بالصور.. "شارع 16".. مقابر البساتين المحتلة.. الباعة الجائلون يحتلون المقابر بوضع اليد ويفترشون بضائعهم على جدران المدافن الأثرية.. أجهزة كهربائية ولعب أطفال وموبيليا أبرز المعروضات


كتب - محمد أسعد - أحمد الجعفرى - تصوير - محمود فخرى

المنطقة تضم مقابر «إسماعيل يس» و«عبدالحليم» و«أم كلثوم»

انتهى «أحمد» من غسل وتكفين جثمان شقيقه، بعد استخرج التصاريح اللازمة للدفن.. واستعد الجميع لبدء الجنازة، التى تحركت من حيث كان يقطن المتوفى بمنطقة الهرم، ليوارى الجثمان ثراه فى مدافن العائلة بشارع 16 بمقابر البساتين.

يتذكر «أحمد» أثناء حديثه لـ«اليوم السابع» شارع 16 والمنطقة المحيطة به، قبل أن يحتلها الباعة، ويقول «ده كان الشارع الرئيسى، والمدافن اللى فيه كانت الأعلى سعرًا». ويظن أن اتساع الشارع، كان السبب فى طمع الباعة فيه وتحويله لشارع تجارى.

قبل أن تصل لشارع 16، ستجد مئات من بائعى السيراميك والأخشاب والموبيليات الجديد منها والمستعمل، اصطفوا على الطرق المؤدية له، مما جعل الوصول للشارع بالسيارات أمرًا صعبًا، وربما مستحيلًا، خاصة فى ساعات الذروة، التى تزداد فيها عمليات البيع والشراء، ويوم الجمعة الذى تنشط فيه الحركة بسبب الإجازة الرسمية.

أما عن شارع 16 ذاته، فعلى جانبيه اصطف المئات من باعة الخردة، والأدوات المستعملة. كل شىء مستعمل تجده فى هذا السوق بما فى ذلك أنابيب البوتاجاز، على جانبيه انتشر باعة الخردة، وأخذوا من مقابره سندًا له ولبضاعتهم.

لم يجد «أحمد» ومشيعو جثمان شقيقه حلًا سوى تعطيل السيارات، ورفع الجثمان على أكتافهم والسير به حتى الوصول لمدافنهم الواقعة بمنتصف شارع 16، واصفًا انتشار الباعة على جانبى الطريق والسيطرة على بعض المقابر بالكامل بـ«احتلال مدافنهم».

«ع.م» تُربى المنطقة والمسؤول عن مدافنها يقول «من كام سنة جم الباعة هنا، واحد ورا التانى ومحدش قدر يوقف زحفهم، خصوصًا بعد ثورة 25 يناير، لحد ما قفلوا الشوارع كلها».

يضيف: «دائمًا ما تحدث مشاكل وخناقات بين أصحاب المدافن والباعة، خاصة فى أوقات دفن الموتى الجدد، وجرت العادة حاليًا أن يتصل بى أصحاب المتوفى قبل مجيئهم لتجهيز المقبرة وفتحها، واستئذان الباعة بطرح سلعهم جانبًا، لتفتح المقبرة، وبمجرد الانتهاء من الدفن وذهاب أقارب المتوفى تعود الفرشة من جديد».

يرددها بسخرية «تخيل.. أصحاب المدافن هم اللى بيستأذنوا الباعة إنهم يدخلوا مدافنهم».

وتعرف مقابر البساتين أيضًا بأنها «مقابر المشاهير»، فيها دفن إسماعيل يس، وعبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، وسيدة الغناء العربى «أم كلثوم».  تواصلنا هاتفيًا مع المهندس عادل عبد الظاهر، رئيس حى البساتين، الذى نفى بدوره وقوع «شارع 16» ضمن نطاق اختصاصه الجغرافى، وأكد أنه يتبع إداريًا رئاسة حى الخليفة؛ فتواصلنا مع الدكتورة جيهان عبد الرحمن، نائب المحافظ لمنطقة جنوب القاهرة، التى أكدت تبعية الشارع لحى الخليفة، والذى يترأسه الدكتور مجدى شريف.

أجرينا اتصالًا هاتفيًا بالمهندس مجدى شريف، وطرحنا أمامه مشكلة «شارع 16»، وسألناه عن الجهود المبذولة من جانب رئاسة الحى، لحماية حقوق المواطنين أصحاب تلك المقابر، وخطتهم فى سبيل اقتلاع البائعة الجائلين من تلك المنطقة، التى تضم بين مقابرها، مقابر لأسرات سياسية وفنية عريقة. فى البداية لم يستطع المهندس «شريف» تحديد موقع الشارع، الذى يدخل ضمن النطاق الجغرافى للحى الذى يترأسه، واعتقد أنه تابع لرئاسة حى السيدة نفيسة، ولكن بعدما أكدنا له تبعيته لرئاسة حى الخليفة، قال المهندس مجدى شريف، إن الشارع يعد امتدادًا لسوق الجمعة، وأن مشكلة احتلال الباعة الجائلين له قديمة حتى قبل رئاسته الحى، وتعود لأكثر من 50 عاما- مجازًا- وأنه مع بداية رئاسته للحى وضع خطة للقضاء على العشوائية، التى تضرب عدة مناطق فى الخليفة، وبدأ بالفعل فى تنفيذها، فأزال أكثر من 72 عشة من شارع «الخلا»، الذى يضم أيضًا عدة مقابر قديمة، وأن تلك الجهود مستمرة؛ ولكنها معلقة حتى نهاية شهر رمضان المبارك.

ويعود «شريف» للحديث عن «شارع 16»، مؤكدًا أن البائعة الجائلين الذين احتلوا الشارع وحولوه إلى سوق عشوائى لبيع بضائعهم، سيتم نقلهم إلى منطقة أخرى، مشيرًا إلى وجود إجراءات بالفعل داخل الحى لنقل ذلك السوق إلى مكان آخر، ولكنه لم يتحدد بعد، ولم توضع خطة زمنية للانتهاء من أعمال النقل.


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع