بوابة صوت بلادى بأمريكا

سالى بهرام تكتب: ما لا يعرفه الآخرون عن السلطان

 

في الواقع لا يمكنك معرفة طباع السلطان (أبي ديوان) منذ الوهلة الأولى، إذا لم تكن سمعت عنه ممن يعرفه جيدا ، جل صفاته طيبة ، وخصاله نادرة ، على عكس غروره الذي ينتابك بمجرد حديثه عن نفسه أو عن موهبته، تجده شديد التواضع كلما اقتربت من مملكته الخاصة بعيدا عن الرسميات واللغة الإعلامية الحادة.

غاية المفارقة أن لديه منذ الصغر(عقدة الظلم)، وعلى الرغم من أنه الطفل الأصغر (آخر العنقود) في أسرته الكبيرة، فإنه لم يكن ليرضى بأن يحصل على حقه، إلا لو ضمن حصول الآخرين على حقوقهم أيضا، وأخبرني بهذا السر منذ شهرين، فنما عوده كارها للظلم، رافضا كل أشكاله حتى في الرفاهة والحريات.

أعلم أن إحساسه بذاته- رغم قلبه الطيب ورحمته بالضعفاء- متضخم ،ويسبب له بعض المشاكل والأحقاد، ويضيع منه فرصة بعد فرصة، وجائزة تلو أخرى، يزيد فداحة المأساة أن موهبته الطاغية وطاقاته الشعرية المتنوعة وأفكاره المغايرة وملكاته العبقرية قد تعجز مجتمعة عن تحقيق طموحات ذاته التي لا ترى في حصوله على (جائزة نوبل في الآداب) نهاية المطاف؛ حيث دفعه إيمانه الشديد بإمكاناته الخلاقة أصالة وتجديدا في الشعر أن يرى انقياد دنيا الجوائز والمسابقات حقًّا مشروعًا تأخر أحدهما عن صاحبه، لا منحةً من بعض الأدعياء أو الأنصاف المحتكرين.

تحمل  مؤلفاته المتعددة - في غير علم وفن - وعنوانات دواوينه بعض ملامح شخصيته الحقيقية وأفكاره التي يعتقدها، فتحول أحيانا دون تعاطف أصحاب المصالح معه: من ذلك ديوانه الأول(كلمات آخر رجل عربي)، فما طال بلح الشام ولا عنب اليمن، والثاني (أعراف-رباعيات في الغزل السياسي) فظلَّ بين الجنة والنار ينتظر عفو الله وفتوحاته؛ لينعم بكواثر الفردوس، والثالث(كلام الجن) صدَّره بمقدمة نقدية تنظيرية، توضح مآخذه على المدارس الشعرية، وتضع حجر أساس "مدرسة الجن" وخاطب أولادنا في الإهداء قائلا:" إلى أولادي: ديوان- عليّ- ياسين.. أبوكم أشعر من امريء القيس والمتنبي وشوقي، إلَّا أنَّ النقادَ لمَّا يقوموا به". فكوَّن جيوشا من الرافضين بقدر ما جذب جنودا من المريدين المخلصين.

 إنه  زوجي السلطان السيد خلف أ بو ديوان حامل لواء الشعر في العصر الحديث الشيخ الرئيس المجدد شاعر الثقلين. وللبوح بقية عن مملكة السلطان الحقيقية

 

 

 

أخبار متعلقة :