إيران تخطط لتأمين ممر برى يربطها بلبنان عبر العراق وسوريا.. الجارديان: "البعاج" العراقية تتحول من ملاذ لداعش إلى نقطة ارتكاز تغير من خلالها طهران الوضع الإقليمى.. مسئول بالحشد الشعبى: المدينة ستكون قاعدتنا


كتبت رباب فتحى

 

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مخطط إيرانى لتأمين ممر برى يربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا، وذلك لتعزيز نفوذها فى أراضى سيطر عليها "وكلاؤها"، موضحة أن أساس هذه الخطة يبدأ من مدينة "البعاج" العراقية، التى لم تكن تحمل أهمية كبيرة فى تاريخ العراق الحديث، ولكنها ستكون محورية منذ هذه اللحظة، بحسب تعبير الصحيفة.

 

سلامى للحشد الشعبى
سلامى للحشد الشعبى

 

ويقول مارتن تشولوف، مراسل صحيفة الجارديان إنه رأى كتابات فى الطرق مفادها "من الموصل إلى البعاج، شكرا سليمانى"، وذلك فى إشارة إلى القائد الإيرانى قاسم سليمانى الذى ساعد فى قيادة وحدات جبهة الحشد الشعبى أثناء عبورهم نحو الحدود السورية من خلال البعاج، مشيرا إلى أن أعلام الوحدات الشيعية المختلفة منتشرة فى كل مكان. 

 

وأضافت الصحيفة أن أبو مهدى المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبى كان يزور "قواته المنتصرة" التى استطاعت تعزيز نفوذها من الموصل إلى الحدود السورية. 

 

أبو المهدى المهندس نائب رئيس الحشد الشعبى
أبو المهدى المهندس نائب رئيس الحشد الشعبى

وقال المهندس للجارديان "هذه كانت القلعة الأخيرة فى المنطقة بالنسبة لداعش، فقد كانت نقطة مرور الإرهابيين من تركيا منذ 2013-2014، وهذه منطقة استراتيجية لقادتهم".

 

انفوجراف الجارديان يكشف الطريق الذى تخطط له طهران
انفوجراف الجارديان يكشف الطريق الذى تخطط له طهران

وأضاف المراسل أن الطرق هناك من القيارة إلى جنوب الموصل، مليئة بالحفارات وماكينات الطرق والجرافات، موضحا أن إصلاح هذه الطرق وتوسيعها سيشكل طريق حيوى إلى الحدود وما ورائها، لتصبح البعاج بذلك بمثابة نقطة ارتكاز. 

 

وقال مسئول بارز فى الحشد الشعبى: "لن نغادر بعاج، هذه ستكون قاعدتنا فى المنطقة".

 

واعتبرت الصحيفة أن تحويل البعاج، من ملاذ لقادة تنظيم داعش إلى نقطة ارتكاز لجهود إيران لتغيير الدينامكية الإقليمية، عملية تتم بشكل سريع، وأضاف المسئول الذى فضل عدم ذكر اسمه "المنطقة مهمة وسنفعل الكثير من هنا".

 

ووصف تشولوف الدمار شبه الكامل الذى وجد فيه محيط مدينة البعاج، وهو ما فسره أبو مهدى المهندس بقوله "هزمت القاعدة لكنها سرعان ما عادت باسم تنظيم، وإن لم ندمر كل هذه المنطقة لعاد التنظيم مجددا باسم جديد"

 

ومن ناحية أخرى، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أنه بالموازاة مع تقدم قوات الحشد الشعبى فى العراق نحو الحدود السورية، تقدمت قوات أخرى موالية لإيران فى سوريا نحو الحدود العراقية إلى أن التقت القوتان، هذا الأسبوع، على الحدود بين مدينتى الميادين العراقية ودير الزور السورية، وهو ما اعتبر لحظة فارقة فى الحرب السورية وفى المعركة ضد تنظيم داعش، لكنه أيضا تجسيد جزئى للمخطط الإيرانى فى المنطقة.

 

ونقل مراسل صحيفة "الجارديان" عن أحد قادة الحشد الشعبى، دون أن يسميه، قوله أن "تأمين سوريا سيرسى الاستقرار فى كل المنطقة، وهذا ما سنصل إليه"، بينما كان تصريح المهندس فى هذا الشأن أكثر تحفظا حين قال لمراسل الصحيفة "طالما بقى هناك خطر فى سوريا أو منطقة أخرى، فإن من واجب أى بلد يحترم نفسه أن يتوجه إلى حيث يوجد الإرهابيون. أن احتجنا إلى تنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية فسيكون ذلك بمقدورنا، لكن يجب أن تأتينا الأوامر من الحكومة العراقية".

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع