من رامز لهانى.. نفسية مقدمى برامج المقالب ما بين البحث عن القيمة الذاتية والرغبة فى المادة..أطباء النفس:سيكوباتى وغير سوى من يفتعل الأزمات للسخرية..والجمهور لديه ميول سادية والأطفال يقلدون ما يشاهدونه


كتبت أميرة شحاتة

ننتظرها كل يوم فى وقت الإفطار ولا نعلم متى أصبحت عادة لدينا بدلا من الفوازير وبرامج الرسوم المتحركة التى كبرنا عليها، فما كنا نعرف رامز أو غيره ولكننا كنا نحفظ عن ظهر قلب بكار وبوجى وطمطم وعماد والمصباح والسندباد وغيرها من البرامج التى كانت تحلى أوقات الإفطار حتى أحببناها واعتدنا عليها ولكن بين ليلة وضحاها لم نجد كل ذلك وسط لهفتنا لمشاهدة برنامج المقالب ورامز فى موسمه الجديد أو البحث عن برنامج هانى رمزى أو غيره  من برامج المقالب التى تخرج لنا كل عام ونحن نحقق لها أعلى المشاهدات بقلب راض.

 

كل ذلك يبث لنا ولكن هل نتلقيه بشكل سلبى ولماذا لم يتوقف أصحاب هذه البرامج عن بثها، هذا ما قدم له أطباء النفس تحليلا نفسيا وآراء علمية مختلفة.

 

رامز خلال المقلب
رامز خلال المقلب

 

البحث عن القيمة

 

فى هذا السياق، قال الدكتور ماهر الضبع أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، إن التحليل النفسى لما يحدث من تقديم هذه البرامج بشكل دورى من قبل شخص معين، هى مشكلة البحث عن الشعور بالقيمة وهذا الأمر نسبي، ويستند على الآخرين، فالشعور بالقيمة يجب أن يستمد بأمر إيجابي لكن يوجد جزء من الشعور بالقيمة يكون من خلال "تقليل قيمة من حولى"، وهذا  يكون بديلا عن تطوير الشخص من نفسه وإمكانياته وعقله فيقلل من شأن الآخرين ويضحك عليهم، فهذه السخرية تكون بالنسبة له بمثابة نوع من التحقير من الآخرين لينعكس بقيمة له، مؤكدا أن التحليل النفسى بالتالى لهذا الشخص أنه غير سوى نفسيا.

 

التأثير على الجمهور 

 

أضاف الضبع، أن التأثير على الناس يعود بنفس الأمر فإنه يستمد الضحك من المشاهد ويشعر أيضا بقيمة مضاعفة لنسبة ذكائه عمن يتعرضون للمقالب، فيطمئن أن الآخرين أغبى منه، وهو ما يعود بالنهاية بإعاقة تطور قدرات الشخص السليم.

 

رامز جلال
رامز جلال

 

الضحية هو الذى حدث فيه المقلب

 

ولفت الضبع، إلى أن الذى يحدث فيه المقلب يقبل إذاعة المشاهد ولكن فى أعماقه شعر بغباء أنه لا يعرف عن حقيقة كونها مقلب، أو أنه لا يوجد لديه ذكاء اجتماعى فعلى الرغم من أنه ضحك إلا أنه يشعر بالألم الداخلى لأن الآخرين ضحكوا عليه فى المقلب وتعرض للخداع ولكنه يستدرج الموقف بالضحك أو أنه يبدأ فى الهياج وإهانة من قام بافتعال هذا المقلب.

 

 

الرغبة فى المادة

 

فيما قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن هذا الأمر بعيدا كل البعد عن الكوميدية إنما هو بحث عن نسب مشاهدات عالية، فهو يقدم وضع الإنسان فى موقف ضاغط من أجل التعليق عليه وهنا يوجد تفسيران للأمر:

 

الأول: إذا كان هذا الشخص يفرح فى فعل ذلك للآخرين، فهو  شخصية سادية تتلذذ بآلام من حولها وهذا لا يحدث لأنه يذهب ويعتذر لضيوفه فى نهاية الحلقة.

 

الثانى: أنه يفعل ذلك  بحثا عن المادة من أجل العمل وهنا يتم تشخيصه بأنه شخص سيكوباتى ومضاد للمجتمع.

 

هانى هز الارض
هانى هز الأرض

 

الكارثة فى مشاهدة الأطفال لبرامج المقالب

 

أكد فرويز أن الكارثة الحقيقة فى مشاهدة الأطفال لبرامج المقالب أنهم يتعلمون التقليد وبالتالى يضعون أهلهم فى مواقف ضاغطة كنوع من الكوميديا لعدم فهمهم وينعكس ذلك على القيام بالكوارث من مواقف مختلفة قد تودى بحياة الآخرين خاصة أن الأطفال أقل خبرة وذكاء فى التعامل مع هذه الأمور والإعداد لها، مضيفا أن من  يدعم هذه البرامج يتعامل مع الفكرة من جهة الإلهاء ويدمر الثقافة.

 

ومن جانبه اتفق  الدكتور أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، مع ما قاله فرويز من جهة أن المقالب تكون ضمن برنامج فذلك شكل تجارى مقابل المال، مؤكدا أنه يحتوى على كم كبير من التمثيل أيضا وطالما وجدت الكاميرا فأصبح هناك تمثيل وادعاء وغيره.

 

 

الجمهور لديه ميول سادية 

 

وأشار عبد الله إلى أنه بالنسبة للجمهور فيكون لديه ميول سادية لأنه يتلذذ من مأزق الآخرين والآلام التى يشعر بها، وفكرة مشاهدة الأشخاص الذين يحدث فيهم المقلب مع الاقتناع الكامل بأنه غير مدبر وحقيقي تماما وتصديق ذلك، يزيد من شعور السادية.

 

وأوضح عبد الله، أن هناك تفسيرا آخر لما يقوم به الجمهور من مشاهدة هذه البرامج تتمثل فى  التنفيس عن الضعف أو القهر الذى يشعر به المشاهد فى حياته، والذى يتوحد مع دور رامز ويشعر كأنه من يقوم بهذا المقلب أو يتوحد مع مشاعر الفنان ووقتها يكون لديه الشعور بكونه ضحية.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع