بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. محمد فتحى عبدالعال يكتب: الربو ...الصديق المزمن

 الربو (حساسية الصدر) مرض شائع يصيب الرئتين ويعاني منه ملايين الناس حول العالم وبحسب منظمة الصحة العالمية هومرض مزمن يتسم بحدوث نوبات متكررة تتراوح بين عسر التنفس والأزيز، وهي تختلف في شدتها وتواترها من شخص إلى آخر. وقد تظهر أعراضه عدة مرات في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء مزاولة النشاط البدني أو في الليل.

وأثناء نوبة الربو، تتورم بطانة أنابيب الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تضييق المسالك التنفسية والحد من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها.

تنجم نوبة الربو عن الجزيئات المعلقة في الهواء الناتجة عن عوادم السيارات أو غيرها من الملوثات وكنتيجة للتوتر النفسي والزكام والبرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة ، كما يمكن لبعض الأدوية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين أن تحرض نوبة الربو أيضاً. كثيراً ما تسبب أعراض الربو المتكررة الأرق والإرهاق أثناء النهار وانخفاض مستويات النشاط والتغيب عن المدرسة والعمل هذة الاعراض نتيجة لتقلص الشعب الهوائية بفعل الهستامين وهي المادة المسئولة بشكل رئيسي عن أعراض الحساسية حيث تعمل على انقباض عضلات الشعب الهوائية بالرئتين، مما يؤدي إلى تضييقهاوما يتبع ذلك من نوبات ربوية. تشتق كلمة Asthma وهي التسمية الانجليزية لمرض الربو من اليونانية وتعني(أزمة أو لهاث) وهو المرض الذي دفع الكاتب الفرنسي الشهير مارسيل بروست الي وصف الطب بـ«علم مضحك» لأنّه لم يشفه من مرض الربو الذي قضي ردحا طويلا من عمره يعاني منه ممافرض عليه سياج من العزلة الا ان المرض كان ملهما له في كتابة واحدة من أطول الروايات في التاريخ الأنساني وهي رواية البحث عن الزمن المفقود في 7 مجلدات يبلغ مجموع صفحاتها 3200 صفحة، وضمت مليونا ونصف المليون كلمة وهي الرواية التي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية وفقا لعدد حروفها التي وصلت إلى ما يقرب 10 ملايين حرف في اللغة الفرنسية.ومن الطريف أن ارنستو تشي جيفارا الثائر الارجنتيي النبيل صاحبه هذا المرض المزمن طوال حياته.
يهدف علاج مرض الربو إلى الوصول إلى مرحلة استقرار المرض وتقليل عدد النوبات الحادة للربو واستخدام أقل عدد من موسعات الشعب الهوائية واستمرار المريض في ممارسة حياته الطبيعية دون أي معوقات واستعمال البخاخات بشتى أنواعها هي أكثر الأدوية فعالية في التحكم بنوبات الربو شرط استعمالها بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. وقد أثبت علاج الربو بالأعشاب الطبية، نجاعته ببعض الحالات ومن اشهر هذه الأعشاب : عشبة الايفيدرا وهي واحدة من أقدم العلاجات علي مستوي العالم حيث استخدمها الصينيون الذين يسمونها ماهوانج لالاف السنين لعلاج الربو وعلي الرغم من أن العلماء تمكنوا من فصل المادتين الفعالتين الايفيدرين والسودوايفيدرين عام 1887 غير ان بداية وصفه طبيا كان بعد الحرب العالمية الأولي وذلك بعد اكتشاف اثره الموسع للشعب الهوائية وازالة احتقان الأنف ومن هذا الحين والسودوايفيدرين ذائع الصيت كمزيل الأحتقان حيث يعمل علي مستقبلات ألفا التي توجد في جدران الأوعية الدموية في بطانة الممرات الأنفية والجيوب الأنفية فيعمل على تقليص الأوعية الدموية في الأنف و هذا النشاط محصور في الأنف فقط ومن الأهمية بمكان توخي الحذر عند استخدامه حيث يؤدي الي ارتفاع ضغط الدم واحتباس البول لدي مرضي تضخم البروستاتا كما يوصي بعدم استخدامه لعلاج الربو لدي الاطفال اقل من عامين بدون استشارة الطبيب وتجنبه في مرضي السكر.وبحسب الدراسات فتناول القهوة والشاي ومشروبات الكولا المحتوية على مادتي الثيوبرمين والثيوفيلين بجانب الكافيين وهذه المواد تنتمي الي عائلة الزانثينات والتي تساعد في ايقاف تقلص الشعب الهوائية وتوسعة المسالك التنفسية.عرق السوس أيضا ينصح به بيد أن استخدامه بكميات زائدة يؤدي الي الصداع وارتفاع ضغط الدم كما ينصح بالينسون والشمر .ومن المهم كذلك ممارسة الرياضة لتحسين الوضع العام للرئتين والقلب والجسم كله.

 

د.محمد فتحي عبدالعال
صيدلي وحاصل علي الماجستير في الكيمياء الحيوية

أخبار متعلقة :