بوابة صوت بلادى بأمريكا

بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: رامبو والممر

تناول المصريون كبسوله امل وحماس فى شهر اكتوبر الفائت بمناسبه احتفالات حرب اكتوبر 1973 ولكم كان واضحا مدى اشتياق الشعب المصرى الى جرعه امل وحماس للمستقبل بعدما حول الاعلام المصرى الفاشل حياة المصريين الى حياة كأيبه بفضل افشل اعلام فى العالم المدعوا الاعلام المصرى.

وعن الاعلام المصرى الفاشل تحدث بلا حرج ابتداء من تلقزيون الاخوان المدعوا بالخطاء مبنى ماسبيروا للاذاعه والتلفزيون المصرى ويعتقد البعض  بالخطاء انه تلفزيون الدوله الرسمى ولكن يسيطر الاخوان الارهابيه على كل مقاليد الامور فى هذا المبنى العريق والدوله تعلم كل كبيرة وصغيرة فى هذا الصرح الاعلامى ولا تتحرك لوداء السرطان المتفشى فى هذا الجهاز الحيوى كما لو كانت الحكومه توافق على كل ما يحدث داخل هذا الجهاز الخطير وبالتالى المردود الاعلامى له على المجتمع تحت الصفر.

اما الاعلام الخاص فكلنا نعلم اتجاهات كل قناة مما حول حياة المصريين الى حياة ليس بها الا الشقاء والمشاكل والسعى الى اكبر كميه اعلانات على حساب اى شئ وكل شئ  وبالخطاء يعتقد جهابزة الاعلام المصرى انه كلما زادت كميه المشاكل المعروضه كلما كانت القناه فى قمه النجاح مما حول حياة المصريين الى معاناة دائمه .

بدون شك ا ن الدوله تمر بمرحله اصلاح اقتصادى فى منتهى الصعوبه وكان لابد منها والا كانت العواقب وخيمه وبدلا من ان يقوم الاعلام بدورة لشرح ما تقوم به الدوله من اصلاحات وما المردود الاقتصادى منه قامت هذة القنوات بالمتاجرة بمعاناة الشعب فى مرحله التغيير وتلويين المستقبل بالسواد.

لذلك عندما تناول المصريين كبسوله الامل تفاعل الجميع معها كما لو كانوا متعطشين لنقطه نور فى ظلام وسواد الاعلام الفاشل وهذة الكبسوله هى عرض فيلم  الممر فى احتفالات حرب اكتوبر والحقيقه كان الاحتفاء بهذا العمل فوق العادة لقد قوبل هذا العمل بحماسه غير طبيعيه من كل فئات الشعب واطيافه

لقد عرض هذا العمل بعد عدة سنوات من صمت فنى عن بطولات حرب اكتوبر وحرب الاستنزاف التى تلت هزيمه 1967 المريرة ولم  نرى اى افلام تتحدث عن حرب الاستنزاف التى سبقت حرب اكتوبر التى كتبت سطورها بدماء ابطالها المصريين من ابناء القوات المسلحه المصريه.

فيلم الممر من انتاج الماسه للانتاج الفنى  للمنتج هشام عبد الخالق وان كنت شخصيا اعتقد ان هناك اتفاق تجارى عقد بين ادارة الشئوون المعنويه للقوات المسلحه والمنتج هشام عبد الخالق لطرح الفيلم للعرض التلفزيونى فى فترة عرضه فى دور العرض وسوف نعود لهذة الجزئيه فيما بعد

فيلم الممر تاليف واخراج شريف عرفه

يسرد الفيلم فى بداياته ما قبل حرب 1967 فقد تعرض فى عجاله للاحداث التى مرت قبل هزيمه 67 ونوه الى بعض الظروف والاعداد الخاطئ للحرب فقد كانت بلا تخطيط ولا تنظيم وكانت عبارة عن شو سياسى بلا اى اعداد حربى للمعركه .

بعدها يسرد المعاناة  النفسيه التى عاشها افراد القوات المسلحه بعد هذة الهزيمه التى كان ثمنها خسارة الطيران المصرى باكمله ونصف القوات البريه المصريه وهى تعد الهزيمه الاضخم فى تاريخ العسكريه المصريه  واستعراض الحاله المزاجيه للعامه وظهر ذلك جليا فى مشهد السنترال وهو من المشاهد المحوريه فى السرد الدرامى عندما ذهب ضابط الجيش المصرى بعد الهزيمه لعمل مكالمه تليفونيه لوحدته فى بورسعيد ولمن لا يعلم ان فى الستينات لم تتوافر الاتصالات التليفونيه مثل ايامنا هذة فكان على من يريد الاتصال الذهاب الى السنترال وطلب مكالمه والانتظار حتى دورك فى الاتصال

وهذا مافعل الضابط ولكن قوبل طلبه بالسخريه والتجريح فى القوات المسلحه وهنا اود القول ان المصرى فى الشدائد لا يتردد فى السخريه حتى من نفسه وهو نوع من جلد الذات وهى من مقومات الشخصيه المصريه التى تعرض لها المؤرخ والكاتب جمال حمدان فى وصف وتحليل المزاج المصرى فهو لا يتورع حتى فى احلك الاوقات ان يسخر من نفسه فما كان من الضابط الا ان يتشاجر مع موظف السنترال وبعض المواطنين مما شاركوا الموظف فى السخريه

والحقيقه ان هذة الحادثه كانت حادثه حقيقيه مما جعلها الحدث الحقيقى الوحيد فى الفيلم .وكانت الطريقه التى عالج بها ظابط البوليس تظهر مدى نضج النخبه واحساسهم بمعناة الجيش بعد الهزيمه التى لم يقترفواها بل لقد هزم الجيش قبل ان تبداء الحرب .

ثم يتناول المؤلف بدايه التدريبات العسكريه القاسيه لاعداد القوات بطريقه علميه تعتمد على كفائه العنصر المقاتل وهنا يتعرض الكاتب الى المهمه الانتحاريه المفروض انها تمت اثناء حرب الاستنزاف وهى مهاجمه احدى النقاط القويه للجيش الاسرائيلى فى سيناء وهى مهمه شبه انتحاريه وليست لها خطه انسحاب محددة. وتنجح القوه فى تحقيق المهمه والعودة الى الضفه الغربيه بنجاح .

الفيلم من تأليف واخراج شريف عرفه وانا اعلم انه مخرج يجيد استخدام اللغه السينمائيه فى توصيل النص الدرامى الى المتفرج ولكنى لم اعهدة مؤلف لذلك كان يمكن ان يتعرض لبعض الاحداث الدراميه ببعض التعمق الا انه تعرض لبعض الاحداث كما الجمل التلغرافيه مما افرغها من قوة تاثيرها دراميا وخصوصا فى اسباب هزيمه67 

والعمل فى مجمله جيد ويظهر مدى المجهود المبذول فى اخراجه بهذا الشكل وايضا يظهر مدى تعاون الجيش ممثل فى ادارة الشؤؤن المعنويه وكان يمكن ان يكون الفيلم اقوى مما قدم اذا تصدى له كاتب محترف واستقى احداثه من البطولات الكثيرة جدا فى حرب الاستزاف او حرب 73 ولكن المخرج وهو المؤلف اعتمد على خياله واخرج الفيلم بالتوليفه الكلاسكيه وهى اكشن .رقصتان وقصه حب واود ان اهمس فى اذن الاستاذ المخرج المؤلف ان هذة التوليفه الدراميه قد عفى عليها الزمان فى الدرامه السنيمائيه .

قد اضافت موسيقى عمر خيرت بعدا خدم  المضمون الدرامى وعمقه فى المقابل لم تكن ملك ذوالفقار موفقه فى اختيار الملابس فى هذة الحقبه الزمنيه التى تدور فيها احداث هذا العمل والتصوير كان موفقا فى زواياة وقد قدم الجميع ادوارهم كما مرسوم لهم ماعدا دور الصحفى فقد كان يحاول ان قدم كوميديا ليس لها مكان دراميا وكان مقحم على العمل ككل والاخراج كان بسيط فى توصيل البعد الدرامى ولكن النهايه كانت نهايه هنديه مبالغ فيها او بمعنى اخر ساذجه فى تنفيذها كان يمكن تلافيها بنهايه منطقيهولقد كانت الاستعانه بفريق اخراج معارك اجنبى الفضل فى اعطاء العمل المصدقيه المطلوبه وفى المقابل لم تلعب المؤثرات البصريه الدور المحورى فى انتاج واخراج المعارك بصوره جيدة وكان من الاحرى للمخرج استغلال الجرافيك بحرفيه لاضافه الثراء النظرى للصورة ولكن فضل المخرج استخدام المؤثرات التقليديه عن استخدام التكنولجيا الحديثه فهناك العديد من الافلام الامريكيه الحربيه كانت 80%من المعارك بها من تنفيذ وتصميم الجرافيك والتكنولوجا الحديثه وهى ارخص بكثير عن الطريقة القديمه الكلاسكيه 

ولكن المحصله النهائيه  ان هذا العمل قد اعطى جرعه امل اخرجت المخزون الوطنى داخل كل المصريين بعدما قارب هذا الاحساس بالذبول بفضل المؤامرات الدعائيه على مصر وفشل الاعلام المصرى فى ايقاظ النخوة الوطنيه وان كانت موجودة فى داخل كل مصرى على الدوام .

ولابد ان يفطن القائميين على الوطن ان هذة الافلام هى من تشكل وترسم صورة الجيش الوطنى فمثلا لقد فطنت السينما الامريكيه الى هذة النظريه فانتجت العديد من الافلام التى تمجد المقاتل الامريكى مثل سلسله رامبوا والتى لاقت نجاحا منقطع النظير والتى تقدم المقاتل الامريكى على انه المقاتل الذى لا يقهر على الرغم من هزيمه امريكا فى فيتنام ولكن ماكينه الدعايه الامريكيه حولت هذة الهزيمه الى نصر على شاشات السينما ووجدان المشاهدين فى جميع انحاء العالم

لذلك لابد ان تتبنى ادارة الشؤون المعنويه فى الجيش انتاج افلام مشتركه مستقاة من التاريخ العسكرى المصرى عن حرب الاستنزاف او حرب 73 وما قدم ابنائها من بطولات وضحوا بارواحهم ودمائهم فى سبيل نصرة هذا البلد حتى يعرف الشباب الذى لم يعاصر هذة الحروب مدى تضحيات من سبقوة ويعلم تاريخ بلدة الحقيقى .

ولابد ان تتواخى الدوله اختيار من تشاركه فى انتاج هذة الافلام فانا اتوقع ان يلهث المخرجون والمنتجون لاانتاج اعمال مماثه وهى عادة متاصله فى المنتجيين المصريين وهى التقليد ومحاكاة اى اعمال فنيه ناجحه على الرغم من فشل هذة الوسيله لذلك لابد ان تتوخى الدوله اختيار المنتج والقصه والمخرج حتى نستطيع نمجد بها الجندى المصرى ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم اجمع.

بسرعه

لماذا هذة الثورة على تحويل قناة سى تى فى الى قناة تجاريه لقد عدل المالك عن تحويلها الان نتيجه ثورة الاقباط ضدة ولكن عاجلا اواجلا سوف تتغير هوايتها لان من كان مؤمن بها وبرسالتها قد رحل عن هذا العالم ومن ياتى بعدة لابد ان يكون لديه ايمان مثل ايمانه والا....

 

أخبار متعلقة :