المصحف جنب الإنجيل..عم على الجيزاوي صنايعى تغليف كتب منذ 50 عاما فى قنا.. تعلم المهنة فى مطابع الكتب المصرية بالقاهرة.. قضى حياته بين الكتب والمجلدات.. وأدواته يرجع تاريخها إلى الإحتلال الإنجليزى..صور وفيديو

فى شارع جانبى خلف المنطقة الأزهرية بقنا، وفى محل صغير يجلس رجل سبعينى يرتدى نظارة وجلباب يعمل دون ضجيج .. وعلى واجهة المحل علقت لافتة من الخشب عمرها 50 عاما مكتوب عليها على دياب الجيزاوى، حين قرر العم على دياب الجيزاوى وشهرته على الجيزاوى افتتاح مشروعه للبدء فى صنعة تجليد المصاحف والأناجيل ورسائل الدكتوراة.

ينتظر عم على زبائنه القلائل داخل محله، وذلك لتراجع الإقبال على تغليف المصاحف أو تجديدها لانتشار الوسائل التكنولوجية.. ورغم الدخل البسيط، إلا أن على الجيزاوى لا يعرف العمل فى غير مهنته، حيث قضى حياته بين الكتب والمجلدات والمصاحف ويمكث بالساعات لإنجاز مصحف واحد أو إنجيل ، وربما يستغرق أيام للإنتهاء من تغليفهما.

يستيقظ عم على قبل الثامنة صباحا، بحثًا عن الرزق ويبدأ فى عمله حتى الساعة 12 ظهرًا ثم يعود إلى منزله لينال قسطا من الراحة، يرجع بعدها لاستئناف العمل من الساعة الخامسة إلى الثامنة مساءً، وهو الروتين المعتاد له منذ أن بدأ العمل فى محله الصغير، حيث استطاع تربية أبنائه من خلال عمله فى التغليف وتصليح المصاحف والإنفاق عليهم، حتى اتموا مراحلهم التعليمية المختلفة، فمنهم الطبيب والمعلم .

قال على دياب الجيزاوى وشهرته على الجيزاوي، 70 عاما، إنه بدأ العمل فى تغليف المصاحف والأناجيل فى عام 1969 بالقاهرة وذلك بعد الخروج من المرحلة الابتدائية، لتبدأ رحلة العمل صبيًا فى مطابع الكتب المصرية ثم انطلق لسوق العمل، حيث بدأ العمل فى تغليف المصاحف وإعادة تجليدها منذ أن تعلم الحرفة، ويبدأ يومه منذ الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة مساء، يعمل خلالها فى إصلاح وتغليف المصاحف والأناجيل التى ترسلها الكنيسة له.

وأوضح الجيزاوي، أن المصحف أو الإنجيل تأتى فى حالة قديمة ومنزوع الصفحات ويبدأ فى فك الملزمات المتواجدة فى المصحف، ثم يبدأ فى عملية الخياطة  يدويًا والتجميع مرة أخرى ومن خلال المقص يبدأ فى قص الزائد من غلاف المصحف وشد الجلد، ويستغرق ذلك العمل يومان حتى اكتمال جميع المراحل وجفاف المادة التى يتم وضعها لغلاف المصحف.

وأكد على الجيزاوي، أن الإقبال على المهنة متراجع منذ وقت طويل، فلا تجد أحد يعمل فى التغليف اليدوى سوى القليلين، كما أن صاحب الحرفة يبحث عن العمل الذى يستغرق وقتًا طويلا يحتاج إلى الصبر، مضيفًا أنه رغم ذلك استطاع تعليم أبنائه حيث حصل ابنه الأكبر على شهادة التخرج فى كلية الطب، ولكنه توفى وحصل آخر على بكالريوس كلية التربية والعمل معلمًا ومؤهلات متوسطة لثلاثة آخرين، كما أنه لم يستطع العمل فى أماكن أخري.

" الأدوات قديمة من أيام الإنجليز فى مصر" .. هكذا تابع على الجيزاوى حديثه عن الصنعة والأدوات التى يعمل بها، لافتًا إلى أن جميعها أدوات وآلات قديمة يرجع تاريخ بعضها إلى أيام الاحتلال الإنجليزى بمصر، ويعتمد فى عمله على الأشغال اليدوية دون شراء آلات حديثة بالمحل والتى تحتاج إلى خطوط إنتاج كبيرة لأعداد تزيد عن ألف أو ألفين كتاب أو مصحف، ولكن الأفضل فى التغليف العمل اليدوى وعلى يد أشخاص متخصصين.

وتوقع على الجيزاوي، حرفى التغليف، أن الصنعة ستندثر وذلك لتراجع الإقبال عليها منذ عام 2011، والعمل البعيد عن الإتقان الذى يكتفى بالأعمال السريعة دون معرفة أسرار المهنة أو الاهتمام بمتانة التغليف أو المواد المستخدمة فيه.

"الحمد لله على الصحة وعايزين لقمة العيش" بهذه الكلمات اختتم عم على الجيزاوى حديثه عن الصنعة، متمنيًا دوام الصحة وأن يرزقه الله بالكسب والعيش لاستكمال مشواره فى الحياة أو الحصول على فرصة عمل أخرى تساعده على العيش.

العم-علي-الجيزاوي
العم-علي-الجيزاوي

 

العم-علي-بعد-الانتهاء-من-تجديد-مصحف
العم-علي-بعد-الانتهاء-من-تجديد-مصحف

 

العمل-علي-في-العمل
العمل-علي-في-العمل

 

علي-الجيزاوي-50-عاما-في-تغليف-المصاحف-والأناجيل
علي-الجيزاوي-50-عاما-في-تغليف-المصاحف-والأناجيل

 

علي-الجيزاوي-أقدم-مغلف-مصاحف-بقنا
علي-الجيزاوي-أقدم-مغلف-مصاحف-بقنا

 

محل-علي-الجيزاوي
محل-علي-الجيزاوي

 

مراسل-اليوم-السابع-مع-عم-علي
مراسل-اليوم-السابع-مع-عم-علي

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع