انقسام داخل أكبر إمبراطورية إعلامية.. نجل مردوخ يستقيل من "نيوز كورب" لخلافات حول المحتوى.. نيويورك تايمز: جيمس اختلف مع عائلته حول قضايا المناخ والبيئة.. وقدم وزوجته تبرعات للمرشح الديمقراطى جو بايدن

أعلن جيمس مردوخ، نجل إمبراطور الإعلام العالمى روبرت مردوخ، استقالته فى مجلس إدارة شركة نيوز كورب الإعلامية أمس الجمعة، وبرر استقالته بخلافات حول المحتوى التحريرى.

 

 وقالت صحيفة الجارديان إن الاستقالة تمثل آخر صلة رسمية لمردوخ الابن بالإمبراطورية الإعلامية التى أنشاها والده، بعد رحيله عن إدارة شركة فوكس فى وقت سابق، والتى أصبح شقيقه الأكبر لتشلان، يقودها الآن.

 

 وفى خطاب الاستقالة الذى تقدم به الجمعة، كتب جيمس مردوخ يقول إن استقالته تعود لخلافات حول محتوى تحرير معين تنشره منصات الأخبار التابعة للشركة وقرارات إستراتيجية محددة أخرى.

وقالت صحيفة نيويورك تايمو إن الجانبين ناقشا مسألة رحيل جيمس مردوخ من مجلس إدارة نيوز كورب فى وقت سابق هذا العام، بحسب ما أفاد مصدران مطلعان على الأمر. إلا أن خطاب الاستقالة لم يعكس بشكل صحيح الدراما خلف الكواليس التى دفعت جيمس إلى هذه المرحلة من حياته ومسيرته المهنية، ووسعت الانقسام الذى نشأ بين جيمس وأبيه وشقيقه لاتشلان، وهى واحدة من الأسر التى كان لها تأثير كاسح على الشئون الثقافية والسياسية فى العالم.

 

وتذهب الصحيفة إلى القول بأن جيمس مردوخ هو سياسى مختلف فى عائلته ذات الميول المحافظة، سعى إلى إعادة تقديم نفسه كمستثمر مستقل يركز على القضايا المرتبطة أكثر بالليبراليين مثل البيئة التى طالما دافع عنها هو وزوجته كاثرين مردوخ.

 

كما اتخذ أيضا مواقف علنية ضد الرئيس ترامب، الذى يعتبر فوكس نيوز، إحدى شركات مردوخ، من بين أهم حلفائه فى الإعلام.

 

وقبل أسابيع ساهم جيمس مردوخ وزوجته بأكثر من مليون دولار فى لجنة لجمع التبرعات لصالح المرشح الديمقراطى المفترض فى انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بادين. وفى فبراير، وفى الوقت الذى كانت حرائق الغابات تشتعل فى استراليا، موطن والده الأساسى، أصدر مردوخ الابن توبيخا للممتلكات عائلته الإعلامية وانتقد كيف غطت التغير المناخى.

وجاءت هذه البوادر المعلنة بعد فترة من تلاشى الآمال بأن يخلف جيمس والده فى إدارة الإمبراطورية الإعلامية العالمية. فسبق أن رحل عن فوكس كورب، ذراع التلفزيون والترفيه للعائلة، والتى تفككت بشكل كبير بعدما باعت العائلة أغلب أصولها لوالت ديزنى فى صفقة ضخمة العام الماضى.

 

 وكان أخر صلة له بعمل عائلته من خلال نيوز كورب. ورغم الاستقالة يظل جيمس مردوخ، المولود فى لندن والذى تلقى تعليمه فى جامعة هارفارد، مستفيدا من صندوق العائلة، مما يعنى أنه سيظل يستفيد ماليا من أرباح أصول روبرت مردوخ الإخبارية والمعلوماتية.

 

وفي بيان مشترك، تمنى روبرت مردوخ، الرئيس التنفيذى لشركة نيوز كورب، وابنه الآخر لاشلان، الرئيس المشارك، التوفيق لجيمس. وجاء فى البيان "نحن ممتنون لجيمس لسنوات عديدة من خدمته فى الشركة.. نتمنى له التوفيق فى مساعيه المستقبلية".

 

وتملك شركة نيوز كورب فى بريطانيا صحف التايمز والصنداى تايمز والصن. وتملك أيضا فى الولايات المتحدة "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست"، وفى استراليا "دايلى تليجراف" الاسترالية و"ذى استراليان" و"ذا هيرالد صن" و"كورير ميل".

 

كما تضم إمبراطورية مردوخ شركة فوكس كورب، المالكية لفوكس نيوز وشبكة فوكس، والتى تم إنشائها بعدما ما باعت فوكس القرن الـ 21 أصولها الخاصة بالترفيه لشركة ديزنى العام الماضى.

 

ويعتبر جيمس مردوخ البالغ من العمر 47 عاما، الابن الرابع لروبرت مردوخ البالغ من العمر 88 عاما، وهو الملياردير الذى أسس شركة نيوز كورب، ويعتبر لكلان مردوخ، 48 عاما، هو وريثه على ما يبدو.

 

ولم يتضح المحتوى التحريرى الذى ربما كان السبب وراء قرار جيمس مردوخ بالاستقالة. إلا أنه وشقيقه أعربا مؤخرا عن عدم ارتياح إزاء الاتجاه المحافظ لأغلب إصدارات نيوز كورب وفوكس كورب.

 

 وواجهت صحف روبرت مردوخ فى استراليا اتهامات متكررة بالدعاية للمعلومات المضللة عن المناخ، وتقديم منصة للعلماء الذين ينكرون التغير المناخى، بما فى ذلك خلال حرائق الغابات الأخيرة.

 

 وسبق أن انتقد جيمس مردوخ فوكس نيوز صراحة، وقاله إن هناك آراء يختلف معها على فوكس، بحسب ما صرح لمجلة نيويوركر العام الماضى.


 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع