بالصور.. فى ذكرى العاشر من رمضان.. "اليوم السابع" يزور منزل المجند محمد أفندى العباسى أول من رفع العلم على أول نقطة مصرية.. يروى ذكريات النصر ويؤكد: الطيران المصرى كتب "الله أكبر" من المقذوفات


الشرقية - فتحية الديب

تحل اليوم الذكرى الـ 44 لنصر العاشر من رمضان، التى سطرها التاريخ بحروف من نور النصر العظيم، نصر العزة والكرامة، نصر حرب أكتوبر المجيدة، سنة 1973، "اليوم السابع" زار البطل "محمد محمد عبد السلام العباسى" بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وأول من رفع العلم المصرى رمز الدولة وعزتها على أول نقطة حصينة بخط بارليف فى حرب 1973.

 

طرقنا منزل "محمد العباسى" الشهير بـ"محمد أفندى العباسى" كما يطلق عليه أهالى مدينة القرين، فوجدنه جالسا على أريكة داخل منزله البسيط، يتجمع حوله أحفاده ونجليه الصغيرين"عبد الرحمن ورنا" من زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى، وأخذنا معه للطابق الثانى بمنزل نجله الأكبر، وروى لنا ذكريات النصر والعبور وجلس أحفاده وطفليه على الأرض يسمعون لذكرياته عن النصر والعبور.

 

ويقول "العباسى" كل ما تحل ذكرى العاشر من رمضان، بشعر معها بلحظة تواجدى فى معركة العزة والكرامة، لحظة إنتصارات حرب أكتوبر، فقضيت فى الجيش 10 سنوات من أجل النصر، ودائما أفخر بأن الله كرمنى بأول جندى مصرى يرفع العلم المصرى، على أول نقطة مصرية بعد تحريرها من العدو الإسرائيلى.

 

وألتحقت بكتاب القرية وحفظت القرأن الكريم كاملا، ثم حصلت على الشهادتين الإبتدائية والإعدادية من مدارس القرين، وبعدها توقفت عن الدراسة وألتحقت بالتجارة والزراعة، حيث كان والدى تاجراً وكنا ولدين و3 بنات، فقام والدى بزواجى وأنا عندى 17 سنة وخاصة أنى أعتبر أول الذكور بالعائلة، حيث كان لى أختان أكبر منى ورزقنى الله بنجلى جلال قبل دخول التجنيد.

 

وتابع "العباسى" أن نشأته بمدينة القرين، الباسلة التى قاوم أهلها المعسكرات الإنجليزية، بالتل الكبير، أثناء احتلال إنجلترا لمصر، فقد كان الأهالى يهاجمون معسكرات العدو ويعودون بالأسلحة والعتاد، وانغرس فى قلبى حب الوطن.

 

 وإستطرد "محمد العباسى" قائلا: وفى ذات يوم، طرق مندوب من قسم الشرطة، منزلنا لخيبر والدتى بأنى مطلوب للتجنيد، وكان ذلك سنة 1968، وجندت بالإسماعيلية وأنتقلت إلى جبهة قناة السويس، وفى هذه الأثناء كان الجيش الإسرائيلى يقوم ببناء خط بارليف، فكانت النيران تغلى فى عروقنا كجنود مصريين، وكانت مصر كلها فى وعكة اقتصادية كبيرة، وكان الدخل كله مخصص للقوات المسلحة، حتى رزقنا الله بالقادة العظام المخلصين الذين أعدوا الجيش فى فترة الاستنزاف.

 

وكان عندنا تعليمات بعدم إطلاق النيران، ولكن قائد الكتيبة، قال لنا بالحرف "هو أنا هستنى لما أبويا يقول ليه أضرب وأنا عندى ذخيرة"، فطلب منا أنا نصعد فوق مستشفى قناة السويس، وقال لنا أنا عايز اصطداد صيد ثمين من العدو، وفى تلك الفترة كان قائد القطاع الشمالى الإسرائيلى جاى فى زيارة للموقع وقاما جنديين منا وهما "حمزة عرنسة "و"حسن إبراهيم" بإصابته فى عينه ومات فى الحال، وكانت فرحة كبيرة وتم مكافأة الجنديين بصرف 50 جنيها لكل منهما، فى الفترة التى كان الجندى المصرى يتقاضى 243 قرشا، ومن هنا نشطت القناصة المصرية على شط قناة السويس.

 

 وأضاف"العباسى" عندما جاءت الأوامر بعبور مجموعة من الجنود المصرين قناة السويس ليلا وانتظار الدورية الإسرائيلية وتدميرها وأخذ أسرى منهم وكان عددنا 12 جنديا، وإنتظرنا حتى مرت الدورية وقمنا بتدميرها، وفتح ناقلات الجنود وأخذ 3 أسرى، وقمنا بتوثيقهم ووضعنا عوامة فى رقبتهم لكى لايغرقوا منها وعمنا بهم فى القناة وبعدها انقلبت الدنيا فى إسرائيل، أزاى جنود مصريين معهم بندقية وكريك يقوموا بتلك العملية، وقاموا بالرد علينا بالطيران وإستشهد 4 منا وأصبت بدفعة نيران بفخذى الأيمن، ونقلت إلى مستشفى الصالحية القديمة للعلاج، وخفت أن أهالى يعرفوا، وبعت لهم رسالة كتابية أنى بتعالج من البلهارسيا فى المستشفى، بس محدش جالى ولا الرسالة وصلت حمدت ربنا.

 

وأكمل البطل قصته قائلا، عودت إلى صفوف القتال بعد العلاج، وجاء يوم 5 أكتوبر 1973، العاشر من، رمضان وكانت صلاة الجمعة فى هذا اليوم، عن الاستشهاد ومكانة الشهيد، فشعر جميع الجنود، أن الوقت قد حان للثأر، وبدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج، وفى حالة استرخاء وكانت جميعها حركات تمويهية.

 

ثم جاءت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس، وكنت فى صفوف المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم اهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وقمت بأطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية، وفى نفس الوقت كانت المدفعية المصرية تطلق قذائفها بطول خط القناة.

 

وقام الجنود المصريون، بقتل عدد من الأعداء، وهنا دقت الفرحة فى قلوبنا جميعا ومن فرحتى لم أشعر بنفسى، حيث كانت دقات قلبى السريعة والدموع الغزيرة من الفرحة أقوى منى، فناديت قائد الكتيبة، قائلا: "مبروك ياناجى مبروك ياناجى" وكانت رتبته مقدما فى الجيش، فرد عليه وهو فى قمة الفرح قائلا: "مبروك ياعباسى وارفع علم مصر يابطل" فقمت بإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى خفاقا فوق أول نقطة مصرية تم تحريرها، وشاهدت الطيران المصرى وهو عائد بعد أن دك المطارات الإسرائيلية، وشاهدت كلمة "الله أكبر" مكتوبة بخط السحب المتصاعدة من المقذوفات.


وبعيون مملوءة ببريق النصر، روى "العباسى" لحظة عودته لبلدته مدينة القرين، بعد النصر، ثانى أيام عيد الفطر سمحت قيادات الجيش للجنود بزياره أسرهم، وسافرت إلى بلدتى القرين، ولم أكن أتخيل أن أهالى بلدتى على علم برفعى العلم، ففوجئت بمأمور قسم القرين، أحضر حصان وطالبنى باعتلائه، لكى يتم تقديم التحية لى من أهالى القرين، وقام الأهالى بالتكبير والتصفيق وقامت النسوة بالزغاريد، ورددوا جميعها قول" محمد أفندى رفعنا العلم" ومن هذا اليوم أشتهرت بـ"محمد أفندى العباسى".

 

واختتم "البطل"حديثه قائلا:حصلت على العديد من التكريمات كان أهما حضورى بدعوة من الرئيس السادات فى كل ذكرى لحرب أكتوبر، ومشاركته طابور العرض العسكرى معه، كما أن أحد أبناء محافظة الجيزة ويدعى "حسن خطاب" تبرع بفيلا للقوات المسلحة فى شخص أول من رفع علم مصر، وأتمنى من الرئيس السيسى، السماح لى بالحج على نفقة القوات المسلحة وأنا أحد أبنائها.

محمد العباسى مع نجليه عبد الرحمن ورنا
محمد العباسى مع نجليه عبد الرحمن ورنا

 

العباسى أثناء رفعه العلم المصرى
العباسى أثناء رفعه العلم المصرى

 

العباسى يروى لليوم السابع ذكريات النصر والعبور
العباسى يروى لليوم السابع ذكريات النصر والعبور

 

العباسى أثناء التجنيد
العباسى أثناء التجنيد

 

محررة اليوم السابع مع العباسى
محررة اليوم السابع مع العباسى

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع