بوابة صوت بلادى بأمريكا

عبير حرب تكتب: أشياء لم يعد لها معني

 

....... وفجاة استيقظت وفتحت نافذتي ولكني لم اري عالمي اللذي كنت اطل عليه من قبل.فكل مارايته بدي جديدا غريبا مصدما لدرجة اني تصورت انه ربما قد تكون ليست نافذتي او ان العالم اللذي اطل عليه ليس بعالمي !!ولكني انتبهت فرايت وجوها تشبه من اعرفهم ولكن ليست هي نفس الاشخاص لقد تبدلوا واصبحت اصواتهم عالية وجوههم شاحبة نظراتهم مضطربة ملابسهم قد تكون اعلي سعرا ولكنها اقل جمالا.
رايت ايقاعهم سريع يجرون ويلهثون ..ماهذا؟؟ اغمضت عيني للحظة عسي ان اصحح مسارها فقد اكون في غفلة اوحلم بعيد في عالم اخر .فتحت عيني مرة اخري ولكني لم اري من شدة ما تنفسته من رائحة هواء ملوث ومحمل بكل ما تضيق به الانفاس من روائح محملة بالكذب والنفاق والحقد والكراهية وهواء تحركه صرخات الضجيج والضوضاء.ووسط كل هذه الصورة المظلمة والمحبطة فاذا بي اجد حوضا من الورود اللتي مازالت محتفظة بجمالها والوانها ولكنها تقوم بشدة رياح التلوث والقبح لتستمر علي حالها وتستطيع البقاء ولكنها للاسف اشبه بوردة في صحراء جدباء لاتؤثر في المشهد ومعرضة للفناء وشدة القبح من حولها لا يجعلني اراها بوضوح .....

هذه قد تكون رؤية لما نحن فيه الان لقد تبدلنا فعلا وتبدل العالم من حولنا وقد بدات الانسانية في هذا العالم تفقد قيمتها وبدا الجمال يختفي ليحل محله القبح في كل شئ.لم تصبح حياتنا الجميلة الهادئة لم تستمر ارواحنا النقية الصافية وعلاقتنا الدافئة الراقية .العالم كله من حولنا انشغل بالمظاهر الفارغة والمتع الزائلة والحروب من اجل الطمع والسلطة والبقاء.حتي الانسان البسيط مجبرا علي الدخول في الصراع والجري من اجل متطلبات حياته اليومية بشكل جعله مضطرا ان يهمل انسانيته وحقوقها عليه ...حتي الموت بكل هيبته وجبروته اصبح لايؤثر فينا ونتلقاه كانه شئ عابر . وحين ادركت انها الحقيقة اللتي اراها من نافذتي تمنيت ان يكون حلما ثقيلا او كابوسا استيقظ منه علي عالمي اللذي احببته وتمنيت ان اعيشه لاخر لحظة في حياتي.عالم الامان والحب والجمال والصدق والصفاء ...عالم الانسان بما تحتويه الانسانية من معاني افتقدناها وسط زحام الحياة وانهيار المبادئ والقبم..قررت ان اغلق نافذتي لاعود الي عالمي ولو حتي في ذاكرتي واحلامي وان يعيش جسدي في هذا العالم اللذي ارفضه ولكن تبقي روحي متعلقة بعالمي اللذي افتقده.

أخبار متعلقة :