يكون أنصارى أول مسئول إيرانى كبير يزور الدوحة منذ نشوب الأزمة الخليجية فى 5 يونيو الجارى.

 

لقاء جابرى انصاري بمسئوليين قطريين
لقاء جابرى انصاري بمسئوليين قطريين

 

ولم تنشر طهران أو قطر فحوى أو مناسبة الرسالة التى اكتفت وزراة الخارجية الايرانية بوصفها برسالة المودة من المسئولين الايرانيين الي المسئولين القطريين، والتى تأتى بالتزامن مع تحرك إيرانى فى شمال إفريقيا لدعم نظام تميم، حيث بدأ وزير خارجية طهران جولة اليوم، الأحد، تشمل كلا من الجزائر وموريتانيا وتونس لحشد حلفائه والرأى العام الدولى من أجل انقاذ تميم، بعد تصاعد التوتر بين الأخير والدول العربية والإسلامية الأمر الذى وصل إلى غلق تلك الدول منافذها البرية والبحرية فى وجه الناقلات القطرية، لثنى الإمارة الصغيرة عن إيواء التنظيمات الإرهابية ودعم المسلحين فى مناطق النزاع.

اللافت أن الدول الأفريقية التى تحشدها طهران، خرجت العناصر الاخوانية بداخلها والتى ترتبط بالتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية لتأييد تميم، ففى الجزائر رغم النأى بنفسها عن الأزمة خرج الإخوان ليعلنوا دعمهم منذ اللحظة الأولى لقطر، وهو نفس الشئ فى تونس، غير أن موريتانيا رسميا اتخذت خط الدول العربية وقطعت علاقاتها بقطر رغم مساندة العناصر الموالية للدوحة لتميم.

وفى وقت يضييق فيه الخناق على قطر بسبب سياستها الداعمة للإرهاب، وظفت إيران أوضاع تلك الدويلة المتراجعة عربيا لخدمة أهدافها، وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من وراء تلك الأزمة الخليجية، فسياسيات طهران تسعى للتغلغل وإيجاد موطئ قدم لها فى الدوحة والبيت الخليجى مستغلة بذلك الأزمة لتنفيذ أجندتها المشبوهة فى الخليج وتهديد المصالح العربية، وارسال قوات الحرس الثورى لحماية النظام.

روحانى وتميم
روحانى وتميم

 

طهران تسعى من خلال وقوفها إلى جانب تميم اكتساب حليف جديد إلى محورها، والسيطرة على العاصمة الخامسة، بعد أن أقر مسئولون بأنهم سيطروا على عواصم عربية أربعة خلال السنوات الماضية، من بينها العراق ولبنان وسوريا واليمن لذا تحاول الترويج لنفسها داخل قطر كحليف بديل لتلك القوى السنية التى قطعت علاقاتها معها، كما أنه حليف من الممكن الاعتماد عليه والاستعانة به لفك العزلة.

وعلى الجانب الاقتصادى، منذ بداية الأزمة سال لعاب صانعى القرار فى إيران على ثروات الدوحة، وتسعى طهران لإنعاش اقتصادها المتردى من دولارات الإرهاب فى قطر، من خلال تخصيص موانئ خاصة للتبادل التجارى والسماح للناقلات القطرية بالعبور من أجواءها ومنافذها البحرية لتحقيق عوائد كبرى لدخلها القومى، بالإضافة إلى غزو الأسواق القطرية والترويج لبضائعها ورفع حجم التبادل التجارى مع الدولة الخليجية الثرية، وحتى الآن أرسلت إيران مئات الأطنان من السلع والخضروات والفاكهة والأسماك والبضائع الإيرانية.

وتوقع نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية حسين سلاح ورزي، ارتفاع قيمة صادرات بلاده إلى قطر من 105 ملايين دولار إلى مليار دولار،  قائلا أن معظم واردات قطر كانت من الإمارات، إلا أنه اليوم، وبسبب الحصار المفروض عليها من الإمارات وبعض الدول الأخرى، فقد زادت طلبات الدوحة من إيران وتركيا.

وتكشف مصادر النقاب عن تنسيق كبير على أعلى المستويات بين البلدين تقوم به سفارة طهران فى الدوحة، الموظفة لإعداد تقارير لجهات إيرانية عن احتياجات سوق الدوحة، والتنسيق لعقد صفقات تجارية كبرى لطهران، وفتح مكاتب إيرانية كبرى فى الدوحة أسوة بتركيا، وتخطط طهران لصفقة كبرى مع قطر، تشمل رفع حجم التبادل التجارى وتقديم الدوحة تسهيلات لفتح شركات إيرانية، مقابل ارسال الحرس الثورى عناصره لحماية الأسرة الحاكمة وشخص تميم من السقوط أمام عاصفة الغضب العربية، بسبب دعم الدوحة للتنظيمات الارهابية.

فضلا عن التنسيق الأمنى العسكرى بين البلدين، عبر اتفاقية أمنية وقعتها الدوحة مع الحرس الثورى الإيرانى فى 2015، منحت فيها طهران حق تدريب الجيش القطرى فى جزيرة قشم جنوب إيران، حيث كان ذلك هو الباب الذى بدأت تدخل منه قوات الحرس الثورى إلى قطر لحماية تميم.

ويأتى كل ذلك رغم دعوات الابتعاد عن الأزمة والتى بدأ صداها يرتفع فى الداخل، فدعا الكاتب والمحلل السياسى الإيرانى صادق ملكى، بلاده بالابتعاد عن الأزمة بين قطر والسعودية، قائلا: "علينا أن تبتعد عن الخلاف والأزمة.. وندرك أن ظهور داعش كان نتاجا مشتركا للسياسات القطرية والتركية"، متهما قطر بتمويل داعش، معتبرا أن حسابات بلاده للدخول فى أزمة يجب أن تكون دقيقة، لأن الدخول فى أزمة أمر سهل أما الخروج منها سيكون مكلفا للغاية، قائلا: "علينا الهروب من الأزمة بين الدوحة والرياض بحنكة.. لا ينبغى على حساباتنا الصغيرة أن تجعلنا ندخل الفخ بأقدامنا".

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع