القاهرة تطرد البوعينين.. سفير قطر يتأهب لرحلة العودة الأخيرة.. مصادر دبلوماسية: كان يكره الإقامة فى مصر لشعوره بأنه منبوذ.. والإمارة رفضت استبداله حتى لا يقدم خلفه أوراق اعتماده للرئيس السيسى

القاهرة تطرد البوعينين.. سفير قطر يتأهب لرحلة العودة الأخيرة.. مصادر دبلوماسية: كان يكره الإقامة فى مصر لشعوره بأنه منبوذ.. والإمارة رفضت استبداله حتى لا يقدم خلفه أوراق اعتماده للرئيس السيسى
القاهرة تطرد البوعينين.. سفير قطر يتأهب لرحلة العودة الأخيرة.. مصادر دبلوماسية: كان يكره الإقامة فى مصر لشعوره بأنه منبوذ.. والإمارة رفضت استبداله حتى لا يقدم خلفه أوراق اعتماده للرئيس السيسى

كتب مصطفى عنبر

أخيرا وبعد طول انتظار، حققت الأيام ما كان ينتظره سفير قطر لدى القاهرة منذ وقت طويل، هذا الرجل المتقدم فى السن الذى تمنى كثيرا مغادرة مصر وإنهاء عمله كسفير لبلاده للخلاص من الضغوط التى وضعتها سياسات الدوحة ومؤامراتها فى داخلها.

 

ولعل أكثر الفرحين بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقطر هو السفير سيف بن مقدم البوعينين، سفير قطر لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، فبحسب ما أكدته مصادر دبلوماسية لـ"اليوم السابع"، لا يحب "البوعينين" مصر كثيراً ولديه رغبة منذ فترة كبيرة فى العودة لبلاده وإنهاء عمله فى القاهرة، حيث إن ممارسات بلاده فى دعم الإرهاب وإيوائهم جعلت من سفيرها فى مصر شخصا منبوذا من الجميع لا يعيره أحد من المصريين -سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى- أى اهتمام ما جعل الرجل يدخل فى عزلة كان لها تبعات لا يحتملها كبر سنه.

 

ومنذ فترة طويلة لم يعد السفير البوعينين مواظبا على متابعة مهام عمله من مقر السفارة القطرية بالقاهرة القاطنة بالمهندسين، ولكن فى الغالب كان يدير مهام عمله من مقر إقامته بالتجمع الخامس، حيث أكدت معلومات أن الرجل طلب من السلطات القطرية مرارا العودة للعمل بمقر وزارة الخارجية القطرية وتعيين سفير آخر خلفا له فى مصر، إلا أن طلبه قوبل بالرفض الدائم نظرا لتدهور العلاقات بين القاهرة والدوحة على خلفية اعتراض مصر على سياسة قطر الداعمة للإرهاب وتوفير الملاذات الآمنة للإرهابيين، كما أن تعيين سفير جديد لقطر فى مصر يتطلب - وفقا للأعراف الدبلوماسية - مقابلة رئيس الجمهورية وتسليمه أوراق اعتماده الأمر الذى رفضته القيادة القطرية.

 

وبعد كل مساعى السفير القطرى للعودة لبلاده وإنهاء عمله فى مصر، شعر بحالة من الإحباط الشديد-خاصة أنه ليس من المحببين لمصر وشعب مصر- الأمر الذى دفع به لأن يقول فى عدة مناسبات لأصدقائه "حاسس إنى هموت وأدفن فى مصر".

 

وجاء قرار مصر والسعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر أمس واستدعاء وزارة الخارجية للسفير القطرى وإمهاله 48 ساعة لمغادرة مصر، بمثابة قبلة الحياة للسفير القطرى الذى حلم كثيرا بحدوث مثل هذا الأمر أى كانت نتائجه لكن الأهم بالنسبة له العوده لبلاده.

 

السفير البوعينين كان يتولى مهمتين فى مصر الأولى كسفير لبلاده فى القاهرة والثانية مندوب بلاده لدى الجامعة العربية، وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أصبح الرجل مندوب لبلاده فى الجامعة العربية فقط وهنا أصبح أمامه خياران.. الأول" وهو أن يبقى فى قطر ويزور القاهرة فقط أوقات اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين أو وزراء الخارجية العرب.. والثانى: أن يطلب من الخارجية القطرية تعيين سفير أخر كمندوب لبلاده لدى الجامعة العربية، ويظل هو فى قطر حتى يحدث الله أمرا كان مفعولا فى الازمة المصرية القطرية.

 

ولكن الأكيد أن السلطات القطرية لن تستطيع إعفاء السفير البوعينين من منصبه كسفير لها فى القاهرة وتعيين خلفا له على الأقل فى هذه المرحلة.

 

وفى تحرك حاسم ورد فعل قوى على استمرار إمارة قطر فى نهجها الموالى للتنظيمات والكيانات الإرهابية داخل الدول العربية، وتبنيها أجندة هدم وتخريب المنطقة ونشر سيناريوهات الفوضى، أقدمت كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، واليمن وليبيا وغيرهم على مقاطعة قطر فى خطوة وضعت المجتمع الدولى أمام تحديات جديدة تفرض اجراء مراجعة عاجلة ودقيقة لملف العلاقات مع الدوحة.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع