قام باحثون بعمل دراسة لحياة الدلافين فى السيرك،وكانالدولفين يُكافأ بعد قيامه بكل قفزة رائعةبسمكة والتصفير له.
وفى المره الثانية يكافأ بسمكة وتصفير، وكذلك فى المرة الثالثة.
أما المرة الرابعة فقام الباحثون بمكافأة الدولفين بسمكة فقط.
فقام الدولفين بالتصفير لنفسه كتقليد للباحثين.
نعم، عزيزى القارئ، لقد قام الدولفين بمكافأة نفسه حتى عندما لم يجد المكافأة و التشجيع من أحد.
إنه درس رائع من هذا الدولفين الرائع.
على ما يبدو إننا فى إحتياج لأن ندرب أنفسنا ليكون لنا حاسة الإستفادة والتعلم من كل ما يحيط بنا.
إنها رسالة الدولفين:
- كافئ نفسك وليس بالضرورة إنتظار المكافأة أو المساندة من أحد.
فربما أنتم كأسرة قد يكون لكم إهتمامات متعددة، فكل منكم ينظر إلى ما يهمه بشكل خاص، وبرؤية فريدة لا يراها أحد سواه...فهناك من يهتم بممارسة الرياضة، وتكون تدريباته هامة جداً بالنسبة له، وحريصاً عليها، والتحدى الذى يواجه الأسرة هنا هو إذا كان الأب أو الأم غير مهتمين بمشاركة إبنهم فى ممارسة الرياضة أو بحضور تدريباته، فيشعر الإبن أنه فى عزلة من الأُسرة. والأكثر من هذا عندما يتجه أحد الوالدين فى محاولة لعزل ابنه (ابنته) عن ممارسة الرياضة، على إعتبار إنها نوع من الرفاهية ولا داع لها.
هنا يشعر الإبن (الإبنة) إنه فى إتجاه واسرته فى إتجاه آخر ويشعر أيضاً بعدم التقدير الشخصى، لأن اسرته لم تساعده فى التفوق فيما يريد، بل والأكثر من هذا فقد نجد الاسرةإن لم تستطع أن تثنيه عن رغبته المشروعة فإذ بها تنغص عليه من آنٍ لآخر، أحياناً بالمذاكرة وأحياناً بإحتياجات البيت أو... وهنا يشعر الإبن أو الإبنة بأن الحل الأفضل فى المستقبل هو التجاهل التام للأسرة فيما يخصه...بل سيصل إلى درجة أنه لا يريد رؤية والديه، لأنهما (أو أحدهما) أصبحا مصدراً لعدم الراحة (التنغيص) المستمر... تُرى عزيزى القارئ كيف يستفيد هذا الإبن (الإبنة) من هذا الدولفين؟
أعتقد-وقد يكون إعتقادى غير صحيح- أن هذا الإبن (الإبنة) عليه أن يستمر فى ممارسة رياضته، والاهتمام بالنمو فيها، وتشجيع نفسه بنفسه ولا ينتظر المكافأة أو التشجيع من أحد.
وما يقال عن الإبن يقال أيضاً عن الأباء والأمهات، فقد يكون للأب إهتماما خاصاً فى إتجاه معين، صحيح، ويجد سعادته فى هذا الإتجاه، ويرى أن له دور إتجاه البشرية من خلال المشاركة بشكل ما، بما يتفق مع مواهبه ومؤهلاته... وهنا نعود مرة آُخرى للأسرة، فهل تملك الأسرة النضج الكافى على المساندة والتشجيع، أم ستمثل عبء ومصدر لعدم الراحة (التنغيص، كما حدث مع الإبن أو الإبنة) سواء بالتعليقات الغير إيجابية، أو محاولة ثنيه عن ممارسة إهتماماته، بجحة أن هناك آخرون يمكن أن يقوموا بهذا، وانه ليس لنا أن نشارك الآخرين فى تحدياتهم، أو الوقت المبذول مع الآخرين يمكن الإستفادة منه فى شئ آخر يفيد الأسرة...
عزيزى القارئ،أود أن أقول أن هناك بعض النفوس لا ترتاح إلا براحة الآخرين ومساعدتهم، وإن لم يحققوا ذلك، يشعرون بتأنيب الضمير، وعلى الجانب الآخر يشعرون بسعادة غامرة عندما يساعدون الآخرين بخبرتهم وثقافتهم ومواهبهم، حتى وإن كانوا لا يعرفونهم، ويشعرون أنهم قد مُنِحوا تلك المواهب من أجل الآخرين لا من أجلهم...
لذا إذا كان أحد أفراد أُسرتك من ذلك الطراز الفريد، فمن فضلك كن عوناً وسنداً له لينمو فيما يحب،وتكون أنت قد ساهمت فى عمل جيد يفيد البشرية، مهما كان حجمه.
فمن فضلك
- إن لم تستطع أن تشجع، فعلى الأقل لا تُهدم (تتكلم كلاماً غير إيجابى).
أما عن ذلك الأب فنقول له استمر:
- فلا أحد يرى ما تراه سواك. و
- لا أحد يشعر بما تشعر سواك.فـ
- عش الحياة الصحيحة التى تتمناها الآن. و
- استمتع بما تعمل يومياً. و
- وإجعل كل يوم فى حياتك هو قطعة فنية متميزة تتمتع بها.
عزيزى القارئ،
إن جاءك التشجيع والمساندة من شخص ما، فهذا رائع.
وإن لم تأتى المساندة والتشجيع من أحد، فكافئ نفسك واستمر فى استمتاعك بعملك الذى تحبه.
وعلى الجانب الآخر، فـ
- ما تفتقده فى القربين، يمكنك أن تمنحه للآخرين.
فتُشجِّع من يحتاج لتشجيع، وتسند من يحتاج لمساندة، وتعطى من خبراتك لمن يحتاج هذه الخبرة، عندها ستجد معنى عميق ورائع لحياتك، وستشعر بأنك قمت بدور عظيم مع الآخرين، حتى وإن لم تحصل عليه انت شخصياً من القربين لك...
ألم ترى يوماً عزيزى القارئ شخصاً ما يسارع لمساعدة الآخرين دون أن يطلبوا، إنها تلك النفوس العظيمة، وقد تكون أنت واحد منها، التى تملك حساً خاصاً بإحتياجات الآخرين سواء طلبوا أو لم يطلبوا...
ونتذكر قصة مفادها:
تعطلت سيارة أحد الأشخاص على الطريق وكان عليه تغير إحدى الإطارات ولم يكن الموضوع سهلاً، وقد استغرق وقتاً ولم ينتهى. فإذ أحد الأشخاص قد جاء طواعية وساعد ذلك الشخص فى تغير إطار السيارة فى فترة قد امتدت لأكثر من نصف ساعة.
وشكر الرجل ذلك الشاب الشهم لمساعدته وإنصرفا.
وكانت المفاجأة بعد ثلاثة ساعات. أتدرى ما هى عزيزى القارئ؟
لقد تقابلا معاً فى المقابلة الشخصية لطلب وظيفة. فقد كان أحدهما متقدم للوظيفة والآخر هو المسئول عن إختيار الأشخاص، وقطعاً أنت تنبأت عزيزى القارئ بنتيجة المقابلة الشخصية...
ليتنا نتعلم من الدولفين أنه
علينا أننشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد...
متذكراً معك عزيزى القارئ:
بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال التسع والثلاثون قصة السابقة ومنها:
- من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.
- هناك مَنْ يصطاد بالصنارة،وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.
- لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم،فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
- إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.
- ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.
- آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.
- الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.
- لا تفترض أنالطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.
- إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.
- كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.
- كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين
- عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.
- إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.
- إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.
- غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.
- عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.
- اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للإرتفاع.
- النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.
- لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.
- كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.
- التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من إختيارك.
- عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.
- يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.
- تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.
- ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.
- منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.
- أنت حيث تضع نفسك.
- وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.
- سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.
- الإختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.
- معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.
- لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.
- الحياة تتعامل معك على أساس الإستحقاق وليس على أساس الإحتياج.
- إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.
- أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.
- ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.
- اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.
- النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.
- كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.
- كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.
- وعندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...
- كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.
تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، إستنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...
ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...
أخبار متعلقة :