بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. بهى الدين مرسى يكتب: الانفجار السكاني بحسن نية !!

مليونان ونصف المليون نسمة ينضمون الى مائدة الطعام المصري كل عام. القضية ليست في الرقم المفزع وحسب وهو رقم يضاهي تعداد بعض الدول، وانما في إرباك خطط التنمية.
تخيل لو ان لدينا استراتيجية كاملة لبناء مدارس تستوعب الأطفال من سن السادسة، وهب ان الخطة تتضمن تخصيص كافة الموارد الفنية والبنية التحتية والقوي البشرية لالحاق 6 مليون طفل بالتعليم الإلزامي ومر عام دراسي، وبينما تتهيأ الدولة لإستقبال نفس العدد في العام التالي، فوجئت بزيادة 2.5 مليون ليصبح العدد ثمانية ونصف المليون بدلا من الستة ملايين الذين صممت من اجلهم الخطة .. ما المتوقع؟ عندها سوف تنهار كل المزايا التربوية التى جاءت بالخطة وتعود بالازمة للمربع الأول.
في دراسة الطب كثيرا ما كنت أصادف عبارات تفسر ظاهرة او تشرح وظيفة وبذات الوقت تنطوي على حكمة قد لا ينتبه لها الدارس في حينها.
في علم الطفيليات كنا ندرس دودة الاسكارس والمسماة "ثعبان البطن" وهي بطول قد يصل الى 20 سم وقطر اسطواني يماثل القلم الرصاص، وكنا مطالبين بتشريحها وما هي الا كيس شفاف يحتوى على أجهزة الجسم في حجم اقل من حبة الأرز مجتمعة قرب نهاية الدودة، وباقي جسم الدودة عبارة عن المبيض بسعة نصف مليون بويضة تتجدد كل بضعة أيام.
كان التعليق الذي شد انتباهي لأستاذي الدكتور أدهم رجب مؤلف المرجع ان هذه الدودة كائن لم يخلق ليستمتع بالحياة، وانما "خلقت لتبيض". تذكرت هذه العبارة وانا اتحدث الى خفير من العربان يعمل حارسا على تشوينات بناء ويعيش في غرفة مؤقتة من الطوب المرصوص، ومعه زوجته وستة أبناء وتستعد الأم لإطلاق "الإصدار" السابع والذي يحمل اسم نفس المؤلف، وكأن الخفير وزوجته مسؤلان عن عمارة الأرض !!

 

 

بقلم د. بهي الدين مرسي - طبيب ومفكر

أخبار متعلقة :