دُعى أحد الأطباء لإلقاء محاضرة عن أضرار الخمر، كانت المحاضرة فى مركز للمدمنين! فأحضر معه "دودة" وحوضين زجاجيين ... الأول به "ماء"، والثانى به "خمر".
ثم وضع الدودة فى حوض الماء فسبحت ...
ثم وضعها فى حوض الخمر فتحللت وماتت ...!
حينها نـظر إلى المدمنين سائلاً: "هل وصلت الرسالة"؟
فكان الجواب: نعم!
فقال: وما هى؟
قالوا: الشخص الذى فى بطنه دود،لابد أن يشرب خمر...!!!
هل استنتجت المغزى من هذه القصة؟ نعم فـ
- كل حديث مُعرَّض لأن يُفهم بشكل غير صحيح، بل حتى الصمت يمكن أن يُفسَّر بشكل غير صحيح.
ومن العجيب أنك
- قد تتكلم ببراءة وسلامة نية، وتجد غيرك يفهمك بشكل غير بريئ!
ومن المفارقات أنك قد تجد،عزيزى القارئ، بعض الناس تظن أن فيك أُموراً غير طيبة، فى حين قد يراك آخرون أنك شخص رائع!
عزيزى، لا تهتم كثيراً برأى الفريقين، فالمهم هو حقيقتك أمام نفسك...
ويبقى السؤال:
هل تعيش بعفويتك، تاركاً للناس الظنون، أم تسلك كما يريدون؟!
دعنى أهمس فى أذنك وأقول، وهو رأى شخصى، وقد يكون غير صحيح،وهو
- عش حياتك بتلقائية وبساطة وعفوية، فالألسنة لن تصمت على أية حال.
ولعل من الأسباب التى تجعل الأشخاص لا تفهم بعض جيداً، هو:
عدم استخدام الكلمات المناسبة الواضحة، مما يؤدى إلى غموضها لدى المستمع، وبالتالى يتم تفسيرها بشكل غير صحيح.
وقد يكون لإختلاف الثقافات بين الأشخاص، حيث يكون للكلمات والعبارات مدلولات مختلفة...
ولذا كثيراً ما تجد فى المقابلات الشخصية، فى الهيئات الأمريكية (ولاسيما فى نيويورك)، أسئلة عن كيفية تعاملك مع الثقافات المختلفة، وكيف تجهز نفسك لهذا التعامل، وهل هذا التنوع ( (Diversity يصب فى مصلحة المنظومة أم لا؟
ولعل من الخبرات التى اجتزنا فيها، هو أنك قد تسمع عبارة تظن إنها غير لائقة، وعندما تتناقش مع قائلها، تكتشف أنه يعنى معنى بسيط! هذه هى الثقافة التى تربى عليها!! فما يراه بسيطاً قد لا أراه أنا بسيطاً إلا حينما أتفهم الخلفية الثقافية له...
ومما تعلمناه فى الحياة، هو أنه
- عندما تكون الردود عليك مختصرة، فعليك أن تدرك أن وجودك أصبح غير مرغوب فيه.
وأيضا عندما ننصت للآخرين، لنكن مدققين، ليس فقط لما يقولونه، بل لما لا يقولونه أيضاً، حتى تستطيع أن تفهم الناس، وعلى حد تعبير جبران خليل جبران:
- ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره. لذلك إذا أردت أن تعرف شخص فلا تصغِ إلى ما يقوله بل إلى ما لا يقوله.
عزيزى القارئ، قد تجد البعض لا يحاولون أن يفهموك جيداً، اطمئن، ولا تشغل بالك كثيراً، ولا ترهق نفسك كثيراً فى محاولة تصحيح مسيرتهم، ورؤيتهم، فالبعض نادراً ما يقبلون، والكثيرون لا يقبلون أن يطوروا أنفسهم، بل هم سعداء بأن يستمروا على ما هم فيه.وهذا ليس غريباً، ألا تتفق معى أنه
- بالرغم من كل الماء العذب الذى تصبه السماء فى البحر، إلا أن البحر يظل مالحاً!!
واسمح لى عزيزى القارئ أن أُشارككتساؤل، وهو:
لماذا الكثير من البشر لا يميلون لحسن الظن بالآخرين؟
هل لأن عدم حسن الظن يمنحهم قصص مثيرة، ويمكِّنهم من إضافة لمساتهم الخاصة التى من نسيج خيالهم؟! أم إنه نوع من توخى الحذر وأخذ الاحتياطاتاللازمة، تحسُباً لحدوث شيئاً ما؟!
الإجابة هى إننى لا أعرف الإجابة، وأترك الإجابة لتأملات ورؤية القارئ العزيز.
وعلى الجانب الآخر، ألا ترى معى عزيزى القارئ، أن
- معظم مشكلاتنا (تحدياتنا) تقع بسبب الفجوة بين ما أقصده أنا وما تفهمه أنت، والعكس؟
وهذه الفجوةهىالتىحدثت بين الطبيب والمدمنين، وحدثت بين مجدى والمعلمة،
فالطفل مجدى البالغ من العمر ست سنوات والذى لم يكن يحب المدرسة، ولا الاستيقاظ مبكراً.
واشتكت الأم للمعلمة وطلبت منها أن تساعدها فى هذه المشكلة (التحدى)، وفى المدْرَسة تكلمت المعلمة عن أهمية النشاط، وأن الشخص الذى يستيقظ مبكراً يستطيع تحقيق أهدافه أكثر من أى شخص آخر، ولكى تدعم المعلمة رأيها حكت للأطفال قصة العصفور الذى يستيقظ باكراً، ولذلك أعطاه الله افطار اليوم، ووجد دودة فأكلها وملأ بطنه تماما. ونظرت إلى مجدى... وسألته ما رأيك يا مجدى فى هذه القصة؟ وبكل جرأة وشجاعة رد مجدى قائلاً:
الدودة ماتت لأنها استيقظت مبكراَ!!
عزيزى القارئ:
- من أراد أن يفهمك بطريقة غير صحيحة، سيفعل، حتى وإن وصل به الحد إلى أن يعتبر كلمة (شكراً) إهانة (عدم تقدير). و
- من لا يريد أن يتقبل رأيك، سيجد ألف طريقة لكى لا يفهمك بالشكل الصحيح.
متذكراً معك عزيزى القارئ:
بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال السبع والأربعين قصة السابقة ومنها:
- من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.
- هناك مَنْ يصطاد بالصنارة،وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.
- لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم،فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
- إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.
- ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.
- آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.
- الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.
- لا تفترض أن الطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.
- إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.
- كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.
- كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.
- عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.
- إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.
- إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.
- غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.
- عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.
- اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للإرتفاع.
- النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.
- لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.
- كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.
- التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من إختيارك.
- عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.
- يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.
- تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.
- ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.
- منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.
- أنت حيث تضع نفسك.
- وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.
- سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.
- الإختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.
31.
- لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.
- الحياة تتعامل معك على أساس الإستحقاق وليس على أساس الإحتياج.
- إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.
- أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.
- ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.
- اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.
- النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.
- كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.
- كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.
- عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...
- كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.
- علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.
- من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.
- إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.
- كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.
47 - إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.
تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، إستنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...
ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...
أخبار متعلقة :