"المبروكة" قصة سمكة صديقة للبيئة.. تتغذى على حشائش الترع وتُعيد استخدام فضلاتها لتنقية المياه.. أستاذ أحياء مائية: إحدى الوسائل الجيدة للحفاظ على جودة مياه الترع.. وتستطيع تفريخ من 700 ألف إلى مليون سمكة

أعلنت وزارة الموارد المائية والرى، أنها ستستعين بسمكة "المبروكة" أو "مبروكة الحشائش" للتخلص من حشائش الترع كأحد أساليب المقاومة البيولوجية للتلوث، والحفاظ على كفاءة الترع.


 سمكة المبروكة

سمكة المبروكة


وتعليقا على ذلك، يقول الدكتور أحمد إسماعيل أنور، أستاذ الأحياء المائية بالمركز القومى للبحوث، ورئيس وحدة الأطب الوقائى والعلاجى لأمراض الأسماك، إنه مع توجه الدولة إلى تنفيذ أكبر مشروع لخدمة الفلاح والزراعة للحفاظ على كمية وجودة المياه، كان من بين تلك الوسائل الميكانيكية هو تبطين الترع والمصارف، والوسائل البيولوجية هو استخدام بعض الأٍسماك للقضاء على الحشائش والتخلص من العوالق والهائمات المائية، مشيرا إلى أنه لا يوجد أفضل من سمكة "مبروك الحشائش" حيث أنها قادرة على تنقيه المياه والتخلص من المواد العضوية والحشائش التى تأخذ حيز كبير جدا من المياه مثل ورد النيل وغيره من الهائمات المائية.
 
وأوضح أنور، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن سمك المبروك يحقق فائدتين كبيرتين هما: تنقية مياه الترع والمصارف، بالإضافة إلى مردودها الاقتصادى حيث أنها يمكن أن تحقق عائد مادى ودخل للفلاح عند تعلمه ثقافة التعامل مع السمكة لتصل إلى العمر تسويقى المناسب لها، وبالتالى يتطلب ذلك وجود لجنة تضم الزراعة والطب البيطرى والصحة العامة لعمل استراتيجية ومتابعة لتوزيع مبروكة الحشائش، حيث أنه من الناحية العلمية لابد أن تكون تلك السمكة فى الترع الكبيرة والمداخل الكبيرة للمصبات الصغيرة للمصارف الصغيرة، نظرا لأن النقاء يبدأ فى المناطف الواسعة ثم تصل إلى تجمعات المياه التى تعتمد نهايتها على الرى المطور وبالتالى تصل المياه إلى الحقول نقية، خالية من العوالق، والمواد العضوية والنماتودا، والمشاكل المرضية الطفيلية التى تعيق وتؤثر على جذور النباتات الحقلية.
 
وتابع: كما أن الأسماك منحها الله ميزة لا تتواجد لدى غيرها من الكائنات، حيث أنها الكائن الوحيد الذى يأكل ويتغوط مكانه، حيث لديها حواجز طبيعية لعدم وصول السموم المائية والزراعية من المبيدات إلى عضلات هذه الأسماك وتخزن فى الكبد والأحشاء التى يتخلص منها المستهلك، وتخلص الترع من العوالق من خلال بلعها وإحداث فلترة للهائمات النباتية كغذاء موجود فى أمعائها، أما الحشائش فهى تتغذى عليها وتتعامل معها مثل باقى الحيوانات الموجودة على اليابسة من خلال أسنانها الصغيرة التى تمكنها من تقطيع تلك الحشائش وامتصاص العناصر الغذائية الموجودة فيها، ثم يعاد استخدامها عندما تصبح مواد عضوية، مؤكدا أنها لديها القدرة على تحقيق نقاء مرتفع جدا للمياه وهى أحد الوسائل الجيدة للحفاظ على جودتها.
 سمكة المبروكة
سمكة المبروكة


واستطرد: أحاجمها فى الترع والمصارف لا تتعد الـ5 كيلو، من الممكن أن تصل فى الأنهار إلى أحجام أكبر من ذلك، مشيرا إلى وجود مفرخات رائدة لدى الهيئة العامة للثروة السمكية لتفريخ مبروكة الحشائش، لافتا إلى أنها سمكة صديقة البيئة ولديها القدرة على تفريخ من 700 ألف إلى مليون سمكة، ولحومها تسويقية قد تكون الأقل جودة لكنها لأنها تحقق عائد وهدف من جودة المياه لا يتم النظر لها من العائد الاقتصادى حيث أنها رخيصة الثمن، والكيلو منها قد لا يتعد الـ10 جنيهات، وبالتالى هى سمكة شعبية رغم أن مذاقها قد يكون غير مستساغ، لافتا إلى أن ألمانيا تخصص لها يوم للاحتفال بها، وهى السمكة الأولى فى تصنيف الإنتاج السمكى على مستوى العالم، يتبعها السالمون، ثم السمك البلطى.

فى سياق متصل، قالت الدكتورة نسرين عز الدين محمود، أستاذ طفيليات الأسماك، وعلاقتها بالتلوث وصحة الإنسان، قسم الطفيليات كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، أن سمك مبروك الحشائش، ينتمى لعائلة "الليبيسات" وتنتشر فى آسيا، وتستخدم لمقاومة الحشائش والأعشاب والطحالب بمياه الترع، وأضافت: هناك عدة أنواع من سمك المبروك، مثل: العادى والفضى، والقشرى، والحشائش، لافته إلى أنها تساعد المزارع السمكية حيث تُنتج كميات كبيرة من البراز، تُحسن من أرضيه الأحواض، وفى نفس الوقت وجودها بالأحواض لا يضر باقى الأسماك، وتابعت: لكن يظل الاستخدام الأكبر له هو تنقية المياه، ويعتبر أحد الحلول لمقاومة التلوث فى المياه.

 

سمكة المبروكة
سمكة المبروكة

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع