دعونا نتوقف ببعض المفاهيم العامة وإن بدت تقليدية لكنها مفيدة للعقل الجمعي وحسن النوايا وفلسفة البناء ..
فلننطلق من ماهية الاحتراف؟ ..
في العالم الغربي المتحضر كرويا ومؤسساتيا يعني اهداف عدة متطورة وقد لا تخطر على البال .. لسنا بصدد الحديث عنها .. فيما عندنا في العراق وبناء على المخطط الذي يقوده الاخ الكابتن عدنان درجال ويدعمه بقوة دولة رئيس الوزراء نستطيع حصر الأهداف .. على الاقل الآنية والقريبة منها بما يلي :
١- تنظيم مسابقة الدوري الكروي وتشذيبها بما لحق ولصق بها خلال سنوات خلت ..
٢- تطوير المستوى الفني والإداري والاجتماعي للأندية وما يعكسه إيجابا على مستوى المنتخبات الوطنية ..
٣- اعتماد الأندية على قدراتها في تدبير شؤونها المالية والإدارية تدريجيا من خلال صناعة المال الذي يعتمد أساسا على التسويق الفني والإعلامي ..
٤- ربما هناك أهداف أخرى ممكن تحقيقها بالمستقبل شريطة تثبيت دعائم الخطوات الأولية ..
بنظرة معمقة نستشف أن الأهداف طموحة ومهمة ومفيدة ليس على المستوى الرياضي فحسب بل على ملفات حياتية عدة .. وهي اهداف تستحق الدعم الحكومي المخصص وإمكانية زيادته .. فكلما كانت الأهداف كبيرة تطلبت ميزانية اكبر فالمال عصب الحياة العملية ..
هذه المقدمات .. تسوقنا عقليا إلى جملة من التساؤلات المشروعة ..
منها :-
١- إن مشروع الاحتراف لا ينبغي النظر إليه وفقا لما صرف له من خزينة الدولة إلا من خلال هذه الزاوية والعنوان بأنه مشروع حقيقي مستدام وليس تنظيم بطولة تنتهي بوقتها ويومياتها .
٢- إن المشروع ينبغي أن يكون مؤسساتيا لا شخصيا ويرتبط بالمؤسسة وينهض بها ويتحمل مسؤوليته القائمين به ..
٣- إن النسخة التجريبية من المشروع أو بوابته وانطلاقته يجب أن تخضع لمعيار التقييم والجدوى بين المصروف والمتحقق .. وفقا للأهداف العليا الاستراتيجية المشار إليها أعلاه ..
٤ - الخطوة اللاحقة اي الموسم ما بعد التجريبي ينبغي أن تخضع معايير دعمه سيما المالية منها مع المتحقق وبما ينسجم مع مرحلية وخارطة طريق المشروع .ولا يحق للدولة أن تصرف أموال بناء على وعود لقضية بل وفقا لبيانات وارقام تصدر من لجان مختصة والا تدرج العملية برمتها بخانة هدر المال الوطني .
٥ - هناك ثلاث مؤشرات تساعدنا لتحري ما نريد ونذهب إليه وفقا لحسن النوايا والمهنية والحرص على المصلحة العامة وتحسبا للوقت واظهار الجدية والمصداقية للرأي العام والمختصين والمهتمين والمتابعين وغير ذلك الكثير .. منها :-
١- مدى ترسخ عقلية الاحتراف بمعنى صناعة المال في إدارات الأندية والاتحاد .
٢- هل تتم عملية صناعة المال وتسير بالاتجاه الصحيح المنسجم مع مشروع الاحتراف والتي تتمثل بالتسويق الإعلاني وشراء وبيع اللاعبين وتسجيل فوارق مهمة واضحة في حسابات الأندية والاتحاد وفقا للجان متخصصة تتمتع بدراية ووطنية ونزاهة عالية ..
٣- تقيم المخرجات المرافقة لمراحل تطور المشروع خلال العمر الافتراضي ومراقبة مديات تحقيق تحسن المستوى الفني والإداري والتنظيمي للأندية والاتحاد بما يبعث الاطمئنان على نجاح المشروع ..
ختاما نأمل التوفيق لجميع الإخوة العاملين والداعمين لهذا المشروع الكبير والطموح بروح تواقة لنجاحه وندعو الحكومة الموقرة لزيادة الدعم والاهتمام المعنوي والمادي .. شريطة أن يكون العنوان والدافع والتنفيذ مؤسساتي وليس شخصي ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق ..
أخبار متعلقة :