على غرار بيروت.. مدن عربية مهددة بالتفجير

على غرار بيروت.. مدن عربية مهددة بالتفجير
على غرار بيروت.. مدن عربية مهددة بالتفجير

أعاد حادث تفجير مرفأ بيروت فتح ملفات كارثية، توالت على إثرها التحذيرات، التى إن وقع ما تتضمنه تلك التحذيرات، وما تخشاه، فلن تكون كارثة مرفأ بيروت هى الأخيرة من نوعها.

خزان صافر النفطى يهدد سواحل الحديدة باليمن

ففى اليمن، تتوالى التحذيرات من وقوع كارثة لا تقل ضراوة عن كارثة انفجار مرفأ بيروت، مع استمرار تواجد خزان صافر النفطى، الذى يعد بمثابة قنبلة موقوتة، على مقربة من السواحل اليمنية.

فعلى الرغم من مرور نحو 6 أعوام على توقف باخرة صافر، بميناء رأس عيسى، فى محافظة الحديدة، غرب اليمن، تقف جماعة الحوثى ضد صيانتها، إلا بشرط بيع النفط الذى تقله فى خزانها لصالحها، وهو ما باء بالرفض من قبل الحكومة اليمنية، ليظل الخزان فى مكانه، أسير أزمته القائمة، يمتلئ بنحو 150 ألف طن من النفط، معبأة فى أكثر من مليون برميل، وهو ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية وبيئية، قد تدمر المدينة اليمنية على غرار ما حدث فى العاصمة اللبنانية، بتفجير مرفأ بيروت.

وتحاول الحكومة اليمنية، وجهات دولية، جاهدة، من أجل حل أزمة خزان صافر، لتجنب وقوع كارثة كبرى، لكن كل تلك المحولات لم تأت بجديد حتى الآن.

وفى هذا السياق، دشن وزير الإعلام اليمنى، معمر الإريانى، حملة يأمل فى أن تؤتى ثمارها لتجنيب اليمن تلك الكارثة، إذ غرد عبر حيابه الشخصى على موقع "تويتر"، وكتب يقول: "تواصل مليشيا الحوثى إدارة ظهرها للإدانات الدولية المطالبة بوفائها بتعهداتها وتدارك مخاطر الخزان العائم صافر، الذى سيقود لكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية تفوق عشرات المرات انفجار بيروت، مؤكدة لعبها بالنار وعدم اكتراثها بأرواح اليمنيين ومساعيها الإضرار بأمن واستقرار اليمن والمنطقة".

وأضاف الوزير اليمنى: "ندعو جميع الدول المطلة على البحر الأحمر لاستشعار حجم الخطر، وتوحيد جهودها، ولعب دور محورى فى مواجهة ودرء مخاطر الكارثة المحتملة صافر، وتبنى موقف مشترك وحازم إزاء هذا التهديد البيئى والاقتصادى الذى يمس الأمن القومى لتلك الدول بوجه خاص، ودول المنطقة والعالم بشكل عام".

وتابع الوزير اليمنى: "نرحب بالمواقف الدولية المنددة بمراوغة وتلاعب مليشيا الحوثى الإيرانية بملف الناقلة صافر، واتخاذها أداة للابتزاز والمساومة، وندعو لترجمة تلك المواقف لخطوات عملية، وتكثيف الضغوط على المليشيا لوقف المخاطر المترتبة على انفجار أو تسرب الناقلة، والعمل على حماية الأمن الإقليمى والدولى".

الجامعة العربية تحذر من كارثة بسبب "صافر"

وحذرت جامعة الدول العربية، وأمينها العام، أحمد أبو الغيط، من خطورة خزان صافر النفطى، الذى لم تجرى صيانته منذ اندلاع أحداث اليمن فى 2015.

وقال الأمين العام للجامعة العربية، إن مجلس الأمن عليه التدخل بصورة فورية لتمكين فريق الأمم المتحدة من صيانة الخزان الذى يحمل مليون برميل من النفط الخام.

بسبب الذخائر والنفط.. ليبيا مهددة بكارثة مثل بيروت

الحال لا يختلف كثيرا فى ليبيا، التى تعتبر أحد أبرز الدول التى تحدق بها كارثة مثل كارثة انفجار مرفأ بيروت، لا سيما وأنها كانت قد شهدت انفجارا وقع فى مخزن للذخيرة خارج مدينة مصراتة، أعقبه سلسلة من الانفجارات التى تسببت فى وقوع عدد كبير من الضحايا.

فالأزمة فى ليبيا تتمثل فى كمية الأسلحة والذخائر الخارجة عن نطاق السيطرة، والتى يتم جلبها للبلاد بطريق التهريب، وتعد مدينة مزدة أحد أكثر المدن إثارة للقلق بسبب مستودع الأسلحة الموجود بها، والذى يثير مخاوف الكثير، إذ إنه حال انفجاره، فستقع كارثة كبرى تخلف آلاف الضحايا.

لم يقتصر الأمر فى ليبيا على الأسلحة والذخائر فقط، وإنما تظل مخاوف انفجار صهاريج وخزانات الوقود الموجودة فى عدد من الموانئ الليبية، قائمة، إذ إنه مع توقف التصدير، وغلق الموانئ، يتم تخزين النفط، ما يجعل البلاد عرضة لمخاطر مشابهة لانفجار بيروت إذا تعرضت تلك الخزانات النفطية لمصادر الحرارة أو الاشتعال.

مخازن السلاح تنذر بتكرار كارثة بيروت فى بغداد

ومثلما يهدد انتشار مخازن الأسلحة والذخائر مدنا ليبية، يهدد أيضا العاصمة العراقية بغداد، التى تعد مثالا حيا لانتشار مخازن السلاح والذخيرة، التى تعتبر بمثابة قنبلة موقوتة، يمكن أن تنفجر فى أى وقت، مخلفة الكثير والكثير من الضحايا، خصوصا مع سابقة وقوع سلسلة من الانفجارات لمثل تلك المخازن الموجودة وسط أحياء سكنية، والتى أودت بحياة الكثير من العراقيين.

وبعد وقوع تفجير مرفأ بيروت، خرج عراقيون إلى الشوارع، مطالبين بنقل العتاد العسكرى والذخائر والمتفجرات من المدن ومن وسط الكتل السكنية، لتجنيب البلاد كارثة إنسانية قد تزهق مئات الأرواح لمواطنين لا ذنتب لهم فيما يجرى.

وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية لم تنجح فى السيطرة على مصانع الأسلحة والمخازن التابعة للمليشيات، بشكل كامل، إلا أنها قامت بإخلاء مواد شديدة الخطورة، كانت فى مطار العاصمة بغداد، إذ ذكرت هيئة المنافذ الحدودية، فى بيان لها، أنه جرى نقل المواد بعملية سريعة وآمنة من قسم الشحن الجوى فى مطار بغداد إلى مخازن مديرية الهندسة العسكرية، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء، بتشكيل لجنة عاجلة للكشف عن المواد عالية الخطورة من المواد الكيمياوية، ومزدوجة الاستخدام، ونترات الأمونيا، فى جميع المنافذ الحدودية، واتخاذ الإجراءات لإبعادها عن المناطق والتجمعات السكانية.

 

 

هذا الخبر منقول من الفجر