أخبار عاجلة

"مركز تراث أسوان" يوثق الحرف والمشغولات اليدوية.. صناعة الفخار بإدفو فى المقدمة.. ومدير مركز الحضارة: توثيق التراث الحضاري الطبيعي المادي وغير المادى.. الريس عبده: من يمتهنون الحرفة يعدون على الأصابع

تلقى المشغولات اليدوية التى يقوم بصناعتها بعض المحترفين والورش البدائية بأسوان، إقبالاً كبيرا سواءً من ناحية الاستهلاك المحلى أو من ناحية إقبال السياح عليها أو إقبال زوار المحافظة الذين يحرصون على اقتنائها كهدايا تذكارية.

وفى خطوة جادة للحفاظ على هذه المشغولات من الاندثار، قام مركز حضارة وتراث أسوان بجامعة أسوان، بتوثيق هذه المنتجات المتنوعة التى يقوم بإنتاجها عدد قليل من الأشخاص فى بعض قرى ونجوع أسوان، حيث يقوم هؤلاء المنتجين بتسويق معروضاتهم بشكل مباشر، سواء فى الأسواق المحلية أوعلى هامش انعقاد الفعاليات والمهرجانات التى تشهدها أسوان.

حرف تراثية (2)

بداية يقول الدكتور رضوان عبد الراضى أستاذ الآثار المصرية المساعد بكلية الآثار بجامعة أسوان، ومدير مركز حضارة وتراث أسوان لـ"اليوم السابع" إن مركز حضارة وتراث أسوان فى إطار حرصه على الوقوف بجانب أصحاب الحرف والصناعات التراثية بأسوان، والذين يعانون من عدم القدرة على شراء المادة الخام لصناعتهم، بجانب عدم قدرتهم على بيع وتسويق حرفهم سواء داخلياً أو خارجياً، حيث أصبحوا لقمة سائغة فى فم مصدرى الحرف التراثية الذين يستغلون سوء أوضاعهم المعيشية، بتزويدهم بالمواد الخام ثم شراء منتجاتهم الحرفية بأثمان بخسة ثم بيعها مرة أخرى داخلياً وخارجياً بأسعار عالية فى الأسواق المحلية أو العالمية.

وأضاف الدكتور رضوان عبد الراضى أن مركز الحضارة قام بتوثيق صناعة الفخار بمركز إدفو شمال أسوان ضمن خطة توثيق مركز حضارة وتراث أسوان  بجامعة أسوان للتراث الحضارى الطبيعى المادى وغير المادى لمحافظة أسوان، حيث تم زيارة الحاج عبده سعدى محمد الفخرانى الشهير بأبو هيثم الفخرانى، والذى يبلغ من العمر ستين عاما، هو شيخ وكبير الصناع المهرة فى حرفة الفخار الحرفة اليدوية التراثية القديمة والهامة. 

حرف تراثية (3)

وولد الفخراني ونشأ فى قرية ترعة ناصر بمدينة إسنا و تعلم هذه الحرفة المتوارثة فى عائلته منذ أن كان عمره ست سنوات من والده الحاج سعدى بإسنا، ثم انتقل إلى مدينة إدفو هو وأسرته فى منطقة الحاجر بغرب إدفو وهو المكان الذى التقينا به فيه حيث يسكن هو وعائلته.

وتعلم الحاج عبده سعدى حرفة الفخار رغبة منه وحبا فيها دون توجيه من والده أو أى شخص من عائلته فعشقها وأتقنها وعرف كل أسرارها وأبدع فيها حتى صار شيخ وزعيم هذه الحرفة.

وفى هذا الصدد  يقول الريس عبده "الحاج عبده سعدي" إن حرفة الفخار هى صنعة قديمة متوارثة منذ زمن المصريين القدماء ومستمرة حتى يومنا هذا وذلك لأهميتها وفوائدها الكثيرة، حيث تفيد الناس فى وضع الماء فى أوانى مثل الأزيار والقلل والجرار والطعام فى الطواجن والمقالى والأطباق الفخارية لأنها صحية تماما وتحافظ على صحة وسلامة الإنسان لأنها تصنع من مواد من الطبيعة كما ينصح الأطباء باستخدام الماء الموضوع فى الأزيار حيث يقوم الفخار المحروق بترشيح وتنقية الماء كفلتر طبيعى دون تسمم أو تلوث وكذلك الأوانى التى يوضع فيها الطعام.

 

حرف تراثية (4)

كما يضيف الحاج عبده سعدى الفخرانى أيضا أن الناس يقبلون على شراء أزيار ماء الشرب للشرب منها فى البيوت، كما يضعونها فى الشوارع ليشرب منها المارة وهى ما يسميه الناس بسبيل الثواب وكذلك كصدقة جارية على أرواح المتوفين من أقارب الأهالى و يشبه هذا الأمر تماما منشآت الأسبلة فى الحضارة الإسلامية والموجود منها العديد من النماذج الباقية فى القاهرة حتى الآن.

ولكن يقول الحاج عبده سعدى  الفخرانى إن مشكلات حرفة الفخار أنه يوجد بعض  من المشكلات التى يتعرض  لها فى هذه الصنع ومنها: عدم توفر المادة الخام الجيدة اللازمة لصناعة الفخار وهى طينة المصارف الزراعية الجارية وليس الماء الراكد الناعمة اللزجة شديدة السواد النقية من أى شوائب مثل الحصى والزلط والحشائش حتى لا يحدث أى خلل أو خطأ أثناء التصنيع  وتؤثر على سلامة وجودة المنتج النهائى وهذا النوع من الطين لا يتوفر كثيرا إلا بعد تعميق وتنظيف المصارف الزراعية الجارية بالكراكات .

واستطرد الحاج عبده سعدى الفخرانى: من المشكلات التى تواجه حرفة الفخار عدم إقبال شباب الجيل الحالى على فهم وإتقان صنعة حرفة الفخار وعلى الرغم من وجود مساعدين من الشباب له فى مراحل صناعة الفخار إلا أنه لا يوجد من بين  الشباب من يحاول أن يفهمها و يستوعبها ليتقنها ويكون محترفا فيها.

حرف تراثية (5)

ويضيف أن حرفة الفخار رغبة وهواية فيمن يريد اتقانها وتعلمها ولا يتعارض مع مشوار التعليم لطالب العلم إذ لابد ومن الضرورى للغاية حب وعشق هذه الصنعة أولا ثم الرغبة  الكبيرة فى تعلمها حيث يكون الشخص مستمتعا بها و يمارسها كهواية ويفخر بالتميز فيها وأن من المشكلات التى تواجه حرفة الفخار انصراف الشباب لمهن أسهل وأسرع فى الكسب ولا تحتاج لمجهود بدنى كبير  مثل قيادة السيارات أو العمل على توك توك.

كما أن من المشكلات التى تواجه حرفة الفخار إستخدام الأوانى الحديثة من الألومنيوم وغيره من المواد المصنعة وعدم استخدام  الأوانى الفخارية فى الطعام والشراب على الرغم من معرفة خطر استخدام الأوانى المعدنية على صحة الإنسان وأن الأوانى الفخارية هى الأكثر أمانا لصحة وسلامة الإنسان.

يذكر الحاج عبده سعدى الفخرانى أنه كان فيما مضى يوجد حوالى خمسين أو ستين شخصا يمتهن حرفة الفخار فى مدينة إدفو أما الآن فهم يعدون على الأصابع حتى أولاده على الرغم من أنهم يقومون بمساعدته أثناء عمله فى هذه الحرفة الهامة إلا أنه لا أحد منهم يحاول تعلمها واتقانها مثله.

كما يذكر الحاج الفخرانى أن الطلب على منتجاته كثير جدا ويتكسب من هذه المهنة بصورة جيدة ولا يوجد مشكلات فى البيع وتصريف البضاعة. حيث يوجد إقبال كبير عليها من الأهالى والتجار من إسنا وإدفو.

حرف تراثية (6)

من ناحية أخرى يقول أحمد جاد من الأهالى إن هؤلاء المنتجين وأصحاب الحرف اليدوية فى حاجة الى دعم حتى يستمروا فى إنتاج هذه التحف الفنية من الحرف والمشغولات اليدوية  خاصة أن لها جمهور كبير وكذلك يقبل على شرائها رواد المهرجانات والرحلات والأفواج السياحية .

 و يقول حسن الشيخ من الأهالى أنه يناشد بالتوسع فى المعارض الفنية للمعارض والمشغولات اليدوية وكذلك تحويل الورش الصغيرة لمصانع لإنتاج الأوانى الفخارية والخزف حيث توفر هذه الصناعات فرص عمل للكثير من الشباب العاطل عن العمل .

كانت جامعة أسوان قامت بإنشاء مركز حضارة وتراث أسوان وذلك إنطلاقاً مما تتمتع به محافظة أسوان من تاريخ طويل ومشرف ، وحضارة مضيئة، وتراث حافل مجيد عبر العصور، وما تتميز به  محافظة أسوان أيضا بموقع فريد، ومكانة عظيمة فى تاريخ الإنسانية، ومقومات عبقرية مادية وبشرية قديما 

المركز خرج للنور بموافقة المجلس الأعلى للجامعات برقم (417) بتاريخ 4ديسمبر 2017 بإنشاء المركز.وقرار رئيس جامعة أسوان بتشكيل مجلس إدارة المركز فى أول  يناير 2019 .

حرف تراثية (7)

و يشارك مركز حضارة وتراث أسوان بجامعة أسوان بشكل قوى فى المناسبات المرتبطة بالتراث الحضارى التى تعقد فعالياتها على أرض أسوان مثل الاحتفال بعيد محافظة أسوان القومى ومهرجان السياحة وإحتفالات النوبة وتعامد الشمس على معبد رمسيس الثانى بأبو سمبل، حيث يمكن المشاركة فى شكل تنظيمى لتلك المهرجانات وإلقاء مزيد من الدعم الإعلامى.

و يعكس مركز التراث الحضارى داخل جامعة أسوان بشكل مباشر إهتمام الجامعة بتحمل مسئولياتها تجاه المجتمع بمحافظة أسوان فى الحفاظ على التراث الأسواني، والتصدى بشكل قوى للمعوقات والمشكلات التى تواجه التراث داخل المحافظة، بل والعمل على تطوير وتسويق مقومات التراث الحضارى بالمحافظة، واستغلال تلك المقومات التراثية فى تنشيط أنماط سياحية غير تقليدية مما ينعكس بشكل مباشر على تنمية وتطوير المجتمع.

كما يمكن إستغلال التراث الحضارى الفريد والمميزلأسوان كأداة ووسيلة هامة وفاعلة للتنمية المستدامة داخل المحافظة، ورفع المستوى الإقتصادى والإجتماعى لأبناء المحافظة.

جدير بالذكر أن مركز حضارة وتراث أسوان يعد ممثلاً وعاكساً لإهتمام جامعة أسوان بتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع فى الحفاظ على التراث الأسوانى المادى والغير مادى، والتصدى بشكل قوى للمعوقات والمشكلات التى تواجهه، والعمل أيضا على حسن إدارة وتطوير وتسويق مقومات التراث الاسوانى الحضارى المتنوع والمتميز للإستفادة منها فى تنشيط أنماط سياحية غير تقليدية ، والعمل أيضا على استغلال التراث الحضارى بالمحافظة كأداة ووسيلة هامة وفاعلة  للتنمية المستدامة وتنمية المجتمع المحلى ثقافيا واجتماعياً واقتصادياً.

وتتمثل أهداف مركز حضارة وتراث أسوان فى توثيق التراث الحضارى الطبيعى المادى وغير المادى لمحافظة أسوان وحسن إدارة مقومات التراث الموجود بالمحافظة والتسويق له بكفاءة عالية علاوة على توثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات الأخرى والهيئات العلمية على الصعيد المحلى والعربى والعالمي ورفع مستوى الوعى الثقافى والتراثى لطلاب جامعة أسوان.

والتعريف بمقومات التراث الحضارى المتميز والمتنوع الذى تحظى به محافظة أسوان وعقد دورات تدريبية وتدريسية فى مجال التراث الحضارى لتدريب فئات مستهدفه من طلاب جامعة اسوان أو من خارجها سواء من العاملين فى وزارات الثقافة والآثار والبيئة والسياحة والهيئات الأخرى ذات الصلة والاهتمام المشترك.


 

حرف تراثية (8)
 

 

حرف تراثية (9)
 

 

حرف تراثية (10)
 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع