فضائح راشد الغنوشى تحت قبة برلمان تونس.. عبير موسى تؤكد: يسطو على صلاحيات الجلسة العامة.. يستغل كورونا لتمرير أجندة "الإخوان" بالمجلس.. وبرلمانية تضرب عن الطعام احتجاجًا على عنف "الجماعة"

مازال مسلسل فضائح رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشى مستمرا، وبلغت الفضائح عنان السماء، خاصة بعد أن دخلت النائبة التونسية والقيادية في حزب التيار الديمقراطى سامية عبّو، فى إضراب عن الطعام احتجاجا على ممارسات رئيس البرلمان راشد الغنوشى، وتبنيه وتشريعات تدعو للعنف داخل المؤسسة التشريعية.

 

وأوضحت عبو فى بيان مؤخرا أنها أقدمت على هذه الخطوة، على خلفية تجاهل الغنوشي إصدار بيان يندد بالعنف ومرتكبيه، وعادت للحديث عن حادثة الاعتداء التى شهدها بهو البرلمان يوم 7 ديسمبر الماضي، عندما أقدم نواب كتلة "ائتلاف الكرامة" حليف حركة النهضة، على ممارسة العنف الجسدى على نواب الكتلة الديمقراطية وتهديد المخالفين لهم، وهو ما تسبّب في إصابة أحد النواب بالرأس.

 

اتهامات الفساد تتوالى

ومن جهة أخرى، توالت الاتهامات التى وجهت له بالفساد، واستقالة القيادى البارز فى مجلس شورى النهضة الإخوانى، العربى القاسمى، التى فضح فيها فساد التنظيم فى تدوينة عبر حسابه على "فيس بوك"، لافتا إلى وجود انحرافات كبرى داخل الحزب ولوبيات انتهازية، أحكمت سيطرتها على النهضة، وتغلغلت فى مواقع القرار، فى إشارة إلى القيادات الموالية للغنوشى.

 

ومن جهة ثانية، حجم  الخسائر المتتالية التى منى بها الغنوشى، والتى ضربت الدائرة المقربة منه، بعد أن عصفت نتائج انتخابات مجلس شورى الحركة بأهم أذرع الغنوشى والقيادات الداعمة له، وكان على رأس من ضربتهم تلك الانتخابات، صهر راشد الغنوشى، ومهندس العلاقات الخارجية للحركة رفيق عبد السلام، والقيادى فتحى العيادى، والوزير السابق أنور معروف، الذى تلاحقه تهم استغلال النفوذ، فى المقابل صعدت قيادات من التيار المناهض للغنوشى المعروف بـمجموعة المئة، أهمها غريم الغنوشى، وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكى، وهو أحد القيادات فى المجموعة التى تطالب بتنحى الغنوشى ورفض التمديد لولايته.

 

4c859f1344.jpg

 

اعتبرت رئيسة كتلة الحزب الدستورى الحر عبير موسى خلال مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم الثلاثاء، أن رئيس البرلمان راشد الغنوشي بمعية كتل الائتلاف الحاكم حاول الانقلاب على ما أسمته شرعية الجلسة العامة، بشل أشغال البرلمان مستندين إلى تقرير اللجنة العلمية التي أوصت باتخاذ إجراءات استثنائية لعمل البرلمان في ظل تفشي وباء كورونا، وفق موقع موزاييك التونسى.

 

واعتبرت موسي في تصريحها أن خطورة الوضع الصحي أمر معلوم منذ فترة لكن رئاسة المجلس لم تتخذ الإجراءات اللازمة، رغم أنها اقترحت تغيير مقر الاجتماعات إلى المبنى الفرعى، و تشديد الرقابة على تطبيق البروتوكول الصحي منذ 5 يناير الجارى.

 

وأضافت أن إقرار الإجراءات الاستثنائية الآن ليس بهدف تطبيق البروتوكول الصحي بل للسطو وفق تعبيرها على صلاحيات الجلسة العامة واستنباط شكل من أشكال التصويت غير الموجودة في النظام الداخلى.

 

وطالبت عبير موسى، أن يطبق راشد الغنوشى الإجراءات الاحترازية تفاديا لانتشار فيروس كورونا تحت قبة البرلمان التونسى، مستعرضة صور تفضح مخالفة الإجراءات الاحترازية فى البرلمان التونسى، مؤكدة أن ما يحدث ليس فى صالح المشهد السياسى التونسى.

 

يأتى ذلك فى وقت يتزايد الخناق على رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشى، فبالتزامن مع تزايد فضائحه التى يكشفها المعارضين لجماعة الإخوان فى تونس وعلى رأسهم النائبة التونسية عبير موسى، جاءت الانتخابات الداخلية للحركة لتشهد خسارة أذرع الغنوشى داخل الحركة.

 

تجاوزات النهضة

وعلى صعيد متصل، قد سبق أن استعرضت رئيسة كتلة الدستورى الحر، ما وصفته بالتجاوزات القانونية والإدارية الأخرى التي ارتكبها البرلمان برئاسة زعيم الإخوان، - في إشارة إلى راشد الغنوشى.

 

وأكدت النائبة التونسية عبير موسى، أن لرئيس البرلمان إرادة واضحة في عدم عقد اجتماع لمكتب المجلس لتحديد مواعيد مناقشة اللوائح ومن بينها لائحة الدستوري الحر المتعلقة بإدانة العنف ضد المرأة، موضحة أن اعتماد راشد الغنوشى على فتاوى تخالف النظام الداخلي للمجلس كعدم الالتزام بمدة الشهر.

 

202010200916391639.jpg

 

ولفتت رئيسة كتلة الدستوري الحر التونسى، إلى أن حصول النائب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف على جواز سفر خاص للسفر إلى جنيف مخالف للقوانين المعمول بها داخل البرلمان ويندرج ضمن الفساد الواضح، موضحة أن جمعية ضحايا التعذيب بسويسرا التي استضافت النائب ليس لها أي إشعاع دولي ولم تنشر مداولات الندوة التي عقدتها بمشاركته، لافتة إلى أن مخلوف سافر لملاقاة صديقه الداعم للنهضة وائتلاف الكرامة، ورئيس الجمعية المذكورة عبد الناصر نايت ليمان، مطالبة بفتح تحقيق في تمويل سفره وإقامته بجنيف.

 

وجدير بالذكر أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشى يواجه منذ أشهر انتقادات عدة من قبل نواب تونسيين، وشخصيات سياسية أخرى في البلاد، تنتقد أداءه البرلماني، فضلاً عن ارتباط الحركة التي يتزعمها بتنظيم الإخوان.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع