هل يطبق رئيس الفيفا شعارات الحملة الانتخابية ويسحب تنظيم المونديال من قطر؟.. ألمانيا تلمح للانسحاب خوفا من الإرهاب.. 300 مليار دولار خسائر سحب التنظيم.. والتحقيق فى رشاوى بالملايين إلى "مؤسسة كلينتون"


كتب أحمد عصام

"كل الطرق تؤدى إلى سحب تنظيم المونديال من قطر".. 6 دول تعلن مقاطعة إمارة الإرهاب، وألمانيا حامل لقب كأس العالم الأخيرة تبدى قلقها من الوضع فى الدوحة، واتهامات فساد بالجملة تحيط بملف التنظيم، وظروف مناخية لا تناسب البطولة الأهم عالميًا، وخسائر كبيرة فى أرواح العمال الآسيويين البسطاء المنفذين لمشروعات البطولة.. كل ذلك يحدث دون أن يحرك الاتحاد الدولى ساكنًا أو يواجه الأزمة بشكل حقيقى حتى الآن.

إنفانتينو
إنفانتينو

 

السويسرى جيانى إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم الذى انتخب بديلا لمواطنه جوزيف بلاتر أعلن منذ توليه المسئولية أن الشفافية والوضوح ستكون عنوانا للفيفا الذى تأثر كثيرًا خلال الفترة الماضية باتهامات الفساد، لكن يبدو أنه تراجع عن هذا الشعار أو اكتفى باستخدامه وقت الحملة الانتخابية.

فيفا اكتفى ببيان غامض يخلو من أى معلومات حقيقية عقب مقاطعة 6 دول عربية لدولة قطر التى ستنظم بطولة كأس العالم 2022، وقال إنه يتابع عن كثب مع اللجنة المنظمة آخر تطورات الأوضاع، دون ذكر موقفه من إقامة البطولة أو سحبها أو حتى التفكير فى اتخاذ إجراءات احترازية ضد بلد أثبت كل جيرانه أنه يدعم ويمول الإرهاب.

منتخب ألمانيا
منتخب ألمانيا

 

وجاء أول رد سريعًا من ألمانيا، حيث أعرب راينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، عن اعتقاده بأنه لم يعد من المستبعد من الناحية المبدئية مقاطعة كأس العالم 2022 في قطر وذلك بعد التطورات الأخيرة على الساحة الدولية.

وقال جريندل في مقابلة نشرت على الموقع الإلكتروني للاتحاد الألماني:" لا تزال هناك خمسة أعوام حتى انطلاق المونديال، وخلال هذا الوقت لابد أن تكون الأولوية لوضع حلول سياسية للتهديدات بالمقاطعة."

 

فساد بالجملة فى ملف استضافة كأس العالم

أعادت الصحافة العالمية فتح ملف فساد مونديال 2022 بعد إعلان الـ6 دول العربية مقاطعة قطر، وجاء الهجوم من جانب الصحافة الإنجليزية والأمريكية، حيث قالت صحيفة "ذا صن" الإنجليزية أن إقامة كأس العالم فى قطر أصبح محل شك خاصة أن الدوحة تم فضحها من جانب مجموعة كبيرة من الدول العربية وكشفوا علاقتها بالإرهاب.

وتحدثت الصحيفة عن الرشاوى التى قدمها مسئولو الملف القطرى لأعضاء المكتب التنفيذى فى الفيفا للحصول على أصواتهم.

كلينتون ودوج باند
كلينتون ودوج باند

 

كشف موقع "ويكيليكس" أن الحكومة القطرية أرسلت مبلغ مليون دولار إلى مؤسسة كلينتون عقب الفوز بملف تنظيم المونديال مباشرة، وتابعت الصحافة الأمريكية الموضوع، وأكدت أن عمليات الرشاوى تمت عن طريق دوج باند مدير مكتب الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون والذى أصبح رئيسًا لشركة علاقات عامة تدعى "تينيو"، وهو الذى لعب دور الوسيط مع حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق وتلقى منه مبالغ مالية وصلت إلى 10 ملايين دولار بجانب توقيع عقود أخرى غير شرعية عقب الفوز بتنظيم المونديال.

وأوضحت الصحافة الأمريكية أن التحقيقات كشفت أن القطرى محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوى السابق والموقوف حاليًا بسبب تورطه فى فضائح الرشاوى والفساد، قام بزيارة وزارة البترول القطرية برفقة مجموعة من المسئولين فى الفيفا لإبرام عقود لهم للعمل كوكلاء بيع بترول كنوع من الرشاوى المقننة.

فى الوقت نفسه، أكدت الأمريكية صاحبة الأصول العربية فيدرا الماجد المديرة الإعلامية السابقة لملف استضافة قطر لكأس العالم 2022 أن قطر حصلت على 11 صوت وأن مسئولى الملف دفعوا مقابل الصوت الواحد 1.5 مليون دولار، لمسئولى الفيفا.

محمد بن همام مع جاك وارنر المتورط فى قضايا فساد الفيفا
محمد بن همام مع جاك وارنر المتورط فى قضايا فساد الفيفا

 

مأساة العمالة فى قطر

وبعيدًا عن الفساد المالى، يعانى العمال فى قطر من أزمات بالجملة خاصة أن الدوحة تستقطب مجموعات كبيرة من دول شرق آسيا وأبرزهم من بنجلاديش والهند وباكستان، لكنهم يتعرضون لظروف غاية فى الصعوبة تبدأ من دفع مبالغ مالية كبيرة فى بلدانهم للتوجه إلى قطر وتشير التقارير الصحفية إلى أنها تتراوح بين 500 إلى 4300 دولار أمريكى.

وتستمر الصعوبات بالتراجع فى الأجور، حيث يتم إغراء العمال القادمين من تلك الدول الآسيوية بالحصول على رواتب تصل إلى 300 دولار أمريكى شهريًا لكنهم حصلوا فعليا على 190 دولارا فقط فى الشهر وسط أزمات كبيرة أبرزها ارتفاع أسعار الإقامة والعمل لساعات طويلة دون الاهتمام بهم، وهو ما أدى إلى خسائر كبيرة فى الأرواح وصلت لأكثر من 382 قتيلا فى السنوات الأخيرة.

وتعد أكبر نسبة وفيات فى تاريخ البطولات الرياضية، حيث شهدت بطولة أولمبياد لندن وفاة عامل واحد أثناء التحضير لها، وفانكوفر 2010 عامل واحد أيضًا ومونديال جنوب أفريقيا 2010 شهد حالتى وفاة، ومونديال البرازيل 2014 شهد 10 حالات، وأولمبياد سوشى 2014 شهدت 60 حالة وفاة، وأولمبياد بكين 6 حالات وفاة.

مظاهرات لتعديل أوضاع العمال فى قطر
مظاهرات لتعديل أوضاع العمال فى قطر

 

300 مليار دولار خسائر سحب تنظيم المونديال

سيكون الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" مطالبًا بدراسة سحب ملف تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر، بعد كشف تورطها فى تمويل الإرهاب ومقاطعتها من جانب مجموعة دول عربية وعلى رأسها مصر.

ويعد سحب التنظيم ضربة قاضية إلى قطر، لذلك تسعى إمارة الإرهاب بكل ما أوتيت من قوة إلى منع هذا السيناريو من الحدوث لإيقاف الخسائر الكبيرة التى قد تعانى منها حال إقدام فيفا على اتخاذ تلك الخطوة حيث ستصل الخسائر إلى حوالى 300 مليار دولار مقسمة كالتالى:

137.9 مليار لبناء الملاعب الجديدة.

39.9 لتطوير البنية التحتية للمواصلات.

38.6 مليار لتكييف الملاعب.

61.8 مليار لإنشاء ملاعب التدريب وفنادق الإقامة للاعبين والجماهير.

36.1 مليار تكلفة بناء مدينة لوسيل.

17.5 مليون دولار رشاوى للحصول على تنظيم البطولة.

ملاعب قطر 2022
ملاعب قطر 2022

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع