بوابة صوت بلادى بأمريكا

قصص قصيرة بقلم عماد ابوزيد

 
 
1-ليلُ " سهير "
يبيت وحيدًا مكلومًا، يغمرهُ العرق. المقاعد، والتِّلفاز، والسَّتائر، والمصابيح تركض من حوله. كـان شجارٌ نشب بينه وبين سهير صبيحة اليوم، بدَّد ما كان بينهما من مودَّة.
 
2-كَسرُ القيد ِ
بجوار الهاتف كان ينتظر، وقد أخذ منه الهوان والضَّعف. هكذا كانت حَالهُ إلى أن أفاق من سكرتهِ، وحرَّر ذاتهُ من أُسارها.
 
3-قطارُ المدينةِ
منذ ثلاثة أعوام أو يزيد، كان أمين هُنا في هذي المدينة، يمشي بجوار سور محطة السكة الحديد، وفي هذا المكان وقف يهاتف فرح، وعيناه تصبو إلى القطار، الذي يقلّهُ إليها في نهاية الأسبوع. كان أمين شغوفًا بسماع صوتها في طلعة كل صباح، واليوم ها هو هنا في هذه المدينة، يمضي بجوار السُّور وحيدًا، يبتسم للقطار، وهو يترحم على فرح.
 
4-شحنُ رصيد ٍ
يتأمل الشعر الأبيض الذي غدا يهاجم رأسه بضراوة. يغتم لتقدم العمر بهِ، يعدل عن الذهاب إلى العمل، يَتوجـه إلى أمهِ، ويأكل مما تُقدمهُ يداها لهُ بشراهةٍ.
5-نقطة ُ تَحول ٍ 
التقاه في محطــة " السُّوبرجيت"، ظلَّ يتحدَّث كثيرًا عن نفسه؛ ففطن إلى أن أحدًا لم يسمعه من قبل. عند نهاية حديثه صار شخصًا غير الذي تودَّد إليه بابتسامة.
 
6-تثبيتُ الزمن ِ
يحدِّقُ إلى ملامحها، وعينيها. يشخص إلى شعـرها، الماضي بعيدًا وراء ظهرها، ترتجف شفتاه، يودُّ أن يبوح لها بكلامٍ كثيرٍ، ويبث...                         ترتطم نظارتهُ ببرواز الصورة، ترتدُّ عيناهُ حزينة.
 
 
 
 
7-بعضُ الوقت ِ
دخلتْ من الباب مُسرعةً، تبحث عن اسمها في كشوف النتيجة. كان ممدوح بانتظارها، تبادلا التَّهاني بالنجاح. أمسك بيدها، توجها إلى حديقة الأورمان. دَنتْ مِنهُ، طبعتْ صورتها في حدقتيّ عينيهِ، ذَكَّرتهُ بأحلامهما في النجاح، والزَّواج. أخبرها أنه لن يستطيعَ أن يفيَ بوعدهِ. اعتذر، وانفصلت اليدان.
8-عصا وحيدةّ
يضرب برأسهِ في الهواء، ينسكبُ مخزون الذِّكريات. لم يتبقَ لهُ سوى نظارة يلتمسُ بها نورًا، وعصا يتوكأ عليها.
 
9-طعمُ البيت ِ
" كلَّما أردتُ أن ألتقيكِ، تفجرَّتْ ساعتي عن مفاجأة لم أكن أحبُّها أو أفكر فيها قَطُّ ".  
يُردِّد عمرو تلك الكلمات، عند مرورهِ بالبيت، الذي كانت تعيش فيه محبوبته.
 
10-حَبَّة ُحُب ٍ
بصوتٍ هامسٍ، قال للفتاة التي تكبرهُ بعشرة أعوام على الأقل:
-أحبك.
بثقةٍ قالت لهُ:
-ولم تخفض صوتك ؟، إن كنت تُحبني فلا تخشَ أحدًا.
  يتذكّر ذلك كلَّما مر بالشّارع، الذي عاش فيه أيام طفولته، يُلقي نظرة على المنزلين اللذين تجاورا فيهما. يضحك دون أن يداهمهُ خوف من أخيها الأكبر، الذي كان داخل حجرته آنذاك.
11-عهدُ امرأة ٍ
-إذا مِتُّ تأتي لزيارتي مرة كل أسبوع على الأقل، وتقرأ الفاتحة عند قبري.
-كُلُّنا أموات.
-المُّهم الحي يسأل عن الميِّت.
نَأتْ عنهُ، وربما لم تعد تَذكُّرهُ. يتساءل:
-هل كانت في غفلةٍ وهي تتحدَّث معي ؟،  
أم أنَّها...؟
12-يومٌ طويلٌ
5 سبتمبر في نتيجة الحائط تنظر بعين الرِّثاء إليهِ. ليلٌ يعقبهُ نهار، ويبقى في هذا اليوم حاضرًا.

أخبار متعلقة :