المشاهير ورمضان.. صلاح السعدنى.."العمدة" حزين بعد فراق أعز الأصدقاء وممنوع من الصيام بأمر الطبيب.. يقضى أوقاته بين أحفاده ويرفض الخروج من بيته..وجمهوره يناديه: أتحفنا يا أرابيسك من غيرك مفيش فن

المشاهير ورمضان.. صلاح السعدنى.."العمدة" حزين بعد فراق أعز الأصدقاء وممنوع من الصيام بأمر الطبيب.. يقضى أوقاته بين أحفاده ويرفض الخروج من بيته..وجمهوره يناديه: أتحفنا يا أرابيسك من غيرك مفيش فن
المشاهير ورمضان.. صلاح السعدنى.."العمدة" حزين بعد فراق أعز الأصدقاء وممنوع من الصيام بأمر الطبيب.. يقضى أوقاته بين أحفاده ويرفض الخروج من بيته..وجمهوره يناديه: أتحفنا يا أرابيسك من غيرك مفيش فن

تكتبها زينب عبداللاه

يعيش عمدة الدراما وصنايعى الفن الفنان صلاح السعدنى حاليا مثل الأسطى حسن أرابيسك، يمتلك قدرات وصنعة لا يعرف أسرارها سواه ولا يستطيع غيره أن يقدم قطعة فنية مثل القطع التى تحمل طابع السعدنى الذى لا يمكن تقليده أو تكراره، وبقدر عشقه لهذا الفن ، يتركه حين لا يجد خامة فنية تصلح لكى تزيد رصيده من القطع الفنية النادرة، لا يعنيه الكم ، يكفيه أن يضع بصماته على تحفة يعرف أنه لن يستطيع غيره صنعها، فتخلد فى سجل التاريخ وفى ذاكرة جمهوره وعشاق فنه.

 

هكذا يعيش العمدة صلاح السعدنى ، المولود عام 1943 ، اختار أن يبتعد عن فنه الذى يعشقه لأنه لم يجد الخامات الجيدة التى تمكنه من تعشيق تحفة فنية جديدة .

 

 ربما يحمل جزءا من استسلام "حسن أبو كيفه" وخوفه من الاقتراب من "كرسى النعمانى" لاستكمال تحفته الفنية التى ورثها عن والده، وتحقيق حلم حياته، يخاف لأن  الزمن لم يعد هو الزمن ، والصحة لم تعد كما كانت، خاصة بعدما فقد أصدقاء عمره المقربين نور الشريف ومحمد وفيق ومحمود عبد العزيز، ورفقاء إبداعه أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ ومحمد صفاء عامر.

 

صلاح السعدنى ابن البلد الجدع المثقف خفيف الظل،  مدرسة فنية متفردة، عمدة الدراما الذى ترك فراغا كبيرا وابتعد، ولم يستطع غيره ملء مكانه، سواء بحكم المرض أو بحكم حالة الحزن التى تسيطر عليه بسبب فقد أعز الأصدقاء، أو بسبب عدم وجود خامات فنية وكتابات تسمح له بنسج شخصيات كتلك التى نسجها فى ذاكرتنا وذاكرة الدراما ، العمدة سليمان غانم فى "ليالى الحلمية" ، ونصر وهدان القط فى "حلم الجنوبى" ، ود عزيز محفوظ فى مسلسل "الأصدقاء" ، والحاج عبد القادر عوف فى "كفر عسكر"، والمعلم ابراهيم العقاد فى "الباطنية" وعاطف فى "أبنائى الأعزاء شكرا"،  فضلا عن أدواره السينمائية فى أفلام الأرض والمراكبى وغيرها.

 

لم يخطط السعدنى لهذه النجاحات فقط كان يبدع فى أداء كل شخصية، يتشربها ويمنحها بصمته وتوقيعه ، هكذا مثل حسن أرابيسك يصنع القطعة الفنية لا يصنعها غيره ولكنه الأقل حظا ، ورغم ذلك لا يشعر بالغيرة مطلقا.

 

فنان مثقف شرب الثقافة والأدب من شقيقه الأكبر الكاتب الساخر محمود السعدنى الذى كان يصطحبه إلى قهوة "محمد عبد الله" بميدان الجيزة، و كانت بمثابة صالون ثقافي يجمع أهل الأدب والشعر، مثل عبد الرحمن الخميسي، ونعمان عاشور، وزكريا الحجاوي، ويوسف إدريس.

 

وبدأت موهبة السعدنى تظهر منذ ان كان طالبا بالمدرسة السعيدية وبعدما التحق بكلية الزراعة و تعرف على أصدقاء عمره ، عادل إمام وسعيد صالح ونور الشريف وبدأت تسطع نجوميتهم فى مسرح الجامعة، وانتقل نشاطهم إلى السينما ، وشاركوا فى عدد من الأعمال.

 

وبمجرد ان بدأت تسطع نجومية السعدنى فى الستينات وبداية السبعينات حتى تعثرت مسيرته لما يقرب من 10 سنوات بسبب خلاف شقيقه الكاتب الساخر مع الرئيس السادات، وهو ما أدى إلى حظر عمل شقيقه الممثل الناشئ فى أى أعمال فنية بالتلفزيون المصرى ، فاتجه للتمثيل في مسلسلات من انتاج عمان ودبي، و كانت هذه السنوات سببًا في تأخر صلاح عن أبناء جيله،  ليعود ويتألق من جديد فى الثمانينات ويقدم أهم أدواره.

كان آخر الأدوار التى قدمها عمدة الفن شخصية عبد القادر فى مسلسل القاصرات ، وبعدها ابتعد عن الفن.

يعيش العمدة حالة من العزلة بعد وعكة صحية أصابته منعته من الصيام بأمر الطبيب ، وساءت حالته النفسية بعد وفاة أعز أصدقائه الفنان نور الشريف الذى زاره قبل وفاته بشهر وقضى معه يوما كاملا ، وارتبطا معا بأجمل ذكريات الصبا والشباب ، وزاد حزنه بعد وفاة محمود عبدالعزيز ومحمد وفيق .

 

يرفض أى عمل ويشعر أنه لن يجد عمالقة يشاركونه صناعة الإبداع مثل أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ ، ومحمد صفاء عامر ،  ويقول عنهم إنهم يمثلون جزءا هاما من عمره ، وأنه كانت هناك حالة روحية شديدة تجمع بينهم .

 

 لا يشارك السعدنى فى أى مناسبات أو لقاءات ، ويرفض الظهور الإعلامى ، ولا يرد على تليفونه ، ترد زوجته بدلا منه لطمأنة أصدقائه ومن يتصلون للاطمئنان على صحته.

العمدة ممنوع من الصيام بأمر الأطباء بسبب إصابته بالضغط والسكر ، ويقضى أغلب وقته مع أحفاده الذين لا يكف عن الحديث واللعب معهم ، يرفض الخروج من بيته ، وأصبح يكره الزحام ، كما قالت زوجته التى لا تفارقه أبدا ، ويتابع المباريات والبرامج الرياضية ، ويقرأ القرآن.

حريص على متابعة مسلسل صديقه الزعيم عادل إمام  "عفاريت عدلى علام " ، ويصفه قائلا :" فنان مجاش زيه ، و صنع جزءا من تجربتى الشخصية منذ كنا صغارا ، وكنت أنا وسعيد صالح وعادل إمام، لا نفارق بعض فى أيام الشباب "،  بينما يحرص الزعيم والفنانة هالة صدقى والفنان نبيل الحلفاوى على زيارته دائما.

 

عمدتنا وعمدة الفن  تركت فراغا كبيرا لا يملأه غيرك ونعرف أن لديك المزيد من التحف الفنية التى يمكنك إبهارنا بها ، الكل ينتظرك ويتعطش لفنك فاخرج من عزلتك وأتحفنا.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع