قد لا يبدو للبعض وفى مقدماتهم معالى السادة المسؤولين ، أن الإستقرار المادى والاجتماعى هو بمثابة ضمانة لاقتصاد مزدهر مقوماته عجلة انتاج تديرها الايدى البشرية المؤهلة والقادرة على الإنتاج والتطوير والابتكار .. فكيف يبدو لهم ذلك وهم اصحاب تلك القرارات المتتالية وعلى مسافات متقاربة من رفع للأسعار لكل ماهو من مقومات إقامة حياة وحفاظ على وجود بدأنا نفقد إمكانياته البسيطة وفى المقابل دخول لايوجد بينها اى نسبة أو تناسب مع ذلك الغول الذى يأكل جسد المجمتع وينحدر بالطبقات الى ادناها ويزيد الفقير فقراا .. والذى يترتب عليه الكثير والكثير بل ينتج عنه كل ما هو من آثار وقضايا سلبية تحيط بالمجتع وتعمل على تدميره .. تعالوا معى نتأمل سويا اثاره أيها السادة المسؤلين إن كنتم لا تدرون .. بدايتا من تأثيره على الاسرة فيؤدى عدم القدرة على تلبية احتياجات الأبناء والأسرة فى العموم من مستلزمات الحياة الضرورية والمترتب عن الخلل فى الموازنة أو المواكبة بين الدخول والاسعار فمن مؤثرات ذلك زعزعة الاستقرار النفسى والعاطفى بين أفرادها ..
فمن جانب بشعر رب الأسرة بعدم الرضا وتنامى احساس العجز والضعف والإحباط وقلة الحيلة لديه أمام توفير متطلبات ابناؤه والذى يترتب عليه إصابته بأمراض نفسية كالاكتئاب والتوتر والانفعال ، والذى بالتالى يترتب عليه امراض جسدية كالضغط والسكر والقلب وتصلبات الشرايين والذبحات الصدرية وغيرها ممن ينتج عن العوامل النفسية ،والتى تعود فى النهاية على عدم مقدرة الفرد على العطاء والعمل والانتاج والذى ينادى به السادة المسؤولين دون أدنى انتباه لكل ماسبق وكأنهم يتعاملون مع حديد رغم أن الحديد يكل فالآلة والماكينة تحتاج وقود حتى تعطى وتستمر ، ونحن ابسط امراضنا انيميا وسوء تغذية ، وفى المقابل نطالب بالدفع بعجلة العمل والإنتاج ..!! فمن أين تلك القوة الدافعة بها فى ظل دخول لا توفى بالحصول على لقمة عيش صحية سليمة توفر ما يحتاجه الجسد من متطلبات تقيمه وليس مجرد امتلاء ..
نعود ونكمل تلك الاثار التى تعود على الاسرة فنجد من جانب آخر الأبناء وقد تولد وتنامى لديهم الشعور بالحرمان وعدم اندماجهم مع غيرهم من القادرين مما يؤدى بهم إلى حالة من العزلة والحقد والكراهية نتيجة الشعور بالنقص وفقدان الثقة كذلك العدوانية والتى قد تتطرق إلى الانحراف وتبدأ الأسرة فى التفكك الذى ينتهى بالطلاق بعد المرور بسلسلة من المشاجرات والمشاحنات والتى قضت على الروابط العاطفية بين الأسرة من زوجة وابناء لهم احتياجات ، وزوج يكد ويكدح دون جدوى فى مواكبة الغلاء .. وها نحن نمضى إلى آثار أخرى ترتبت على سابقتها من آثار فقد نجد تسرب للابناء من الدارسة نتيجة لهذا التفكك الذى طال الأسرة وقد نجد عمالة الأطفال بل نجد التسول والتشرد والسرقة وتفشى اكثر لظاهرة اطفال الشوارع والتى يترتب عليها أيضا الجريمة بأنواعها من عنف وتحرش واغتصاب وتسول وسرقة وعلاقات محرمة كما يترتب على تلك الآثار ايضا مايمكن أن يتعرض له هؤلاء الأطفال من استدراجهم أو اخذهم عنوة وتحويلهم والتجارة بهم كقطع بشرية ...
اثار تسلم آثار والجانى اسمه الغلاء المدمر للأسر ..
ومن جانب قد نجد الآثار تذهب بنا الى منحى آخر وهو اهتزاز القيم الاخلاقية والتخلى عن المبادئ التى كان يتسم بها وتنيحتها جانبا والتوجه الى الكسب غير المشروع فى محاولة منه لتغطية نفقات الحياة الضرورية للاسرة فنرى الرشوة والاختلاس ومايسمى بالعمولة ، ايضا نرى حالات قد تتفاقم الالتزامات والضغوط والديون عليها سواء فى صورة قروض أو غيرها وتتعثر فى اللايفاء وتظلم الدنيا فى وجهها وترخص الحياه لديهم و يقدمون على الانتحار ..
نمضى ونستكمل معكم أيها السادة المسؤولين عن الشعب جوانب أخرى من الاثار التى تترتب على قراراتكم الطاحنة للطبقات المنعدمة الفقيرة وما كان يعلوها من طبقات كااانت متوسطة ..فنجد زيادة معدل العنوسة والذى فى المقابل ناتج عن عدم قدرة الشاب على الاقدام لإقامة اسرة ، فكيف والغلاء قاضى على كل الطموحات والامال لديهم ومن ثمة نرى جرائم هتك العرض و التحرش والاغتصاب والعلاقات غير الشرعية و قد يصل منها فى بعض الأحيان الى زنا المحارم ، والتى يترتب على الاخيرتين إلقاء ثمرة هذه العلاقة بصناديق القمامة وهكذا اثار تسلم آثار ...
الم ينتبه السادة المسؤولين أن هناك علاقة طردية بين الغلاء والجريمة ..الم ينمو الى مداركهم أنه كلما زادت الاسعار وارتفعت نسبة الغلاء كلما زادت نسبة معدل الجريمة مما ينعكس على الأوضاع الأمنية والاجتماعية وما يؤدى به إلى خلل فى الأمن الداخلى ، فالفقر والعوز والجوع وعدم توافر مستلزمات الحياه أو عدم إشباع الاحتياجات الإنسانية كلها من العوامل االدافعة لقيام الكثير من الجرائم مثال السرقة والسرقة التى قد تؤدى لارتكاب جريمة القتل وكذلك النصب والاحتيال والاختلاس والشيكات دون رصيد والتحرش والاغتصاب بالإضافة إلى المشاجرات التى قد تؤدى إلى جرائم القتل المترتبة على كل هذه الضغوط النفسية التى تكونت وتراكمت لدى الفرد والتى قد تؤدى به فى النهاية إلى انعدام الانتماء للمجتمع بل والذى يصل إلى انعدامه للدولة والوطن بأكمله أمام ذلك الصراع من أجل الوجود فى مواجهه الغلاء للحصول على ابسط مقومات الحياة لقمة العيش ..
فالجوع كافر ..
وما بعد الكفر ذنب ..!
أخبار متعلقة :